الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » “أمهات متوازيات” يعمق تشكلية ألمودوفار من النساء الشجاعات

“أمهات متوازيات” يعمق تشكلية ألمودوفار من النساء الشجاعات

by admin

ربما تخلى المخرج الإسباني عن ميله السابق إلى تجاوز الخطوط الحمراء لكنه حصل على زخم أعمق

اندبندنت عربية \ كلاريس لوغراي 

حصل فيلم “أمهات متوازيات” من إخراج بدرو ألمودوفار، ومن بطولة بينلوبي كروز، وميلينا سميت، وإسرائيل الخالدي، وآيتانا سانشيز خيخون وروسي دي بالما، على تقييم رقابي يسمح بمشاهدته لعمر 15 عاماً، فما فوق، وتبلغ مدة عرضه 123 دقيقة.

ومن بين كل الشخصيات النسائية التي جسّدتها بينلوبي كروز في أعمال المخرج بيدرو ألمودوفار، برزت رايموندا بطلة فيلم “العودة” Volver كأنها عملاقة بين البقية. ومرد ذلك أن أداءها دور تلك الأم التي تمتلك قدرة لا حدود لها على التحمل هو الذي أكسب الممثلة ترشيحاً لجائزة الأوسكار. وتتمتع رايموندا بحكمة اكتسبتها بشق الأنفس، إضافة إلى كونها شخصية مركبة لدرجة تشعرك بأن عالمها الذي لا تهدأ الحركة فيه أبداً يحتوي على أكوان أخرى في داخله. وفي المقابل، إذا كتب لبطلة “أمهات متوازيات” Parallel Mothers، وهو ثامن فيلم يتعاون فيه ألمودوفار وكروز على مدار أربعة عقود، أن تعيش في ظل رايموندا، فإنها لن تقبل ذلك من دون إثارة لغط.

إذ تعمل يانيس، بطلة “أمهات متوازيات”، مصورة فوتوغرافية في مدريد، وتندرج ضمن النساء الليبراليات اللاتي ينتمين إلى الطبقة الوسطى، وترتدي بلوزات تحمل شعارات من قبيل “علينا جميعاً أن نكون نسويين”. بعد إقامتها علاقة غرامية مع أرتورو، عالم آثار متزوج (يجسد دوره الممثل إسرائيل الخالدي)، تنجب فتاة تسميها سيسيليا.

أثناء الولادة، تتشارك يانيس غرفة المستشفى مع فتاة مراهقة بائسة تدعى آنا (الممثلة ميلينا سميت). لم تخطط أي من المرأتين حملها، وفي حين أن يانيس لم تندم على ما حصل، كانت آنا نادمة. لقاء السيدتين في هذا الموقف يشكل نقطة البداية لرفقة تنمو وتتحول إلى شيء أعمق حينما تكتشف يانيس سراً عن المولودين سيؤدي البوح به إلى عواقب وخيمة. إذ لا تكتفي مصائر الامرأتين بالتقاطع، بل تتداخل معاً بطريقة تناقض بشكل مباشر العنوان الذي اختاره ألمودوفار للفيلم. ربما يجب تسميته تقاطع الأقدار، أو اتحاد الإرادات الأنثوية.

ويبرز أيضاً أن والدة آنا، تيريزا (تجسدها أيتانا سانشيز خيخون)، تعمل ممثلة، وتكون مشغولة بمهنتها إلى درجة تجعلها عاجزة عن أداء أي واجب رعاية، بالتالي فإن يانيس وآنا تلعبان دور الأم والبنت بدلاً من ذلك.

حينما تجلسان قبالة بعضهما، يحدث توافق رائع بين ملامح وجهيهما في لقطة جانبية تبدو كتلك الرسومات النفسية الخادعة [مثل الرسم الذي يظهر وجه امرأة عجوز وفتاة جميلة تعتمر قبعة تعلوها ريشة]، لكن على الطريقة الألمودوفارية. ليست سميت فتاة ضعيفة تماماً، لكنها هشة بطريقة تتفهمها كروز بغريزة قوية ومتعاطفة. وتنأى شخصية يانيس تماماً عن أن تكون قديسة، لكن كروز تتعاطى معها بأسلوب فياض ومنفتح للغاية يجلعها تبدو وكأنها تفيض بالحب، في نظر آنا وسيسيليا، وحتى والد الطفل. إنها علاقة فوضوية أحياناً، لكنها نقية. ألا يصف ذلك إلى حد بعيد أسلوب ألمودوفار كمخرج؟

لم يطرأ أي تغيير على إحساس ألمودوفار بالميلودراما. فحينما يمارس أرتورو ويانيس الجنس، تندفع الستائر البيضاء أمام النافذة المفتوحة في إشارة إلى قوة شغفهما الخالصة. وتتكشف الحوادث بطريقة درامية مكثفة سريعة، وتصاغ بطريقة تجعلها غير ممكنة الحدوث نسبياً. وكذلك يغمر تصميم الإنتاج الذي وضعه أنجون غوميز تفاصيل حياة يانيس كلها بلوحات جريئة وأساسية من الفن الشعبي الإسباني.

في المقابل، لا شيء في “أمهات متوازيات” يشير إلى أن ألمودوفار في سن الثانية والسبعين يعتبر أن أسلوبه الذي تحول إلى مدرسة إخراجية بحد ذاته، قد بلغ حد الكمال. ربما تخلى قليلاً عن ميله القديم إلى تجاوز الخطوط الحمراء، لكن ذلك أوصل إلى زخم أكثر عمقاً. يشكل “أمهات متوازيات” أول فيلم يتطرق فيه المخرج علانية إلى إرث الحرب الأهلية الإسبانية. وفي الأساس تواصلت يانيس مع أرتورو بهدف مساعدتها خلال عملية استكشاف قبر في مسقط رأسها يحتوي على عشر جثث، جميعها تعود لأشخاص كانوا من أوائل ضحايا نظام فرانكو، ومن بينهم جدها الأكبر.

يختتم ألمودوفار فيلمه باقتباس للكاتب الأوروغوياني إدواردو غاليانو، يرد فيه “لا يوجد هناك تاريخ صامت. ومهما يحاولون أن ينسبوه إلى أنفسهم، مع التشويه والكذب بشأنه، يرفض التاريخ البشري أن يجري إخراسه”. بعد عقود من القمع الجماعي، لم يبدأ “قانون الذاكرة التاريخية الإسباني” عملية الإحصاء والتحليل إلا في سنة 2007. وقد اشتمل جزء من هذه العملية على تحديد القبور الجماعية واستخراجها. إن يانيس ابنة أم عزباء، كانت بنفسها ابنة أم عزباء أخذ زوجها أثناء الليل وأطلقت النار عليه.

بهذه الطريقة، يضفي فيلم “أمهات متوازيات” إحساساً جديداً بالعمق إلى تشكيلة ألمودوفار من النساء الشجاعات، ما يشير إلى أن قوتهن ليست دائماً باختيارهن. لطالما توجب على النساء انتشال أنفسهن من تحت أنقاض الماضي، وإيجاد طريقة للمضي قدماً.

© The Independent

المزيد عن: أمهات متوازيات \ فرانكو \بنيلوبي كروز \بدرو ألمودوفار \ اخترنا لكم

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00