تعرض مجتمع البحث العلمي الأميركي لصدمة أشد من الركود الكبير عام 2008 أو جائحة فيروس كورونا التي بدأت عام 2020 (أ ف ب) عرب وعالم أوروبا تفتح أبوابها لعلماء أميركا المضطهدين by admin 8 أبريل، 2025 written by admin 8 أبريل، 2025 19 أوقفت الإدارة ما لا يقل عن 300 منحة بما فيها تلك التي تركز على القضايا الصحية لمجتمع “الميم” ولقاحات كورونا اندبندنت عربية / سنا الشامي صحفية وكاتبة سورية @sanashami13 رد البيت الأبيض على هذه الآراء والتصريحات بالقول إن التمويل الفيدرالي المفرط قد دعم أساتذة الجامعات ذوي الميول اليسارية ومبادراتهم، وإن خطواته جزء من مبادرة يشرف عليها إيلون ماسك ودائرة DOGE التابعة له في الولايات المتحدة للحدّ من هدر الإنفاق الحكومي. في حملته الرئاسية العام الماضي تعهد دونالد ترمب بتعزيز جهود البحث العلمي في الولايات المتحدة، وتعهد “بإطلاق العنان لقوة الابتكار الأميركي” لمكافحة السرطان ومرض ألزهايمر وأمراض أخرى، لكن ترمب أطلق العنان للخفوضات التي تقوض الأبحاث الجارية، مما أدى إلى تسريح العمال وتهديد مكانة أميركا كـ”زعيم علمي عالمي”، فمنذ تنصيب ترمب في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي، انخفض تمويل المعاهد الوطنية للصحة بأكثر من ثلاثة مليارات دولار مقارنة بالمنح المُقدمة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لمراجعة بيانات المنح المتاحة للجمهور. الوضع حرج وقد وصف أكثر من 12 عالماً في مجالات مختلفة من أبحاث السرطان وحتى الصحة النفسية، إلغاء دراسات مخطط لها وتسريح موظفين موقتاً وإلغاء عروض عمل، في مقابلات معهم، بأنه صدمة تعرض لها مجتمع البحث العلمي الأميركي أشد من الركود الكبير عام 2008 أو جائحة فيروس كورونا التي بدأت عام 2020، وأن الضرر الناتج منها قد يستمر أعواماً. في هذا السياق قال أستاذ الهندسة الحيوية، رائد الأعمال في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، دينو دي كارلو، “الوضع حرج بالفعل”، محذراً من أن مصادر البحث العلمي ومصادر الكفاءات آخذة في النضوب مع انكماش المختبرات ورفض الطلاب، وأشار إلى مختبره الخاص، موضحاً أنه للمرة الأولى منذ ما يقارب الـ20 عاماً لا يوظف طلاب دكتوراه للعمل معه، نظراً إلى عدم اليقين في شأن التمويل، وهو يعلم أن باحثين آخرين يتخذون قرارات مماثلة. يهدف برنامج “ملاذ آمن للعلوم” بقيمة 15 مليون يورو إلى استقطاب 15 عالماً أميركياً يعملون في مجالات المناخ والصحة والفيزياء الفلكية (أ ف ب) رد “الأبيض” ويعتبر نموذج التمويل الفيدرالي للعلماء الأميركيين، الذي يعود تاريخه إلى الحرب العالمية الثانية، وفقاً للمدير التنفيذي لمشروع العلوم الجيدة، ستيوارت باك، مبادرة غير حزبية تهدف إلى تحسين السياسة العلمية الفيدرالية، وتتلقى أكثر من 2500 جامعة وكلية طب ومؤسسة بحثية أخرى في كل ولاية تمويلاً من المعاهد الوطنية للصحة. وعلى رغم الإشارة إلى أن اللوم يقع بالكامل على إدارة ترمب، التي عطّلت هذا النموذج، فإن هناك فرصاً كثيرة للإصلاح، لكن البيت الأبيض رد على هذه الآراء والتصريحات بالقول إن التمويل الفيدرالي المفرط قد دعم أساتذة الجامعات ذوي الميول اليسارية ومبادراتهم، وإن خطواته جزء من مبادرة يشرف عليها إيلون ماسك ودائرة DOGE التابعة له في الولايات المتحدة للحد من هدر الإنفاق الحكومي. وقد أوقفت الإدارة ما لا يقل عن 300 منحة، بما في ذلك كثير من المنح التي تركز على القضايا الصحية لمجتمع “الميم” ولقاحات فيروس كورونا، ومجالات بحثية أخرى يقول القادة إنها ليست من أولوياتهم، كما صرح مسؤولو إدارة ترمب أن تباطؤ التمويل يعكس الوقت اللازم للانتقال إلى فريق قيادة جديد ومراجعة المنح الممنوحة في عهد إدارة جو بايدن. أوروبا تغتنم الفرصة في خضم هذه الفوضى وجدت جامعات أوروبا والصين فرصة ذهبية لاستقطاب العلماء والباحثين الأميركيين، وعلى رأسهم جامعة كامبريدج التي تعد واحدة من بين مجموعة من المؤسسات البحثية الكبرى التي تسعى إلى جذب الخبراء في مجالات عدة من الطب الحيوي إلى الذكاء الاصطناعي. وهذا ما بينته كبيرة مسؤولي العلاقات الحكومية في الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، جوان بادرون كارني، وقالت إن “دولاً بما فيها الصين وفرنسا كانت تحاول جذب الباحثين المقيمين في الولايات المتحدة للعمل في جامعاتها ومختبراتها وصناعاتها، كذلك فإن هناك دولاً أخرى تدرك أن هذه فرصة يمكنها استغلالها لصالحها”. وعليه فقد بدأت حكومات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي تغتنم هذه الفرصة بالفعل، فعلى سبيل المثال، أعلنت جامعة إيكس مرسيليا في السابع من مارس (آذار) الماضي عن برنامج “ملاذ آمن للعلوم”، وهو برنامج مدته ثلاثة أعوام بقيمة 15 مليون يورو، يهدف إلى استقطاب 15 عالماً أميركياً يعملون في مجالات المناخ والصحة والفيزياء الفلكية إلى حرمها الجامعي، ووفقاً لمتحدث باسم الجامعة، فقد تلقت الجامعة أكثر من 60 طلباً منها 30 خلال الساعات الـ24 الأولى، وأشارت الجامعة إلى أنها على تواصل مع جامعات أخرى والحكومة الفرنسية في شأن توسيع نطاق “اللجوء العلمي” على المستويين الوطني والأوروبي، وللمساعدة في تنسيق استقبال ونقل الباحثين المختلفين. أوروبا تعمل على قدم وساق قالت مديرة معهد باستور في باريس ياسمين بلقايد، “إن المعهد يعمل بالفعل على تجنيد أشخاص من مختلف أنحاء المحيط الأطلسي للعمل في مجالات مثل الأمراض المعدية أو أصول الأمراض”، وأضافت بلقايد في حديثها لصحيفة “لا تريبيون” الفرنسية، “أتلقى يومياً طلبات من أشخاص يرغبون في العودة، فرنسيون وأوروبيون وحتى أميركيون لم يعودوا يشعرون بالقدرة على إجراء أبحاثهم أو يخشون القيام بها بحرية”. كما فتحت جامعة بروكسل الحرة البلجيكية 12 وظيفة ما بعد الدكتوراه للباحثين الدوليين، مع التركيز على الأميركيين، في حين يبحث معهد باستور في باريس عن باحثين في الأمراض المعدية. وحذت هولندا حذوها أخيراً بإعلانها عن صندوق مماثل لاستقطاب علماء بارزين في عدد من المجالات، وفي الوقت نفسه تستقبل جامعة يورك ومقرها المملكة المتحدة الباحثين المضطهدين من جميع أنحاء العالم في عامها الثاني من خلال صندوقها المخصص للاجئين. في هذا السياق قالت رئيسة المجلس الأوروبي للبحوث ماريا ليبتين، “إن المناخ السياسي في الولايات المتحدة محبط للبحوث التي يقودها باحثون مستقلون، ويسبب القلق للزملاء الأوروبيين الذين قد يكونون قادرين على تقديم ملاذ آمن”. وتابعت ليبتين “ما يمكننا فعله هو توضيح لزملائنا في الولايات المتحدة أن مجتمع البحث الأوروبي ومموليه يقدمون ترحيباً في أوروبا بأولئك، بغض النظر عن الجنسية، الذين يجدون أن خياراتهم للعمل العلمي المستقل، مهددة”. أما عميد معهد كارولينسكا للأبحاث الطبية الحيوية في السويد، ستين لينارسون فصرح، “أن المنظمة من المرجح أن تبدأ في الإعلان عن الوظائف الشاغرة في وقت مبكر، وتبحث عن طرق لمساعدة الباحثين الأميركيين الذين يبحثون عن ملجأ آمن”، وأضاف “زملاؤنا يخبروننا أن لديهم زملاء في الولايات المتحدة يبحثون عن مكان عمل، ولمنحهم مكاناً يستقرون فيه ويشقون طريقهم، يمكننا منحهم إجازة لمدة ستة أو 12 شهراً، وهذا سهل للغاية”. حدود لا حدود لها يذكر أن فانيفار بوش، العالم الذي ساعد في الإشراف على جهود تطوير قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية، هو من ابتكر النموذج الذي تقوم عليه المعاهد الوطنية للصحة وغيرها من الوكالات الفيدرالية، وبينما كان بوش الأب يتطلع إلى بيئة ما بعد الحرب عام 1945، حثّ الرئيس هاري أس. ترومان على تحفيز الابتكار من خلال توجيه المنح إلى الجامعات ومؤسسات البحث، داعياً إلى “حدود لا حدود لها”. وقد مهدت هذه الإستراتيجية الطريق للولايات المتحدة لتحقيق إنجازات في تطوير الأدوية وتقنيات الحاسوب وكثير من المجالات الأخرى، كذلك ساعدت موارد البلاد الوفيرة في جذب علماء من جميع أنحاء العالم للعمل في مختبراتها، وحظي هذا النهج بدعم قوي من الحزبين، لا سيما الجمهوري الذي اعتبر أن الابتكار العلمي ضرورة اقتصادية وأمنية وطنية، وتحمل المباني الستة في حرم المعاهد الوطنية للصحة أسماء مشرّعين جمهوريين ساعدوا على تأمين التمويل الفيدرالي لمعاهد الأبحاث، بمن فيهم السيناتور السابق روي بلانت من ولاية ميسوري الذي تقاعد عام 2022. المزيد عن: أميركاالولايات المتحدةدونالد ترمبالعلماءالصحةالفيزياءالمجتمع العلميأوروباالسرطانالزهايمرالصحة النفسيةالبحوث العلميةفيروس كورونالقاحاتمجتمع الميم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “أشخاص مستهترون” يكشف كواليس “فيسبوك” next post انهيار الأسهم فرصة للبيع أم الشراء؟ You may also like غسان شربل في حوار مع الجميل: خدام كان... 13 أبريل، 2025 غسان شربل في حوار مع أمين الجميل: نظرة... 12 أبريل، 2025 ما تأثير التنافس التركي – الإسرائيلي على العملية... 12 أبريل، 2025 «الحرب نائمة فلا توقظوها»… نصفُ قرنٍ على «نيسان»... 12 أبريل، 2025 علي بردى يكتب عن : ترمب بين ضرب... 12 أبريل، 2025 إيران وأميركا تتجهان نحو إعادة هيكلة المفاوضات النووية 12 أبريل، 2025 رئيس لبنان يؤكد ضرورة الحوار والابتعاد عن العنف... 12 أبريل، 2025 دبلوماسي ورجل عقارات يقودان المحادثات النووية… فمن هما؟ 11 أبريل، 2025 الأكراد يتفقون على المطالبة بـ”نظام اتحادي” في سوريا... 11 أبريل، 2025 مصر ترفع أسعار المحروقات بين 11 و33 في... 11 أبريل، 2025