الخميس, ديسمبر 5, 2024
الخميس, ديسمبر 5, 2024
Home » أين تركيا من معارك حلب؟

أين تركيا من معارك حلب؟

by admin

 

يرى محللون أن أنقرة منخرطة بصورة أو بأخرى في المعارك الدائرة بين المعارضة والنظام السوري

اندبندنت عربية / اسماعيل درويش صحفي تركي

قبل صياغة الخبر وبعد صياغته تتغير خرائط السيطرة في الشمال السوري بصورة فاجأت جميع الأطراف، بمن فيهم المهاجمون أنفسهم الذين لم يعتقدوا أنهم سيدخلون مركز مدينة حلب بعد أقل من 72 ساعة على انطلاق هجمات عملية “ردع العدوان”، وفق التسمية التي أطلقتها عليها فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً”، والتي جاءت بخطاب جديد اقترب أكثر من المعارضة المعتدلة وسمح بالتعاون معها في الهجمات الأخيرة.

والسؤال الأبرز المطروح اليوم بقوة، هل يمكن لأي تحرك عسكري يجري في الشمال السوري دون دعم تركي أو في الأقل دون موافقة أنقرة، وهي التي ينتشر جيشها بصورة واسعة النطاق في مناطق شمال غربي سوريا، والتي ضمنت المعارضة السورية خلال الأعوام الماضية من خلال التفاهمات مع روسيا، والاتفاقات التي حملت توقيعات رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين.

هل من أصابع تركية في “ردع العدوان”؟

القيادية في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا آلتون تكين قالت في حديث إلى “اندبندنت عربية”، إن “تركيا تراقب التطورات المتسارعة في سوريا، ولا نريد لجارتنا الجنوبية إلا أن تكون آمنة مستقرة، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وما يهمنا هو عدم تقسيم جارتنا، ومنع قيام دولة إرهابية على حدودنا”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.

وتشير تكين إلى أن “تركيا لم تتدخل في العمليات العسكرية التي تجري في حلب، وسبق أن دعونا حكومة بشار الأسد إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، للتوصل إلى تسوية سياسية تؤمن عودة آمنة وطوعية للملايين من إخوتنا السوريين في بلادنا، والتعاون على مواجهة الإرهاب ومنع الكيانات الانفصالية من التحكم بمستقبل سوريا”.

دخان متصاعد جراء الاشتباكات في حلب (أ ف ب)

عيون تركيا بمكان آخر

رئيس تحرير صحيفة “اندبندنت التركية” الصحافي محمد زاهد غول اعتبر بدوره أن “الخطاب الرسمي التركي حتى هذه اللحظة لا يتبنى تطورات ما يحصل على الساحة السورية بصورة عامة، لكن من المؤكد لا يمكن نفي علاقة أنقرة المباشرة وغير المباشرة، ويمكن أن نتحدث أن عزوف المعارضة السورية عن الاشتباك مع النظام سببه يعود لاتفاق أستانا التي تعد تركيا أحد الضامنين لها. ويمكن القول إن أنقرة طرف بصورة أو بأخرى، وليس من المعروف إن كان ما جرى هو بتوافق تركي روسي أم لا، وقد لا يكون ذلك بصورة مباشرة”.

وأضاف غول في تصريح خاص أنه “بعيداً من حلب المدينة فإن عين تركيا على مناطق أخرى في محافظة حلب، وأعني على وجه التحديد “تل رفعت” و”منبج” اللتين تسيطر عليهما فصائل كردية مسلحة تعدها أنقرة تنظيمات إرهابية وترى فيها تهديداً مباشراً لأمنها القومي، يعني منذ عام 2016 تغيرت أولويات حكومة أردوغان فتحولت من إسقاط النظام في دمشق إلى حماية الأمن القومي للبلاد”.

ويتابع تأكيده أن “التطورات متسارعة للغاية والساعات القليلة المقبلة ستجيب عن كثير من الأسئلة. ولا يمكننا تخمين إذا ما كان المهاجمون سيتوقفون عند حدود حلب أم لا، ولا نعرف هل سيكون هناك تدخل روسي أو إيراني بزخم أكثر، أم أن هناك معادلات جديدة قد يفرضها الميدان”.

مخاوف من صدام تركي – روسي جديد

وبخصوص إذا ما كانت هذه العملية تهدف لطرد إيران و”حزب الله” من سوريا، أوضح غول أنه “من المبكر الجزم بهذه النقطة، لأن ’حزب الله‘ ليس موجوداً في شمال سوريا فحسب، إنما في جنوبها وشمالها وشرقها، وطرد الميليشيات الإيرانية من الشمال لا يعني إخراجها بالكامل من الأراضي السورية إلا إذا كانت هناك مفاجآت أخرى كهذه التي حصلت خلال الساعات القليلة الماضية”.

وختم الصحافي التركي حديثه بالإشارة إلى أن “هناك محللين أتراكاً يخشون بالفعل مواجهة تركية – روسية مرة أخرى على الأراضي السورية، هذا السيناريو لا يزال وارداً”.

مشهد أوسع

بدوره، رأى الصحافي الروسي ديميتري بريكع أن “ما يحدث في حلب الآن هو جزء من مشهد أوسع يعكس التغيرات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. وبالنسبة إلى حلب التي تعد المدينة الثانية من حيث الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية في سوريا تواجه اليوم تحولات ميدانية عميقة، إذ إن السيطرة المتزايدة للمجموعات المسلحة أو الفصائل القادمة من إدلب بقيادة هيئة تحرير الشام المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل روسيا، تشكل تطوراً ذا أبعاد متعددة”.

وأوضح بريكع أن هذه الأبعاد تتمثل في ثلاث نقاط رئيسة، أولاها ضرورة النظر إلى هذه الأحداث كجزء من مسعى لإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا، إذ إن طهران التي أسست وجوداً عسكرياً قوياً في مختلف المناطق السورية بما في ذلك حلب، أصبحت الآن هدفاً مباشراً للتغيير الجيوسياسي، والعمليات العسكرية التي تقوم بها المعارضة المسلحة المدعومة بصورة غير مباشرة من أطراف إقليمية ودولية تهدف إلى تفكيك البنية التحتية الإيرانية، وتقليص تأثيرها في سوريا”.

أما البعد الثاني -بحسب الصحافي الروسي– أن التقارير الإعلامية في موسكو تظهر إشارات على تورط خبراء من أوكرانيا ودول غربية في دعم المجموعات المعارضة السورية من خلال تزويدها بالتقنيات المتطورة مثل الطائرات المسيرة، وروسيا التي ترى في هذا التحرك تهديداً مباشراً لمصالحها في هذا البلد العربي قد تتجه نحو تصعيد عسكري في إدلب وحلب، لكنها في الوقت نفسه تواجه قيوداً نتيجة للتوازنات الإقليمية والدولية.

وثالثاً تلعب تركيا دوراً مركزياً في هذا المشهد، والرئيس رجب طيب أردوغان الذي جعل إعادة اللاجئين السوريين جزءاً من برنامجه الانتخابي يسعى الآن إلى استغلال السيطرة على مناطق حلب كوسيلة لتحقيق هذا الهدف، ومع ذلك فإن أي تصعيد في هذه المناطق قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة باتجاه بلاده، وهو ما يجعل أنقرة تميل نحو تجميد الوضع عبر تفاهمات مع موسكو.

مسلحو المعارضة السورية يرفعون أعلامهم في حلب (أ ف ب)

وأوضح أن “الحل السياسي في سوريا يظل الخيار الوحيد لتحقيق الاستقرار، لكن تطبيقه يتطلب تفاهمات دولية واسعة بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة، إذ إن التفاهم بين موسكو وواشنطن في شأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا قد يكون خطوة نحو حل الأزمة، لكنه يظل معقداً بسبب تضارب المصالح”.

وأشار إلى أن “المنطقة تتجه نحو تغييرات كبيرة، قد تعيد رسم خريطة النفوذ السياسي في سوريا والدور الروسي سيبقى حاسماً في تحديد مسار الأحداث، ولكن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد توازن بين المصالح الدولية والإقليمية لتحقيق استقرار طويل الأمد، ولا ننسى أن موسكو أعربت عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة في حلب، إذ استولت فصائل المعارضة على مناطق جديدة للمرة الأولى، وهذا الهجوم وصفه الكرملين بأنه انتهاك لسيادة سوريا لكنه لم يعلن أنه سيتدخل، وإنما أشار إلى رغبته بأن تستطيع حكومة دمشق استعادة النظام وهذا التصريح فضفاض ويستوعب كثيراً من الاحتمالات”.

وختم بريكع حديثه بالقول إن “حلب مهمة بالنسبة إلى تركيا، فعلى رغم أن روسيا وحكومة بشار الأسد سيطرت على حلب عام 2016، فإن موسكو لم تسمح لبشار الأسد بزيارتها إلا عام 2022، وفسر ذلك بأنه رسالة لتركيا بعد توترات حصلت بين أنقرة وموسكو في ذلك الوقت”.

المعارضة التركية

على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مدار ثلاثة أيام كان تريند “حلب – سوريا” هو الأول في تركيا، نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها المدينة بالنسبة إلى أنقرة. وتعليقاً على هذه العملية، يقول النائب في حزب الظفر التركي المعارض أحمد بيرات إن “ما يجري في حلب هو شأن داخلي سوري بالدرجة الأولى، لكن كل ما يجري في سوريا له انعكاسات مباشرة على تركيا منذ الأيام الأولى للحرب في البلد المجاور كان هناك آثار لها علينا، واللاجئون خير دليل على ذلك”.

وتابع “لا نريد مزيداً من الحروب في سوريا فوق كل الدمار الذي لحق بهذا البلد، لكن إذا كانت هذه العمليات ستغير الوضع القائم وتسمح بإعادة اللاجئين وتخفيف العبء عن تركيا، فربما يصب هذا في مصلحتنا، لكن لا يمكنني القول إن أنقرة تدعم هذه العمليات، خصوصاً أنها كانت قبل أسابيع تدعو الأسد للقاء أردوغان”.

عملية جديدة باسم “فجر الحرية”

بعد ثلاثة أيام من المعركة التي أطلقتها “هيئة تحرير الشام” والفصائل الأخرى باتجاه حلب، أعلن ما يسمى “الجيش الوطني” المدعوم تركياً عن إطلاق عملية جديدة أطلق عليها اسم “فجر الحرية” تهدف للاستيلاء على مناطق جديدة شمال حلب، خصوصاً منطقتي “تل رفعت” و”منبج” اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية، ولا يخفى على أحد أن أنقرة سبق أن صرحت بصورة علنية على لسان كبار مسؤوليها بأن المنطقتين لا يمكن أن تبقيا على حالهما، مما يعني أن تركيا قد تكون داعماً مباشراً لعمليات المعارضة السورية في الريف الشمالي.

وتعليقاً على العملية الثانية، قال أحد القادة العسكريين المشاركين في المعارك إن “هذه المعركة تهدف أيضاً للوصول إلى مدينة حلب، أما بالنسبة إلى قوات سوريا الديمقراطية فهي لا تختلف بشيء عن النظام، وهما وجهان لعملة واحدة، إذ إن النظام يستعين بـ’قسد‘ ضد السوريين”، وفق تعبيره.

وتراوحت تحليلات أسباب العملية بين من يقول إن الهدف منها لتقويض النفوذ الإيراني في سوريا، ومن يتحدث عن أن تركيا تهدف للضغط على النظام السوري للتعاون معها ومن يرى أن الفصائل شنتها لتغيير المعادلة السورية، لكن أيضاً قد تكون هذه كلها أسباب وأهداف مشتركة تقاطعت فيها مصالح أنقرة مع واشنطن مع المعارضة السورية وأدى هذا الالتقاء بالمصالح إلى إطلاق العملية، استثماراً للضربات الموجعة التي تلقتها أذرع إيران في المنطقة والانشغال الروسي بالمستنقع الأوكراني”.

الرؤية الضبابية هذه ستنكشف أكثر بعد حلب، فإذا بقيت الفصائل عند حدود المدينة السورية سيكون لذلك نتائج معينة، أما إذا استمرت في التوسع ربما سيكون هناك فرض واقع جديد، وفرض حل سياسي في سوريا ربما طال انتظاره وحان أوانه.

المزيد عن: سورياتركياحلبالولايات المتحدةالمعارضة السوريةالنظام السوريأوكرانيا

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00