السبت, أبريل 12, 2025
السبت, أبريل 12, 2025
Home » “أشخاص مستهترون” يكشف كواليس “فيسبوك”

“أشخاص مستهترون” يكشف كواليس “فيسبوك”

by admin

 

الكتاب الأعلى مبيعاً في أميركا يسبر أغوارمعاداة المرأة واستغلال المراهقين وتدخلات سياسية فاضحة وأرباح

اندبندنت عربية / سارة النمس

تسرد الكاتبة الحقائق الصادمة حول السياسات الداخلية المجهولة للشركة وكواليس العمل في بيئة وصفتها بالسامة والذكورية والمتحيزة ضد المرأة، وتحدثت عن خوارزميات خطرة تستخدم لاستغلال المراهقين مقابل مكاسب مالية، وربما كان أكثر ما أثار الجدل ودفع القراء إلى اقتناء هذا الكتاب، ليس الفضول فحسب بل لأن شركة “ميتا “حاولت إيقاف صدور الكتاب ومنعت الترويج له في منصاتها، ورفعت دعوى ضد الكاتبة متهمة إياها بخرق أحد بنود عقدها السابق، المتعلق بالحفاظ على السرية وعدم التعرض للشركة بأي شكل من أشكال التشهير.

تتناول ويليامز في “أشخاص مستهترون” بدايات “فيسبوك”، وتروي كيف بدأ كموقع بسيط طوره فتى ذكي لتسهيل التواصل بين الطلاب ليصبح واحدة من أكثر الشركات نفوذاً وتأثيراً في العالم! من منصة كان الناس يشاركون فيها صورهم الشخصية وصور طعامهم، إلى قوة رقمية تتحكم في مسارات السياسة وتشعل ثورات شعبية وحروباً إقليمية. تصف الكاتبة هذا التحول بقولها: “كأنك تشاهد مجموعة من المراهقين في الـ14 من عمرهم، وقد منحوا قوى خارقة ومبالغ ضخمة من المال، ولكن هذا ليس عادلاً لأن المراهقين في هذا العمر لا يتصرفون على هذا النحو”.

كتاب “أشخاص مستهترون” (أمازون)

 

يكشف الكتاب عن تورط شركة “ميتا” في تدخلات سياسية خطرة، وتملقها الأنظمة الاستبدادية مثل النظام الصيني، وتطرح فكرة مقلقة عن تحكم قلة من الأشخاص المتهورين بمصير العالم، وتقول عنهم: “كلما زادت سلطتهم أصبحوا أقل مسؤولية”، وتروي كيف سخر رؤساؤها في العمل خلال انتخابات 2016 موظفين لدعم حملة الرئيس ترمب، بتنظيم حرب معلومات مضللة وأكاذيب ساعدته على الفوز. وتؤكد الكاتبة أن مؤسس “فيسبوك” مارك زوكربيرغ كان مدركاً قوة منصته في التأثير في نتائج الانتخابات، وهذا ما علمه الدرس الخطأ من فوز ترمب، حتى إنه يطمح اليوم في أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

التغطية السلبية

لا تتوقف الفظائع عند هذا الحد، إذ تحدثت المسؤولة التنفيذية السابقة أيضاً عن دور “فيسبوك” في التغطية السلبية أثناء إبادة الروهينغا في ميانمار، فقد سهل على المجلس العسكري نشر خطاب الكراهية، مما أسهم مباشرة في تفشي العنف والتمهيد لإبادة جماعية وحشية في حق الأقلية المسلمة في البلاد.

أما عن تجاربها الشخصية فقد تطرقت سارة وين ويليامز إلى التحرش الجنسي، مؤكدة أن الإبلاغ عنه ليس مجدياً، إن كان المعتدي يشغل منصباً رفيعاً، وشرحت: “في حال حدث ذلك، عليك أن تجد لنفسك وظيفة أخرى لأن كبار المسؤولين يعرفونه هو ولا يعرفونك أنت”. وسردت تجربة أخرى مؤلمة عاشتها أثناء ولادة طفلها لابنها، كشفت فيها عن الضغوط الهائلة التي واجهتها كأم عاملة، فبينما كانت تعاني تقلصات الولادة وتنتظر اللحظة الحاسمة، اضطرت إلى فتح حاسوبها المحمول على طاولة التوليد، لإنهاء تقرير مستعجل طلب منها إرساله من دون أية مراعاة لوضعها كحامل في حال طوارئ، فلم تتوقف وواصلت الكتابة حتى تدخل الطبيب وأغلق الحاسوب بلطف قائلاً: “حان وقت الدفع الآن”.

حاولت سارة وليامز في فصول عدة من الكتاب تبرير استمرارها في العمل داخل “ميتا” طوال سبعة أعوام، على رغم إدراكها طبيعة التجاوزات التي تحدث. عبرت عن ندمها لكنها بررت ذلك بصعوبة العثور على وظيفة بديلة في تلك الفترة، وخوفها من فقدان التأمين الصحي، وهذه التبريرات كانت محل انتقاد لدى عدد من القراء، الذين رأوا أعذارها غير منطقية وغير مقبولة، مثلاً رأى بعضهم أنها كان بإمكانها الاستقالة وتأمين نفسها موقتاً حتى تجد عملاً آخر، بدلاً من الاستمرار في بيئة مسيئة. واتهمت أيضاً بتقديم صورة مبالغ فيها عن نفسها، إذ ظهرت كما لو أنها الموظفة الوحيدة الصالحة بينما كل العاملين في الشركة أشخاص مستهترون. وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن هذا الكتاب لا يتعدى كونه سيرة انتقامية كتبت وصدرت بعد إقالتها، أكثر من كونه شهادة صادقة من كواليس واحدة من كبرى شركات التكنولوجيا في العالم.

الاستهداف العاطفي

من أكثر ما يثير القلق في ما ترويه سارة وين ويليامز، تلك الخوارزميات التي تعرف بالاستهداف العاطفي لاستغلال الحالات النفسية الهشة، لا سيما لدى المراهقين، ففي أعمار بعينها حُلل سلوك المستخدمين بدقة وتبين أن الكلمات المفتاحية المرتبطة بمشاعر الضعف والانكسار، مثل: عديم القيمة، محطم، حزين، مكتئب… تستخدم لتحديد الفئة الأكثر قابلية للتأثر بالإعلانات. تكشف هذه الممارسة عن منطق تجاري انتهازي، بحيث يعاد تعريف الضعف الإنساني كفرصة تسويقية للمنتجات، ويتحول هؤلاء إلى زبائن مستهدفين لأنهم الأشخاص الأكثر ضعفاً وعطباً وعرضة للاستهلاك، وهكذا تكشف ويليامز بهذه التصريحات عن الوجه الآخر لشركة مستعدة للاستثمار في أي شيء حتى الهشاشة النفسية لمستخدميها مقابل تحقيق مكاسب أعلى.

أما نحن، المستخدمين العرب، فقد كانت لنا تجارب ومواقف مختلفة مع منصة “فيسبوك”، فالمستخدم العربي الذي يتقدم بطلب تأشيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، كثيراً ما يطلب منه عرض حساباته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يرفض طلبه إن عثر على مواقف وآراء لا تروق للسياسة الأميركية. وشهدت المنصة حملات اعتراض واسعة، منها ما تمثل في تقييمات سلبية بنجمة واحدة أو حتى حذف الحسابات بالكامل، احتجاجاً على ممارسات المنصة اتجاه المحتوى المتعلق بقضايا الشرق الأوسط. فقد بدأ “فيسبوك” بشكل ممنهج في تصنيف أي رأي ينتقد سياسات الكيان الإسرائيلي على أنه معاد للسامية، في الوقت الذي يتم فيه التعتيم على منشورات تتناول الإبادة في غزة، أو توثق القتل والتهجير في حق المدنيين. لا تحذف هذه المنشورات ولكن يتم الحد من انتشارها، إذ تختفي من الصفحة الرئيسة وتخفض نسبة التفاعل معها، ويجبر المستخدم على البحث يدوياً للدخول إلى الصفحات التي تنشرها. هذه الإجراءات فضحت زيف ادعاءات المنصة بالدفاع عن حرية التعبير، خصوصاً أنها تابعة لدولة تروج لنفسها بوصفها راعية الحريات في العالم، بينما يكشف الواقع أن هذه الحريات ليست مكفولة سوى للطرف الأقوى، ووفقاً لما يتماشى مع توجهاته السياسية.

هل يمكن لكتاب “أشخاص مستهترون” أن يحدث فرقاً في وعي المستخدمين وخياراتهم حيال مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل تغير مثل هذه الشهادات شيئاً في سياسات شركة “ميتا” خصوصاً ما يتعلق بحريات الأفراد في التعبير عن آرائهم، وضمان ألا تتحول المنصة إلى أداة انتقائية تحجب ما لا ينسجم مع توجهات القائمين عليها؟

المزيد عن: كتابكاتبة أميركيةالأكثر مبيعاًكواليس فيسبوكمعاداة المرأةالمراهقونفضائحأرباح

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili