بأقلامهمعربي وليد شقير: تهديد “حزب الله” لأميركا وإسرائيل لمصلحة لبنان أم إيران؟ by admin 20 فبراير، 2023 written by admin 20 فبراير، 2023 26 مراقبون أرجعوا رفع درجة التعبئة ضد الخارج إلى فشله في إيصال مرشحه الرئاسي وتجرؤ جمهوره على انتقاد قادته اندبندنت عربية \ وليد شقير – كاتب صحافي @ChoucairWalid دفعت الذروة الجديدة من التدهور في سعر صرف الليرة اللبنانية وتداعياتها الأمين العام لـ”#حزب_الله” حسن نصرالله إلى تهديد أميركا باستهداف ربيبتها إسرائيل، وتحذير لبنانيين اتهمهم بالتواطؤ معها بأنهم سيخسرون، فهل لتصعيده علاقة بانتخابات الرئاسة أم بالوضع الإقليمي؟ اتهم نصرالله خلال خطاب له في الـ16 من فبراير (شباط) الجاري، عقب يومين من الاهتزازات الأمنية وحرق محتجين أربعة فروع لمصارف لبنانية وقطع طرقات في معظم المناطق احتجاجاً على التردي المعيشي والارتفاع الصاروخي للأسعار وإقفال المصارف في وجه المودعين، أميركا بالتسبب في الفوضى، وقال “عندما تمتد مؤامراتكم إلى اليد التي تؤلمنا وهي ناسنا، سنمد أيدينا وسلاحنا إلى اليد التي تؤلمكم وهي ربيبتكم إسرائيل”. وأضاف، “إذا الأميركي يخطط للفوضى، وجماعة أميركا في لبنان يخططون للفوضى ولانهيار البلد، أقول لهم من الآن ستخسرون كل شيء، وخططتم لشيء مشابه في الماضي وخسرتم”. تألم بيئة “الحزب” بدا نصرالله متوتراً مما دفع الأوساط السياسية إلى البحث عن تفسير أسباب تصعيده، فبعضهم رأى أن خلفية التصعيد هي امتداد الاحتجاجات إلى مناطق سيطرته، إذ إن الناس يعانون كما سائر المناطق مما أحرج قيادة “الحزب”، وهو عبر عن ذلك بإشارته إلى أن “البيئة التي تريدون استهدافها من خلال الفوضى صحيح هي بيئة تتألم، ولكن من يراهن أن المعاناة وأن الألم يمكن أن يدفع هذه البيئة أن تتخلى عن خيارها، عن موقفها الذي هو السلاح، إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى ستخسرون في لبنان وعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة، ومن يريد أن يدفع لبنان إلى الفوضى أو الانهيار عليه أن يتوقع منا ما لا يخطر له في بال أو وهم، وإن غداً لناظره قريب”. وفي رأي الأوساط السياسية المعارضة لـ”حزب الله” والتي يتساكن جمهورها في المناطق المختلطة مع جمهور “الحزب”، أن المستفيدين مالياً من الانتساب إليه والذين يتقاضون رواتبهم بالعملة الصعبة يشكلون نسبة قليلة في الطائفة الشيعية، حتى لو كان عددهم 100 ألف كما أعلن في كلمة له قبل سنة، فيما عدد شيعة لبنان يناهز المليون نسمة وربما أكثر، إذ إن الأكثرية حتى لو كانت عائلات الحزبيين مستفيدة، تعاني مثل سائر اللبنانيين كما أقر هو، كما أن بعض هذه الأوساط يتحدث عن اضطرار قيادة “الحزب” إلى خفض قيمة بعض رواتب منتسبيه جراء خفض إيران تمويلها له نتيجة التضييق على المؤسسات والشركات الاستثمارية التي يستفيد منها بتصنيفها على لائحة العقوبات الأميركية، كما أن إفادة بعض محيط “الحزب” من تهريب المحروقات والسلع الغذائية التي يستوردها لبنان إلى سوريا وحتى بعض الأدوية، تراجعت بفعل اضطرار الحكومة اللبنانية إلى رفع الدعم عن هذه المواد ليصبح سعر معظمها أكثر من أسعارها في سوريا أو يوازيها، ومن ثم لم تعد مغرية للمستهلك السوري الذي يعاني بدوره أزمة اقتصادية خانقة. وأخذت الضائقة الاقتصادية تتسبب بتجرؤ جزء من الجمهور الشيعي على قيادات “حزب الله”، وذلك بانتقاد نوابه والكوادر التي تبدو عليها مظاهر النعمة والكسب المالي في القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية على رغم الأزمة. التعبئة ضد أميركا و”لعبة” الدولار لم يخرج نصرالله في خطاب التصعيد الأخير كما في الأشهر الماضية عن السياق التعبوي الذي يعتمده حزبه لجمهوره ضد أميركا، برد كل المآسي التي تنزل بلبنان والمنطقة إلى السياسة الأميركية وإسرائيل، مع أنه أشار إلى دور الفساد والفاسدين في الأزمة الاقتصادية المالية التي يغرق فيها البلد، فهو قال إن “الفكرة التي يعمل عليها الأميركي الآن وفي أكثر من بلد عربي وإسلامي، ويحرك فيها كل هذه اللعبة وفي مقدمتها سعر الدولار (شح العملة الخضراء في العراق لوقف تزويد إيران بها، وفي اليمن وسوريا) الذي يتأثر به كل شيء، ويجب أن نسقط مشروع الفوضى ونسقط مشروع الهيمنة الأميركية”. واعتبر نصرالله أن هناك استراتيجية جديدة قررتها أميركا، ووصفها بأنها القائمة على إفساد عقول الناس، أي باتهام قوى الممانعة بأنها وراء الأزمة، واللافت أن الأمين العام لـ “الحزب” ربط ثورة الـ 17 من أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ضد انفجار الأزمة الاقتصادية في لبنان بتلك الحملة الأميركية، على رغم أنه سبق وقال إن بعض أسبابها مشروعة عند اندلاعها، وأن بعض المحتجين تحركوا نتيجة الوجع والعوز والفقر، وميزهم عمن سماهم تابعين “للسفارات”. إلا أن خطابه الأخير ردد أكثر من مرة بأن “الاستهداف الجديد” من قبل أميركا للبنان بدأ عام 2019 “لإسقاط إنجازات (المقاومة) والانتصارات، ولإعادة لبنان للسلطة والهيمنة الأميركية التي تريد أن تفرض شروطها الداخلية وشروطها في العلاقة مع العدو”، ووصف المواجهة مع الأميركيين بأنها “معركتنا منذ 2019″، ما يكشف ضيقه من بروز شرائح في المجتمع السياسي والشبابي اللبناني ناقمة على التركيبة السياسية التي يرعاها “حزب الله”، وبينها جمعيات ومجموعات أخذت ترفع مطالب لا تقتصر على القضايا الحياتية ومحاربة الفساد، بل تتناول سلاحه وتتهمه بحماية الفساد وبأن استتباعه لبنان للسياسة الإيرانية كان سبباً رئيساً في التدهور الاقتصادي وعزلة البلد عن محيطه العربي، مما يتسبب بإعراض الدول الخليجية عن مساعدته. هل فشل إيصال مرشحه وراء التصعيد؟ لكن بعض المحللين اللبنانيين وبينهم نواب “سياديون”، وكذلك من النواب “التغييريين” الذين حملهم جمهور “ثورة 17 تشرين” إلى البرلمان، لا يستبعدون أن يعود تصعيد “الحزب” لفشله حتى إشعار آخر في إيصال مرشحه المفضل للرئاسة، أي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لتعذر حصوله على الأكثرية المطلقة (65 صوتاً من أصل 128) من أعضاء البرلمان، وعدم ضمان أكثرية النصاب المطلوب لانعقاد جلسة الانتخاب (86 نائباً)، مما اضطره على مدى ثلاثة أشهر وخلال 11 جلسة للبرلمان إلى التصويت مع حلفائه بالورقة البيضاء والانسحاب لإفقاد الجلسات نصاب الثلثين، تجنباً لأي اتفاق يحصل على اقتراع النواب المترددين لمرشح “القوى السيادية” رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، وهذا السلوك يظهره على أنه يعطل انتخابات الرئاسة ويطيل الفراغ، خصوصاً أن له باعاً طويلاً في ذلك، كما حصل بين عامي 2014 و2016 حين عطل انتخاب الرئيس عامين وخمسة أشهر ونيف إلى أن سلم معارضوه بالاقتراع لحليفه العماد ميشال عون. التعطيل في الظروف الراهنة يتسبب في مزيد من التدهور الاقتصادي والمالي وشلل المؤسسات وعرقلة معالجة المأزق الاقتصادي مما يحمل “الحزب” مسؤولية ذلك، خصوصاً أن خصومه لا يتركون مناسبة إلا ويتهمونه مع إيران بالإمساك بورقة الرئاسة “رهينة” للمقايضة عليها في البازارات الإقليمية والدولية. ويرى عدد من النواب المعارضين لموقفه في شأن الرئاسة أن “حزب الله” كان يتوقع من اجتماع باريس الخماسي في السادس من فبراير الجاري والذي حضره إضافة إلى فرنسا ممثلون عن الولايات المتحدة الأميركية والسعودية ومصر وقطر، أن يؤدي إلى تفاهم الدول الخمس على دعم وجهة النظر الفرنسية بضرورة التعجيل في إنهاء الفراغ الرئاسي حتى لو اقتضى ذلك تبوء فرنجية الرئاسة الأولى، إلا أن ذلك تسبب بخلافات بين الجانب الفرنسي ودول عربية شددت على الشروط السابقة، بأن لا تبني لرئيس موال لـ “الحزب”، فما أجمعت عليه مصادر المعلومات أن الدبلوماسيين الفرنسيين طرحوا سليمان فرنجية للرئاسة الأولى ومعه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رئيساً لحكومة العهد الرئاسي الجديد، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض الحاسم من بعض الدول الحاضرة، فأجهض ذلك مراهنات “الحزب” على الدور الفرنسي في تمهيد الطريق لتسوية ما لمصلحة مرشحه. ردود فعل “التيار الحر” و”القوات” افتراض الربط بين لهجة التهديد وبين معركة الرئاسة الأولى ترك ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تهاجم التلويح بحرب مع إسرائيل، وسط تساؤلات كيف لـ “الحزب” أن يفتعل صداماً مع إسرائيل وهو الذي أجاز توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الدولة العبرية في الـ 27 من أكتوبر الماضي الذي اتفقت المراجع الدولية على أنه دشن مرحلة من الاستقرار الأمني على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية؟ فهل يغامر بتلقي رد الفعل الإسرائيلي المدمر في الجنوب وسائر مناطق لبنان؟ أبرز ردود الفعل الداخلية التي زادت مشكلات “الحزب” مع الوسط المسيحي هو قول رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في سياق حديثه عن انتخابات الرئاسة والإصلاح “ما حدا يهددنا بالفوضى والعقوبات، من يريد دولة وإصلاحاً، بدلاً من أن يستعمل قوته على الغرب، فليستعملها على حاكم مصرف لبنان أسهل، وبدلاً من أن يتمرجل الغرب علينا بالإصلاح يوقف دعمه هو وجماعته لرياض”. وألحق باسيل هذه العبارة بنسخها على “تويتر”، وقيل إن “حزب الله” اتصل به وطلب منه حذفها، لكنه نفى أن يكون حذفها. أما مصادر قيادة حزب “القوات اللبنانية” الذي يتصدر رفض مرشح نصرالله للرئاسة فسألت، “هل أميركا هي التي سرقت 100 مليار دولار من ودائع اللبنانيين؟ وهل هي التي تعطل انتخاب رئيس الجمهورية وترعى التهريب إلى سوريا، وعكرت علاقات لبنان مع السعودية، ومسؤولة عن عدم تطبيق اتفاق الطائف؟” واتهمت المصادر القيادية “حزب الله ومنظومته” بتبديد أموال المودعين والإساءة إلى علاقات لبنان العربية وإطاحة الدستور، معتبرة أن الهدف من مصطلح الهيمنة الأميركية هو إبقاء بيئة “الحزب” في حال التعبئة القصوى لمنعها من التفكير بالوضع المأسوي، مشيرة إلى “الهيمنة الإيرانية” في المنطقة بأنها حوّلت لبنان وسوريا والعراق واليمن “إلى دول مفلسة”. أسباب إيرانية لتهديد إسرائيل لكن سياق تهديد نصرالله بحسب قيادات تواكب التطورات الخارجية يتصل بوضع إيران الإقليمي، و”حزب الله” اعتاد أن يرفع اللهجة ضد إسرائيل لأسباب إيرانية أكثر مما هي لبنانية خلال السنتين الأخيرتين، وتعتقد هذه القيادات أنه ليس صدفة أن يتبع كلام نصرالله بيوم واحد استخدام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التعابير نفسها في خطاب له أمس السبت، إذ اعتبر أن “الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة ودول غربية على إيران يعد حرب بعينها”، ورأى أن “الأداة تغيرت، فبالأمس كانت عسكرية واليوم هي الحظر وهم يتبعون هذه العقوبات بلا رحمة”، لافتاً إلى أن “سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن فرض الحظر على إيران لم تتغير عن سياسات سلفه دونالد ترمب”. المزيد عن: حزب الله\إيران\العراق\سوريا\اليمن\أميركا\إسرائي\لجنوب بيروت\حسن نصر الله\السعودية\مصر\قطر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أحكام الإعدام تضع قضاة إيران على رادار العقوبات الأوروبية next post اغتيال كامل مروة رصاصة في قلب “الحياة” You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024