الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » وليد فارس: إلى أين تتجه العلاقات الأميركية الخليجية في مرحلة كورونا؟

وليد فارس: إلى أين تتجه العلاقات الأميركية الخليجية في مرحلة كورونا؟

by admin

هناك تمايز بين إدارة الرئيس دونالد ترمب والقيادة السعودية بشأن ملف النفط

اندبندنت عربية / وليد فارسالأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية @WalidPhares

كثرت أخيراً التقارير في الصحافة الأميركية والدولية عن تغيير طرأ في العلاقة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والدول الخليجية عموماً والسعودية بشكل خاص، وفق تفسير أوساط في واشنطن من بين منتقدي ومعارضي قيادتي الرياض وأبو ظبي.

وهذه التحليلات، التي نراها في الصحافة الأميركية التقليدية، مثل “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”سي إن إن” وغيرها، تصدر عن الحلقات ذاتها التي انتقدت التحالف العربي في حملته في اليمن، ووجهت انتقادات إلى السعودية بسبب حادثة جمال خاشقجي، وهي ذاتها التي استمرت على مدار أشهر عدّة، منذ أكثر من عامين، بالدفع باتجاه تخفيف العلاقات بين واشنطن والرياض وأبو ظبي على أساس ما وصفته بأنّ هذا المحور يتّبع سياسات خطيرة متهوّرة تدخل أميركا في مآزق في المنطقة. والحلقات ذاتها وجّهت انتقادات لاذعة إلى ترمب، لأنه لم يضغط على التحالف العربي عندما أعلن مقاطعته لقطر في يونيو (حزيران) 2017.

ومن جذور هذه المعادلة، نفهم الموجة الجديدة من التحليلات والتقارير التي تنبئ العالم العربي بأن الرئيس الأميركي وإدارته في إطار تغيير سياسات البلاد تجاه حلفائه والضغط عليهم، والحديث عن انسحاب قطاعات عسكرية أميركية من السعودية وتصريحات مسؤولين أميركيين حيال ما يجري في اليمن. لكن، ما هي الحقيقة؟ وهل هناك فعلاً أزمة بين البيت الأبيض وحليفيه الرئيسين في المنطقة؟ أم أنها حملة أخرى تقف وراءها أوساط الإخوان المسلمين، وهدفها زعزعة العلاقة بين واشنطن والتحالف العربي، التي غيّرت المعادلات الإقليمية ولا تزال؟

الواقع الأول الذي لا خلاف عليه عند المراقبين والمحللين، هو أن هذه الروايات تخرج من رحم الشبكة الإعلامية ذاتها المتداخلة بين أميركا وأوروبا والشرق الأوسط، وهي نفسها التي تنتقد العاصمتين العربيتين بشدّة، وتدعم في الوقت عينه مبادرات تركيا وقطر في ليبيا والصومال واليمن وشمال سوريا. إذاً، في ما يتعلّق بطبيعة أصحاب الرسالة، فهم أنفسهم خصوم محور التحالف العربي، أكان في السعودية والإمارات أو في مصر وبنغازي أيضاً.

غير أن هنالك بعض الأصوات والتحليلات الصادرة في الولايات المتحدة عن حلقات إما محايدة أو ليست بالضرورة مؤيّدة للمحور الإخواني. وهي من بين المحافظين القوميين الذين يلاحظون أن إدارة ترمب انزعجت من المعالجة النفطية الأخيرة التي قامت بين السعودية وروسيا، حيث أُغرقت الأسواق بالنفط في خضمّ أزمة كورونا، ممّا أدّى إلى تراجع مصالح الشركات النفطية في تكساس وغيرها ووقوع خسائر مالية.

وتشير هذه الحلقات إلى أن الرئيس ترمب ذكر هذا الأمر مرات عدّة، قائلاً إنه يجب على أصدقائنا “الذين نحميهم” أن يساعدونا في محنتنا ولو كانت على حساب مصالحهم. ويعلّل هذا الفريق الاقتصادي أن منطق ترمب يقوم على حماية مواطنيه وشركاته، بالتالي عليه الطلب من حلفائه الشرق أوسطيين التخفيف من إنتاج النفط لمساعدة أميركا. وهذا ما يفسر تزايد التقارير والروايات في واشنطن عن وجود أزمة مع الرياض، لها جذور اقتصادية نفطية.

وما نفهمه أنه وإن كان هنالك تمايز بين إدارة ترمب والقيادة السعودية بشأن ملف النفط، فهو شبيه بالتمايز في العلاقات بين أميركا ودول حليفة أخرى كبريطانيا وفرنسا وحتى إسرائيل حول ملفات معينة، ويأتي في إطار التمايز بين الحلفاء والشركاء. هناك حاجة إلى التفاهم والتشاور وتبادل المعلومات، ورأينا أن الرئيس ترمب تواصل مع القيادة السعودية أكثر من مرة وتكلم حول الموضوع، ويبدو أن الطرفين اتفقا على معالجة هذه المسألة بجدية.

ومن المؤكد أن التمايز في وجهات النظر بشأن ملف اقتصادي صرف، يسبّب تباعداً استراتيجياً بين الطرفين. وبالعكس، فإنّ التشاور بين واشنطن وأبو ظبي والرياض هو في الأساس تشاور بين حلفاء وشركاء وليس بين متنافسين، وللطرفين في تقديرنا مصلحة استراتيجية قصوى لتسوية المسائل الاقتصادية، لأنّ أي اختلاف بين أميركا والخليج يؤدي إلى أزمات ومخاطر أكبر، ويفتح المجال أمام إيران لممارسة أنشطتها العدوانية بشكل أكبر بحيث لن ترحم الخليج أو الأميركيين في الشرق الأوسط، وهذا أمر واضح لا شك فيه.

التفاوت في معالجة موضوع النفط بسبب تفشّي وباء كورونا، وعدم قدرة الأطراف على تسوية الأمور الصحية والاقتصادية والأمنية في الداخل بسرعة، لن يؤثر كثيراً. فالمسائل تسوّى بشكل هادئ واستراتيجي، وسيتوصّل الطرفان إلى معادلة تخدم السوق الأميركية من ناحية، والاقتصاد السعودي من ناحية أخرى. أما في ما هو مشترك بشأن مصالح الأمن القومي، فليس هناك أي تغيير، وتحريك بعض القطع الأميركية في السعودية له علاقة بمواجهة الخطر الإيراني والعمليات القائمة، إذ إنّ وزارة الدفاع الأميركية تقوم بحسابات دقيقة حول كيفية نشر المشاة والكوماندوس وقواعد الصواريخ. وبمقدار تمكّن القوات الحليفة، السعودية والإماراتية، من القيام بواجباتها على جبهة من الجبهات ضد الخطر الإيراني، تنشر الولايات المتحدة قواتها في جبهات أخرى ويتم ذلك بالتنسيق بين هذه الأطراف، بالتالي لا تظن إيران أن هذه التحرّكات التكتيكية الأميركية تُعدُّ بدء انسحاب من القواعد العسكرية، إنما إعادة تموضع. وقد يفاجئ ترمب وإدارته طهران بحركة سريعة عسكرية، إذا أقدمت على حركة غير محسوبة ضد التحالف العربي أو قوات بلاده في العراق وسوريا.

المزيد عن: الولايات المتحدة/السعودية/الإمارات/قطر/دونالد ترمب

 

 

You may also like

13 comments

Mickie 20 يونيو، 2020 - 1:30 ص

It’s remarkable for me to have a site, which is beneficial in favor
of my knowledge. thanks admin

Feel free to surf to my site – if g

Reply
Joanne 20 يونيو، 2020 - 10:02 م

This article is truly a good one it helps new web visitors, who are wishing in favor of blogging.

Here is my blog post – look g

Reply
Jamika 27 يونيو، 2020 - 10:34 م

Admiring the dedication you put into your site and in depth information you offer.
It’s good to come across a blog every once in a while cbd oil that works 2020 isn’t the same outdated rehashed material.
Wonderful read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account.

Reply
Syreeta 29 يونيو، 2020 - 9:35 ص

I think the admin of this web page is actually working hard
in favor of his site, since here every information is quality based material.

Look at my blog … cbd oil that works 2020

Reply
Kandace 17 يوليو، 2020 - 8:58 م

Have you ever thought about including a little bit more than just
your articles? I mean, what you say is important and everything.
However just imagine if you added some great visuals or videos to give your posts more, “pop”!

Your content is excellent but with images and videos, this site could definitely be one of the most beneficial in its
niche. Excellent blog!

Review my page :: website hosting

Reply
Jonathan 29 يوليو، 2020 - 5:58 ص

My brother recommended I might like this blog.
He was entirely right. This post truly made my day. You can not imagine simply how
much time I had spent for this info! Thanks!

Stop by my blog post :: skyscanner uk

Reply
Vito 31 يوليو، 2020 - 3:12 ص

Admiring the hard work you put into your blog and in depth
information you offer. It’s great to come across a blog every once in a while that isn’t the same unwanted rehashed information. Great
read! I’ve saved your site and I’m adding your RSS feeds to my Google account.

My blog … cheap flights with jet2 holidays

Reply
Barbara 6 أغسطس، 2020 - 4:59 م

Hello, I believe your best web hosting site might be having browser compatibility problems.
When I look at your blog in Safari, it looks
fine but when opening in Internet Explorer, it’s got some overlapping issues.
I merely wanted to give you a quick heads up! Aside from that, wonderful website!

Reply
Marcus 10 أغسطس، 2020 - 2:13 م

I like what you guys are usually up too. Such clever work and reporting!
Keep up the fantastic works guys I’ve incorporated you guys to our blogroll.

My website :: best website hosting

Reply
Clyde 12 أغسطس، 2020 - 1:53 ص

Wow that was strange. I just wrote an extremely long comment but
after I clicked submit my comment didn’t appear. Grrrr…
well I’m not writing all that over again. Anyhow, just wanted
to say superb blog! adreamoftrains best web hosting company web hosting companies

Reply
Jasmine 25 أغسطس، 2020 - 6:33 ص

Thank you for sharing your info. I really appreciate your efforts and I will be waiting for your further write ups thank you once again.
y2yxvvfw cheap flights

Reply
Alexander 31 أغسطس، 2020 - 12:46 م

I’m really impressed with your writing skills and also with the layout on your
weblog. Is this a paid theme or did you customize it yourself?

Either way keep up the excellent quality writing, it is rare to see a
nice blog like this one nowadays.

Visit my web-site hosting services

Reply
tinder site 23 يناير، 2021 - 12:00 ص Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00