بأقلامهم وليد الحسيني يكتب عن: خلاف السخافات..نازح أم لاجئ؟ by admin 26 سبتمبر، 2023 written by admin 26 سبتمبر، 2023 268 “النزوح”؟… وكأنه يكفل العودة، ويحفظ للبنان “البقاء والنقاء”… وكأن مصطلح “اللجوء” يعني تحوّل السوريين إلى شعب بديل للشعب اللبناني. وليد الحسيني – رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي من نحن؟. هل نحن وسوريا، كما قال الراحل حافظ الأسد، “شعب واحد في دولتين”، أم نحن وسوريا، “شعبان في دولة واحدة”؟. الجواب يتوقف على تمسكنا بـ”جهلنا” في اللغة والقانون، وكأننا لسنا من اكتشف الأبجدية في جبيل، وكأن بيروت ليست أم الشرائع. إذا كنّا “شعباً واحداً في دولتين”، يكون السوري الهارب إلينا لاجئاً… أما إذا كنّا “شعبين في دولة واحدة”، يكون هذا السوري نازحاً. “النازح”، في اللغة والقانون، هو من يهاجر من مكان إلى آخر. ولكن داخل دولته. في حين أن “اللاجئ”، وأيضاً في اللغة والقانون، هو الذي يهاجر من دولته، عابراً حدودها، إلى دول الآخرين. فماذا يختار المتمسكون بالمصطلحات البلهاء؟. “النزوح”؟… وكأنه يكفل العودة، ويحفظ للبنان “البقاء والنقاء”… وكأن مصطلح “اللجوء” يعني تحوّل السوريين إلى شعب بديل للشعب اللبناني. يا نواب وأحزاب وقيادات لبنان، عليكم أن تقرروا، ما إذا كان لبنانكم “محافظة سورية”… وحينها يحق لكم تسمية المليوني سوري بالنازحين… أو أن لبنانكم دولة قائمة بذاتها وسيادتها وحدودها، وحينها يحق للمجتمع الدولي تسمية الطوفان البشري السوري باللاجئين. وفي الحالتين، ماذا سيتغير باعتماد هذه التمسية أو تلك؟. إنه “خلاف السخافات”. إذاً، كيف الوصول إلى حل ينقذ مضخمو المشاكل من هلع التواجد السوري؟. قبل التنقيب عن الحل المستحيل، لا بد من الاعتراف، بأن هذا الوجود، يشكل فعلاً أثقالاً، لا يقوى الاقتصاد اللبناني على حملها، ولا يقوى اللبنانيون على تحملها. ثمة من بحث ونقب، وقادته تطلعاته الشعبوية إلى أساليب، يندى لها جبين الإنسانية. وثمة من قرر تشكيل لجنة وزارية لبنانية، تذهب إلى دمشق، متأبطة أوهام وزير المهجرين عصام شرف الدين، المتوهم أن الدولة السورية متلهفة إلى عودة الفارين من أبنائها إلى “حضن الوطن”!… وكأن المجاعة المنتشرة في البلاد تتحمل المزيد من الجائعين. والأهم في أوهام “وزير التهيؤات”، أنه لم يسمع بقرار الرئيس بشار الأسد، بأن لا عودة قبل إعادة إعمار سوريا المدمرة، ببراميله المتفجرة، وبغارات منقذه الروسي، وبميليشيات تخضع لتعليمات طهران. وثمة من يدعو، إلى تحويل مؤسساتنا الأمنية والعسكرية إلى تجارة البشر، وشحن السوريين بـ”مراكب الموت” إلى أوروبا. كل ما نعد أنفسنا به، وكل ما نعدّ من لجان للتفاوض مع النظام السوري يبقى بلا جدوى… وكل هذا لن يزيل هلعاً لبنانياً، يبقى مشروعاً، إلا إذا أصيب بعيبي التهويل والتضخيم. العلاج ليس في مباحثات عبثية مع دمشق… إنه في الضغط العربي على سوريا المحتاجة إلى علاقاتها الخليجية… وهو في الضغط على إيران المتحولة سعودياً إلى عاشق مسرحي للاستقرار في المنطقة… وهو في الضغط على روسيا، القاعدة على صدور السوريين، في قواعد “حميميم” الجوية و”طرطوس” البحرية. أما وسائلكم في التحريض على المستضعف السوري، يضاف إليها ممارساتكم العنصرية والعدائية، فهي الخطر الوجودي الحقيقي الذي يهدد لبنان… وبالذات إذا بالغتم في الكراهية… وبالغ السوري في ردات الفعل. اِحذروا فلتات اللسان، وبالتالي، فلتان الأمن والأمان… وقبل فوات الأوان. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جهاد الزين يكتب من بيروت عن: اللا عودة الصينية من “مستنقعات” الشرق الأوسط: next post Annual Volunteer Awards handed out to dozens of Nova Scotians You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024