الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Home » أينشتاين وسر القنبلة الذرية في مسرحية تمنعها موسكو

أينشتاين وسر القنبلة الذرية في مسرحية تمنعها موسكو

by admin

وقع في حب جاسوسة روسية وحكايات عن “النظرية النسبية” وحق يراد به باطل

اندبندنت عربية \ سامي عمارة كاتب وصحافي

“العملية العسكرية الروسية الخاصة” هي التسمية الرسمية لما يدور من معارك قتالية في أوكرانيا وما حولها، وعلى رغم أنها لم تؤثر كثيراً في مسارات الحياة العامة للمواطن في الداخل الروسي، فإنها تظل تترك بعض ظلالها “الرمادية” على الحياة الفنية وحركة المسرح والفن والموسيقى. فبعد ما قد يسمى الرحيل “الجماعي الاضطراري” لعدد من نجوم الساحة الفنية الروسية عن روسيا مع بدء الحرب عادت الأنظار لتتعلق بما يشوب الحركة الفنية الروسية من رفع لعدد من الأعمال المسرحية من “برامج” كثير من مسارح العاصمة وغيرها في كبريات المدن الروسية، لأسباب “فنية” من دون الإشارة إلى أنها تعود في واقع الأمر إلى مواقفهم المعارضة لـ”العملية العسكرية الروسية الخاصة” في أوكرانيا، وأن هذه الأعمال يصعب تقديمها من دون مشاركة عديد من أبطالها ممن صدر قرار “إيقافهم” عن العمل، أو عدم تجديد عقود بعضهم، وذلك على النقيض من مواقف آخرين ممن سارعوا إلى تشكيل ما يسمى كتائب الفنانين ممن اختاروا ليس فقط البقاء في روسيا وعدم “الفرار”، شأن بعض زملائهم إلى الخارج، بل في إطار الإعراب عن حرصهم على زيارة الجبهة أيضاً، وتقديم عروضهم الفنية أمام تجمعات المهاجرين، وفي مراكز إيواء اللاجئين الفارين من مناطق القتال، إلى جانب زيارة المستشفيات والمراكز الطبية الميدانية، إيماناً منهم بعدالة القضية، على الصعيدين الشخصي والعام.

إحتجاجات مكتومة

ويذكر المراقبون ما شهدته الساحة الروسية خلال الأيام الأولى “للعملية العسكرية الروسية الخاصة” في أوكرانيا من “احتجاجات مكتومة”، سرعان ما عبرت عن نفسها من خلال عدد من الاحتجاجات التي تراوحت بين المسيرات المحدودة تارة، وتقديم بيانات الاحتجاج والمعارضة بتوقيع كثيرين من نجوم الساحة الفنية ممن سارعوا في وقت لاحق إلى “الهرب” من روسيا قاصدين إسرائيل وبلدان البلطيق المجاورة، إلى جانب الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية تارة أخرى. ومن اللافت في هذا الصدد أن عدداً ممن اختاروا البقاء في روسيا، لم يتخلوا عن اعتراضاتهم ضد “العملية العسكرية الخاصة”، من منطلق فكرة العداء للحرب في عمومها، وهو ما قد يجعل مواقفهم أشبه في توقيتها بـ”الحق الذي يراد به باطل”. ومن هؤلاء من اعتبر مشاركته في المسيرات المحدودة، والتوقيع على بيانات الاحتجاج، أو عرائض الالتماس التي جرى تقديمها إلى الكرملين يناشدونه وقف “الحرب”، أنها “لن تغير من الأمر شيئاً، لكنها ليست من دون فائدة”. ولعل ما سجلته الأشهر اللاحقة التي أعقبت بداية العملية العسكرية الروسية، من انحسار لهذه التحركات، يمكن أن يفسر كثيراً من جوانب هذه الظاهرة، على ضوء اكتشاف بعض الفنانين وكبار رموز الحركة الفنية، من أنهم يكادون يقتربون من الوقوع في شرك “التجاذبات السياسية”، و”تجار الحروب” ممن يتساقطون في شباك “الفساد”.

صورة من المسرحية الروسية الممنوعة (الخدمة الإعلامية)

 

على أن ذلك كله لم يخل من علامات مضيئة تقول إن الاحتجاج لم يكن في كثير من جوانبه ضد سياسات بعينها، بقدر ما كان، ولا يزال، احتجاجاً ضد فكرة “الحرب” بوجه عام، بوصفها أسوأ الشرور، وهو ما يبدو أن موسكو الرسمية قريبة من قبوله.

مناهضة الحرب

وننقل عن بعض هؤلاء ما قالوه حول أن “الرسالة المناهضة للحرب، مفعمة بروح إنسانية، وتشمل أوكرانيا أيضاً، وفيها من يريدون تذكيرهم بأن بين الأحياء في منطقة دونيتسك ولوغانسك بالدونباس (المناطق التي أعلنت الانفصال) من يحتاج إلى أن يوقع الشرفاء في أوكرانيا مثل تلك الاحتجاجات التي صدرت في موسكو والمدن الروسية”. وننقل عن رسالة فناني الرسوم المتحركة وغيرهم من ممثلي الأوساط الإبداعية، ما كتبوه حول أن احتجاجاتهم “ليست ضد الأعمال العدائية الموجهة ضد أصدقائنا وزملائنا في أوكرانيا، بقدر ما هي ضد مثل هذه الأساليب التي تطاول كل الناس، وضد الإنسانية بوجه عام. نحن ضد الحرب في المطلق، ولا أعذار للقصف أو القتل من الجانبين”. وهناك مثال آخر ننقله عن يوري نورشتين رسام الرسوم المتحركة الشهير، استشهاداً بما أعرب عنه في إحدى رسائل الاحتجاج، “من يقين حول أن الجانب الأوكراني مسؤول أيضاً عن استمرار المأساة”. وهناك من يتناول أيضاً ما يدور على الجانب الآخر في أوكرانيا من منظور “استمرار الاستفزازات، وأن كل أنواع أجهزة الاستخبارات تدفع الأوضاع إلى طريق مسدود مرعب”.

ومن هنا، يمكن رصد استمرار فرض الحظر على نشاط عدد من الفنانين، ممن تعلو أصوات احتجاجاتهم في الداخل الروسي، الأمر الذي تتبعه إجراءات منع العروض الفنية التي يشاركون فيها، في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات في مجلس الدوما، وفي البرامج الحوارية المعروفة بصلتها الوثيقة بالأوساط الرسمية الروسية، طلباً لتجريد هؤلاء الفنانين من امتيازاتهم المعنوية والمادية، بل وبلغ الأمر حد مطالبة عدد من أعضاء مجلس الدوما بالتجريد من “الجنسية الروسية” ومصادرة ممتلكات كل من هاجر، أو لاذ بالفرار إلى الخارج احتجاجاً على “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، أو هرباً من استدعائه للخدمة العسكرية بموجب قوانين التعبئة العامة، أو الجزئية، وإن حاول دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الكرملين التخفيف من حدة مثل الاعتراضات بقوله “إن أمثال هؤلاء لا يشكلون رأياً عاماً، ولا داعي لتصوير الأمر وكأنه كارثي”.

مسرحيات ممنوعة

العالم أينشتاين (صفحة فيسبوك)

 

وقد شملت الموجات الأخيرة من الحظر والوقف والاستبعاد عدداً من العروض الفنية “الأكثر شهرة وجماهيرية”، ومنها “أينشتاين ومارغريتا” بنجومها الكبار ومنهم كسينيا رابوبورت، وأليكسي سيريبرياكوف، ممن يعتمد عليهم هذا العرض المسرحي عن قصة “ألمار” للكاتب المسرحي السوفياتي – الروسي ألكسندر غيلمان، وإخراج ألكسندر مارين. وتتحدث هذه المسرحية عن “القنبلة الذرية”، والحب “العظيم” الذي اعتصر قلب عالم الذرة الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين، منذ تعرف على مارغريتا الجاسوسة السوفياتية الحسناء، زوجة الفنان الروسي سيرغي كونينكوف الذي كان بصدد نحت تمثال نصفي لأينشتاين بتكليف من جامعة برينستون الأميركية. وتجري أحداث القصة بين أينشتاين الذي هرب إلى أميركا من النازيين والحرب الوشيكة، ومارغريتا الجاسوسة السوفياتية الحسناء التي كانت وصلت إلى نيويورك مع زوجها الفنان السوفياتي ذائع الصيت سيرغي كونينكوف في رحلة عمل خاطفة لحضور أحد المعارض الفنية في نيويورك، كان من المقرر ألا تزيد على الشهر، لتطول إلى ما يقرب من 22 عاماً. وفي الولايات المتحدة دارت مشاهد النصف الأول من هذه القصة بلقاء جرى بمحض الصدفة بين البطل عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، ومارغريتا زوجة النحات كونينكوف التي كانت قد أوكلت إليها الاستخبارات السوفياتية مهمة جمع المعلومات اللازمة حول الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لصناعة القنبلة الذرية. وهناك في ورشة النحات السوفياتي جرى اللقاء الأول بينهما، بما شهده من حب خاطف وقع فيه العالم المشهور “من أول نظرة”. صرعه جمالها الفتان، من دون أن يشعر بذلك الزوج “المخدوع” الذي لطالما كان على يقين، وكما يقول، من وفاء قرينته بنسبة مئة في المائة! فمثل ما تملك من عيون لا تكذب، على حد قوله.

القنبلة الذرية

وذات يوم من أيام أغسطس (آب) 1945، قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلتيها الذريتين على هيروشيما وناغازاكي، ما أوقع أينشتاين ضحية حالة نفسية عصيبة، راح معها يلوم نفسه على التعاون مع الأميركيين والتورط في مساعدتهم في صناعة القنبلة الذرية. وتخبره مارغريتا أنه بعد أسبوع، وبعد سنوات عديدة من العيش في أميركا، صار من المقرر أن تعود وزوجها إلى موسكو إلى الأبد، ويحاول أينشتاين إقناعها بالبقاء، ولكن عبثاً، فالفراق أمر لا مفر منه، لتغادر مارغريتا الولايات المتحدة عائدة إلى الاتحاد السوفياتي. ولم يبق لأينشتاين إلا مراسلات الغرام.

وما بين تاريخ التعارف وموعد الرحيل جرت في “نهر الحب” مياه كثيرة جمعت بين العشيقين اللذين كانا قد اختارا لعشقهما ولنفسيهما اسماً مركباً، اختصاراً لاسميهما الأصليين “ألمار” (ألبرت ومارغريتا)، وهو الاسم الذي اختاره ألكسندر غيلمان عنواناً لمسرحيته موضع هذا التقرير. وتدور المشاهد التي جمعت بين بطليها أينشتاين ومارغريتا بين العلانية تارة في ورشة عمل الزوج على مرأي ومسمع منه، حيث تبادل النظرات واللمسات، ومعها الحديث المفرط بلا حدود حول النظرية النسبية، وتارة أخرى بين السرية والكتمان الشديدين في عشقهما الذي تعمد أينشتاين إقامته، استناداً إلى “تعليمات طبية مزيفة” نقلها إلى الزوج المخدوع لعلاج قرينته من مرض نفسي عضال، وعلى هامش هذه المشاهد وتلك كانت اللقاءات “شديدة الحميمية” إلى جانب ما أعدته العشيقة الحسناء لنائب القنصل السوفياتي المسؤول عن العلاقات العلمية من لقاء جمعه مع عالم الفيزياء الشهير أينشتاين ضمن المهمة الكبرى التي كانت الاستخبارات السوفياتية قد عهدت بها إلى مارغريتا في إطار “التواصل” مع العلماء المهمومين بفكرة تطوير الأسلحة النووية لمشروع “مانهاتن” اعتماداً على لغتها الإنجليزية المتفردة، وبراعة أساليبها في الإيقاع بمحدثيها أينما ووقتما كانوا.

وتلك قصة أخرى لها ما لها من تداعيات، بما انتهت إليه حياة الجاسوسة الحسناء بين جنبات العاصمة السوفياتية موسكو من نهاية مأسوية لم تخفف من حدتها ما بذلته من محاولات الحصول على وساطة لافرينتي بيريا أخطر رجال ستالين والاستخبارات السوفياتية في ذلك الحين.

نضيف فقط أن الأمر، وبطبيعة الحال، لم يقتصر في صدد الحظر والمنع، على مسرحية “ألمار”، حيث يتوالى الإعلان من آن لآخر، عن وقف تقديم عروض مسرحية وفنية أخرى، ومنها مسرحية “لعبة الجن” التي كان من المقرر عرضها على خشبة مسرح “سوفريمينيك” (المعاصر) بمشاركة ليا أخيدجاكوفا الحائزة لقب “فنانة الشعب” لروسيا الاتحادية، خلال شهر فبراير (شباط) الجاري، ومارس (آذار) 2023.

المزيد عن: مسرحية روسية\أينشتاين\عرض شعبي\الرقابة\موسكو\الحرب الروسية\أوكرانيا

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00