الخميس, نوفمبر 21, 2024
الخميس, نوفمبر 21, 2024
Home » أبرز إصدارات الكتب في بريطانيا لشهر أبريل

أبرز إصدارات الكتب في بريطانيا لشهر أبريل

by admin

 

من بين الأعمال التي نرشحها لكم هذا الشهر: عمل روائي جديد يتناول ببراعة حال الأمة لـ أندرو أوهاغان، وقصة لـ بيرسيفال إيفريت بطلها شخصية من رواية “مغامرات هاكلبري فين” الصادرة عام 1884 لـ مارك توين

اندبندنت عربية / مارتن شيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@

الخميس 18 أبريل 2024 15:30

بعدما قامت فيرجينيا وولف بنزهة قرب لويس في ساسكس عام 1932، كتبت عبارة ملفتة للنظر في يومياتها: “أرغب في المشي، بمفردي، والتصالح مع عقلي”. يظهر هذا الاقتباس في مقدمة كتاب “ساعات ريفية: حياة الريف لفيرجينيا وولف وسيلفيا تاونسند وورنر وروزاموند ليمان” Rural Hours: The Country Lives of Virginia Woolf, Sylvia Townsend Warner & Rosamond Lehmann لـ هارييت بيكر (صادر عن دار آلن لين للنشر). الكتاب قراءة ممتعة، معززة بصور غريبة – بما فيها صور لتلك الكاتبات صاحبات الرؤى برفقة الماعز الخاصة بهم.

عندما أشاد بوريس جونسون بـ”نجاح اللقاح [المضاد لفيروس كورونا]”، أرجع ذلك إلى “الجشع، يا أصدقائي”. واستخدم اقتباسه هذا من أنغوس هانتون في فصل بعنوان “بقرة هيئة الخدمات الصحية الوطنية الرابحة” في كتاب “الدولة الوصية: كيف تدير أميركا بريطانيا” Vassal State: How America Runs Britain (صادر عن دار سويفت)، وهو كتاب محبط يتناول كيفية اختلاس الشركات الأميركية أرباحها من بريطانيا. يشرح هانتون، وهو خبير في السياسات العامة، بالتفصيل كيف أن مخزوناً من معدات الوقاية الشخصية ضد الأوبئة بقيمة 500 مليون جنيه استرليني، جرى شراؤها من شركات أميركية، كان رديئاً وفي حال سيئة. الاستنتاج الذي توصل إليه هانتون هو أنه عندما يتعلق الأمر بمقدمي الخدمات من القطاع الخاص باهظ الكلفة في الولايات المتحدة، فإن “الجشع لم يحقق النجاح لبريطانيا. لقد كلفنا غالياً”.

وكتبت المؤرخة الاجتماعية سارة وايز كتاباً مهماً وصادماً يحمل عنوان “غير المرغوب فيهم: القانون الذي حبس جيلاً” The Undesirables: The Law That Locked Away a Generation (عن دار ون ورلد). يقدر أنه جرى سجن 50 ألف بريطاني باعتبارهم “معيبين” بموجب قانون القصور العقلي لعام 1913. يعد فصل “الملحق 2: قصص قصيرة عن النساء اللاتي احتجزن لإنجابهن أطفالاً خارج إطار الزواج” Appendix 2: Anecdotes of Women Detained for Having a Child Out of Wedlock الذي كتبته وايز أحد الأشياء الأشد كآبة التي قرأتها منذ فترة طويلة. يتضمن الكتاب روايات عديدة عن نساء حبسن لعقود من الزمن في المصحات العقلية وتعرضن للتخدير بشكل كبير لمجرد إنجابهن أطفالاً. تسلط وايز الضور على فضيحة وطنية مخزية.

أوصي سريعاً بقراءة عملين خياليين، الأول رواية “المنافقة” The Hypocrite لـ جو هاميا (عن دار ويدنفيلد آند نيكولسون) الذي تتعامل فيه البطلة صوفيا، وهي كاتبة مسرحية، مع نقاط ضعف والدها الروائي من خلال مسرحية قاسية حول عطلة قضتها معه لما كانت مراهقة. إنها عمل يتميز بطرافة لاذعة وتتضمن حواراً ذكياً حول “أنواع النبيذ الرديئة ذات الأسعار المبالغ فيها والأشبه بتلك التي تقدم في حفلات الزفاف” التي تحصل عليها في مسارح لندن. في هذه الأثناء، تقدم رواية “كرنفال الفأس” The Axeman’s Carnival لـ كاثرين تشيدجي نظرة مميزة لنقاط الضعف البشرية من خلال عيني طائر عقعق ناطق يسمى تاماً. تعتبر هذه الرواية متعة لمحبي الخيال.

نقدم أدناه مراجعات مفصلة لروايات لـ أندرو أوهاغان، وبيرسيفال إيفريت، وسكارليت توماس، وديفيد نيكولز، إضافة إلى كتابين واقعيين لكل من جون كونيل وكارول أثرتون.

رواية “كاليدونيان رود” المقلقة لـ أوهاغان هي نقد مفصل للطريقة التي يتبعها العالم في الوقت الحالي (فيبر/ كريستنيا جيسن)

 

كالدونيان رود Caledonian Road لـ أندرو أوهاغان ★★★★★

“لطالما كان الأمر متعلقاً بالتواطؤ”، تأتي هذه العبارة على لسان الصحافية الاستقصائية تارا، التي تساعد “أخبارها المفاجئة” في الكشف عن فضائح مالية وأخلاقية وتجارية كانت عنصراً محورياً في سقوط نخب اجتماعية قوية في رواية أندرو أوهاغان الجديدة المهيبة عن حال الأمة “كالدونيان رود”.

عندما يبدأ مؤرخ الفن كامبل فلين، المعروف بأنه “مفكر” مشهور، علاقة صداقة غريبة ومعقدة مع الطالب ميلو مانغاشا، خبير القرصنة الإلكترونية وتلميذ الأدب السابق في مدرسة ويليام إليس التي درست فيها في الماضي، يتم إطلاق العنان لعالم من الألم والجدل. من المثير للدهشة أن هناك دوراً رئيساً تلعبه السيدة فويلز المستأجرة الساكنة في منزل فلين في منطقة إزلينغتون، التي تشبه نسخة أكثر جنوناً من “سيدة الشاحنة” التي ابتكرها آلان بينيت في أعماله.

وتدور أحداث الرواية في عام مليء بالأحداث المثيرة ومقسمة إلى خمسة فصول – الربيع والصيف والخريف والشتاء والإدراك – وتتضمن مجموعة هائلة وشاملة من الشخصيات المثيرة للاهتمام، بدءاً برجال العصابات في شمال لندن ووصولاً إلى أصحاب الألقاب الدوقية من الرجال والنساء. ربما ستضطرون، مثلي، إلى مراجعة فهرس الشخصيات في بداية الكتاب بانتظام.

على رغم أن “كاليدونيان رود” هي رواية طويلة – 656 صفحة – إلا أنها تمنح أوهاغان مساحة للنجاح في المهمة الشاقة للغاية المتمثلة في دخول عصرنا المضطرب، والكتابة عنه ببصيرة قوية وروح فكاهية، وعدم الاكتفاء أبداً بالإجابات السهلة. من الواضح أن القصة تعكس مجتمعاً مبتلى بالازدواجية والنفاق والنرجسية و”الاستعراض اللامتناهي للقيمة الذاتية”.

وتقدم الرواية صورة قبيحة لبريطانيا في العقد الثالث من القرن الـ21، إذ تصف العاصمة بأنها “حفرة مجاري كريهة للغسيل والفساد، يديرها أشخاص يتصرفون وكأن نشيد “بريطانيا، حاكمة العالم!” ما زال النشيد الوطني المناسب، متناسين “ألف عام من الخداع والتفوق” في طرقهم “المتحايلة اللعينة”. يصور أوهاغان بلداً يتمتع بواجهة من “الملكيين القابلين للاستئجار” ومحتالين من الطبقة العليا (يمتلكون أسماء مثل نايتي وسنافل) المتورطين في المعاملات المالية لـ”الروس القذرين”. يلوح هؤلاء الأوليغارشية بسمكة مالية لأرستقراطيينا فيلهث هؤلاء وراءها مثل الفقمة. في الوقت نفسه، في أماكن مثل كاليدونيان رود سيئة السمعة (وهي مألوفة بالنسبة إلي لأنني نشأت في منطقة كينغز كروس)، هناك طبقة فقيرة تغرق، إذ يتورط شبابها في حروب العصابات العنيفة في عالم المخدرات والعمال غير الشرعيين وبؤس الاتجار بالبشر.

ويركز الكتاب أيضاً على “الحروب الثقافية”، ويهاجم أوهاغان الليبراليين الذين يخدعون أنفسهم معتقدين أنهم يفعلون الصواب في حين أن ما يقومون به حقاً هو جعل أنفسهم يشعرون بالرضا من خلال مراقبة المفردات التي يستخدمونها وكونهم “حراس الصواب”.

ويتفوق أوهاغان في “الغوص عميقاً في عدمية الوقت الحالي”، على رغم أنه قد يكون من المحبط تقريباً الاطلاع على مثل هذه الرؤية الواضحة والثاقبة لحال العالم في الوقت الراهن: الهوس بالمشاهير الذي هو “نوع من الجنون” في عصر رقمي إذ “الجميع يمارسون دور المحقق على الإنترنت” وإذ دمرت التكنولوجيا كل معنى للعقلانية، والناس “لا يرون الفرق بين الاتهامات والأدلة”.

كذلك تواجه “كاليدونيان رود” بصراحة مدى تأثير الطبقات الاجتماعية في سبب كوننا بلداً محطماً لهذا الحد. كما أنها عمل ذكي أيضاً. أنا متأكد من أنني سأصنف “من العوام” وفقاً لمعايير الكاتبة الصحافية ليدي أنطونيا باير، زوجة قطب تجارة التجزئة الفاسد سير ويليام باير، لأنني أحب حقاً إضافة الفطر إلى طبق المعكرونة بصلصة الطماطم واللحم المفروم (صلصة بولونيز).

إحدى العبارات التي يستخدمها أوهاغان – “الخرف الأخلاقي” – ظلت تخطر ببالي عندما كنت أتأمل في هذه الرواية الرائعة والمثيرة للقلق. تحافظ الحبكة على تماسكها حتى النهاية، ويربط المؤلف كل الخيوط ببعضها في خاتمة ماكرة ومناسبة تماماً وفي الصميم.

صدرت رواية “كالدونيان رود” لـ أندرو أوهاغان عن دار فيبر للنشر في الرابع من أبريل (نيسان) وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

تعد رواية “اثنا عشر خروفاً” لـ كونيل، في بعض النواحي، مذكرات عن صراع المؤلف مع الاكتئاب وكيف وظف تلك الصعوبات لتغيير حياته (ألين آند أنوين),

 

اثنا عشر خروفاً: دروس حياتية من موسم ولادة الحملان Twelve Sheep: Life Lessons from a Lambing Season لـ جون كونيل ★★★★☆

ما الذي يفعله أي منا بحياته؟ يقول كونيل إنه يجب علينا جميعاً الإجابة بأنفسنا عن هذا السؤال المحوري في مرحلة ما. ووجد كونيل، وهو منتج سينمائي سابق وصحافي استقصائي، إجابته الخاصة في جلب الحملان إلى الحياة و”أن يصبح جزءاً من سيمفونية الحياة العظيمة” في مزرعته الكائنة في مقاطعة لونغفورد في إيرلندا.

أعجبني “اثنا عشر خروفاً” فهو في بعض النواحي مذكرات حول صراعات الكاتب الشخصية مع الاكتئاب وكيف وظف تلك الصعوبات لمنحه “فرصة لتغيير حياة لم تكن ناجحة”. إضافة إلى احتوائها على حكم بسيطة متناثرة عن الخراف (تعلمت كيفية فحص النعاج الحوامل وأن الخراف ستدمر شجيرات الغار إذا أتيحت لها الفرصة)، يتخلل الكتاب حكايات وتأملات ثرية، بما في ذلك قصة عاملة مهاجرة مكسيكية تدعى ماريا غونزاليس التقى بها كونيل أثناء عمله كصحافي. أعجبتني تأملاته حول لوحة لأوغست فريدريك شينك (تحمل عنوان “العذاب”) التي يقول الكاتب عنها: “إنها حزينة ولكنها حقيقية وهذا يعتبر شيئاً مهماً في عالم يكون غير واقعي في بعض الأحيان”.

“اثنا عشر خروفاً” هو جوهرة صغيرة مليئة بالحكمة غير المباشرة والوصف الرائع لعجائب الطبيعة والخلاص الذي تحمله، وكيف أن المناظر الطبيعية مشحونة بالمعنى. منذ وقت طويل لم أقرأ كتاباً إيجابياً مثل هذا.

صدر كتاب “اثنا عشر خروفاً: دروس حياتية من موسم ولادة الحملان” لـ جون كونيل عن دار ألين آند أنوين في الرابع أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 12.99 جنيه استرليني.

كتاب “دروس القراءة” لـ كارول أثرتون هو مذكرات في جزء منه، ورسالة حب للتدريس في الجزء الآخر (كارول أثرتون/فيغ تري)

 

دروس القراءة: الكتب التي نقرؤها في المدرسة، والمحادثات التي تثيرها ولماذا هي مهمة Reading Lessons: The Books We Read at School, the Conversations They Spark and Why They Matter لـ كارول أثرتون ★★★★★

انطلاقاً من تجربتي القصيرة في العمل بالتدريس (حيث درست طالبات الشهادة الثانوية في مدرسة راقية للبنات في منطقة هامرسميث في لندن في العشرينيات من عمري، وعملي لاحقاً في عقدي الخامس مع أقسام اللغة الإنجليزية للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة في المدارس الحكومية)، أستطيع تأييد تأكيد أثرتون بأن العمل في الفصول الدراسية يمنح المرء “قدرة على اكتشاف أنواع الشخصيات”.

لا بد أن أثيرتون، وهي رئيسة قسم اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الثانوية في لينكنشير، مدرسة ملهمة إذا كان كتابها الرائع “دروس القراءة” معياراً يمكن اعتماده. الكتاب في جزء منه هو عبارة عن مذكراتها الشخصية، ورسالة حب في جزئه الآخر لمهنة التدريس (ويا لها من مهنة ضرورية وصعبة)، إضافة إلى كونه دليلاً عميقاً ومتعاطفاً مع الأدب الذي يدرس في صفوفنا، مليئاً بالملاحظات الفطنة من قارئة حساسة.

تشرح أثرتون سبب أهمية الكتب بالنسبة إلى جيل رقمي بالكامل في القرن الـ21 (وتشبه على سبيل المثال المؤثر المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي أندرو تيت بدوق فيرارا في قصيدة روبرت براونغ “دوقتي الأخيرة”) وتشرح أهمية قراءة محتوى مختلف لما هو سائد وكيف يمكن للكتب العظيمة أن تساعد الشباب في التفكير واتخاذ القرار بأنفسهم في شأن المشكلات الأخلاقية المعقدة والمبهمة.

شهدت بأم عيني كيف يمكن للمدرسين الممتازين جعل الشباب المتشكك يستثمر وقته في قراءة كتب يعتبرها “قديمة” – مثل “ماكبث” و”اتصال مفتش” و”جين آير” و”سيد الذباب” – ومساعدتهم، كما تقول أثرتون، في “نضجهم العاطفي واستعدادهم لتحقيق قفزات في عالم الخيال”.

آمل ألا يجعل كلامي هذا الكتاب يبدو جافاً، لأنه ليس كذلك. إنه كتاب مسل للغاية، وفصوله التي تحمل عناوين “البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة” و”آمال عظيمة” و”عن الفئران والرجال” رائعة. كما أن الكاتبة تشيد بمالوري بلاكمان، قائلة: “لا شك على الإطلاق في أن سلسلة رواياتها الموجهة لليافعين “نوتس آند كروسز” أسهمت بشكل كبير في جعل جيل كامل من القراء الشباب يرى العالم بشكل مختلف”.

ستجعلكم أثرتون، التي تستعرض تجربتها الخاصة في المدارس الحكومية ثم فترة دراستها في جامعة أكسفورد، ترغبون في قراءة أو إعادة قراءة الكتب التي تقوم بتحليلها. لقد أذكت لدي بقوة وجمال ذكرى رواية “صقر مقابل حمامة” A Kestrel for a Knave لـ باري هاينز، وكيف خلق المؤلف من خلال شخصية السيد ساغدن البغيض “الوكيل البديل لكل مدرس تربية بدنية مكروه وجد على الإطلاق”. ارفعوا أيديكم إذا كنت تعرفون واحداً من هؤلاء المدرسين (بالتأكيد أنا عرفت أحدهم).

استوقفتني إشارة أثرتون العابرة إلى موقف الممثل ديفيد “داي” برادلي، الذي لعب دور بيلي الشاب في المعالجة السينمائية الرائعة والمفجعة للرواية “صقر” التي أخرجها كين لوتش عام 1969. تذكر الكاتبة: “يقول ديفيد إنه لا يزال غير قادر على مشاهدة آخر 20 دقيقة من الفيلم، بعد مرور أكثر من 40 عاماً وما زال العمل يزعجه كثيراً”.

“دروس القراءة”، المليء بالحكايات الشخصية الجريئة، هو كتاب مثير للاهتمام وشهادة على حياة مثمرة عاشتها أثرتون.

صدر كتاب “دروس القراءة: الكتب التي نقرؤها في المدرسة، والمحادثات التي تثيرها ولماذا هي مهمة” لـ كارول أثرتون عن دار فيغ تري في الرابع من أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيه استرليني.

تركز رواية “جيمس” الجديدة لـ إيفريت على الرق الهارب جيم من رواية “مغامرات هاكلبري فين” لـ مارك توين الصادرة عام 1884 (بان ماكميلان/مايكل أفيدون)

 

جيمس James لـ بيرسيفال إيفريت ★★★★☆

رواية “جيمس” الجديدة لـ إيفريت تضع الرق الهارب جيم من رواية مارك توين الشهيرة “مغامرات هاكلبيري فين” الصادرة عام 1884 في قلب رواية ذكية وممتعة ومثيرة للإدراك.

يقول إيفريت “قرأت رواية هاكلبيري فين 15 مرة بهدف أن أمل منها وأتخلص من قصة توين. في روايتي، يظل هاك موجوداً، والمحتالان موجودين، لكن جميع الشخصيات مختلفة تماماً. الجل الأعظم من روايتي، نظراً إلى أنها مروية من وجهة نظر جيم، ليس لها جذر حقيقي في ’مغامرات هاكلبري فين‘. ليس هاك حاضراً دائماً في نسختي من قصة جيم تماماً مثلما لم يكن جيم حاضراً دائماً في قصة توين عن هاك”.

إيفريت هو نجم أدبي حقيقي. وصلت روايته “أشجار” Trees إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر، كما حصد فيلم “خيال أميركي” American Fiction المقتبس من روايته “محو” Erasure أخيراً أوسكار أفضل سيناريو مقتبس للسيناريست كورد جيفرسون. كما أن إيفريت كاتب ساخر بارع، كما يتضح مرة أخرى من الصفحة الافتتاحية لرواية “جيمس ونكتة مفادها بأنه بالنسبة إلى الأميركيين من أصول أفريقية، “يستحسن دائماً إعطاء البيض ما يريدونه”. هناك مشهد لا ينسى تظهر فيه عبدة تدعى ليزي، وهي تقدم لصديقتها تكتيكات التعامل مع الرؤساء البيض الذين “يريدون أن يكونوا على دراية بأدق التفاصيل المتعلقة بنا”. تتمحور الرواية حول القوة التي ترافق امتلاك ناصية اللغة.

لم يكن توين قادراً (وربما لم يكن راغباً) في رواية قصة جيمس على الإطلاق، لكن هذه الرواية لا تتناول بشكل مباشر نظام العبودية بقدر ما تركز على شخصية “جيم” ومكانته في المشهد الأدبي الأميركي، على رغم احتوائها وجهات نظر مهمة حول الطريقة المهينة التي عومل بها الناس في أميركا. ومع اقتراب الرواية من نهاية عنيفة، يقول رق مقيد لـ جيمس: “إنهم يخافون منا. يعتقدون أن هذا يجعلنا نشعر وكأننا حيوانات. حتى نتمكن من التزاوج مثل الحيوانات”. لقد كتب إيفريت رواية قاسية وممتعة أخرى.

صدرت رواية “جيمس” لـ بيرسيفال إيفريت عن دار مانتل في الـ11 من أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

من المفترض أن يكون كتاب “السائران في نومهما” لـ سكارليت توماس بمثابة قراءة جذابة مناسبة لعطلة الصيف (سايمون آند شاستر / إد طومسون)

 

السائران في نومهما The Sleepwalkers لـ سكارليت توماس ★★★☆☆

أظهرت السلسلة التلفزيونية “اللوتس الأبيض” The White Lotus الجاذبية المستمرة لقصص المسافرين والأزواج الذين يفرغون اضطراباتهم النفسية والاجتماعية في أماكن غير بلدانهم. عندما يصل المتزوجان حديثاً والمتقلبان إيفلين وريتشارد إلى جزيرة يونانية صغيرة لقضاء شهر العسل، تنهار علاقتهما الهشة، في رواية توماس المثيرة ذات الطراز القوطي “السائران في نومهما” التي تدور أحداثها خلال عاصفة موسمية وشيكة.

ويجري الكشف عن “حقيقة” العلاقة المضطربة بين الثنائي الشاب على هيئة اعترافات طويلة يكتبها الزوج والزوجة، مع إضافة رسائل نصية وصفحات من سجل نزلاء الفندق إلى هذا المزيج.

تركز الرواية جزئياً على أسرارهما – تلك الكامنة في أصول علاقة إيفلين وريتشارد – وأسرار زوجين يطلق عليهما اسم “السائران في نومهما” سبق لهما أن أقاما في فندق فيلا روزا المعزول وغرقا. أضف إلى ذلك، صاحبة الفندق المخيفة إيفلين ومجموعة أصدقائها ومساعديها المتنوعة والغامضة، وستكون لديك رواية ألغاز تستحق الاهتمام.

وتسير الرواية بسرعة، ويبدو أن توماس لا تمانع المطالبة بالاستغناء عن المنطق من أجل تصديق بعض الأدوات السردية. سأترك الأمر للنساء للحكم في صحة اعتراف إيفلين بأنه “عندما مارسنا الجنس في تلك الليلة، تظاهرت بأنك كنت والدك. تخيل بريء وطبيعي أنا متأكدة من أن معظم الفتيات يعشنه”.

روايتها مليئة بالتشبيهات، بما في ذلك تشبيه ماكر عن حماة إيفلين الرهيبة (“صوتها يدوي مثل مدرب كلاب صيد”)، والكتابة متقنة دائماً – حتى لو بدا في بعض الأحيان أن توماس، التي تدرس الكتابة الإبداعية في الجامعة، تقوم بتمارين أدبية. حتى أن هناك مقطعاً عن الجدال بين الكاتبة المسرحية إيفلين وريتشارد، إذ تتلاعب توماس، مؤلفة كتاب “أوليغارشية” Oligarchy الصادر عام 2019، مع مزحة متداولة في الأوساط الأدبية حول “نوع الكتابة السيئة” التي تستخدم “السذاجة المثيرة للشفقة”. يأتي في محله تماماً.

لا بد أن رواية “السائران في نومهما” ستثبت جدارتها كقراءة مثيرة للاهتمام خلال عطلة الصيف، ومن المؤكد أن المؤلفة لا تخشى المرور بأماكن مظلمة في طريقها للتعامل مع مواضيع مثل الأسرار، والأكاذيب، والاعتداء الجنسي، والاستغلال البشري.

صدرت رواية “السائران في نومهما” لـ سكارليت توماس عن دار سكريبنر في الـ11 من أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.

يتفوق نيكولز مرة أخرى في الكتابة عن تعقيدات العلاقات في “أنت هنا” (هودر آند ستاوتن /صوفيا سبرينغ)

أنت هنا You Are Here لـ ديفيد نيكولز ★★★★☆

المعالجة التلفزيونية التي عرضتها شبكة “نتفليكس” أخيراً لرواية “يوم واحد” One Day الصادرة عام 2009 كانت تذكيراً بتميز نيكولز في الكتابة عن تعقيدات العلاقات. في روايته الجديدة “أنت هنا”، بطلاه الرئيسان، المرتبطان بعلاقة شديدة التقلب، هما مارني ومايكل، اللذان يقتربان من منتصف العمر.

مارني هي محررة نصوص مستقلة و”تقوم بإرضاء الناس، على رغم أن أحداً لم يبد راضياً كما يجب أبداً” وتتعافى من تجربة طلاق سيئة. أما مايكل، الذي انفصل أخيراً عن زوجته، فيعمل مدرساً للجغرافيا ويتعافى بدوره من حدث صادم.

وتقوم كليو، صديقة مشتركة حسنة النية ودائمة الانشغال، بدعوة صديقتها “إيلينور ريغبي اللعينة” لرحلة مسير في البحيرات، وهي تعلم أن الفرصة لمقابلة رجال جدد ستتاح لها. ولكن هل سيكون الرجل كونارد الصيدلاني وعاشق سباقات فورمولا 1 الممل، أم مايكل الملتحي الغريب الذي يعرف أماكن وجود جميع الأشخاص الوحيدين؟

هناك نبرة جذابة طوال الرواية المليئة بالنكات الذكية والطرافة حول التدريس والأقارب والمشي والصداقة والحانات والفنادق الصغيرة. إحدى الدعابات عن الأغذية الغنية بالألياف على وجبة الإفطار، ستجعل أي قارئ ذكر صادق في منتصف العمر يهز رأسه في إيماءة العارف.

تصدر رواية “أنت هنا” لـ ديفيد نيكولز عن دار سيبتر في الـ23 من أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

© The Independent

المزيد عن: أحدث إصدارات الكتبأخبار بريطانياقراءة الكتب

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00