ثقافة و فنونعربي أفضل خمس روايات عن البيئة وأزمة المناخ by admin 8 أغسطس، 2020 written by admin 8 أغسطس، 2020 148 المؤلفات الجديدة تدعو المرء أينما كان للتفكير خارج الصندوق لحماية الكوكب وتركز على مشاكل المبيدات القاتلة وحياة الأشجار اندبندنت عربية / تي– هان تشانغ منذ بداية الإغلاق (العام بسبب جائحة كورونا) راح مزيد منا يتحولون إلى استخدام الدراجات الهوائية، ويزرعون حاجتهم من الخضار، ويصنعون خبزهم بأنفسهم. لذا، فمن غير المفاجئ أن نسمع اقتراحات تدعونا إلى توسل خبرتنا الجديدة الراهنة في مقاربة أزمة المناخ وإعادة التفكر بها. ويمكن من خلال قراءة بعض الأدب البيئي، الذي يعرف أيضاً بـ”الأدب الحيوي” Eco- Literature أن نحظى بفرصة حقيقية للتفكير على نحو مختلف في العالم الذي يحيط بنا. ويملك “الأدب الحيوي” تراثاً مديداً يعود إلى ما ألفه الشعراء الرومنطيقيون، البريطانيون والأميركيون، في القرن التاسع عشر. وقد أسهم تنامي الوعي تجاه مظاهر التحول المناخي التي نعيشها، في تسريع تطور الكتابات والمؤلفات البيئية. شعب أنيمال Animal’s People تأليف إندرا سينا يتناول كتاب “شعب أنيمال” الذي كتبه إندرا سينا، حادثة انفجار مفاعل الغاز في “بوبال” Bhopal الهندية التي تعتبر إحدى أفظع الكوارث البيئية في القرن العشرين. إذ أدى تسرب غاز سام من منشأة تملكها شركة أميركية تنتج مبيداً حشرياً، إلى مقتل آلاف الأشخاص وتضرر أكثر من نصف مليون شخص. تتمحور تلك الرواية حول شخصية رئيسة هي “أنيمال”، ذلك الشاب اليتيم الذي يبلغ التاسعة عشرة. إذ ينجو “أنيمال” من الحادثة، لكنه يصاب بتشوهات جسدية. ويفرض ذلك عليه أن “يحبو مثل كلب على يديه ورجليه”. ولا يكره “أنيمال” جسده، بل على العكس، يتخذ لنفسه جراء ذلك هوية حيوانية يقدم من خلالها رؤية للحياة من خارج التقليد الإنساني المعتاد. وعبر هذا الكائن “البشري- الحيواني” المُصاب، يمضي إندرا سينا قدماً في هندسة الرواية، ويبني نقده على أحوال الهند بحقبة ما بعد الاستعمار، مبيناً السبل التي تتابع الهيمنة الرأسمالية الغربية من خلالها الإضرار بالبشر والبيئة في المجتمع الما بعد استعماري المعاصر. غلاف كتاب إندرا سينا الجديد سَنتي اللحمية My Year of Meats تأليف روث أوزيكي تدمج روث أوزيكي في سياق روايتها موضوعات كالأمومة والعدالة البيئية وطرق الحياة الحيوية الطبيعية، وذلك لاستكشاف الاستخدام المروع لهرمونات النمو في إنتاج اللحوم بالولايات المتحدة الأميركية، فتقارب المؤلفة تلك المسألة من وجهة نظر نسوية ونقدية بيئية. وتتوسل الرواية أسلوب سردية “وثائقية”، فتبدأ ببرنامج طهو تلفزيوني تموله وترعاه شركة إنتاج لحوم. وخلال تصوير البرنامج تلتقي مخرجته، جاين تاكاجي- ليتل، عشيقتين مثليتي الجنس تخبراها عن الحقيقة البشعة المتمثلة في استخدام هورمونات النمو في إنتاج اللحوم. وتستوحي المخرجة بفضل اللقاء مع الفتاتين المثليتي الجنس فكرة الانطلاق بمشروع فيلم وثائقي يكشف تسبب تلك الهورمونات المستخدمة بتسميم أجساد النساء. كما تعمل أوزيكي عبر خيارها الواعي في أن تكون جميع الشخصيات الرئيسة في روايتها من النساء، بلفت انتباه قرائها إلى شخصيات نسائية غير نمطية وخارجة على المألوف الشائع. شخصيات تتمرد على الأعراف الاجتماعية والثقافية الموروثة في المجتمع البطريركي الرأسمالي. عار Disgrace تأليف جي أم كوتزي في روايته “عار” ينحو الكاتب الشهير جي أم كوتزي، الفائز بجائزة نوبل للأدب والمعروف بدفاعه عن حقوق الحيوان، إلى المواءمة بين مشهد فظيع لعملية قتل كلاب وواقعة اغتصاب جماعي تولاها ثلاثة رجال سود، بحق امرأة بيضاء من جنوب أفريقيا. وقد امتُدِحَتْ الرواية لتمثيلها القيم الجنوب أفريقية في حقبة ما بعد الاستعمار. إذ ترصد مجموعة معقدة من المسائل، كمسألة استعلاء العرق الأبيض ونزعات تفوقه، والمقاومة في مواجهة الاستعمار، إضافة إلى قضايا العنف العرقي والجندري. وتربط الرواية تلك القضايا المذكورة بنزعة الهيمنة البشرية واستغلال الحيوانات. وفي هذا السياق، تطرح على مواقفنا الأخلاقية مزيداً من الأسئلة والتحديات. ويمكن من خلال الجمع ما بين فعلين عنيفين تسردهما الرواية هما قتل الكلاب واغتصاب المرأة، أن نطلع على وجهة الكاتب في “النقد البيئي”، إذ يعتمدها في مقاربة العنف الاستعماري بحق الكائنات غير البشرية والبيئة الطبيعية على حد سواء. الرجل ذو العينين المركبتين The Man with the Compound Eyes تأليف وو مينغ- يي يستند هذا النمط من الرواية البيئية الذي يطلق عليه بالإنجليزية “كلي فاي” Clifi (الحروف الأولى لكلمتي Climate fiction، “أدب المناخ”)، إلى المكتشفات أو الظواهر العلمية الحقيقية، إذ يدمج تلك المعطيات ضمن عملية افتراق عن الواقع المرير، أو تحريف له وتعالٍ عنه. وتُعلي هذه المقاربة من شأن حضور وأدوار العناصر غير البشرية، والبيئة أو الظواهر كالأشجار والبحار والفيضانات وكوارث التسونامي. وتتألف رواية وو مينغ- يي من أربع سرديات تشمل حكاية أستاذ جامعي تايواني، وقصة صبي من جزيرة “وايو وايو” الأسطورية، وحكايتين أخريين لشخصيتين من السكان الأصليين يعيشون في المدينة. وتدور أحداث هذه القصص على نحو متقطع، كما تفترض طريقة الرؤية التي تعاين “العينان المركبتان” الأشياء بها. ويقبع في خلفية تلك القصص، التسونامي الذي قذف بمكب النفايات العظيم في المحيط الهادئ كي يتناثر على ساحل تايوان الشرقي وسواحل “وايو وايو”، حيث اجتمعت كل تلك القصص بين أشياء متناثرة. وكذلك يدمج الكاتب تلك الحوادث غير الواقعية، مع دوامة فضلات الحياة الحقيقية كي يسترعي انتباهنا إلى المشكلات البيئية الجسيمة التي تمثلها مكبات النفايات وأنماط حياتنا غير المستدامة. غلاف كتاب ريتشارد باور الجديد “ذا اوفرستوري” الحكاية العليا The Overstory تأليف ريتشارد باورز امتدح النقاد هذه الرواية لطموحها الرامي إلى لفت الاهتمام إلى حياة الأشجار، ودعوتها إلى نمط حياة محورها البيئة والطبيعة. وتنهض رواية باورز على تسع شخصيات متمايزة تمثل “جذور” الأشجار. وعلى نحو تدريجي، تتداخل حكايا هذه الشخصيات وحيواتها كي تُكَون “الجذع” و”التاج” و”البذور”. وفي الرواية تنشر إحدى الشخصيات، الدكتورة باتريسيا ويسترفورد، ورقة بحثية تثبت فيها أن الأشجار كائنات اجتماعية لأنها قادرة على التواصل في ما بينها، وعلى إخطار بعضها بعضاً في حال حدوث طارئ غريب. وعلى الرغم من تقديمها في إطار الرواية باعتبارها فكرة مثيرة للجدل، إلا أن فكرة الدكتورة ويسترفورد هذه باتت تلاقي الدعم حاضراً من دراسات علمية راهنة. وعلى الرغم من عملها المشهود المتمثل بالورقة البحثية الاستثنائية، تقضي الدكتورة ويسترفورد منتحرة، من طريق تجرعها مستخلصات شجرية سامة خلال مؤتمر أكاديمي. فتعلن من دون مواربة عبر انتحارها، أن البشر لا يمكنهم إنقاذ الأشجار والكوكب إلا عبر توقفهم عن الوجود. ليس ما سبق سوى عينة صغيرة من بعض الكتب المتمحورة تحديداً حول مسائل بيئية، وقد تمثل خياراً مثالياً للائحة قراءاتكم. ومن المفاجئ لكل شخص منا أن يكون هذا الإغلاق العالمي قد منحنا بعض الفوائد البيئية الحيوية كالانحدار الفجائي في انبعاثات الكربون والتراجع الهائل في اعتمادنا على الطاقة التقليدية المستمدة من الوقود الأحفوري والعضوي. ربما، في حال تعلمنا من هذه التجربة، يمكننا المضي قدماً نحو مستقبل أكثر اخضراراً. (تي- هان تشانغ محاضر في مادة “الدراسات الآسيوية وقضايا منطقة المحيط الهادئ” في جامعة سنترال لانكشاير البريطانية. المقالة نشرت أيضاً في “ذا كونفيرسايشن” The Conversation ) © The Independent المزيد عن: كتاب/رواية/مناخ/أشجار/احتباس حراري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تقنية “الحرية العاطفية” لمواجهة الآلام الجسدية والنفسية next post من هو المهندس الفرنسي الذي قضى في انفجار بيروت؟ You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.