الخميس, ديسمبر 26, 2024
الخميس, ديسمبر 26, 2024
Home » “أوديب” بين المسرح والسينما من سحْق الوباء إلى سحْق الخوف

“أوديب” بين المسرح والسينما من سحْق الوباء إلى سحْق الخوف

by admin

سوفوكليس صوّر الوباء في جبروته وبازوليني أسقطه بخبطة إصبع

اندبندنت عربية / إبراهيم العريس  باحث وكاتب

مَنْ منّا يجهلُ مسرحية سوفوكليس الشهيرة “أوديب”؟ ومَنْ منّا لا يعرف أنها في الأصل مُستقاةٌ من حكايات أسطورية إغريقية؟ لتعبر الأماكن والأزمنة وصولاً إلى فرويد، الأب الشرعي للتحليل النفسي، فيجعل منها العِماد الأساس لهذا الصنف العلمي (الطبي)، حتى ولو نوقض في هذا كثيراً، وتعرّضت جبهته إلى انشقاقات بسبب ذلك.

ونعرف طبعاً أنّ “عقدة أوديب” نتجت عن بحوث فرويد وعدد من أخلص تلاميذه، لا سيما منهم إرنست جونز كاتب سيرته، والمؤلف الباهر لكتاب عن أوديب لا يتوانى عن جمعه بهاملت الشكسبيري في بوتقة واحدة.

لقد كانت مسرحية سوفوكليس عن أوديب في جزأيها على أي حال: “أوديب ملكاً” و”أوديب في كولونا” التي كتبها بعدها بعام، ومنذ ألوف السنين واحدة من أشهر المسرحيات في تاريخ هذا الفن، لكنّ فنوناً عديدة أخرى عرفت كيف “تسطو” عليها أيضاً، ومنذ بداية ظهورها بقلم سوفوكليس الذي كان واحداً من أعظم ثلاثة كتبوا المسرحيات التراجيدية الإغريقية، وتناوبوا على الفوز بجوائزها الكبرى في العصر الذهبي لأثينا، علماً أنّ “أوديب ملكاً” لم تحلّ إلا في المرتبة الثانية بالمسابقة السنوية آنذاك!

السينما ولكن في تفسير مختلف
المهمُ، أنّ الفن التشكيلي والأوبرا والشعر والرواية نهلت دائماً من تلك المسرحية قبل قرون من وصول فرويد إليها، وطبعاً قبل قرون من وصول الفن السابع إلى اقتباسها مباشرة أو في ثنايا حبكاته.

ولعل من المفيد هنا أن نذكر أنّ المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني، الذي كان شاعراً وناقداً ومنظّراً وصحافياً في الوقت نفسه، حقق ما يمكن اعتباره حتى الآن، أفضل اقتباس سينمائي مباشر لرائعة سوفوكليس في فيلمه “أوديب ملكاً” الذي حققه في عام 1967، جامعاً فيه الممثل الشاب فرانكو تشيتي في دور أوديب، ببعض عمالقة السينما والمسرح في ذلك الحين: سيلفانا مانغانو، وجوليان بيك، وكارميلو بيني.

من ناحية مبدئية، وكما اعتاد أن يفعل معظم مقتبسي العمل الأوديبي، لم يجد بازوليني ما يدفعه في السيناريو السينمائي الذي كتبه بنفسه، إلى إحداث كثيرٍ من التغييرات الجوهرية في العمل. فعمل سوفوكليس كان يُعدُّ على الدوام من الكمال، بحيث إنه أبداً ما كان في حاجة إلى تدخّل كبير من المقتبسين.

ومع هذا، إلى جانب “العصّرنة” التي أضافها بازوليني إلى المسرحية في مشاهدها الأخيرة، حين صوّر لنا الملك المشرّد والضرير، إذ فقأ عينيه بنفسه كما سنتذكّر بعد سطور، يقوده آنجلو وقد اتّخذ سمات عازف ناي ضرير في روما المعاصرة لنا وهو يعبر كاتدرائية متجهاً إلى حيّ عمّالي في ضاحية رومانية، بدلاً من أن تقوده ابنته أنطيغون كما الحال في المسرحية الأصلية. إلى جانب هذه العصرنة يوجد تغيير آخر قد يبدو للوهلة الأولى أقلّ أهمية، وقلّ أن شعر به المتفرجون غير المتنبهين عند مشاهدة الفيلم، لكنه حافل بالمعاني كما سوف نرى.

أصل الحكاية
نعرفُ أنّ المسرحية التي قال عنها أرسطو إنها “المسرحية المثال”، تدور من حول حكاية النبوءة التي فاه بها عرّاف معبد دلفي، في طيبة الإغريقية، بأنّ الوليد الذي أنجبته جوكوستا لزوجها الملك لايوس سوف يقتل أباه حين يشبّ عن الطوق، ويتزوج أمه.

وبالتالي، ما إن يسمع لايوس النبوءة حتى يبعث الطفل ليترك في الجبال حيث ستلتهمه الوحوش. لكنّ راعياً سيعثر على الطفل، فيشفق عليه، ويحتفظ به ليربيه بعيداً عن حياة الملك ومن القصر والوالدين، حتى يشبّ ويسلّمه إلى فوليبوس، بحيث لا تتحقق النبوءة.

اقرأ المزيد

لكن، الأقدار هي الأقدار. وهكذا حين تبدأ المسرحية بعد أن تُروى لنا بداية الحكاية كما يُروى لنا من طريق الكورس، كيف أنّ الشاب أوديب الذي شبّ في دارة فوليبوس اصطدم عند مفترق طرق بجماعة من مقاتلين، ظنّهم لصوصاً فقاتلهم وقتلهم ليكتشف عند وصوله إلى المدينة أنّ الملك لايوس كان على رأسهم.

وهكذا، إذ كان جاهلاً بحقيقة نسبه يصل أوديب إلى القصر الملكي، ويستولي على العرش متخذاً من الملكة زوجة له، كما تقضي تقاليد الحروب. وبعد ذلك مع بدء المسرحية، نجدنا في حضرة كريون شقيق جوكاستا العائد الآن من معبد دلفي حاملاً أخباراً في غاية السوء عن الوباء الذي انتشر في المنطقة كنوع من لعنة صبّتها الآلهة عقاباً للمدينة على كونها تؤوي الرجل الذي قتل لايوس.

في المدينة يسمع أوديب الأخبار، ويقصد العرّاف الضرير تيريزياس سائلاً إياه كلام الحكمة، فيخبره هذا بأن قاتل لايوس موجود هنا حقاً، ويزيد أمام ذهول أوديب بأن هذا الأخير هو القاتل، لأنه هو في حقيقة الأمر ابن لايوس. طبعاً يغضب أوديب غضباً شديداً، ويتهم تيريزياس ومعه كريون بالكذب، إذ يعتقد أنهما يتآمران لخلعه عن عرش استحقه. ولإبعاده عن جوكاستا التي ورثها ملكة، إذ حلّ مكان لايوس في الملك! وهنا تتدخل جوكاستا لتطمئن أوديب بأن العرّاف أخطأ، وأن ابنها اختفى بل مات منذ طفولته، وأنه هو أوديب ليس من الممكن أن تكون له علاقة بالأمر، طالما أن الابن تُرك في منطقة معزولة في الجبال وأكلته الوحوش.

حين تنكشف الحقيقة ويحل الوباء
غير أنّ الطمأنينة لن تدوم طويلاً، وذلك لأن أوديب سوف يكتشف لهوله أنّ الراعي الذي كان التقطه سيعترف بأن الولد لم يُقتل، بل ربّاه إلى حين سلّمه إلى فوليبوس الذي ربّاه كابن له، حتى صار مقاتلاً شجاعاً من دون أن يُدلي بالسرّ إلى أحد.

وهكذا، يفهم أوديب أنه ليس في حقيقته سوى ابن لايوس وقاتله، ومحقّق النبوءة ومنتهك القوانين الدينية والأعراف بزواجه من أمه. وهكذا يذهل أوديب ويلاحق أمه جوكاستا محاولاً أن يفهم ويعاقب، لكنها كانت وصلت قبله إلى القصر، وشنقت نفسها أمام هول هذا الواقع الجديد.

وإذ يرى أوديب ما يحدث لا يجد أمامه إلا أن يعاقب نفسه فاقئاً عينيه، ثم يلتقي كريون الذي يتسلّم الملك مكانه، وقد عهد إليه أوديب بابنتيه إيسمين وأنطيغون، قبل أن يرتحل هائماً على وجهه.

تلكم هي كما نعرف الأحداث الأساسية التي انبنت عليها مسرحية سوفوكليس، كما نعرف أنّ ثمة أعمالاً مسرحية أخرى تتابع هذه الأحداث وصولاً إلى صراع أنطيغونا مع خالها، وما إلى ذلك من أحداث لا تهمنا كثيراً هنا، بل يهمنا الشقّ المتعلق بالحدث الجلل الذي يفتتح هذا الجزء من المسرحية، وأحدث فيه بازوليني ذلك التبديل الأساسي والحافل بالمعاني الذي أشرنا أعلاه إليه. وهو كما ألمحنا يتعلق بالوباء الذي استشرى في طيبة عقاباً من الآلهة لإيواء المدينة قاتل لايوس.

أيّ لغز هذا؟!
ففي المسرحية السوفوكلية الأصلية حين يُخبَر أوديب، إذ يصل إلى المدينة بأن خلو شوارعها من البشر الأحياء سببه تلك اللعنة التي إذ تسلّمها أبو الهول، الوحش الرابض عند مدخل المدينة، راح يطرح على كل من يمرّ به لغزاً إذا أتى بحل له ينجو، وإن عجز عن ذلك تكون الإصابة بالوباء مصيره.

وهكذا، إذ يصل أوديب إلى الوحش يتمكّن من حل اللغز والمتعلق بما هو الشيء الذي يسير أولاً على أربعة، ثم على اثنتين، ومن ثمّ على ثلاثة، يجيب إنه الكائن البشري الذي يدب في طفولته على أربعة، ثم يسير على اثنتين بشكل طبيعي، حتى إذا وصل إلى شيخوخته يتوكأ على عصا أي على ثلاثة. ما ينجيه من أذى أبي الهول.

أمّا بازوليني، الذي اعتبر حكاية اللغز سخيفة، فقد أُبدل المشهد بآخر رائع ينظر فيه أوديب ناحية الجهة، التي قيل له إنّ أبا الهول مقيمٌ فيها، ثم، وقد ارتسم العزم على وجهه، يركض مندفعاً بقفزة متواصلة حتى يصل إلى الوحش، فينقضّ عليه غير آبه بجبروته، ثم يخبطه بإصبعه بكل بساطة قاضياً عليه.

وطبعاً، قد لا نكون في حاجة هنا إلى الإمعان في تفسير فكرة بازوليني في القضاء على الخوف أكثر مما على الوحش! وبهذا أيضاً يكون السينمائي الإيطالي عصّرن المسرحية أيضاً، غارقاً في تفسيرات فرويدية قد لا يكون المجال متسعاً هنا للغوص فيها، وبالتالي يمكن الاكتفاء بهذه الإشارة بوصفها تحثّ على تفكير مختلف عمّا تحثّ عليه مسرحية سوفوكليس، وكلّ من تابعوها في تفسيراتها.

المزيد عن: أوديب/أوديب ملكا/أوديب في كولونا/سوفوكليس/بازوليني

 

 

You may also like

47 comments

Coy 21 يونيو، 2020 - 2:09 ص

Hi would you mind stating which blog platform
you’re using? I’m looking to start my own blog soon but I’m having a difficult time selecting between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and
Drupal. The reason I ask is because your layout seems different then most blogs and I’m looking for something
completely unique. P.S My apologies for being off-topic but I
had to ask!

my homepage … g two

Reply
Frieda 21 يونيو، 2020 - 5:46 م

It’s remarkable to pay a visit this web
site and reading the views of all friends concerning this piece of writing, while
I am also eager of getting know-how.

My web site … first g

Reply
Terrie 22 يونيو، 2020 - 3:49 ص

First of all I want to say wonderful blog! I had a quick question that I’d like to ask if you do not mind.
I was curious to find out how you center yourself and clear your head before writing.

I have had trouble clearing my thoughts in getting my ideas out there.
I truly do enjoy writing but it just seems like the first 10 to 15
minutes are generally wasted just trying to figure out how
to begin. Any suggestions or tips? Thank you!

my blog :: rsacwgxy g

Reply
Jacquetta 27 يونيو، 2020 - 6:06 ص

If some one needs to be updated with hottest technologies therefore he must be pay a visit this site and
be up to date daily.

Feel free to visit my web page: cbd oil (tinyurl.com)

Reply
Jurgen 18 يوليو، 2020 - 6:31 ص

Greetings I am so glad I found your webpage, I really found
you by mistake, while I was browsing on Askjeeve for something else, Anyways I am here now and would
just like to say thanks for a fantastic post and a all
round exciting blog (I also love the theme/design), I don’t have time to go through it
all at the moment but I have bookmarked it and also added in your RSS feeds, so when I
have time I will be back to read a lot more, Please do keep up the superb
job.

my webpage web hosting reviews

Reply
Fredericka 22 يوليو، 2020 - 2:55 ص

It’s really a great and useful piece of information. I’m satisfied that you
simply shared this helpful info with us. Please keep us informed
like this. Thank you for sharing.

Look into my site :: website hosting services

Reply
Matthias 5 أغسطس، 2020 - 10:41 ص

May I just say what a comfort to uncover somebody that really
knows what they are discussing over the internet. You actually understand how
to bring an issue to light and make it important.
A lot more people need to check this out and
understand this side of the story. I was surprised you are not
more popular given that you most certainly have the gift.

My page; best web hosting sites

Reply
Rod 25 أغسطس، 2020 - 6:52 ص

Good post. I learn something new and challenging
on blogs I stumbleupon every day. It will always be interesting to
read articles from other writers and practice something from their sites.
2CSYEon cheap flights

Reply
Crystle 28 أغسطس، 2020 - 2:57 م

Everyone loves it whenever people come together and share opinions.
Great site, keep it up!

Here is my web page black mass

Reply
Shad 5 سبتمبر، 2020 - 2:00 ص

It’s in fact very complicated in this full of activity life to listen news on Television, therefore I only use world wide web
for that reason, and take the most up-to-date information.

Also visit my web page – website hosting services

Reply
mpo100 30 سبتمبر، 2023 - 12:40 م

Everything is very open with a really clear clarification of
the challenges. It was definitely informative. Your site is very helpful.
Thank you for sharing!

Reply
sex 11 أكتوبر، 2023 - 3:05 م

Everything typed made a ton of sense. But, what about this?
what if you were to write a awesome headline? I mean, I don’t want to tell you how to run your website, however
what if you added a title that grabbed people’s attention? I mean "أوديب" بين المسرح والسينما من سحْق الوباء إلى سحْق الخوف – CANADA
VOICE is kinda boring. You ought to glance at Yahoo’s home page and see how
they create news headlines to get people to open the links.
You might add a video or a pic or two to grab readers interested about what you’ve got to say.
Just my opinion, it would make your posts
a little bit more interesting.

Reply
зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 3:15 م

Nice post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired! Very useful information particularly the ultimate part 🙂 I care for such info a lot. I used to be seeking this particular info for a long timelong time. Thank you and good luck.

Reply
бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 5:59 ص

Excellent web site you have here.. It’s hard to find good quality writing like yours these days. I truly appreciate people like you! Take care!!

Reply
глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 7:15 م

This post provides clear idea for the new users of blogging, that really how to do blogging.

Reply
csgo skins gambling websites 7 مايو، 2024 - 10:15 م

Wonderful goods from you, man. I’ve take note your stuff prior to and you’re simply too magnificent. I really like what you’ve obtained here, really like what you’re stating and the way through which you are saying it. You make it entertaining and you still take care of to stay it smart. I can not wait to read far more from you. This is actually a wonderful website.

Reply
Francisk Skorina Gomel state University 15 مايو، 2024 - 11:08 م

One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 25 مايو، 2024 - 8:33 ص

For most up-to-date news you have to pay a visit world-wide-web and on web I found this website as a most excellent site for most up-to-date updates.

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 5:17 م

I constantly emailed this website post page to all my friends, as if like to read it then my friends will too.

Reply
国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 3:52 م

I love it when folks come together and share thoughts. Great website, continue the good work!

Reply
www.russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 5:11 ص

I’m now not positive where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while studying more or understanding more. Thank you for fantastic information I used to be in search of this information for my mission.

Reply
hot fiesta играть 12 يونيو، 2024 - 10:22 م

These are really impressive ideas in concerning blogging. You have touched some nice points here. Any way keep up wrinting.

Reply
hot fiesta играть 13 يونيو، 2024 - 4:34 م

Simply wish to say your article is as astonishing. The clearness for your submit is simply cool and i can think you are a professional in this subject. Well together with your permission allow me to grab your RSS feed to stay up to date with approaching post. Thank you one million and please keep up the rewarding work.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 9:17 ص

I have been surfing online more than 3 hours today, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. Personally, if all site owners and bloggers made good content as you did, the internet will be much more useful than ever before.

Reply
Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 7:38 م

Hello! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to take a look. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Superb blog and outstanding design and style.

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 4:18 ص

Hello there, You have done a fantastic job. I will definitely digg it and personally recommend to my friends. I am sure they will be benefited from this site.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 6:46 ص

Fantastic beat ! I wish to apprentice while you amend your site, how can i subscribe for a blog web site? The account aided me a acceptable deal. I had been tiny bit acquainted of this your broadcast provided bright clear concept

Reply
автомойка под ключ 5 يوليو، 2024 - 9:51 م

Строительство автомойки – сложный процесс. Мы обеспечиваем профессиональный подход на каждом этапе, чтобы ваш бизнес процветал.

Reply
строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 5:14 م

Автомойка под ключ – это ваш легкий старт в автосервисном бизнесе. Не требуется прежний опыт – мы сопровождаем вас на каждом шагу.

Reply
строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 7:32 ص

1Франшиза автомойки от нашей команды – это успешный бизнес с минимальными инвестициями. Давайте станем партнерами!

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 4:36 م

When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Appreciate it!

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 10:57 ص

It’s really a nice and helpful piece of information. I’m satisfied that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:51 ص

Good answers in return of this question with firm arguments and describing everything regarding that.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 1:49 م

This post will help the internet viewers for creating new weblog or even a blog from start to end.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 10:30 ص

Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом.

Reply
автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 8:59 م

Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие.

Reply
автомойка под ключ 17 يوليو، 2024 - 6:03 ص

1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей.

Reply
Джак 20 أغسطس، 2024 - 5:07 ص

As the admin of this web site is working, no doubt very rapidly it will be well-known, due to its quality contents.

Reply
Джак 20 أغسطس، 2024 - 3:56 م

Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back later. All the best

Reply
Джак 21 أغسطس، 2024 - 2:18 ص

This post is invaluable. How can I find out more?

Reply
Джак 21 أغسطس، 2024 - 1:07 م

Hi there, I found your web site via Google whilst searching for a similar matter, your site got here up, it appears good. I have bookmarked it in my google bookmarks.

Reply
theguardian 24 أغسطس، 2024 - 12:32 م

Wow, this article is nice, my sister is analyzing these things, so I am going to tell her.

Reply
theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 4:40 ص

Appreciation to my father who shared with me about this blog, this website is really awesome.

Reply
theguardian 27 أغسطس، 2024 - 7:03 م

Currently it looks like BlogEngine is the best blogging platform out there right now. (from what I’ve read) Is that what you’re using on your blog?

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 8:30 ص

Aw, this was a really nice post. Taking the time and actual effort to make a top notch article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done.

Reply
theguardian 28 أغسطس، 2024 - 9:43 م

Hello very nice website!! Guy .. Beautiful .. Superb .. I will bookmark your blog and take the feeds also? I am satisfied to find so many useful information here in the post, we need develop more strategies in this regard, thank you for sharing. . . . . .

Reply
theguardian 29 أغسطس، 2024 - 11:22 ص

Hi, I log on to your new stuff regularly. Your writing style is awesome, keep doing what you’re doing!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00