تصدرت المحادثات في شأن البرنامج النووي المقرر أن تبدأ اليوم في عُمان، عناوين الصحف الإيرانية (أ ف ب) عرب وعالم أكثر من “النووي” أقل من الحرب… حدود محادثات مسقط by admin 13 أبريل، 2025 written by admin 13 أبريل، 2025 13 تبدو واشنطن وطهران مدفوعتين إلى الطاولة لا رغبة في التفاهم بل خشية الانزلاق إلى مواجهة لا يريدها أي منهما اندبندنت عربية / سوسن مهنا صحافية @SawsanaMehanna عقدت محادثات حساسة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط عاصمة سلطنة عمان وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزير عباس عراقجي والوفد المرافق له غادرا إلى عمان صباح اليوم، للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، التي من المتوقع أن تنطلق عصراً في مسقط. كذلك نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني قوله إن المرشد الأعلى علي خامنئي منح وزير الخارجية عراقجي الصلاحيات الكاملة في المحادثات مع واشنطن، في حين نقلت وكالة “الطلبة الإيرانية” أن المحادثات بين الوفدين الأميركي والإيراني في مسقط ستجرى في مكان واحد ولكن في غرف منفصلة، وبشكل غیر مباشر، وربما عبر نصوص مكتوبة. تدخل إيران المفاوضات وقد لحقت بها وبوكلائها أضرار كبيرة جراء حرب غزة (أ ف ب) وتأتي هذه المفاوضات في ظل تهديدات متبادلة وتحذيرات من انزلاق المنطقة التي تقف على حافة بركان إلى مواجهة عسكرية، وفي لحظة حرجة إقليمياً ودولياً، من غزة إلى لبنان، ومن العراق إلى مضيق هرمز، وفي ظل تقاطع الضغوط النووية والعسكرية والاقتصادية، مما يطرح سؤالاً مشروعاً وهو: هل تسعى الأطراف إلى شراء الوقت أم أن هناك فرصة حقيقية لاختراق دبلوماسي؟ وهل نحن أمام مفاوضات جدية أم مجرد مناورة تكتيكية لكسب الوقت وإدارة الأزمة موقتاً؟ وبعيداً من الشعارات الدبلوماسية، تبدو واشنطن وطهران مدفوعتين إلى الطاولة ليس رغبة في التفاهم، بل خشية الانزلاق إلى مواجهة لا يريدها أي طرف منهما في توقيت بالغ التعقيد. فإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وإن كانت تتحدث بلغة الحسم، فإنها تدرك أن فتح جبهة جديدة مع إيران قد يربك استراتيجيتها الانتخابية، ويضعف قدرتها على ضبط التصعيد الإسرائيلي المتسارع، وفي المقابل ترى طهران في المحادثات فرصة لتخفيف الضغط من دون تقديم تنازلات جوهرية، خصوصاً في ظل اضطراب داخلي وتضييق اقتصادي خانق. عمان كمساحة للمناورة وعمان توفر مجدداً “الظل الآمن للتفاوض” بعيداً من ضغوط الإعلام والسياسة العلنية، وتسمح للأعداء بإجراء محادثات لا يريد أحد منهم أن تفهم على أنها اعتراف أو تراجع، وهذا بحد ذاته يؤشر إلى أن المفاوضات غير ناضجة بعد للوصول إلى اختراق حقيقي، بل أشبه بجس نبض وتبادل رسائل غير مباشرة. ومن الخطأ حصر هذه المحادثات في الملف النووي، فهناك ملفات عالقة تناقش تحت الطاولة، منها حدود الدور الإيراني في العراق، والتزام طهران ضبط الحوثيين، وخطوط التماس في سوريا، وحتى أمن الملاحة في الخليج، وصولاً إلى حرب غزة التي لم تنطفئ، وحرب “حزب الله” ضد إسرائيل، لكن التوصل إلى أي تسوية يتطلب معادلة جديدة في توزيع النفوذ، وهو ما لم تنضج شروطه بعد. وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يستقبل نظيره الإيراني عباس عراقجي (وكالة تسنيم للأنباء) في السياق فإن أي اختراق فعلي مرهون بثلاثة عوامل، هي رغبة واشنطن في إدارة الملف الإيراني بعيداً من السقف الإسرائيلي، وهو أمر غير مضمون في ظل التحالف الوثيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واستعداد طهران لإظهار مرونة حقيقية، خصوصاً إذا كانت ترى أن العقوبات بدأت تهدد تماسك النظام داخلياً، ووجود رافعة إقليمية داعمة، سواء من قبل الأوروبيين أو دول الخليج التي بدأت تشعر أن التصعيد يخدم خصومها أكثر مما يخدم أمنها، وحتى اللحظة لا يبدو أن أياً من هذه العوامل نضج بما يكفي، مما يرجح فرضية “شراء الوقت” كدافع أولي. في المحصلة فإن محادثات عمان تشبه رقصة على حافة الهاوية، كل طرف يحاول الظهور بمظهر القوي، لكن في الوقت ذاته يتجنب السقوط، وهذا ما عبر عنه الرئيس الأميركي خلال لقائه نتنياهو في المكتب البيضاوي، حيث قال “إذا لم تنجح المفاوضات أعتقد حقاً أن ذلك سيكون يوماً سيئاً جداً لإيران”، وتابع “لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، والخيار العسكري ضد إيران مطروح إذا لم تبرم اتفاقاً”، وأشار إلى أن “إسرائيل ستكون منتظمة في العمل العسكري ضد إيران إذا رفضت إبرام اتفاق، وستكون قائد الهجوم العسكري عليها في حال لم تتخل طهران عن البرنامج النووى”. وقبيل ساعات من انعقاد جلسة اليوم قال ترمب للصحافيين من على متن طائرة الرئاسة الأميركية “إير فورس وان”، “أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”. في المقابل صعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من لهجته قبيل انعقاد جلسة المحادثات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، ووفقاً لتقرير صادر عن النشرة الأسبوعية “خط حزب الله” التابعة لمكتب المرشد الإيراني، أشار إلى أن “الطرف الأميركي يسعى إلى إظهار التفوق، لكن الحقيقة أن إيران تملك اليد العليا في هذه الجولة من المحادثات”، وأضاف القرير أن هناك ثلاثة مؤشرات واضحة على هذا “التفوق”، أولها “حصر المفاوضات في الملف النووي، وعدم السماح بتشعب الموضوعات، وثانياً إجراء المحادثات في دولة محايدة (سلطنة عمان)، وثالثاً اعتماد الصيغة غير المباشرة للتفاوض، وهو ما ينظر إليه على أنه مناورة تكتيكية تحفظ لإيران مرونة التفاوض من دون التزام علني”. مباشرة أم غير مباشرة؟ على رغم إعلان طهران أن المفاوضات ستكون “غير مباشرة”، فإن إدارة ترمب أعلنت أنها ستكون عبر تواصل مباشر بين الطرفين، وكالعادة في كل مرة تستأنف فيها المحادثات بين واشنطن وطهران يبرز خلاف شكلي لكنه ذو دلالة سياسية عميقة، وهو هل ستكون المفاوضات مباشرة أم لا؟ هذا الخلاف ليس مسألة بروتوكولية أو لغوية فحسب، بل يكشف حجم الهوة في الثقة والاعتراف المتبادل، كذلك يعكس حرص كل طرف على ضبط صورته أمام جمهوره الداخلي وحلفائه الخارجيين، فبينما تسعى واشنطن إلى إبراز جدية القنوات الدبلوماسية تصر طهران على الإيحاء بأنها لم “تجلس مع العدو” بل تتلقى رسائل عبر وسطاء، والنتيجة تفاوض فعلي من دون مصافحة علنية، وهذا ما كشفت عنه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية من أن وزير الخارجية، رئيس فريق التفاوض الإيراني عباس عراقجي، تلقى أوامر بعدم نشر أي صور له في وسائل الإعلام مع الموفد الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده. قد تنجح هذه الجولة في تأجيل المواجهة، لكنها لن تمنعها ما لم تستكمل بقرارات استراتيجية مؤلمة لكلا الطرفين، بعبارة أخرى نحن أمام دبلوماسية قيد التجريب لا قيد الإنجاز. وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلت عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن الرئيس مسعود بزشكيان، ورئيسي السلطة القضائية والبرلمان، أبلغوا المرشد الأعلى خامنئي أن رفض التفاوض مع الولايات المتحدة أو فشل هذه المفاوضات سيؤدي حتماً إلى تعرض موقعي “نطنز” و”فوردو” النوويين الرئيسين لضربات عسكرية، وفي المقابل أشار مراقبون إلى أنه “يتوقع أن يطالب الوفد الأميركي بشكل مباشر بتفكيك المشروع النووي الإيراني، وهذا الأمر غير قابل للتفاوض”. مفاوضات تديرها واشنطن يقول مدير مركز “ستراتيجيكس” للدراسات والبحوث الباحث الأردني حازم الضمور، لـ”اندبندنت عربية”، “تعود الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، منذ أن انسحبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأولى عام 2018 من ذلك الاتفاق الذي وقع عام 2015، وتعثر مفاوضات فيينا عامي 2021-2022 خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، إذ يجتمع الطرفان الأميركي والإيراني في مفاوضات جديدة بسلطنة عمان للنقاش حول مدى جدية طهران في التعاطي مع التحذيرات الأميركية حيال تحييد قدراتها النووية، إما بالتفاوض أو بضربة عسكرية، وستضم جولة المفاوضات الأولى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي الخاص للرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وهي المفاوضات التي تديرها واشنطن بضغط من العقوبات الاقتصادية المتصاعدة، والتحشيد العسكري الأميركي غير المسبوق في الشرق الأوسط، ووسط تصريحات أميركية وإسرائيلية تعكس استعداد الدولتين لتنفيذ الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية”. يصنف “حزب الله” على أنه أكبر وأقدم وكلاء إيران وأفضلهم تدريباً في الشرق الأوسط (أ ف ب) ويتابع الباحث حازم الضمور “في المقابل تدخل إيران المفاوضات وقد لحقت بها وبوكلائها أضرار كبيرة جراء مشاركتهم بالحرب في قطاع غزة، وطاولت هذه الأضرار (حزب الله) اللبناني والنظام السوري السابق والحوثيين في اليمن، وتعاظمت المخاوف من انتقال الحرب إلى الأراضي الإيرانية، لذلك يقابل خطاب التصعيد الأميركي بخطاب تهدئة إيراني، بخاصة مع وجود رئيس إصلاحي، وبضغط من أزمات داخلية وخارجية متعددة، بالنظر إلى ذلك وكما تظهر دعوة ترمب إلى إجراء محادثات مباشرة، قد نكون أمام اتفاق يلبي المتطلبات الأميركية والإسرائيلية، ويحافظ على بقاء النظام الإيراني بعيداً من ارتدادات الحرب، وتحديداً من خلال التوصل إلى آليات جدية لمنع تطوير إيران سلاحاً نووياً، وسلبها الخبرة التراكمية القادرة على تحقيق ذلك في وقت ما مستقبلاً، وهي خطوة يفترض بها أن تحسم الملف النووي الإيراني بشكل كامل، وتمنع إيران من المناورة بتقديم تنازلات جزئية لكسب الوقت وتفادي تداعيات الحرب موقتاً، وعلى رغم التحشيد العسكري الأميركي، فإن واشنطن تصمم إجراءاتها للضغط نحو صفقة واتفاق جديدين”. وأسرَّ لنا الباحث الأردني حازم الضمور بمعلومة حصل عليها شخصياً، إذ يقول “أفاد لي مصدر رفيع المستوى مقرب من الإدارة الأميركية بتراجع خيار الحرب لدى تلك الإدارة مقابل الحصول على صفقة جيدة، ورغبتها بالتوصل إلى حل سلمي وثقتها في شأن ذلك، وعلى رغم إدراك واشنطن قدرتها على حسم الملف عسكرياً، ومعرفتها الدقيقة بجميع مواقع المنشآت النووية ومنصات الصواريخ الباليستية الإيرانية، فإنها لا تريد إدخال المنطقة في صراع جديد قابل للتفاقم”. اختبار لمفاعلات الحوار في المقابل يعتبر الإعلامي والمحلل السياسي فادي أبو دية أن “اجتماع عباس عراقجي الذي يمثل طهران، وستيف ويتكوف الذي يمثل واشنطن، هو اختبار لمفاعلات الحوار، فأميركا تريد التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية ودور إيران في المنطقة، أما إيران فتريد التفاوض حول شرعية برنامجها النووي السلمي ورفع العقوبات”. جانب من مفاعل نووي جنوب العاصمة الإيرانية طهران (أ ف ب) ويتابع لـ”اندبندنت عربية”، “من الملاحظ غياب الدور الأوروبي عن هذه المفاوضات تماماً، كما يحصل في مفاوضات الأزمة الأوكرانية الروسية، فترمب قرر زيارة بعض الدول العربية في منتصف الشهر المقبل، وهذا يعني أن أي عمل عسكري محتمل (على رغم تراجعه) لن يكون قبل إتمام زيارته. ومن المهم أن الدول العربية دائماً تحتضن محادثات ومفاوضات دولية (الرياض، الدوحة، سلطنة عمان/ وغيرها) على أمل أن تحتضن الدول العربية بفاعلية قضاياها انطلاقاً من ثوابتها وعروبتها من دون النظر إلى رؤى (الأجانب)”. ويشير المحلل اللبناني أبو دية إلى أنه “بخلاف كثر هولوا وتبنوا نظريات حتمية القصف الهستيري الأميركي على إيران، أعتقد أن مثل هذه الحروب لا تخضع لحسابات التهويل والاستعراض الأميركي، ولا أنفي احتمالية التصعيد العسكري، ولكنني لا أؤمن بحتميتها بل أميل إلى الرغبة الأكثر واقعية وهي التفاوض، فالملف الإيراني هو ملف أميركي بامتياز، ولا تستطيع إسرائيل أن تقصف من دون التنسيق مع أميركا، وهذا جزء من لقاء ترمب ونتنياهو، كذلك فإن إيران أرسلت عبر قطر والعراق ثلاثة شروط هي، ضمان رفع العقوبات واستمرار الاتفاق وخفض التهديد العسكري، هذه الشروط كانت مقدمة لمناقشة المفاوضات المباشرة بين الطرفين”. ويتابع أبو دية أنه “أما ماذا تريد أميركا من هذه المفاوضات فهي تريد تقليم أظافر إيران ابتداء بالبرنامج النووي إلى الصواريخ الباليستية إلى الملف الحوثي والعراقي و(حزب الله) في لبنان، في حين أن إيران تريد التفاوض حول البرنامج النووي ورفع العقوبات من خلال اتفاق يُثبت في الكونغرس، وهذا جوهر الاختلاف في أجندة المفاوضات بين الطرفين بمعزل عن رغبة إسرائيل الجموح نحو توجيه ضربة عسكرية”. المزيد عن: الولايات المتحدةإيرانعباس عراقجيسلطنة عمانالمحادثات النوويةحزب اللهإسرائيل دونالد ترمب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جثث “معلقة” في الخرطوم بين تكريم الموتى وضياع الأدلة next post ماذا لو اختفى الإسلام السياسي من العالم الإسلامي؟ You may also like ترمب: المحادثات النووية مع إيران تمضي على نحو... 13 أبريل، 2025 الحكومة اللبنانية تقر مشروع قانون لإعادة هيكلة المصارف 13 أبريل، 2025 مسؤول أميركي: لا أحد يعرف مستقبل سوريا 13 أبريل، 2025 جثث “معلقة” في الخرطوم بين تكريم الموتى وضياع... 13 أبريل، 2025 نائب رئيس حكومة لبنان: قرار حصر السلاح لا... 13 أبريل، 2025 محادثات نووية بين طهران وواشنطن وعصف الرسوم الجمركية... 13 أبريل، 2025 غسان شربل في حوار مع الجميل: خدام كان... 13 أبريل، 2025 غسان شربل في حوار مع أمين الجميل: نظرة... 12 أبريل، 2025 ما تأثير التنافس التركي – الإسرائيلي على العملية... 12 أبريل، 2025 «الحرب نائمة فلا توقظوها»… نصفُ قرنٍ على «نيسان»... 12 أبريل، 2025