السبت, يناير 18, 2025
السبت, يناير 18, 2025
Home » أسرار من الحرب الأهلية اللبنانية: لماذا رفض السوريون المغادرة عام 1989؟

أسرار من الحرب الأهلية اللبنانية: لماذا رفض السوريون المغادرة عام 1989؟

by admin

 

وثائق بريطانية سرية تكشف عن جهود اللجنة الثلاثية العربية، التي ترأسها الأخضر الإبراهيمي، لوقف إطلاق النار والنزاع الدموي في هذا البلد

اندبندنت عربية  / حامد الكناني كاتب وباحث @kananihamed

ويحمل ملف هذه الوثائق رقم التصنيف FCO 93/5677 وقد نشر في الأرشيف الوطني البريطاني في العاصمة البريطانية، لندن، تحت عنوان “زيارة الأخضر الإبراهيمي نائب الأمين العام للجامعة العربية إلى المملكة المتحدة سبتمبر (أيلول) 1989”.

لم تكن أعوام الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت نحو 15 عاماً، منذ اندلاع شرارتها عام 1975 وحتى توقيع اتفاق الطائف ووقف إطلاق النار بين المتحاربين بين 1989 و1990، ذات وتيرة مشابهة، بل اشتدت المعارك أحياناً وخفتت أحياناً أخرى. وقد شهدت طوال أعوامها الـ 15 جملة محطات وأحداثاً كانت مفصلية في رسم مشهدية الحرب، تطورها واستمرارها.

أودت هذه الحرب بحياة نحو 150 ألف شخص، من لبنانيين وجنسيات أخرى، وقد أطلق عليها “حرب الآخرين على أرض لبنان”، نظراً إلى تداخل اللاعبين الإقليميين فيها من سوريين وفلسطينيين وإسرائيليين، ومعها تحول هذا البلد الصغير بحجمه الجغرافي إلى بؤرة صراع مشتعلة في قلب الشرق الأوسط.

مع اشتداد الحرب في أشهرها الأولى، طلب رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية من سوريا، الدولة التي يشترك معها لبنان بحدود برية تبلغ نحو 380 كيلومتراً، أن تتدخل عسكرياً، فدخلت قوات الردع العربي السورية وبقيت في الأراضي اللبنانية حتى خروجها عام 2005.

ومما شهدته هذه الحرب أيضاً من أحداث بارزة، دخول الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان واحتلاله مناطق هناك على مرحلتين، الأولى كانت عام 1978 وهي العملية التي تعرف بـ “عملية الليطاني”، ثم اجتياح عام 1982 الذي انتهى بوصول القوات الإسرائيلية إلى قلب العاصمة اللبنانية بيروت. فيما كانت تبرر تل أبيب العمليتين بأنها تريد إبعاد خطر الفدائيين الفلسطينيين عن حدودها الشمالية. وقد انتهى الوجود العسكري الإسرائيلي تماماً في لبنان في عام 2000 مع خروج كامل القوات الإسرائيلية وكذلك المجموعات المتحالفة معها وعلى رأسها ما يعرف بـ “جيش لبنان الجنوبي”.

هذه الحرب القاسية، التي ما زال لبنان يدفع ثمنها حتى اليوم، انتهت بعقد مؤتمر قمة عربي غير عادي في مدينة الدار البيضاء بالمغرب عام 1989، وكان من أبرز نتائجه تشكيل لجنة ثلاثية ضمت السعودية والمغرب والجزائر، أسست ودعت إلى مؤتمر “الطائف” في السعودية الذي حضره الأطراف المتقاتلون في لبنان، وانتهت معه الحرب الأهلية.

مساعي إنهاء الحرب

في خلفيات وكواليس المساعي العربية والأممية لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، تنفرد “اندبندنت عربية” بنشر وثائق بريطانية رفعت السرية عنها أخيراً، تكشف تفاصيل عن مساعي مبعوث جامعة الدول العربية الأخضر الابراهيمي عام 1989 لإنهاء النزاع اللبناني مترئساً اللجنة الثلاثية المذكورة أعلاه.

ويحمل ملف هذه الوثائق رقم التصنيف FCO 93/5677 وقد نشر في الأرشيف الوطني البريطاني في العاصمة البريطانية، لندن، تحت عنوان “زيارة الأخضر الإبراهيمي نائب الأمين العام للجامعة العربية إلى المملكة المتحدة سبتمبر (أيلول) 1989”.

بالعودة إلى الوضع في لبنان في الأشهر الأخيرة التي سبقت إنهاء الحرب، كان الهدف من تشكيل اللجنة حينها تحقيق وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع بين الأطراف المتنازعة، إضافة إلى دعم إعادة بناء المؤسسات السياسية في لبنان. وفي تلك المرحلة كان الوجود الإسرائيلي جنوباً عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام وزاد من الانقسامات الداخلية اللبنانية، واستمرت تل أبيب في تجاهل قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي دعت إلى انسحاب جيشها من الجنوب اللبناني.

حينها كان لبنان لا يزال يعيش تداعيات الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 1975، حين انقسمت البلاد بين تحالفات طائفية وسياسية معقدة. في هذا السياق المضطرب، لعبت جامعة الدول العربية دوراً مهماً في محاولة تهدئة الوضع والتوسط لتحقيق السلام. فكان الخيار أن يتولى الأخضر الإبراهيمي، الأمين العام المساعد للجامعة حينها، مسؤولية “ثقيلة” في قيادة الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار.

لندن رحبت بالقرار العربي الذي أعلن استئناف جهود اللجنة الثلاثية لإيقاف الحرب في لبنان (الأرشيف البريطاني)

تكشف الوثائق البريطانية عن موقف لندن حينها، الذي جاء مرحباً بالقرار العربي الذي  أُعلن عنه في السادس من سبتمبر 1989، معلناً استئناف جهود اللجنة الثلاثية التابعة لجامعة الدول العربية لحل الأزمة اللبنانية. وأكدت الحكومة البريطانية في تلك المرحلة أن العالم العربي واللجنة الثلاثية هما أفضل من يمكنه معالجة النزاع في لبنان، وأن بريطانيا ومجلس الأمن والدول الـ 12، التي شكلت الاتحاد الأوروبي، جميعها تدعم اللجنة الثلاثية، وحريصة على عدم عرقلة جهودها.

مكالمة الإبراهيمي وميجر

في الثامن من سبتمبر 1989، أجرى الإبراهيمي مكالمة هاتفية استمرت 30 دقيقة مع وزير الخارجية البريطاني جون ميجر، لمناقشة مستجدات الوضع في لبنان. حضر السير روجر تومكيس، أحد المستشارين السياسيين البارزين، المكالمة التي تناولت جوانب عدة من الأزمة اللبنانية، بما في ذلك وقف إطلاق النار، والموقف السوري، والوجود الإسرائيلي في الجنوب، والدور الغربي في دعم جهود السلام.

ومما جاء في نص الوثيقة:

“اتصل الإبراهيمي بوزير الخارجية لمدة 30 دقيقة هذا الصباح… قال وزير الخارجية إننا سعداء باستئناف عمل اللجنة الثلاثية. لقد حظيت بدعمنا الكامل. ورأى (الإبراهيمي) أن الأولوية الأولى يجب أن تكون التوصل إلى وقف إطلاق نار قابل للتطبيق”.

“كان وزير الخارجية الأميركي (جيمس بيكر) قد سأل عن الأسباب التي دفعت الإبراهيمي إلى الاعتقاد بأن السوريين وحلفاءهم (داخل لبنان) قد يرغبون الآن في وقف إطلاق النار. فقال إنه قلق في شأن رد الفعل السوري على الانسحاب الأميركي… ومن الممكن قراءة انسحابها على أنه يشير إلى أمرين، الأول أنها (أميركا) قررت أن لبنان أصبح خارج نطاق المساعدة وأن أي جهود سلام لا تستحق العناء، وثانياً أن السوريين أصبحوا الآن قادرين على سحق قائد الجيش اللبناني ميشال عون”.

وفي تفسير لما ورد أعلاه في الوثيقة، هو أن المساعي العربية والأممية لوقف الحرب اللبنانية، كانت وضعت على نار حامية في تلك الفترة خشية أن يتفاقم الوضع أكثر مع الخروج الأميركي التام من لبنان.

وجاء في الوثيقة البريطانية أيضاً “في إجابة عن سؤال آخر من وزير الخارجية، وافق الإبراهيمي على أننا ينبغي لنا أن نشجع الأميركيين على العودة إلى بيروت قريباً، وحقيقة أننا متمسكون بالبقاء هناك تشكل رمزاً مهماً أيضاً”.

ناقش الإبراهيمي مع وزير خارجية بريطانيا ضرورة انسحاب القوات السورية والإسرائيلية من لبنان (الأرشيف الوطني البريطاني)

الإبراهيمي: عون يدرك عدم قدرته على رئاسة لبنان

كان ميشال عون في نهاية ثمانينيات القرن الماضي قائداً للجيش اللبناني، وهو الذي كان من أشد المعترضين على الوجود السوري في لبنان، وقد استمر اعتراضه هذا حتى بعد توقيع اتفاق الطائف.

وفي تلك المرحلة دخل البلد في فراغ رئاسي حاد بعدما بعد تعذر انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً لأمين الجميل، الذي أقال حكومة سليم الحص وأعلن عن تشكيل حكومة عسكرية برئاسة عون. رفض الحص قرار الإقالة، ومعه باتت في لبنان حكومتان بلا رئيس للجمهورية. كما أن عون في تلك الفترة دخل في نزاع عسكري حاد بعد إعلانه حرب التحرير ضد الجيش السوري.

في هذا السياق، ينقل الملف البريطاني عن الإبراهيمي رأيه أنه يعتقد أن “عون واقعي بما يكفي لقبول أنه لا يستطيع أن يكون رئيساً للبنان. ووقف إطلاق النار سوف يفرض نفسه على زعماء الموارنة الآخرين. وقد لاحظ تومكيس أن قائد ‘القوات اللبنانية’ سمير جعجع نفسه قد قبل الآن على ما يبدو الحاجة إلى بعض التنازلات مع السوريين”.

وقال الإبراهيمي، بحسب الوثائق، إن السوريين سوف يحتاجون إلى التأكد من أن عون لن يكون جزءاً من أية تسوية مستقبلية إذا ما التزموا في نهاية المطاف سحب قواتهم… فيما علاقة عون بالعراق لا تقوم على أكثر من مجرد الكراهية المشتركة لسوريا.

وعن وجود الإسرائيليين في تلك المرحلة في جنوب لبنان، اعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية أن وجود الإسرائيليين في الجنوب وحقيقة عدم وجود مناقشة جادة لانسحابهم كانا يشكلان عائقاً كبيراً. وأضاف “أعطى ذلك للآخرين، وليس السوريين فقط، ذريعة لرفض سحب قواتهم. كما ترك إسرائيل في موقف يسمح لها بتدمير آفاق السلام في أي وقت من خلال القصف واختطاف رجال الدين وما إلى ذلك”.

وتنقل الوثائق في نصها، هواجس الإبراهيمي عبر قوله “من الأهمية بمكان أن نحصل على إشارة إلى أن إسرائيل سوف تنسحب أيضاً. وينبغي للأمم المتحدة أن تدرس الضمانات التي يمكن أن تقدمها لإسرائيل من أجل تحقيق هذه الغاية”، مؤكداً أن اللجنة الثلاثية لن تتمكن من النجاح من دون مساعدة، وسوف يحتاجون إلى “إجراءات ملموسة” من الغرب، وليس فقط التصريحات، على رغم أنها مفيدة.

الإبراهيمي هو دبلوماسي جزائري بارز شغل عدة مناصب هامة عربية وأممية (الأرشيف الوطني البريطاني)

الإبراهيمي في جامعة الدول العربية

في السابع من سبتمبر 1989، كتب السير روجر تومكيس إلى وزارة الخارجية البريطانية في شأن احتمال لقاء وزير الخارجية مع نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأخضر الإبراهيمي، بعد يوم، أي في الثامن من الشهر نفسه.

طلب تأكيد الموعد بسرعة للتمكن من التنسيق مع الإبراهيمي. كما أرفق ملخصاً طارئاً عن القضايا اللبنانية وأعرب عن رغبته في حضور الاجتماع. يُذكر أن تومكيس هو دبلوماسي بارز درس اللغة العربية وعمل في دول عربية عدة وكان سفيراً لبريطانيا في البحرين بين 1981 و1984.

أما الأخضر الإبراهيمي فهو سياسي ودبلوماسي جزائري، شغل منصب سفير الجزائر في لندن لفترة طويلة من عام 1972 إلى عام 1979، حينها طور شبكة واسعة من العلاقات السياسية والرسمية، وأصبح وزيراً للخارجية في الجزائر بين عامي 1991 و1993، كذلك شغل منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان والعراق، ثم عُين مبعوثاً مشتركاً للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا في عام 2012.

تستعرض الوثيقة تأثير الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاماً (الأرشيف الوطني البريطاني)​​​​​​​

اللجنة الثلاثية والبحث عن حلول وسط الركام

في ظل الحرب الأهلية اللبنانية الدامية، كانت اللجنة الثلاثية العربية، التي ترأسها الأخضر الإبراهيمي، تمثل آخر أمل لوقف الصراع الدامي وإيجاد حلول وسط بين الأطراف المتنازعة. مع تزايد التدخلات الخارجية من إسرائيل وسوريا، واكتساح الميليشيات المسلحة المناطق اللبنانية، كانت اللجنة أمام تحديات هائلة في محاولة إرساء السلام وإعادة بناء الدولة.

وجاء في التقرير البريطاني السري ما نصه:

“استمرت الحرب الأهلية اللبنانية لمدة 14 عاماً، وخلال هذه الفترة احتل الإسرائيليون (وعملاؤهم) جنوب البلاد، الذين تجاهلوا قرارات مجلس الأمن التي دعت إلى انسحابهم، وطُردت منظمة التحرير الفلسطينية عملياً من البلاد التي كانت فيها في السابق دولة داخل الدولة تقريباً بمقرها السياسي الرئيس وقواتها القتالية على الأرض، واحتل السوريون أكثر من نصف مساحتها الإجمالية، وسيطروا على مناطق أخرى بصورة غير مباشرة من خلال أنصارهم في المجتمعات الدرزية والشيعية”.

ويضيف “كان نمط التحالفات المتغيرة خلال هذه الفترة مربكاً للغاية، ولكن النتيجة كانت مأساة عامة. لقد غيرت حركة السكان، وبخاصة داخل بيروت، بلداً كانت الطوائف المختلفة تعيش فيه جنباً إلى جنب إلى كتل متحاربة منفصلة. والموارنة، وهي الطائفة الكاثوليكية التي تشترك مع روما في تأسيسها والتي تختلف عن الكنائس الشرقية التي تشكل مجتمعة غالبية في المجتمع المسيحي، تقع في شمال وشرق بيروت، وهي وحدها التي تعتبر خارج السيطرة أو النفوذ السوري شمال المنطقة العازلة الإسرائيلية”.

قسمت الحرب الأهلية المجتمع اللبناني إلى مناطق طائفية متناحرة (الأرشيف الوطني البريطاني)

إخراج القوات السورية من لبنان

الأزمة التي أدت إلى تشكيل اللجنة الثلاثية في أعقاب القمة العربية الأخيرة كانت نتيجة لإصرار قائد الجيش اللبناني العماد ميشال عون على إخراج القوات السورية من لبنان، التي يبلغ عدد أفرادها نحو 40 ألف جندي، لكن معدي الوثيقة البريطانية السرية اعتبروا أن السوريين لن يرحلوا من لبنان لجملة أسباب، ومنها:

أولاً، هم عازمون على ممارسة الهيمنة على لبنان، بعدما أصابهم الخوف الشديد من المحاولات المارونية السابقة عام 1982 لإحلال السلام مع إسرائيل.

ثانياً، تحالف العماد عون مع العراق، ألد أعداء سوريا، في تلك المرحلة.

وقد أنشئت اللجنة الثلاثية لمحاولة حل هذا الصراع، و”لكن حتى الآن لم يتراجع أي من الجانبين، أي الجيش السوري وعون والمجموعات اللبنانية التي ترفض وجوده في لبنان. ولكن دمشق تتهرب من ذلك وتتظاهر بأن الصراع ليس بين عون ودمشق، بل بين عون ورفاقه اللبنانيين، أي حلفائهم من الدروز والمسلمين. وهناك بعض الحقيقة في هذا، ولكن ليست كثيرة”، كما ذكر في الوثائق.

حينها وبعد 14 عاماً من الحرب القاسية والمدمرة في لبنان، لم تكن هناك مؤسسات سياسية مركزية قادرة على العمل ولا يوجد رئيس، والعاصمة بيروت كانت في حال خراب شديد، وبخاصة في وسط البلاد.

كما أن البلاد شهدت عمليات تهجير واسعة لمواطنين عن مناطقهم ومسقط رأسهم، وتذكر الوثائق “على سبيل المثال غادرت عائلات الجنوب، نتيجة لأنشطة منظمة التحرير الفلسطينية أولاً ثم القصف والغارات الإسرائيلية. والأراضي الخاضعة للسيطرة السورية موبوءة بالإرهابيين الأصوليين الإسلاميين، وقد استولى هؤلاء والسوريون على المصالح اللبنانية السابقة في زراعة المخدرات وتهريبها في منطقة البقاع الزراعية. والآن أصبحت البلاد الجميلة التي كانت ذات يوم ذات اقتصاد مزدهر، مدمرة ومؤسساتها السياسية ضعيفة في حال من الفوضى التامة”.

لم ترغب سوريا في الانسحاب بسبب مخاوفها من محاولة السلام الماروني مع إسرائيل (الأرشيف الوطني البريطاني)

مستقبل الانسحابين السوري والإسرائيلي

ذكرت الوثائق في أكثر من مرة عن تعاون عون مع العراق الذي كان يحكمه حينها الرئيس السابق صدام حسين، وفي هذا الإطار تكشف تقارير نشرت سابقاً عن أن قائد الجيش اللبناني في تلك الفترة كان تلقى أموالاً من النظام العراقي لدعم رواتب عناصر الجيش اللبناني قدرت بنحو 30 مليون دولار. وحينها كان النظامان العراقي والسوري على خلاف، لا سيما بعد احتلال صدام حسين الكويت وما تبعها في حرب الخليج الثانية، حين شارك الجيش السوري في معارك تحرير الكويت، فكانت الساحة اللبنانية أشبه بساحة تصفية حساب بين النظامين.

وفي هذا السياق، يقول نص الوثيقة البريطانية “ليس هناك من مصلحة في محاولتنا التكهن بنتائج اللجنة الثلاثية، ولكن الطريق الأكثر إيجابية ربما يتلخص في السعي إلى تأمين وقف إطلاق النار وامتناع العراق عن إعادة إمداد الجنرال عون، على أن يتبع ذلك انسحاب سوري محدود من بيروت (محدود لأن القوات النظامية اللبنانية لا تستطيع أن تتولى دورها) وبذل الجهود لإعادة إنشاء الهياكل السياسية المركزية اللبنانية تمهيداً لمزيد من الانسحاب السوري. والانسحاب الكامل، سواء من جانب سوريا أو إسرائيل، هو أمر بعيد المنال ولا ينبغي أن يكون شرطاً سابقاً لإحراز قدر من التقدم”.

كانت جهود اللجنة الثلاثية تحتاج إلى التوازن بين تأمين وقف إطلاق النار، والتعامل مع الأطراف المتنازعة في لبنان، وإيجاد حلول للوجود السوري والإسرائيلي في لبنان، وهو ما شكل مهمة صعبة في ظل التعقيدات المحلية والدولية.

المزيد عن: لبنانالحرب الأهلية اللبنانيةميشال عونالاخضر الإبراهيميالأرشيف البريطانيالوصاية السوريةوثائق بريطانية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00