الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
Home » إسرائيل تستعد لاحتمالات تحول الصراع في سوريا من إقليمي إلى دولي

إسرائيل تستعد لاحتمالات تحول الصراع في سوريا من إقليمي إلى دولي

by admin

 

تخشى سيطرة المسلحين على أسلحة كيماوية وترتب مع واشنطن كيفية التعاطي مع تداعيات تدهور الأحداث

اندبندنت عربية / أمال شحادة

-أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية أن تل أبيب وواشنطن ترتبان سبل التعامل مع التطورات في سوريا لا سيما لجهة التنسيق بين قيادتي الجيشين في حال اضطرت إسرائيل إلى تنفيذ هجوم على سوريا.

-أصدرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية توصية لقيادة الجيش بالاستعداد لهجوم طارئ على سوريا ولاحتمال تجدد القتال في لبنان لأيام عدة، على رغم التقديرات بأن الحزب سيكون حريصاً على تهدئة هذه الجبهة للتفرغ لجبهة سوريا.

تنشغل المؤسستان السياسية والأمنية داخل إسرائيل في بحث تداعيات الأحداث التي تشهدها سوريا، في أعقاب سيطرة التنظيمات المسلحة على مناطق واسعة فيها، والتطورات التي بحسب إسرائيل قد تحول الصراع الحالي من إقليمي إلى دولي. وتتخوف تل أبيب من مواجهة تحديات عدة وأخطار من شأنها أن تهدد أمنها، تحديداً إذا ما انتقلت الأسلحة غير التقليدية إلى أيدي التنظيمات المسلحة، التي ترى إسرائيل أن معظمها معادٍ لها.

جاء هذا التقييم في جلسات مشاورات وصفت بـ”الماراتونية” بعضها عبر الهاتف وأخرى في وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب لبلورة سيناريوهات كيفية مواجهة التطورات المتصاعدة للأحداث في سوريا، على رغم أن إسرائيل ترى أن ما يحدث يشكل “جانباً إيجابياً لها على المدى القريب”، إذ ينتقل ثقل نشاط “حزب الله” وإيران من لبنان الذي دخل فترة 60 يوماً لوقف القتال، إلى سوريا حيث سيكثف الطرفان المعارك في مواجهة التنظيمات المسلحة بعيداً من إسرائيل.

ولكن في الوقت نفسه، لم تخفِ إسرائيل، في أعقاب جلسات التقييم قلقها وخشيتها من توجيه خطر النيران نحوها. وبحسب تقرير أعدّ بعد جلسات تشاور مكثفة أجرتها الأجهزة الأمنية، فإن إسرائيل أمام تحديات ووضع خطر وأصدرت تعليماتها للمستوى العسكري للاستعداد لاحتمال اضطرارها إلى شن هجوم وتوسيع حرية تحركاتها العملياتية والعسكرية داخل سوريا، في حال اتضح أن التنظيمات سيطرت على الأسلحة الكيماوية وغير التقليدية التي هي في حوزة نظام الأسد وتشكل خطراً كبيراً على أمنها.

واعتبر خبير الشؤون العربية في قناة “كان” الإسرائيلية أليئور ليفي أن “المتمردين في سوريا قاموا بعمل شبيه بأحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 لنظام الأسد وبتوقيت إشكالي لسوريا، مما قد يؤثر في مختلف التطورات تجاه لبنان أيضاً”، ولكنه أضاف أن “القلق الأكبر لدى إسرائيل هو خطر استيلائهم على معهد أبحاث عسكري حساس فيه أسلحة غير تقليدية تهددنا بصورة خطرة، وهذا أمر غير سهل على إسرائيل”.

خطر سيناريو انهيار نظام الأسد

وبحسب تقييم للأجهزة الأمنية والاستخباراتية طرحته خلال جلسة تشاورية شارك فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته، فإن “البنى التحتية الإيرانية المركزية في سوريا تضررت بصورة كبيرة وسقطت في أيدي التنظيمات المسلحة، فيما اضطر ’حزب الله‘ إلى تحويل موارد للدفاع عن نظام الأسد، وهي تطورات تزيد من احتمال الحفاظ على الهدوء على الحدود الشمالية، وتؤثر على نحو مباشر في قدرة العمل ضد إسرائيل، بالتالي صمود اتفاق وقف إطلاق النار”.

ولكن أمام هذه التطورات التي ترى فيها الأجهزة الأمنية نوعاً من الإيجابية في المدى القريب، حذر التقرير من احتمال سيناريو انهيار النظام السوري، وجاء فيه أن “مثل هذا السيناريو، وفقاً للتقديرات، يمكن أن يؤدي إلى فوضى تنشأ منها تهديدات عسكرية جديدة ضد إسرائيل”.

ويقول الخبير في الشؤون السياسية يارون أفراهام إن “الأحداث على الساحة السورية التي تتضح تداعياتها أيضاً على المستوى الدولي تمثل نقطة تحول محتملة في مجموعة القوى الإقليمية. مع ذلك، وعلى رغم الاتجاهات الإيجابية بالنسبة إلى إسرائيل في الوقت الحالي، تؤكد مصادر استخباراتية أن أي سيناريو متطرف يمكن أن يعكس هذه الرؤية ومن شأنه أن يخلق تحديات جديدة لإسرائيل”.

وأعلنت مصادر أمنية إسرائيلية أن تل أبيب وواشنطن ترتبان سبل التعامل مع التطورات في سوريا، لا سيما لجهة التنسيق بين قيادتي الجيشين في حال اضطرت إسرائيل إلى تنفيذ هجوم على سوريا. وأصدرت الأجهزة الأمنية توصية لقيادة الجيش بالاستعداد لهجوم طارئ على سوريا ولاحتمال تجدد القتال في لبنان لأيام عدة، إذا ما استمر انتهاك الاتفاق من قبل عناصر “حزب الله”، على رغم التقديرات بأن الحزب سيكون حريصاً على تهدئة هذه الجبهة للتفرغ لجبهة سوريا.

“لن ننحاز لأي طرف”

وبينما نفى الإسرائيليون أن تكون هناك علاقة لإسرائيل أو التنسيق مع تركيا للهجوم على سوريا بعد تهديدات نتنياهو في مقابلة تلفزيونية لرئيس النظام السوري بشار الأسد بقوله “لا تلعب بالنار”، مشيراً إلى تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، أكد وزير الخارجية جدعون ساعر أن تل أبيب لن تنحاز إلى أي طرف في سوريا، وقال “بالنسبة إلينا لا يوجد جانب جيد هناك. ولن ننحاز لأي جهة ليتعاركوا معاً ولكن سنحافظ على ضمان أمن إسرائيل، كما نرى أننا بحاجة للنظر إلى مصالح الأقلية الكردية في شمال سوريا، ونرى ما هي رغباتها، وكيف يمكننا الاستفادة من الوضع لزيادة التعاون معها”.

وهناك من يحذر من سيناريو انهيار النظام السوري الذي وفقاً لتقديرات مسؤولي الاستخبارات، يمكن أن يؤدي إلى فوضى تنشأ منها تهديدات عسكرية جديدة ضد إسرائيل.

تغيير قواعد اللعبة

يتفق الإسرائيليون على أن سوريا شكلت قاعدة مركزية وقوية داعمة لإيران و”حزب الله” في حربيهما ضد إسرائيل من خلال تموضع عناصرهما في سوريا وأيضاً السماح بنقل الأسلحة إلى “حزب الله” في لبنان وتعزيز قدراته. ولكن وفق ما يرى المستشرق الإسرائيلي البروفيسور أيال زيسر، فعلى إسرائيل أن تستغل ما أسماه “الواقع الجديد في سوريا لتغيير قواعد اللعبة هناك وتعمل بتصميم وحزم أكبر من الماضي للقضاء على إيران ووكلائها في المنطقة”، وقال إن “الروس والإيرانيين ومقاتلي ’حزب الله‘ هم من أنقذوا بشار الأسد قبل عقد من الزمن، غير أن الروس غارقون اليوم في حربهم مع أوكرانيا وإيران تتعرض لضغط أميركي ثقيل وهي مردوعة من إسرائيل، فيما أن ’حزب الله‘ لم يستفق من الحرب الأخيرة في لبنان”، مشيراً إلى أن “الأسد لوحده لا يمكنه أن يتصدى لأعدائه، وهذا ما يعرفونه جيداً في موسكو وطهران، ومع ذلك فإن سقوط النظام السوري بالنسبة إلى إيران وروسيا هو مسألة حياة أو موت باعتبار أنه يتعلق بمستقبل وجودهما في المنطقة، ولهذا ستفعلان كل شيء لإنقاذ الأسد الذي يحظى بدعم أبناء طائفته الذين يسيطرون في الجيش السوري”.

وبينما يدعو زيسر إلى تغيير قواعد اللعبة مع سوريا في الوقت الحالي، يرى أن “وقوف إسرائيل في السابق إلى جانب بشار الأسد لاعتبارات أنه كان حاكماً حذراً يحرص على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود في هضبة الجولان، وهو الموقف الحيادي ذاته الذي اتخذه الأسد أثناء الحرب في لبنان وغزة”، ولكنه يضيف أن “الأسد يشكل حلقة حرجة في المحور الذي يربط بين طهران وبيروت. فبعد كل شيء، قامت سوريا بتوريد سلاح متطور لـ’حزب الله‘ وسمحت لإيران بنقل سلاح للحزب عبر أراضيها. الآن وبعد أن أزيل تهديد ’حزب الله‘ عن إسرائيل وتغيرت الخريطة الإقليمية، يجب علينا إعادة النظر في موقفنا وطريقة تعاملنا مع الأسد”.

ما بين وقف النار في لبنان وسوريا

وفي إسرائيل، أجمع أمنيون وعسكريون أن الحرب التي خاضتها تل أبيب ضد “حزب الله” ووصلت إلى اتفاق لوقف النار، أسهمت بصورة كبيرة في تنفيذ الهجوم على سوريا من جهة استعداد هذه التنظيمات واستغلال الفرصة، ليس فقط بسبب القتال في لبنان بين إسرائيل و”حزب الله” وإنما، بحسب أمنيين إسرائيليين، لنجاح الجيش بتقويض قدرات “حزب الله” العسكرية والقضاء على قيادته ومعظم عناصره في الميدان.

ويقول الخبير العسكري رون بن يشاي إنه من شبه المؤكد وجود ربط بين الهجوم المفاجئ في سوريا ووقف النار في لبنان، “فالمسلحون كانوا يسيطرون بدعم من تركيا على محافظة إدلب في سوريا، بعد أن صدهم نظام الأسد بمساعدة الروس والإيرانيين في معظم أراضي الدولة. هناك نظموا أنفسهم، بقيادة ما كان يعرف سابقاً بـ’جبهة النصرة‘، بعدها انضموا تحت قيادة تنظيم واحد عرف بـ’هيئة تحرير الشام‘، وواصلوا خوض الحرب. وقد بدأت الانعطافة عندما شن نصرالله حرب استنزاف ضد إسرائيل في الثامن من أكتوبر عام 2023 وعندما هرعت إيران لمساعدته، بخاصة خلال الأشهر الأخيرة”.

وبخصوص دور إسرائيل من خلال عملياتها في سوريا، قال بن يشاي “لقطع الطريق على الدعم الإيراني لـ’حزب الله‘، هاجم الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة 70 هدفاً في سوريا، لم تقتصر على المعابر الحدودية التي تمر عبرها المساعدات العسكرية بل أيضاً مخازن ومنشآت لـ’حزب الله‘ هناك”.

ويستبعد أمنيون أن “يدخل رئيس النظام السوري بصدام مع إسرائيل وهو ضعيف وفاقد للسيطرة ويعرف بأن ’حزب الله‘ لن يهرع الآن لنجدته، وإذا جلب الإيرانيون رجال الحرس الثوري والميليشيات لمساعدته، فمن شبه المؤكد أن إسرائيل ستقصفهم وجيشه وهذا سيضعفه أكثر وأكثر، فضلاً عن أنه يريد الحفاظ على موقعه ونظامه”.

المزيد عن: إسرائيلبنيامين نتنياهوسورياوزارة الأمن الإسرائيليةهجوم 7 أكتوبرلبنانحزب اللهإيرانأسلحة كيماويةنظام الأسدروسياهضبة الجولانإمدادات عسكرية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00