السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » ألكسندر باين الفائز بأوسكارين: العالم أصبح أكثر محافظة

ألكسندر باين الفائز بأوسكارين: العالم أصبح أكثر محافظة

by admin

 

“أنجز الأفلام لأنها تسلّيني ولأنني أود التواصل مع المشاهدين وأريدهم أن يفكّروا وهم يضحكون”

اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان 

تُفاجأ صحافية يونانية من قدرة ألكسندر باين على التحدّث بحرية وصدق، بعيداً من اللغة الخشبية التي تلوكها ألسنة كثر من أهل هوليوود. هذه الصدمة الإيجابية تكوّنت لديها على الأرجح بعدما سخر باين من نفسه، خلال عرض فيلمه “دوانسايزينغ” (2017) في مناسبة افتتاح مهرجان “مشروع إيفيا السينمائي” المنعقد في جزيرة إيفيا اليونانية، عندما مازح الحضور بالقول إن المشاهدين الموجودين في الأمسية هم أكثر عدداً من كلّ الذين شاهدوه سابقاً، في إشارة إلى الفشل التجاري الذي تعرض له.

شاهد باين “دوانسايزينغ” مع الجمهور، ثم أعترف بأنه أخيراً تسنّت له مشاهدته كمتفرج عادي لا كشخص صنعه. حتى أنه لم يكن يتذكّر ماذا سيحدث في المشهد التالي، وهذا أمر جيد في نظره. سمعته يقول: “الشاعر اللاتيني هوراس كان يقول إن من الواجب كتابة قصيدة ثم نسيانها سبع سنوات، فالعودة إليها لتصحيحها”.

الممثل الكبير جاك نيكلسون في فيلم “عن شميدت” (خدمة المهرجان)

 

في لقاء جمع أربعة صحافيين مع باين غداة العرض وشاركت فيه “اندبندنت عربية”، طرحت الصحافية اليونانية “المتفاجئة” سؤالاً على المخرج الأميركي يتعلّق بتواضعه، فكان رده: “لطالما قلتُ إنّ عندما ينجز المخرج فيلماً، فهو يكون أكثر شخص يعرف كيف يجب أن يكون الفيلم. لكن، عندما ينتهي من إنجازه، يصبح أقل شخص يعرف ماهية هذا الفيلم. لا يعود الفيلم ملكه. ليس لديه أدنى فكرة عن كيف سيتلقاه الجمهور وكيف سيرشحه. بعضهم قد لا يمتلك حس الفكاهة. يأتيني أحدهم ويقول لي “لم يعجبني فيلمك”، فأسأله لماذا، يرد بأنه لم يفهمه جيداً. في مثل هذه الحالة، يجب ترك الوقت يمر ثم إعادة مشاهدته مجدداً بعد فترة. هناك أيضاً حقيقة إنني ما زلت “تلميذاً” وأريد أن أتعلم كيف نصنع فيلماً وأستفيد من أخطائي. إلى الآن كنت محظوظاً، ذلك أن أفلامي صُنِّفت كأفلام جيدة. “داونسايزينغ” فشل بعض الشيء في الارتقاء إلى هذا التصنيف. لذلك، كان لي فضول لمعرفة السبب، الأمر الذي تجنبته طوال السنوات الست الماضية، وكنت أشجع نفسي دائماً على التفكير بشيء آخر”.

فهم الآخرين

“هل يؤلمك ألا يفهمك الآخرون؟”، سؤال فرض نفسه في تلك اللحظة وما كان ممكناً عدم طرحه على باين الذي يبدو أنه لم يشفَ تماماً من انتكاسة هذا الفيلم الذي حظي بأكبر موازنة من بين كل أفلامه. لكن، لباين ردود طريفة تحول المأساة إلى ملهاة في غضون ثوان قليلة: “عفواً، ماذا قلتَ؟ أن تتألم من عدم فهم الآخرين لك؟ بصراحة، الألم هو أن تُصاب بسرطان البنكرياس. ما نتحدث عنه هنا مشكلة طبقة معينة من الناس. أنجز الأفلام لأنها تسلّيني، ولأنني أود التواصل مع المشاهدين. أريدهم أن يفكّروا وهم يضحكون. في “داونسايزينغ”، بذلنا الكثير من الجهد على كتابة السيناريو، جيم تايلور وأنا. عملنا على السيناريو لسنوات، وأعتقد أن هذه مشكلة في ذاتها. كانت لنا فكرة أولية جيدة لفيلم، لكن كان السؤال كيف نضعها في إطار الأحداث. رحنا نتعامل مع الفكرة بقوة، ما انعكس سلباً على القصة فبدت مفتعلة. أنا من جهتي، فضّلتُ دائماً القصص الواقعية، من تلك التي قد تحدث في الحياة اليومية”.

مات ديمون في فيلم “داونسايزينغ” (خدمة المهرجان)

 

انطلق باين دولياً بـ”انتخاب” (1999)، وهو ثاني أفلامه الروائية الطويلة. الفيلم بطولة ريز ويثرسبون وتجري أحداثه داخل مدرسة، المكان الذي يعود إليه في جديده “الصامد” الذي من المرجح أن يشارك في الدورة المقبلة من مهرجان البندقية السينمائي. فهل تجنب في هذا الفيلم أخطاء الماضي بما أنه يعي أنه ارتكب عدداً منها؟ يقول باين الذي يكشف أن الفيلم بات جاهزاً، أن الأشياء لا تجري على هذا النحو. في نظره أن كل فيلم مختلف عن سابقه. “نفعل ما في وسعنا. والغريزة هي التي تدلّك على الطريق”.

هذه ثاني مرة ألتقي باين في اليونان لمقابلة صحافية. كثر لا يعرفون أن جذوره في أرض الإغريق. جده هاجر من الجزيرة التي ولد فيها في بداية القرن الماضي، وغيّر كنيته من بابادوبولوس إلى باين. لكن، أي علاقة تربطه بأصوله حالياً، هو الذي حاز على الجنسية اليونانية أيضاً؟ يرد: “ثلاثة من أجدادي ولدوا هنا. لكني لست يونانياً. إني يوناني – أميركي، أي من تلك الثقافة المتفرعة. يثيرني أن أكون هنا. طوال حياتي، ولستُ وحيداً في هذا، كنت ما أسميه “مراقباً مشاركاً”. هذا يعني أنك جزء من شيء ومراقب له في الحين نفسه. الآن، وقد أصبحت أحمل الجنسية اليونانية، صرت جزءاً من اليونان، ومع ذلك ما زلت أنظر إليها كمراقب. أما لماذا اخترتُ أن أحمل جوازاً يونانياً، فعدا عن أن هذا شيء يشرف تاريخي، فأنا مهتم أيضاً بالعمل في اليونان وأوروبا، وأعتقد أن حيازة الجنسية اليونانية تساعدني في هذا الشأن. من المفيد أن أكون يونانياً، إذا أردتُ العمل هنا”.

يجهل باين كيف من الممكن تصوير فيلم في اليونان. يقول إنه لا يعرف ماذا يقول عن الموضوع قبل خوض التجربة. “كانت هناك نقاشات حول فكرة أن في اليونان الكثير من المناظر الطبيعية. والأهم أن الحكومة تقدّم منذ فترة إعفاءات ضريبية للذين يريدون التصوير هنا. هذا كله يساعد، ولكن لا يكفي. يجب أن أملك قصة. المكان لا يكفي لصناعة فيلم”.

تصوير الناس

جوج كلوني في “الأحفاد” (خدمة المهرجان)

 

في الحديث عن “داونسايزينغ”، يكشف باين بأنه يكره المؤثرات البصرية ويعتبرها مملة. يسألنا: “هل تعلمون ماذا يحدث داخل اجتماعات تصميم المؤثرات البصرية؟”، مقلّداً طريقة كلام أصحاب القرار في هذا الشأن: “أحدهم يعتبر أن شكل السحابة ليس ملائماً، فيقترح إضافة بعض الكونتراست. مَن يهمه هذا الأمر؟ كل ما أريده هو تصوير الناس”.

أسأله عن رأيه بالذكاء الاصطناعي الذي يهدد مستقبل كتّاب السيناريو، فيجيب بأنه سيسعد جداً لو قدّم له الذكاء الاصطناعي سيناريواً جيداً. إلى الآن لا يراه بديلاً للمسة الإنسان. يتابع: “قد يساعدك في بعض الأمور، لكن أعترف إنني لم استخدمه فعلاً. كل ما فعلت هو إنني طلبت منه أن يكتب لي نصاً شكسبيرياً عن مدينة أوماها. وهذا ما قدّمه لي فوراً. ثم طلبت منه أن يحوله إلى شعر الهايكو الياباني (ضحك). تسليتُ كثيراً. لكن، لم أستخدمه لأخلق فناً”.

بعد إدارته في “طرق جانبية” (2004)، يعود باين إلى الممثّل بول جياماتي في فيلمه الجديد. عن هذا التعاون الذي يشبّهه بالتعاون بين فيلليني وماستروياني أو بين جون واين وجون فورد، يقول: “العمل معه أحد أكثر الأشياء التي سببت لي سعادة. من خلال فيلمين معه، عشتُ بهجة التعاون مع ممثّل. هذا شيء جميل جداً. مع جياماتي لا أحتاج إلى أن أقول شيئاً. يفهمني بنظرة. أنظر إليه يفهم، ينظر إلي أفهم. لطالما كنت محظوظاً بالنجوم الذين تعاملتُ معهم. النجمان الوحيدان اللذان لم أتفق معهما هما برت رينولدز وبروس ويليس. كان للأخير دور صغير في “داونسايزينغ” لكني حذفته من المونتاج. لم يكن يتذكّر حواراته خلال التصوير. الآن بتُ أفهم لماذا لم يكن يتذكّر، لكن أزعجني الأمر في حينها.

من فيلم “إنتخاب” (خدمة المهرجان)

 

لا أحد حذّرني وتقاضوا المال كأن شيئاً لم يكن. في المقابل، كان جاك نيكلسون في منتهى اللطف معي. قبل “عن شميدت”، كنت سمعت أشياء كثيرة عن العمل معه، منها أنه يمضغك فيبصقك. لكنه خالف كل هذه الآراء. قبل اختياره، اتصلتُ بمايك نيكولز الذي اشتغل معه، وطلبت إليه بعض النصائح، فقال: “أوكي، لا يوجد أسهل من هذا: قل له الحقيقة. وهو في أي حال سيشتمها عليك. فقط صارحه بمشاعرك وأفكارك”. وكانت هذه أفضل نصيحة أتلقاها منه. جاك يأتي من الأفلام ذات الموازنة الشحيحة، من عالم روجر كورمان. ولم ينسَ ذلك البتة. أما كلوني، فكانت علاقتي به عظيمة أيضاً خلال تصوير “الأحفاد”. جمعتنا الندية، لكوننا من العمر نفسه، حتى لو إني أبدو أصغر منه سناً. الفيلم حظي بموازنة ضئيلة ولم يتوانَ جورج عن استخدام نجوميته لمساعدة الفيلم ولم يتقاضَ إلا مرتباً قليلاً، وكان يسعده ذلك”.

كوميديا وصواب سياسي

ألكسندر باين مع مدير مهرجان “مشروع ايفا” (خدمة المهرجان)

 

لكن، ماذا عن كتابة الكوميديا في زمن الصواب السياسي الذي يسيطر على هوليوود؟ يحاول باين تجنّب السؤال خشيةً من استغلال الآخرين لأي كلام قد يقوله في هذا الصدد، وهذا في ذاته جواب. ثم يخرج برد ذكي: “لا أعرف كيف أرد على السؤال بشكل مباشر. هذا يجعلني أتذكّر ميل بروكس وفيلمه “بلازينغ سادلز” الذي لما استطاع إنجازه اليوم كما أنجزه في السابق وسط كل هذه المحظورات. حتى فيلمي “انتخاب” غير ممكن اليوم. نحمد الله أحياناً أن بعض الأفلام أُنجِزت في الماضي. العالم أصبح أكثر محافظةً. إني خائف. خائف من فرط المحافظة، أخشى ألا نعود قادرين على قول كل شيء، أخشى ألا نعود أحراراً، لأن الحرية أساسية. ما يحدث مضحك، لأنه من جانب آخر هناك المزيد من الحرية، كالمثليين والأقليات العرقية وغيرهم. هؤلاء والحمد لله، باتوا أكثر حريةً. ولكن، من جانبنا، نرى قمعاً للأفكار، سواء على يد اليسار أو اليمين. كل شيء يتغير. سياسياً، نحن جميعاً ذاهبون في الاتجاه الخطأ. لا أعرف، لا أجد نفسي مؤهلاً للحديث عن هذه الأمور”.

هل لدى باين فيلم يفضّله من بين أفلامه السبعة؟ “ليس حقاً”، يقول قبل أن يروي أنه استمتع جداً بتصوير “طرق جانبية” و”الأحفاد” (2011). أما “عن شميدت”، فلم يشاهده منذ أكثر من عشر سنوات وكان تصويره أصعب. في حين أن أكثر فيلم نال عنه المديح هو “انتخاب” الذي يعتبر إيقاعه “أشبه بالموسيقى”، وطوله مقبول، خلافاً للكثير من أعماله التي يجدها طويلة بعض الشيء، مذكّراً بأنه الفيلم السياسي المفضّل لأوباما.

عن الأوسكارين اللذين نالهما، يقول باين أنه في كل مرة يعرفه أحدهم على شخص آخر، يذيل اسمه بـ”الحائز على أوسكارين”، الأمر الذي يثير استغرابه كونه نسي هذا الفوز قبل زمن بعيد. أما إذا كانت الجائزة المهيبة غيرت شيئاً في مسيرته الفنية، فهو لا يملك جواباً حقيقياً على هذا السؤال. يقول: “يعتقد الناس أن الأوسكار تسهّل على المخرج تمويل فيلمه المقبل. كل ما يفكر فيه السينمائي هو: هل سأتمكّن من إنجاز فيلمي المقبل؟ هل سأتمكّن من كتابة نصّي المقبل؟ في الحقيقة، ما زلتُ أعاني من متلازمة الصفحة البيضاء. لا تتركني وشأني”.

المزيد عن: مخرج أميركيسينماأفلامكوميديا سينمائيةهوليووداليونانالسياسةالواقعالمشاهدون

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00