شهدت مناطق الجنوب مجموعة من النشاطات المعارضة لـ "نهج السلطة اللبنانية" (اندبندنت عربية) X FILEعرب وعالم أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع إسرائيل عام 1949 by admin 24 نوفمبر، 2024 written by admin 24 نوفمبر، 2024 29 شعر أهالي هذه المناطق بأنهم جزء لا يتجزأ عن “المد العروبي” المتعاطف مع القضية الفلسطينية بدرجة أولى اندبندنت عربية / كامل جابر صحفي لبناني عاش جنوب لبنان ما بين اتفاق الهدنة الذي أعلن بين لبنان وإسرائيل عام 1949 برعاية الأمم المتحدة، وبتاريخ انطلاق “المقاومة الفلسطينية” عام 1964، استقراراً أمنياً ملحوظاً على الجانبين اللبناني والإسرائيلي كان مناقضاً تماماً للحروب التي شنتها إسرائيل لاحقاً على لبنان منذ حرب “الأيام الستة” سنة 1967، ثم مع تنامي العمل الفدائي الفلسطيني انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، لا سيما بعد “اتفاق القاهرة”، في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 1969 الذي سمح بالوجود الفلسطيني المسلح على الأراضي اللبنانية، وتحديداً في الجنوب، ثم في حروب وهجمات متتالية نفذتها إسرائيلي بين الأعوام 1969 و1978 و1982 و1993 و1996 و2006، وصولاً إلى الحرب الأخيرة التي انطلقت في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولم تزل مستمرة حتى اليوم. خرجت إلى الشارع تظاهرات في المدن الجنوبية ونشاطات مؤيدة لـ “الثورة الجزائرية” (اندبندنت عربية) وتوقفت الأعمال العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد احتلال إسرائيل أجزاءً من الأراضي اللبنانية عام 1948، ثم الانسحاب منها بموجب اتفاق الهدنة بتاريخ الـ23 من مارس (آذار) 1949. وعلى مدى 18 عاماً قبل حلول حرب سنة 1967 بين إسرائيل وعدد من الدول العربية (مصر والأردن وسوريا والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت)، نال لبنان منها بعض الخروق العسكرية واحتلال إسرائيل مزارع شبعا التي يصر لبنان على أنها أراضٍ لبنانية تجب استعادتها. تأييد الفلسطينيين والقضايا العربية في هذا الوقت، أي بين عامي 1949 و1967، غابت الأعمال العسكرية وهدأت الجبهات، لكن جنوب لبنان ظل يعيش تداعيات نكبة فلسطين سنة 1948، وتضامنه مع “القضية الفلسطينية” لأسباب عديدة، منها التصاق الحدود والترابط التاريخي والاقتصادي بحكم جيرة جنوب لبنان مع فلسطين، ومنها كذلك الترابط الأسري من زواج ومصاهرة بين الجنوبيين والفلسطينيين، إضافة إلى نزوح أكثر من 110 آلاف فلسطيني من مناطق الجليل والمدن الساحلية الفلسطينية مثل يافا وحيفا وعكا إلى جنوب لبنان وإقامتهم منذ ذلك الحين في مخيمات انتشرت حول مدن الجنوب الرئيسة في صور وصيدا والنبطية. في هذين العقدين شعر الجنوبيون أنهم جزء لا يتجزأ عن “المد العروبي” المتعاطف مع القضية الفلسطينية بدرجة أولى، وكذلك مع عدد من القضايا العربية في مواجهة إسرائيل وحليفاتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا، والتي كانت بالنسبة إليهم “دولاً استعمارية”. فتضامنوا وتظاهروا تأييداً لـ “الثورة الجزائرية” سنة 1954، وضد “حلف بغداد” سنة 1955، ورفضاً لـ”العدوان الثلاثي على مصر”، أو “أزمة السويس” سنة 1956، وفي مواجهة “مشروع أيزنهاور” سنة 1957، وصولاً إلى “الحرب اللبنانية” سنة 1958، أو التي أطلق عليها الحلف المناهض لسلطة الرئيس الراحل كميل شمعون ثورة الـ”1958″ أو انتفاضة الـ”1958″. شعر الجنوبيون أنهم جزء لا يتجزأ عن “المد العروبي” المتعاطف مع القضية الفلسطينية (اندبندنت عربية) نمو حركات سياسية فاعلة كل هذه القضايا عززت انتشار أو تنامي بعض الأحزاب القومية على نحو “حركة القوميين العرب”، و”حزب البعث العربي الاشتراكي”، و”الحركة الناصرية”، تضاف إليها القاعدة الشعبية للحزب الشيوعي اللبناني التي كانت قد توسعت في جنوب لبنان منذ الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. وشهدت مناطق الجنوب مجموعة من النشاطات المعارضة لـ”نهج السلطة اللبنانية” في ذلك الحين، كإضراب المعلمين سنة 1953، و”التحركات المطلبية”، ومطالب مزارعي التبغ وخوض هذه الأحزاب التجارب الانتخابية وغيرها من النشاطات التي جعلت جنوب لبنان في حال حراك دائم، ناهيك بالتدرب على السلاح بالتعاون مع الزعاماًت التقليدية إبان انتفاضة الـ”1958″، مما سهل ساحات المدن الرئيسة مثل صيدا والنبطية وصور وبنت جبيل ومرجعيون، وامتداداً نحو قرى الأقضية، للتضامن أكثر مع القضية الفلسطينية، وصولاً إلى مشاركة كثيرين من الجنوبيين لاحقاً “المقاومة” الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل، بعد تلقي التدريب العسكري في مخيماتها. تضامن الجنوبيون وتظاهروا تأييداً لـ “الثورة الجزائرية” وضدّ “حلف بغداد” ورفضاً لـ “العدوان الثلاثي على مصر” (اندبندنت عربية) سيرة اللجوء والمخيمات يقول الناشط السياسي السابق في حركة القوميين العرب رجل الأعمال الصيداوي عدنان الزيباوي، “إن المرحلة التي تلت الهدنة عام 1949 في جنوب لبنان لم تنفصل عن الموضوع الفلسطيني أبداً، أولاً بسبب ما تعرض له جنوب لبنان من اعتداءات إسرائيلية قبل الهدنة عام 1948، وهجوم العصابات الصهيونية وارتكابها مجزرة حولا في الـ31 من أكتوبر 1948، البلدة التي كانت تدور في أجواء يسارية قريبة من الحزب الشيوعي اللبناني، وثانياً احتضان الجنوب للجوء الفلسطيني أو التهجير بالقوة للفلسطينيين من أراضيهم إلى جنوب لبنان، مما شكل حضوراً جنوبياً مستمراً في الخضم الفلسطيني”. ويشير الزيباوي إلى أن “معظم التهجير الفلسطيني صب بعد الهدنة في المدن الجنوبية الرئيسة، بدءاً من مدينة صور الساحلية التي نشأت حولها مجموعة من المخيمات الفلسطينية التي بقيت حاضرة إلى يومنا هذا، في الرشيدية والبرج الشمالي والبص والقاسمية والبرغلية، ثم تفرع عديد من عائلات المخيمات نحو قرى الجوار وإقامتها وارتباطها مصاهرة ونسباً مع عائلات لبنانية جنوبية، فنشأ هذا التداخل السكاني الجنوبي الفلسطيني”. بعدها امتد الموضوع إلى مدينة النبطية فنشأ مخيم صغير، وكانت مدينة بنت جبيل الحدودية “تحصيل حاصل” في الموضوع الفلسطيني لجهة قربها الشديد من الحدود، وكانت تشكل سوقاً مشتركة بين لبنان وجنوبه مع فلسطين قبل احتلالها، يواكبها انفتاح عائلاتها على ثقافات متنوعة وتشكل مراجع عائلية معروفة انتظمت في الحياة السياسية اللبنانية، فتأثرت كثيراً بما حل بفلسطين ومصيبة أهلها الكبيرة. ونصل إلى مدينة صيدا التي تشكل الحد الفاصل بين بيروت والشمال والجبل مع جنوب لبنان، “وشهدت صيدا وجوداً فلسطينياً هو الأكبر على مستوى لبنان، في عين الحلوة بدءاً من خيم موقتة إلى مخيم ثابت، ومخيم صغير مجاور في قرية المية ومية”. بين عامي 1949 و1967، غابت الأعمال العسكرية وهدأت الجبهات، لكن جنوب لبنان ظلّ يعيش تداعيات نكبة فلسطين سنة 1948 (اندبندنت عربية) هدوء أمني وحراك سياسي برأي الزيباوي أن هذه المخيمات الفلسطينية التي تلاصقت مع المدن الجنوبية الرئيسة “تأثر بها الجنوب كثيراً، وكان منطلق هذا التأثر العواصم الجنوبية من صيدا إلى صور والنبطية وبنت جبيل، وظهرت نخب حزبية وسياسية وثقافية تفاعلت معها قرى الجوار، ونشأ في تلك الفترة نمو تدريجي ومتفاوت للأحزاب القومية بصورة عامة، وكان حزب البعث العربي الاشتراكي موجوداً فصار أقوى”. يضيف الزيباوي “في هذا الوقت نشأ مناخ سمي بحركة القوميين العرب، وبشعاراتها ذات الحضور الجنوبي، وتأثرها بالمخيمات الفلسطينية المحيطة، إلى الأحزاب القومية الأخرى، وكان لها وجود متجذر، على نحو الحزب السوري القومي الاجتماعي، لكنه لم يسلك مناخ تلك الأحزاب التي رفعت شعارات تحاول الإجابة عن نكبة فلسطين. لقد تفاعل الجنوب برمته مع اللحظات المرتبطة بالجوار الفلسطيني، وتداخل الفلسطيني بالحراك الذي كان دائراً في المنطقة، لذلك ثبتت الهدنة هدوءاً مقبولاً حياتياً في القرى الجنوبية المجاورة للحدود، لكنها لم تمنع الحراك السياسي العام المناهض للاحتلال ودارت تفاعلاته في المدن الجنوبية الرئيسة وجوارها”. ويتحدث الزيباوي عن صور متعددة “للحراك الجنوبي في تلك الفترة بالمشاركات المختلفة على المستويات العربية والدولية، على نحو حركات التحرر الوطنية والعالمية التي بدأت تتشكل هنا وهناك، وكانت مناطق الجنوب تتفاعل معها وتؤيدها وتتظاهر دعماً لها، وعربياً مع ثورة الجزائر وتأييدها والتظاهر وإقامة الاحتفالات الداعمة لها، إلى حراك مصر وثورة جمال عبدالناصر والعدوان الثلاثي على مصر، مما خلق جواً قومياً متصاعداً في هذه المنطقة، إلى فيتنام والرئيس هو تشي منه 1890- 1969). كل ذلك بحسب الزيباوي “أسس لحركة سياسية ثقافية فاعلة جداً شاركت فيها الطبقات المثقفة من أساتذة ومعلمين، وتفاعلت طبقة شعبية واسعة وأسست لحركة نقابية تصدرت مجموعة من القضايا الوطنية والشعبية، وحركة مزارعي التبغ، كلها شكلت جزءاً من الوقائع اليومية التي غطتها الأحزاب القومية واليسارية وعبرت عن نفسها في نشاطات مختلفة. ففي عام 1960 وبعد ثورة 1958 نشأ جو ناصري في صيدا من خلال معروف سعد الذي أسس لاحقاً التنظيم الشعبي الناصري، فترشح للانتخابات النيابية، للمرة الأولى، بمناخ ضد حلف بغداد، ومشروع أيزنهاور، وتأييد الثورة المصرية، وعكس نفسه في مدينة صور ومناطقها وقراها بتأييد وترشيح محمد الزيات، وهو عضو أساس في حركة القوميين العرب، وفي النبطية ترشح الشيوعي عادل صباح، وفي المناطق الحدودية نشأت ظاهرة اليساري حبيب صادق، نشاطات تركزت في المدن ورفدتها جماهير واسعة من مختلف قرى وبلدات الجنوب، بوجه ما سمي في حينه الإقطاع السياسي والرموز السياسية التقلدية”. ويختم الزيباوي، “نعيد ونكرر أن هذه الحركة الفاعلة، وبتأثرها بما حصل في فلسطين، تجاوزت الهدنة وهدوءها العسكري في حضور سياسي نخبوي تمركز في مدن الجنوب وانتشرت نحو الجوار المؤيد والمرحب. لم تحصل، في هذه الفترة، احتكاكات مباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن كل هذا الحراك صب في دعم القضية الفلسطينية وتأييدها، وحتى اليوم لم يزل الموضوع الفلسطيني واقعاً جنوبياً مرتبطاً، إن من خلال المخيمات المنتشرة في الجنوب، أو من خلال الترابط السياسي والعائلي والاجتماعي والاقتصادي، وينعكس على قضايا أخرى لبنانية مطلبية وعربية وعالمية”. محطات في حياة الجنوبيين وبعد وقف إطلاق النار وبموجب الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل، وتفاعلاً مع القضية الفلسطينية بسبب اللجوء الفلسطيني وإقامة المخيمات الدائمة، نشأ جو سياسي جنوبي متأثر بالدول العربية المناهضة لاحتلال فلسطين والمؤيدة لتحريرها بشتى السبل. من هنا خرجت إلى الشارع تظاهرات في المدن الجنوبية ونشاطات مؤيدة لـ”الثورة الجزائرية”، باعتبارها حرباً تحررية انطلقت شرارتها الأولى في الأول من نوفمبر 1954 بعد 124 سنة من استعمار فرنسا للجزائر سنة 1830، وانتهت بإعلان الاستقلال في الخامس من يوليو (تموز) 1962، متوجة سبع سنوات من الكفاح المسلح الذي أسفر عن مقتل مليون ونصف مليون جزائري. هذا الأمر تبدى في مواجهة “حلف بغداد” باعتباره أحد الأحلاف التي شهدتها حقبة ما سميت “الحرب الباردة”، تأسس في الـ24 من فبراير (شباط) 1955 للوقوف بوجه “المد الشيوعي” في الشرق الأوسط، وكان يتألف إلى جانب المملكة المتحدة من العراق وتركيا وإيران وباكستان. كانت الولايات المتحدة الأميركية هي صاحبة فكرة إنشاء هذا الحلف بعدما وعدت بتقديم عون اقتصادي وعسكري للأعضاء المشاركين، ولكنها لم تشارك فيه، بصورة مباشرة، وإنما أوكلت إلى بريطانيا القيام به. وانضم العراق إلى هذا الحلف بعد القمة العربية التي جرى الاتفاق بموجبه على معاهدة الضمان الاجتماعي. ونأى الحلف بنفسه عن الصراع العربي – الإسرائيلي في فترة الستينيات وامتنع عن تقديم العون لباكستان في نزاعها مع الهند. وفشل الهدف الأساس من وراء تأسيسه في وقف نفوذ الاتحاد السوفياتي الذي وطد ووسع علاقاته في الشرق الأوسط، في خلال تلك الفترة، مع مصر والعراق وسوريا واليمن الجنوبي والصومال. وفي عام 1979 حل الحلف مع اندلاع “الثورة الإسلامية في إيران”. وكانت للجنوبيين حملات مناهضة ورافضة لما سمي “العدوان الثلاثي على مصر”، أو حرب الـ”1956” كما تعرف في مصر والدول العربية، أو “أزمة السويس”، أو “حرب السويس”، كما تعرف في الدول الغربية، أو “حرب سيناء”، أو “حملة سيناء”، أو “العملية قادش”، كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، وكانت أسبابها تأميم جمال عبدالناصر قناة السويس ودعم مصر ثورة الجزائر التي كانت ضد فرنسا. وهي ثاني الحروب العربية – الإسرائيلية بعد حرب 1948، وتعد من أهم الأحداث العالمية التي أسهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية. في الواقع رفض لبنان الرسمي إثر العدوان المذكور التضامن مع مصر وقطع صلاته مع فرنسا وإنجلترا، مما دفع مصر “الناصرية” إلى تشجيع انتشار “التيار القومي العربي” في لبنان، هذا التيار كان موجوداً أصلاً في جنوب لبنان وتعزز منذ قيام دولة إسرائيل في فلسطين عام 1948، وبخاصة إثر إعلان الوحدة المصرية – السورية عام 1958 تحت قيادة الرئيس المصري جمال عبدالناصر. وأعلنت المناطق الجنوبية وأحزابها مناهضتها وعدم تأييدها “مشروع أيزنهاور”. ففي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1957 أصدر الرئيس الـ34 للولايات المتحدة دوايت أيزنهاور (1890 – 1969) في سياق الضغوط التي يمارسها على الاتحاد السوفياتي قراراً عرف باسم “مشروع أيزنهاور”، أو “مبدأ أيزنهاور”، وهو مشروع عنى بوقف المد السوفياتي في منطقة الشرق الأوسط. منذ بداية الخمسينيات بدأت منطقة الشرق الأوسط تستقطب اهتمام الولايات المتحدة في محاولة منها لجعلها مناطق نفوذ لها في مواجهة “المد الشيوعي”، لذا بدأت في طرح مشاريع اقتصادية ذات عناوين سياسية، ومن هذه المشاريع “مبدأ أيزنهاور” عام 1957، هذا المشروع أدى إلى انقسام الدول العربية بين مؤيد لمنظومة الدول الاشتراكية بزعامة الاتحاد السوفياتي، وبين مؤيد للغرب بزعامة الولايات المتحدة، فقد انحاز لبنان (الرسمي) والأردن والعراق والسعودية للمعسكر الغربي، بينما انحازت مصر وسوريا إلى المعسكر الشرقي، وهذا الانحياز إلى المعسكر الغربي، وصولاً إلى الانتخابات النيابية في لبنان عام 1957 أدى إلى نشوء معارضة شديدة بوجه رئيس الجمهورية كميل شمعون تسببت في ثورة من القوى المناهضة عام 1958 سمتها ثورة الـ”1958″. وشارك الجنوبيون من خلال أحزابهم في التدريب على السلاح ونشأت معارك صغيرة بين قوى يسارية وعناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي كان مؤيداً للرئيس كميل شمعون. وانتهت الثورة بتدخل عسكري أميركي واستقالة شمعون، مما مهد الطريق لتولي قائد الجيش اللبناني فؤاد شهاب رئاسة الجمهورية، فأطل على المسرح السياسي، للمرة الأولى، في تاريخ لبنان باتفاق بين واشنطن والرئيس عبدالناصر باعتباره الرجل المناسب لإعادة الهدوء وإيقاف العنف، ونزع فتيل التوتر، وانسحاب القوات الأجنبية. ودامت أزمة الـ”1958″ نحو ستة أشهر من مايو (أيار) متخذة طابع انتفاضة شاركت فيها أكثرية مسلمة وأقلية مسيحية ضد حكم الرئيس شمعون إلى نهاية أكتوبر 1958، إذ غادر آخر جندي أميركي أرض لبنان من ضمن القوات البحرية الأميركية “المارينز” التي نفذت إنزالاً على شواطئ الأوزاعي (بيروت) الخالية، وأمام مطار بيروت الدولي في الـ15 من يوليو دعماً للسلطات الرسمية اللبنانية عملاً بـ”مبدأ أيزنهاور”، وأثار إنزالها موجة من الغضب والاستنكار في صفوف المعارضة فوقفت على الحياد. المزيد عن: جنوب لبنانالقضية الفلسطينيةاتفاق الهدنةالمقاومة الفلسطينيةاتفاق القاهرةكميل شمعونمشروع أيزنهاورحركة القوميين العربحزب البعث العربي الاشتراكيالحركة الناصرية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول الدجاج؟ next post قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ You may also like حكايات وأرقام مفزعة للمختفين قسرا في سوريا 24 ديسمبر، 2024 أكراد سوريا… معركة التاريخ والمخاض الجديد 24 ديسمبر، 2024 مخطوفون ومطلوبون… ما مصير رجالات الأسد في لبنان؟ 24 ديسمبر، 2024 الغموض يكتنف مصير السوريين في مصر بعد الإطاحة... 24 ديسمبر، 2024 لبنان يبحث عن جثامين مفقوديه وينتظر الانسحاب الإسرائيلي 24 ديسمبر، 2024 الشرع يتفق مع قادة الفصائل السورية على الاندماج... 24 ديسمبر، 2024 فلسطين وإسرائيل… 3 انقلابات ونكبة في ربع قرن 24 ديسمبر، 2024 حازم صاغيّة يكتب عن: الأسد في سوريا ولبنان…... 24 ديسمبر، 2024 ما هي قناة بنما ولماذا هدد ترمب بالسيطرة... 24 ديسمبر، 2024 نهاية رعب الحواجز وجمع الإتاوات على طرق سوريا 24 ديسمبر، 2024