الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » أطباء يحذرون من أزمة عدم توافر علاج سرطان الثدي في بريطانيا

أطباء يحذرون من أزمة عدم توافر علاج سرطان الثدي في بريطانيا

by admin

 

النقص “الحاد” في عدد الأطباء والممرضات من ذوي الاختصاص يتسبب بتأخيرات خطيرة في علاج آلاف النساء – فيما بعض الخدمات الصحية تقترب من حافة الانهيار

اندبندنت عربية / ريبيكا توماس

أطلق أطباء بريطانيون بارزون صرخة تحذير من أن المملكة المتحدة تواجه أزمةً كبيرة في رعاية النساء المصابات بسرطان الثدي، بحيث يتسبب النقص الهائل في عدد الأطباء والممرضات من ذوي الاختصاص في تأخيراتٍ خطرة في علاج آلاف النساء.

ويكشف أطباء الأورام أن بعض أجزاء البلاد شهدت “انهياراً كاملاً” لهذه الخدمات، متوقعين أن يزداد الوضع سوءاً مع تجاوز عدد المصابات بسرطان الثدي القدرة الاستيعابية للمستشفيات والمراكز العلاجية.

وفي هذا الإطار، أكد البروفيسور أندرو واردلي رئيس “جمعية أطباء السرطان” Association of Cancer Physicians لصحيفة “اندبندنت”، أن توفير علاج سرطان الثدي “تأثر بشدة”. وأوضح أنه “نتيجةً للطلب الكبير فقد عانت هذه الخدمات بشكلٍ كبير، إلى حد أنه في مناطق معينة من المملكة المتحدة سُجل نقصٌ واضح في عدد أطباء أورام الثدي”.

اقرأ المزيد

2500 طفل سوداني ينزحون بآلام السرطان نحو الموت

“أسترازينيكا” تستعين بالذكاء الاصطناعي لتطوير عقار للسرطان

استراتيجيات جديدة للقضاء على سرطان عنق الرحم في إنجلترا

وقال: “إننا نشهد خسارةً مستمرة لمهنيين في مرافق هيئة ’الخدمات الصحية الوطنية‘ (أن أتش أس)، والأسباب كثيرة. والأصعب أنه لا توجد حلولٌ فورية في الأفق، ومن المتوقع أن تتفاقم الأمور قبل تسجيل أي تحسن”.

هذا التنبيه المثير للقلق يتزامن مع ظهور بياناتٍ بريطانية جديدة كشفت عن زيادةٍ كبيرة في تأخير العلاج لمريضات سرطان الثدي. فقد تجاوزت 1062 مريضة الفترة المستهدفة لمعاينتهن بـ 31 يوماً، مقارنةً بـ 954 في العام الماضي. إضافةً إلى ذلك، عانت 1273 مريضة في مختلف أنحاء البلاد من فترات انتظارٍ تجاوزت 62 يوماً، على رغم تصنيف أكثر من 800 من الحالات على أنها إحالات “عاجلة” – وذلك بزيادة عن عتبة 1121 المسجلة في العام السابق.

وعلمت صحيفة “اندبندنت” أن الأزمة تسببت بها “مجموعةٌ من الظروف غير المؤاتية” إن لجهة انخفاض عدد الموظفين، أو لناحية الزيادة في الطلب على الاستشفاء، إضافةً إلى عوامل أخرى أسهمت في حدوثها، ومنها:

  • ارتفاع في عدد العلاجات الجديدة لمرض السرطان التي وافقت عليها هيئة تتولى مراقبة الأدوية تابعة لهيئة الخدمات
  • عدم توافر متخصصين في مجال الصيدلة لتركيب هذه الأدوية الحيوية، وتفاقم هذا الوضع بسبب التحديات في التوظيف لملء مناصب معقدة ومشحونة بالضغوط
  • ارتفاع كبير في عدد أطباء الأشعة وأطباء الأورام الذين يخططون لترك عملهم لدى هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” في السنوات الخمس المقبلة
  • تراجع عدد أطباء سرطان الثدي الذين يعملون بدوامٍ كامل في المملكة المتحدة
  • شغور استمر لأكثر من 12 شهراً خلال عام 2022، في غالبية وظائف أشعة الثدي

البروفيسور واردلي سلط الضوء على مدنٍ في المملكة المتحدة هي شيفيلد (في إنجلترا) وداندي وغلاسكو (في اسكتلندا)، باعتبارها من أكثر المدن البريطانية التي سبق أن عانت فيها هذه الخدمة من صعوباتٍ شديدة، لكنه لفت إلى أن معظم مناطق البلاد تعاني من “نقص هائل”. إلا أن “مستشفى غريتر غلاسكو أند كلايد” NHS Greater Glasgow and Clyde التابع لهيئة “الخدمات الصحية الوطنية”، نفى وجود مشكلاتٍ لديه في هذا المجال.

وأوضح البروفيسور واردلي أن “منطقة شيفيلد شهدت انهياراً كاملاً لنظام رعاية مريضات سرطان الثدي – بحيث كانت هناك حاجة لإنشاء مركزين كبيرين، وجلب موظفين من الخارج لسد الفجوة”.

وأشار إلى أنه “لفترةٍ من الوقت، واجهت مدينة داندي نقصاً في عدد أطباء أورام الثدي، وعانت غلاسكو من صعوباتٍ في تأمين علاجات معينة عالية الفعالية. ويبدو أن النقص الكبير منتشر على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد، باستثناء مناطق مثل لندن أو مانشستر”.

في غضون ذلك، كشفت سجلات مجلس إدارة “مستشفيات شيفيلد التعليمية” Sheffield Teaching Hospitals NHS Trust التابعة لهيئة “الخدمات الصحية الوطنية” في تموز (يوليو) الفائت، أن مراجعةً لخدمات سرطان الثدي، نبهت إلى أن “الوضع هش”، مع قوى عاملة “معرضة للخطر”. ورجحت أن يزداد هذا التدهور سوءاً.

متخصصون في مجال الأورام يمثلون 4 هيئات مهنية مهمة – هي: “رابطة أطباء السرطان” Association of Cancer Physicians، و”جمعية تمريض الأورام في المملكة المتحدة” UK Oncology Nursing Society، و”الجمعية البريطانية لصيدلة الأورام” British Oncology Pharmacy Association (Bopa)، و”الكلية الملكية لاختصاصيي الأشعة” Royal College of Radiologists – وجهوا رسالةً جماعية لوزيرة الصحة فيكتوريا أتكينز، في ما يتعلق بالقضية واسعة النطاق والمرتبطة بمستويات التوظيف في خدمات علاج الأورام، التي كما أكدوا لا ترقى إلى مستوى الطلب المتزايد.

كلير كوكسيل: “كان من المدمر بالنسبة إلي معرفة أن السرطان قد ينتشر في جسمي أثناء فترة انتظار العلاج” (مؤسسة “ماكميلان”)

 

خدمات هشة

وتكشف أحدث الأرقام لشهر أكتوبر (تشرين الأول) أن هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” لا تفي بأوقات الانتظار الأساسية لعلاج سرطان الثدي. وقد تم علاج 65 في المئة فقط من الأفراد في غضون 62 يوماً، مقارنة بالهدف المحدد وهو 85 في المئة.

واستناداً إلى مؤسسة “ماكميلان الخيرية للسرطان”  Macmillan Cancer Support (التي توفر رعايةً صحية متخصصة وبياناتٍ ذات صلة ودعماً مالياً للأفراد المصابين بالسرطان) فإن نحو 60 ألف شخص قد يعيشون لمدة ستة أشهر أخرى إذا ما حققت مرافق هيئة الخدمات أهدافها على المستوى الوطني.

وفي أحد الأمثلة على التأخير في العلاج، اضطُرت كلير كوكسيل (35 سنة) – المقيمة في مدينة بورتسموث والتي تلقت دعماً من مؤسسة “ماكميلان الخيرية للسرطان” – للانتظار نحو ثلاثة أشهر لتلقي العلاج، بعد تشخيص إصابتها هذه السنة بسرطان الثدي من الدرجة الثالثة، وذلك على رغم إبلاغها بأنها تحظى بأولوية على غيرها.

وأعربت كلير لصحيفة “اندبندنت” عن شعورها بالقول: “يبدو الأمر وكأنني أناضل من أجل أن أحظى بفرصةٍ للبقاء على قيد الحياة، ويبدو التأخير لبضعة أيام أشبه بسنوات. لقد كانت معاملة موظفي هيئة الخدمات لي رائعة واستثنائية. إنني أتعاطف معهم بالفعل، إذ إن إحباطهم واضح لأنهم يعملون في ظل نظام مرهق”.

وأشارت إلى أن عمليات الفحص والجراحة أجريت بسرعة، إلا أن العلاج الكيميائي الحاسم تأخر. وقالت إنه “بينما لا يمكن لأحد منع إصابتي بالسرطان، إلا أن هناك عاملاً كان يمكن التحكم به، وهو السرعة في تقديم الرعاية والعلاج، على أمل منع انتشاره ومنحي أفضل فرصة للحياة. كان من المدمر معرفتي بأن السرطان قد يتطور وينتشر في جسمي أثناء فترة الانتظار في المستشفى، ولم يكن في وسعي فعل أي شيء حيال ذلك”.

وتبين أرقام “الكلية الملكية لاختصاصيي الأشعة”، أن جميع تخصصات السرطان سجلت زيادةً طفيفة في عدد أطباء الأورام السريريين العام الماضي، باستثناء سرطان الثدي، الذي شهد تراجعاً طفيفاً من 244 إلى 242 على رغم تزايد الطلب.

أما عدد استشاريي الأشعة المتخصصين بسرطان الثدي فظل ثابتا، بحيث بلغ عدد الوظائف الشاغرة في هذه الأدوار المتخصصة الآن 9 في المئة مقارنةً بـ 7 في المئة للسرطان بشكل عام.

في غضون ذلك، يخطط نحو ربع عدد استشاريي الأشعة السريرية المتخصصين في علاج سرطان الثدي، للتقاعد في غضون خمس سنوات، مقارنةً بنحو 19 في المئة في جميع الخدمات الأخرى. وفي الوقت نفسه، بقيت 60 في المئة من وظائف أشعة الثدي التي كانت مطلوبةً العام الماضي في إنجلترا، شاغرةً لأكثر من 12 شهراً.

وفي ما يتعلق بأزمة التوظيف الأكثر استفحالاً لمرضى السرطان، أكد مارك فولكس الرئيس السابق لـ “جمعية تمريض الأورام في المملكة المتحدة” لصحيفة “اندبندنت”، وجود “نقصٍ في عدد الأطباء، ولا سيما منهم أطباء الأورام وأمراض الدم، الذين يصفون هذه الأدوية. في المقابل، لا يوجد عددٌ كافٍ من الصيادلة لتركيب الأدوية وتوصيلها. وثالثاً، لا يوجد عدد كافٍ من الممرضات لإعطائها للمرضى.

وأضاف فولكس: “نحن ندرك أن مرضانا يعانون بسبب عدم توافر العدد الكافي من القوى العاملة، وكذلك (من الممرضات) لدينا”.

أما الدكتور طوم روكيس رئيس مجموعة العلاج الإشعاعي لشبكة السرطان التابعة لـ “الكلية الملكية لاختصاصيي الأشعة”، فأشار إلى أن “عدد (أطباء السرطان) يشهد ارتفاعاً خجولاً، لكن عدد أطباء سرطان الثدي يتراجع عاماً تلو الآخر. لذلك هناك مشكلة تحديداً في عدد الأفراد الذين يختارون أن يصبحوا أطباء سرطان الثدي بدلاً من (الذين يتخصصون في) سرطان الرئة أو البروستات، على سبيل المثال.

وشدد الدكتور روكيس على أنه يتم استخدام خدمات علاج السرطان المثقلة بالأعباء لدعم خدمات أخرى، ما يؤدي إلى اضطرار الأطباء والمرضى إلى التنقل ما بين مستشفياتٍ مختلفة لتقديم الرعاية أو تلقيها. وقد أدى هذا الوضع إلى فترات انتظارٍ “غير مقبولة”.

وعزا البروفيسور واردلي هذه المشكلة إلى أن سرطان الثدي يحتل “الصدارة” لجهة التحديات المتمثلة في تقديم علاجاتٍ جديدة، إلى جانب المدة الطويلة التي يقضيها الأفراد تحت رعاية هيئة “الخدمات الصحية الوطنية”، فيما تنخفض معدلات الوفيات.

وأوضح أن “هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا” (أن أتش أس إنغلاند) NHS England، تعمل على معالجة هذه المشكلة، لكن الأزمة في مجال رعاية مرضى السرطان “ظلت تتفاقم على مدى نحو عقدين من الزمن” بسبب الافتقار للتخطيط المتعلق بمستويات التوظيف، التي لم تواكب وتيرة الطلب على العلاجات.

يُشار إلى أنه في الفترة الممتدة ما بين يوليو (تموز) عام 2021 وأغسطس (آب) عام 2022، وافق “المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية” National Institute for Health and Care Excellence (NICE) (هيئة تقدم التوجيه على المستوى الوطني لتحسين الرعايتين الصحية والاجتماعية) على 63 علاجاً جديداً للسرطان. ومنذ عام 2018، تمت الموافقة على 15 دواءً جديداً لسرطان الثدي من جانب هذه الهيئة التنظيمية.

وبحسب تقريرٍ صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) عن “مجلس العلاج النظامي لمكافحة السرطان” في المملكة المتحدة  Systemic Anti-Cancer Therapy Board، فإن الطلب على العلاجات يتزايد بمعدل 5 إلى 6 في المئة كل سنة، وتواجه الخدمات المعنية بإعداد الأدوية “تحدياتٍ كبيرة”.

جوزيف ويليامز رئيس شركة “بوبا”  Body of Persons Approval (BOPA) (التي تمنح إذناً للمجموعات والمنظمات بالحصول على ترخيص شامل لأدائها) سلط الضوء على الوضع الصعب الذي تواجهه وحدات تصنيع الأدوية المتخصصة، ووصفها بأنها أشبه بـ “عاصفة كاملة”، بحيث يتم إغلاق هذه الوحدات بسبب النقص في الموظفين، وعدم كفاية المرافق المناسبة.

وأعرب ويليامز عن مخاوفه في شأن التأثير المحتمل على رعاية المرضى، مشدداً على خطر تأخير العلاج إذا لم يكن من الممكن تركيب الأدوية وتصنيعها في الوقت المحدد، نظراً إلى العوامل السلبية التي لا تُعد ولا تُحصى التي تسهم في هذا الوضع المعقد.

في تعليق على ما تقدم أكد متحدثٌ باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، أن “الخدمات الصحية الوطنية” عالجت أعداداً قياسيةً من المرضى على مدى العامين الأخيرين. وأضاف أن استراتيجية الشروط الرئيسية التي وضعتها ستسهم في تحسين الوقاية من السرطان وتشخيصه وعلاجه.

يُشار أخيراً إلى أن صحيفة “اندبندنت” تواصلت مع “مستشفيات شيفيلد التعليمية” ومع “مستشفى تايسايد” ومع مستشفى “غرايتر غلاسكو أند كلايد”، للتعليق على ما ورد في هذا التقرير.

© The Independent

المزيد عن: هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانيةسرطان الثديالمملكة المتحدة

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00