الخميس, نوفمبر 28, 2024
الخميس, نوفمبر 28, 2024
Home » أندريا رايزبوره تستحق الترشح للأوسكار وتتحدى كل جدال حولها

أندريا رايزبوره تستحق الترشح للأوسكار وتتحدى كل جدال حولها

by admin

سؤال عن سبب تشهير وسائل الإعلام بواحدة من أجرأ الممثلات البريطانيات وقد جرى التنويه بفيلمها “إلى ليزلي” فيما لا تستقر الأكاديمية الأميركية على رأي بشأنها

اندبندنت عربية \ جيفري ماكناب

يمكنكم بسهولة فهم سبب اندهاش الممثلين زملاء #أندريا_رايزبوره بأدائها شخصية أم #مدمنة على الكحول في فيلم المخرج #مايكل_موريس “إلى ليزلي” To Leslie غير المشهور والمصنوع بموازنة بسيطة، وسبب تصويت كثيرين منهم لمصلحة ترشيحها لنيل جائزة الأوسكار. في المقابل، يصعب فهم سبب تعرض رايزبوره  للتشهير في وقت لاحق، مِن قبل وسائل الإعلام بسبب حملتها لجوائز الأوسكار، وكذلك تهديدها بإلغاء ترشيحها.

لا يجرؤ أحد على معاملة ميريل ستريب بهذا المستوى من عدم الاحترام. ويجادل كثيرون بأن رايزبوره هي الممثلة السينمائية البريطانية الأقرب إلى ستريب بجرأتها وتنوع أدوارها. لا تكمن المعضلة الحقيقية في كيفية تطفلها على سباق الأوسكار لهذا العام، لكن في عدم تقديرها ومعرفتها بشكل أفضل.

تأكد اليوم أن ترشيحها لجائزة الأوسكار لا يزال مستمراً، على رغم الجدل الذي هدد باجتياح الفيلم خلال الأيام الأخيرة. تضع رايزبوره  كامل طاقتها التمثيلية في “إلى ليزلي” عبر أداء دور أم عازبة من تكساس مدمنة على الكحول تمر بأوقات عصيبة للغاية. قبل بضعة أعوام، فازت تلك الأم باليانصيب لكنها أنفقت كل أموالها على الكحول. يبدو أداء نيكولاس كيج شخصية بطل غير تقليدي مدمن يتعاطى الكحول حتى الموت الذي أكسبه جائزة أوسكار عن فيلم “مغادرة لاس فيغاس” Leaving Las Vegas عام 1995، فاتراً بالمقارنة مع أداء رايزبوره.

لا تخفي تلك الممثلة البريطانية إعجابها بالدراما المكثفة والطبيعية وشبه المرتجلة التي قدمها الممثل والمخرج والكاتب الأميركي جون كاسافيتس في ستينيات القرن الـ20 وسبعينياته. وفي أدائها شخصية ليزلي، تستغل نفس القوة الشرسة والوحشية التي تراها في أداء ممثلين من أمثال جينا رولاندز وبن غازارا في أفضل أفلام كاسافيتس. يتمكن تجسيدها في آن معاً من التقاط هشاشة ليزلي وغرورها وضلالها وهي مخمورة. إن سلوكها مخادع وحقير أحياناً، لكننا جميعاً نشجعها في نهاية المطاف. وكذلك تمتلك تلك الأم خصالاً ساذجة ومثيرة للشفقة مثل جرو ضائع. قد يصبح الفيلم أكثر رقة في مراحله التالية، لكنه في معظمه نظرة حازمة إلى الإدمان بينما تقدم بطلته أداء يعتصر القلوب.

استطراداً، إن مشاهدة “إلى ليزلي” صعبة وكئيبة. وهناك عدد من اللحظات في الفيلم تجعلك ترغب في الإشاحة بنظرك، مثلاً حينما تسرق الشخصية التي تجسدها رايزبوره المال من ابنها البالغ من العمر 19 سنة كي تشرب إلى أن يغمى عليها مرة أخرى. يأتي المشهد الأكثر كآبة حينما تتقيأ بعدما أقلعت عن الشرب بشكل مفاجئ. إنها حطام امرأة تشعر بالشفقة تجاه نفسها، تخفي زجاجات المشروب تحت فراشها وتنفّر كل شخص تقابله تقريباً، بمن فيهم ابنها. كانت ستعيش حياة قاسية في الشوارع لولا لطف مدير نزل (يؤديه مارك مارون) الذي يمنحها وظيفة عاملة نظافة. وهنا نرى على كل حال التمثيل المنهجي في أفضل صوره. تتقمص رايزبوره شخصيتها ولا تتملص من إظهارها في أكثر لحظاتها بؤساً وقتامة.

أندريا رايزبوره في أدوار (من اليسار إلى اليمين) مارغريت تاتشر في “الطريق الطويل إلى فنشلي” (2008) وليزلي في “إلى ليزلي” (2023) وواليس سمبسون في “دبليو. إي” (2001) (شاتر ستوك/ اندبندنت)

حينما أعلن ترشيح الفيلم للأوسكار للمرة الأولى، بدا الأمر كأنه انتصار لصناعة الأفلام المستقلة الكادحة العتيقة في الولايات المتحدة، إذ يقدم “إلى ليزلي” قصة تحكي عن نوع من البطلات نادراً ما تعترف بهن السينما الأميركية السائدة. ليست ليزلي قائدة فرقة موسيقية ذائعة الصيت كتلك الشخصية التي تجسدها كيت بلانشيت، المرشحة لجائزة الأوسكار إلى جانب رايزبوره، في فيلم “تار” Tar، ولا هي نجمة سينمائية تعاني الصدمة على غرار مارلين مونرو التي تجسدها آنا دي أرماس في فيلم “شقراء” Blonde. إنها امرأة يائسة تعيش على هامش المجتمع، وقدرتها على الاعتناء بنفسها أقل بكثير من الأرملة المتجولة التي تعيش في حافلة التي أدتها فرانسيس مكدورماند في فيلم “أرض الرحّل” Nomadland الصادر عام 2020.

في البداية، كتبت الصحف الأميركية المعنية بصناعة السينما بإعجاب عن حملة الجوائز “الشعبية” الفاعلة للغاية التي نظمتها النجمة البريطانية وفريقها. ثم ظهر رد فعل عنيف. وراح المعلقون يلاحظون غياب النساء السوداوات عن قائمة ترشيحات الأوسكار، من بينهن فيولا ديفيس بطلة فيلم “المرأة الملك” The Woman King ودانييل ديدويلر التي أشيد بأدائها على نطاق واسع لشخصية مامي تيل موبلي، الأم المكلومة والناشطة في مجال الحقوق المدنية في فيلم “تيل” Till. وصار ينظر إليهما على أنهما أحق بالترشح [من رايزبوره].

كذلك برزت انتقادات لشخصيات مؤثرة أبدت إعجابها بـ”إلى ليزلي”، من بينها نجمات الصف الأول على غرار بلانشيت وكيت وينسلت وغوينيث بالترو اللواتي استضفن عروضاً للفيلم وعبرن عن دعمهن من خلال منشورات عبر حساباتهن الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي وتحدثن علناً عن تألق رايزبوره.

استطراداً، لخصت مدونة “توم أند لورينزو” الصوتية هذا الأسبوع كيف أن ما تسمى “قضية رايزبوره” قوضت سباق الأوسكار لهذه السنة. وورد فيها، “كان التصور أن هذه الممثلة البيضاء، مع جميع صديقاتها من الممثلات البيضاوات، قد أخرجن اثنتين من المرشحات السوداوات المشهورات والمحتفى بهن للغاية واللاتي كان ترشحهن متوقعاً بشدة”.

بطريقة ما، أصبحت رايزبوره، الممثلة البريطانية اللامعة صاحبة الأداء المتعدد الألوان والمعروفة بأنها لم تلعب شخصيتين متماثلتين أبداً، درعاً يصد الانتقاد الموجه إلى “أكاديمية فنون وعلوم السينما” [التي تمنح جائزة الأوسكار] ويصفها بأنها تفتقر إلى الشمولية. لم يعد النقاش يدور حول أداء رايزبوره الاستثنائي في “إلى ليزلي” لكن حول الظلم المستمر في جوائز الأوسكار.

بالتالي، اتهمت الأكاديمية بكراهية النساء والعنصرية. واهتزت تلك المؤسسة إلى درجة أنها فتحت تحقيقاً في الحملة، مما يعد إجراء سخيفاً بشكل واضح. طفا شعور بأن الأكاديمية يائسة في تحويل النقد عنها، بالتالي أصبح “إلى ليزلي” كبش فداء، ووجدت رايزبوره نفسها على خط النار. لو صُنع هذا فيلماً بإنتاج أضخم ونجوم معروفين أكثر، فمن المحتمل أنهم ما كانوا ليجرؤون على ذلك. ومع أن الترشيح لم يُلغ، إلا أن سمعة البطلة تشوهت بالتأكيد وفرصتها الآن للفوز بجائزة أفضل ممثلة باتت ضئيلة.

وللمفارقة، فإن رايزبوره طالبت بصراحة في السابق بأن تصبح الأكاديمية، وهي عضو فيها، أكثر تنوعاً وشمولية.

ففي مقابلة أجرتها عام 2020، صرحت رايزبوره بأن “مقدار المسؤولية التي تتحملها كعضو في الأكاديمية، يجعل تأثيرك في العالم إشكالياً حقاً. فما هو تأثير إهمالك أو عدم إهمالك لشيء ما في العالم؟ كيف يؤثر ذلك في الأطفال الذين يرون صورتهم الخاصة على لوحة الإعلانات، أو أي شخص يشبههم على لوحة إعلانات؟ بقدر ما نستطيع تغيير الأمور نحو الأفضل، وبقدر وجهات النظر التي يمكننا الوصول إليها، وبقدر ما يمكننا أن نفتح أذهاننا أمام أشياء جديدة، يكون ذلك أفضل”.

لا تبدو هذه الكلمات كملاحظات صادرة عن شخص يخطط بطريقة نفعية لسرقة مجد الأوسكار من شخص آخر.

في السياق نفسه، لا يشبه الأمر أن تكون رايزبوره ساعية إلى أخذ الفوز بجوائز الأوسكار على محمل الجد أيضاً. في مدونة صوتية استضافتها أخيراً مع مارك مارون، شريكها في بطولة “إلى ليزلي”، استشهدت بفيلم “يرجى الاطلاع”  For Your Consideration الكوميدي الساخر الصادر عام 2006 للمخرج كريستوفر غيست، حول السلوك الفظيع لفريق عمل فيلم منخفض الموازنة وأبطاله الذين يتنافسون للحصول على جائزة الأوسكار، باعتباره أحد أفلامها المفضلة. وفي تلك المدونة، علقت رايزبوره على الفيلم ووصفته بأنه “مضحك للغاية. بمجرد أن اشتم الفريق رائحة الترشيحات فقد الجميع عقولهم، بل كل صلة بالواقع”. الآن، هي نفسها عالقة وسط الهستيريا النرجسية عينها في هوليوود، تلك التي سخر غيست منها بابتهاج شديد.

أدت رايزبوره دور مارغريت تاتشر الشابة في “الطريق الطويل إلى فنشلي” الذي صدر في 2008  (اندبندنت)

 

وفي ملمح متصل، إن هذه النجمة الإنجليزية أقل شهرة بكثير من المرشحات الأخريات لجوائز الأوسكار لهذا العام. وكذلك فإنها بنفسها مسؤولة جزئياً عن شهرتها الضعيفة نسبياً. منذ وقت مبكر من مسيرتها المهنية، حينما ظهرت في إنتاجات المسرح الوطني على غرار “احتراق” Burn عام 2006 إلى جانب ممثلين شباب آخرين من وزن مات سميث وأندرو غارفيلد، دأبت رايزبوره على الابتعاد عن الأضواء. على عكس سميث وغارفيلد، لم تظهر في المسلسلات التلفزيونية أو الأفلام الرائجة مثل “دكتور هو” Dr Who و”سبايدرمان” Spider-Man. بدلاً من ذلك، عملت بشكل أساسي على أداء شخصيات منهجية مع مخرجين أمثال مايك لي وأليخاندرو غونزاليس إينياريتو وتوم فورد وديفيد أو راسل وجيمس مارش. يضاف إلى ذلك أنها تنتج الأفلام إلى جانب التمثيل، وتستثمر أموالها في السينما.

في سياق متصل، تدعي رايزبوره أنها لم “تؤد أي شخصية بصوتها أو جسدها”، إذ تعيد اختراع نفسها في كل مشروع جديد، مصرة على الحفاظ على فاصل واضح بين عملها وحياتها الخاصة. ربما يسند إليها دور مدمنة على الكحول في فيلم ما وضحية لمرض السرطان في الفيلم التالي. في بدايات حياتها المهنية، جسدت مارغريت تاتشر في صباها في الدراما التلفزيونية “الطريق الطويلة إلى فنشلي” The Long Walk to Finchley الصادرة عام 2008، لكنها لعبت أيضاً دور ابنة ستالين في “موت ستالين” The Death of Stalin الصادر عام 2017، وامرأة من بلفاست محاصرة بين الجيش الجمهوري الإيرلندي والقوات البريطانية في فيلم الإثارة المكثف “راقصة الظل” Shadow Dancer الصادر عام 2012 للمخرج جيمس مارش.

في منحى آخر، ترعرعت رايزبوره المولودة في شمال شرقي إنجلترا، على التمثيل. ونالت عضوية في “مسرح الشعب” أثناء طفولتها. وشاركت في أول مسرحية لها في سن التاسعة. وظهرت في أكثر من 60 عملاً حتى قبل أن تقوم باختبار الأداء في “الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية”. وتابعت مسيرتها بالعمل في “شركة شكسبير الملكية” وكذلك في المسرح الوطني. ضمت صفوف مرشديها في وقت مبكر من حياتها المهنية، شخصيات بارزة كالمخرجين بيتر هول ومايك لي. لا يمتلك هذا القدر من العراقة سوى قلة من معاصريها.

ذات مرة، قالت المغنية الشهيرة مادونا، “كنت أبحث عن ميزة معينة، شيء هش، مخنث، ومع ذلك أنثوي بطريقة كلاسيكية حقاً. حينما رأيت أندريا، عرفت على الفور أنها هي”. وآنذاك، أوضحت سبب اختيارها رايزبوره لأداء دور واليس سيمبسون، الشخصية الاجتماعية الأميركية المطلقة التي ألقي عليها اللوم في تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش، في فيلم السيرة الذاتية “دبليو. إي” W.E الذي أخرجته مادونا عام 2011.

وحينها أيضاً، لم ينجح ذلك الفيلم. وهوجمت مادونا من قبل وسائل الإعلام البريطانية بسبب تجرؤها على صناعة فيلم عن العائلة الملكية. في المقابل، كانت المغنية محقة في شأن نجمتها الشابة، إذ امتلكت رايزبوره القدرة على أن تبدو رقيقة وشديدة الصلابة في آن معاً. يمكنها أداء دور الأرستقراطية المتعجرفة كزوجة كريستيان بيل الفاتنة لكن المنعزلة للغاية في فيلم “أمستردام” Amsterdam، بالمستوى ذاته الذي تجسد فيه شخصيات صعبة مثل ليزلي ممن يقضين حياتهن في الحانات ومواقف الحافلات.

كذلك يمكنها أداء الكوميديا (على غرار ما فعلته في أفلام “مايندهورن”Mindhorn  و”لا تبالي” Happy-Go-Lucky  و”صنع في داغنهام” Made in Dagenham)، والتراجيديا (إذ شاركت في مسرحية “الآنسة جولي” Miss Julie للكاتب أوغست ستريندبرغ).

كذلك تتضمن أفلامها السينمائية أعمال رعب كـ”المتملكة” Possessor الصادر عام 2020 للمخرج براندن كروننبرغ الذي تؤدي فيه دور قاتلة تتحكم بأجساد الآخرين، وفيلم “ماندي” Mandy المنمق الصادر عام 2018 وتألقت فيه أمام نيكولاس كيج المسلح بمنشار. وتملك أيضاً مشاركات في أعمال مقتبسة من الأدب والدراما التجريبية.

إذاً، تندرج رايزبوره بين أكثر الممثلين مغامرة وإبداعاً في جيلها. بالتالي، يبدو من المحبط للغاية الآن وضع علامة على غسمها. يدور الحديث عنها، ليس بسبب تألق أدائها، بل لأن منظمي سباق الأوسكار لا يزالون غير قادرين على حل شؤونهم الداخلية.

* يتوافر “إلى ليزلي” الآن للمشاهدة عبر منصة “أمازون برايم”.

© The Independent

المزيد عن: أندريا رايزبوره\إلى ليزلي\الطريق الطويل إلى فنشلي\دبليو. إي\جائزة الأوسكار

 

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00