بيئة الريف المصري بريشة الرسام المصري حسن الشرق (اندبندنت عربية) ثقافة و فنون أحوال المصريين في الثلاثينيات كما سجلها مستشرق ألماني by admin 13 يوليو، 2024 written by admin 13 يوليو، 2024 130 هانز فينكلر جمع في كتابه حصاد زيارات ميدانية لـ23 قرية مصرية ومقارابات سوسيولوجية وثقافية اندبندنت عربية / علي عطا يضم كتاب “الفولكلور المصري: يوميات عالم ألماني في الريف المصري” للمستشرق هانز فينكلر الذي نشر بالألمانية عام 1936 “أكبر حشد لمادة فولكلورية مصرية”، بعد كتاب العالم الإنجليزي وليام لين “عادات المصريين المحدثين” الصادر عام 1836. ويرى عالم الاجتماع المصري محمد الجوهري أن كتاب فينكلر يتميز عن كتاب لين في أن له خطة ذات هدف واضح، فجاء “أكثر من مجرد عملية جمع وتسجيل تستهدف التعرف إلى التاريخ الحضاري والواقع الاجتماعي للشعب المصري”. وتولى الجوهري ترجمة كتاب فينكلر إلى العربية لحساب المركز القومي للترجمة، وقسمه إلى ثلاثة مجلدات: الأول عن التاريخ الثقافي والاجتماعي للريف المصري، والثاني عن فولكلور الفلاحين، والثالث عن فولكلور البدو – العبابدة. ولاحظ الجوهري أن كتاب فينكلر يتميز كذلك باتساع نطاق ظواهر التراث الشعبي التي تعرض لها بالدراسة، واتساع نطاق المصدر الذي جمعت منه هذه المادة، فشمل مصر من شمالها إلى أقصى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. ويقول الجوهري في المقدمة التي تصدرت المجلد الأول إنه “مهما يكن في كتاب فينكلر من نواحي نقص، فقد جعلته الميزات الكثيرة التي يجمعها مرجعاً لا غنى عنه لأي مشتغل بالتراث الشعبي، بل وبالتاريخ الحضاري لمصر، وكذلك المهتمون بدراسات الفولكلور في البلاد المجاورة”. وأوضح أنه يعد مرجعاً أساسياً في يد علماء الفولكلور لأوروبا والدول المجاورة، وهو الركن الأساس للعمل في أطلس الفولكلور المصري”. ولفت الجوهري إلى أن هذا الكتاب حقق شهرة واسعة بسبب إقدام مؤلفه على تطبيق مناهج وجدت وطبقت في أوروبا، منها، مثلاً، طريقة أطلس الفولكلور، فقد كان يعمل في جمع مادة كتابه في وقت كانت تقوم فيه جمعيات وهيئات الفولكلور الألماني بجمع مادة الأطلس. وهو نفسه الأطلس الرائد بالنسبة لأطالس الفولكلور في العالم. ولو قدر لحياة فينكلر (1890 – 1945) أن تمتد لتغير ولا شك مصير دراسات التراث الشعبي في مصر، بحسب الجوهري. ملاحظات وانطباعات كتاب الفولكلور المصري (المركز القومي للترجمة) هانس ألكسندر فينكلر (Hans Alexander Winkler) حصل على الدكتوراه من جامعة توبنغن 1925، وفي عام 1928 أصبح أستاذاً مساعداً في الجامعة نفسها واستمر في عمله إلى عام 1933، إلى أن اضطر إلى الاستقالة تحت ضغط الإدارة النازية. ذهب إلى مصر بوصفه رحالة ومستكشفاً وعمل مع العالم الإنجليزي السير روبرت روبن. عام 1939 انضم إلى الحزب النازي وعين في وزارة الخارجية الألمانية. أرسل عام 1944 للقتال في الجبهة الشرقية وفقد في الـ20 من يناير (كانون الثاني) 1945، واعتبر منذ ذلك الوقت في عداد الموتى. وكان فينكلر يتكلم العربية ويكتبها بكفاءة، مما ساعده على رحلاته الميدانية في مختلف أنحاء مصر تمهيداً لإنجاز كتابه “الفولكلور المصري. وهو واحد من ستة كتب ألفها فينكلر، ومنها “حركة ناس ووطن في أعالي مصر”، و”الرموز والطلاسم السحرية عند المسلمين”. وجاء كتاب “الفولكلور المصري” في 500 صفحة من القطع الكبير، علاوة على ملحق من 110 لوحات تضم نحو 200 ضورة ورسم تخطيطي. قسم فينكلر كتابه ذا الطابع الموسوعي إلى خمسة أبواب. المستشرق الألماني فينكلر (المركز القومي) الباب الأول عنوانه “انطباعات عامة: يوميات البحث”، ويتناول شيئاً أقرب إلى يوميات العالم عن رحلته بين الأماكن التي جمع منها مادته. وهي 23 قرية ومركزاً موزعاً على الوجهين البحري والقبلي. ولعله من الواضح، يقول الجوهري، من واقع المستوى العلمي للمؤلف وكتابه، وفي ضوء الأهداف التي وضعها نصب عينه أن هذا الجزء لا يمكن أن يعد مجرد يوميات أو مذكرات، ولكنه يشمل مفتاحاً لفهم وتقييم المادة التي حصل عليها المؤلف. فهو يوضح فيه طريقته في جمع المادة، والصعوبات والمشكلات التي تعرض لها في جولاته الميدانية. ويتضمن هذا الباب كذلك ملاحظات وانطباعات عامة بعين خبير أجنبي يستطيع، إذا توفرت له الحيدة العلمية، أن يرى أكثر مما نرى نحن، بسبب توفر البعد النفسي الكافي للملاحظة، وضيق أو انعدام نطاق البديهيات والمسلمات. عادات وتقاليد الباب الثاني يتناول “فولكلور الفلاحين”، ويعد صلب الكتاب، ويضم أربعة فصول. الفصل الأول عن القمح والخبز، ويتناول أدوات الطحن (الرحاية والحجر ومدق أو مهراس)، ثم عملية إعداد الخبز وأشكاله. الفصل الثاني عن مياه الشرب، ويدرس طرق تخزينها، في المنزل وفي الحقل، وعملية نقلها والأدوات المستخدمة في ذلك. الفصل الثالث عن المغزل والشعبة أو العود. الفصل الرابع عن الزراعة، ويتناول في المحراث ونماذجه المختلفة. وخصص هذا الفصل جزءاً مستقلاً سجل فيه المؤلف على ست صفحات 18 مفردة تمثل أسماء أجزاء من المحراث. ويرى الجوهري أن فينكلر أجاد عرض الأسس المادية التي تنهض عليها حياة الفلاحين. ولاحظ الجوهري أن جمع البيانات عن العادات والتقاليد كان أصعب بكثير من جمع معلومات عن العناصر الثقافية المادية. وهنا ظهرت إحدى الصعوبات الأساسية التي عرقلت عمل فينكلر، فلم يكن يستطيع لقاء النساء والتحدث معهن حول أمور من العادات والممارسات المرتبطة بالولادة والمحيطة بها، بشيء من التفصيل إلا نادراً، وبشكل خاطف. وقد صادف فينكلر صعوبة أخرى عند دراسته لموضوع عادات الدفن بالذات، فالمعروف أن كثيراً من هذه العادات، مثل الغسل والكفن والصلاة على الميت، تحكمها نصوص دينية أو تتم في الغالب وفقاً لتراث الدين الرسمي. الباب الثالث عنوانه “فولكلور البدو”، ويعتمد أساساً على ملاحظات المؤلف عن “العبابدة” في الصحراء الشرقية، وقد قسمه إلى 23 فصلاً. أما الباب الرابع فعنوانه “دراسات لغوية عند الفلاحين والبدو”، وحدد فينكلر هدفه من هذه الدراسة ووضع حدودها في الكلمات التالية: “تحتل التسجيلات اللغوية مرتبة ثانوية فقط في إطار هذه الدراسة، فالهدف هو مقارنة تقسيم الشعب المصري، الذي اتضحت معالمه من خلال دراسة التراث الشعبي، وفقاً لمختلف اللهجات”. قضية النقاء العرقي وبذل المؤلف في الباب الخامس والأخير محاولة جديدة في سبيل مزيد من دراسة أدوات العمل الزراعي، وحدد هدفه كالتالي “يميل الناس دائماً إلى الحديث عن أبدية الأشياء في مصر، فيعتقدون أن الفلاح ومحراثه، لا يتغيران، وكذلك الفلاحة وطاحونة اليد. والحقيقة أن وجود الأهرام وغيرها من الآثار المصرية القديمة يغري بالاعتقاد بوجود هذا النوع من الاستمرار في الحضارة المصرية”. وخصص المؤلف خاتمة كتابه لعرض اللهجتين الرئيستين في مصر وحدودهما وخصائصهما، وذلك في الفقرة الأولى. وحدد في الفقرة الثانية من الخاتمة تقسيم الشعب المصري إلى مناطق حضارية على أساس المادة التي جمعها وحللها. وتحفظ الجوهري على انشغال المؤلف “أكثر مما يجب” بقضية النقاء (العرقي) والاختلاط السلالي للجماعات التي كتب عنها، ولأهل القرى والنجوع التي زارها. ورأى أن فينكلر تجاهل في هذا الصدد “حقيقة ساطعة”، وهي أن مصر بريفها وحضرها، بشواطئها وصحاريها، إنما هي واحة خصبة وغنية وسط قارة كان معظمها حتى ذلك الوقت مجهولاً أو موحشاً أو متخلفاً، فبديهي أن تكون مصر مسرحاً لعملية اختلاط سلالي ممتدة وهائلة، وأن تكون لهذه العملية آثار فيزيقية (جسمانية) ونفسية واجتماعية في الوقت نفسه. ومع ذلك رأى الجوهري أن كتاب فينكلر تميز على كل ما سبقه من الدراسات المكتبية أو الميدانية في الفولكلور المصري بشمول النظرة إلى التراث الشعبي المصري، فلأول مرة يجمع بين تناول الثقافة المادية والثقافة الروحية، ويخضع الجميع للمناهج نفسها ويستفيد منها في دعم النتائج العامة لدراسته. المزيد عن: كتابترجمةمستشرق ألمانيقرى مصريةعاداتتقاليدانطباعاتجولةفولكلور 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “المركب الشبح” الأوبرا في خدمة التعبير الجواني للبشر next post تكنولوجيا ما بعد الموت… “دردشة” مع متوفى You may also like مهى سلطان تكتب عن: جدلية العلاقة بين ابن... 27 ديسمبر، 2024 جون هستون أغوى هوليوود “الشعبية” بتحف الأدب النخبوي 27 ديسمبر، 2024 10 أفلام عربية وعالمية تصدّرت المشهد السينمائي في... 27 ديسمبر، 2024 فريد الأطرش في خمسين رحيله… أربع ملاحظات لإنصاف... 27 ديسمبر، 2024 مطربون ومطربات غنوا “الأسدين” والرافضون حاربهم النظام 27 ديسمبر، 2024 “عيب”.. زوجة راغب علامة تعلق على “هجوم أنصار... 26 ديسمبر، 2024 رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري… الراسخ في... 26 ديسمبر، 2024 محمد حجيري يكتب عن: جنبلاط أهدى الشرع “تاريخ... 26 ديسمبر، 2024 دراما من فوكنر تحولت بقلم كامو إلى مسرحية... 26 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يتابع الكتابة عن العودة إلى دمشق:... 26 ديسمبر، 2024