بأقلامهم وليد الحسيني يكتب عن : “تيتي تيتي” by admin 26 يونيو، 2023 written by admin 26 يونيو، 2023 234 قبل أن يعود الحرس الثوري، بفيالقه المتعددة الجنسيات، إلى سيطرته القديمة على سوريا… وقبل أن يصبح تذكير اللبنانيين، بغزوات القمصان السود، ضرورة لفرض مرشح الإذعان للرئاسة… وإذا لم ينفع التذكير، فلا شيء يمنع من أن تكرر قمصان حزب الله سيرتها الأولى. وليد الحسيني – رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي إنها حقبة الـ “تيتي تيتي”. قامت ثورة 17 تشرين… وانتهت إلى “تيتي تيتي”. أجرينا انتخابات نيابية… ففاز نواب الـ “تيتي تيتي”. انتخبنا ثلاثة عشر نائباً “ثورياً”… فانتابتهم سريعاً عدوى الـ “تيتي تيتي”. حوّلنا جبران باسيل إلى جثة سياسية… فعاد إلينا وعلينا “حياً يسعى” بقوة الـ “تيتي تيتي”. استقبلنا الرئيس الفرنسي ماكرون مرتين بصفة المنقذ… فغادرنا وقد غدرت به الـ “تيتي تيتي”. زارنا باتريك دوريل، المسؤول عن الملف اللبناني في الإليزيه، مستمعاً وناصحاً… واستدعانا إلى عاصمته فرداً فرداً وحزباً حزباً… فعاد من عندنا، وعدنا من عنده، بخيبة الـ “تيتي تيتي”. رفعت فرنسا من قدرنا، فأوفدت وزير خارجيتها الأسبق جان إيف لودريان… فلم تنجح دبلوماسيته العريقة في النجاة من أفخاخ الـ “تيتي تيتي”. تفاءلنا بمصالحة السعودية وإيران… فاستيفظ التشاؤم على تجاهلنا، مؤكداً أن الـ “تيتي تيتي” كما كانت قبل المصالحة ما زالت بعدها. على ضوء ما سبق، فإننا لو حاولنا إعداد قائمة بأعداء لبنان، لوقعنا في حيرة حول من يحتل رأس القائمة. هل هي إسرائيل؟. صحيح أنها قتلت واجتاحت واحتلت ودمرت… لكنها فشلت في الوصول إلى ما وصلت إليه المعارضة والممانعة. لا يمكن اتهامها بإفلاس الدولة. ولا بتوجه العملة الوطنية إلى منافسة العملة الفنزويلية بالرداءة والتردي. ولا بتهجير أكفأ الأطباء والممرضين. ولا بجعل التعليم الرسمي بلا تلامذة ولا معلمين. ولا بتحويل الرواتب إلى منصة إعدام للموظف وعائلته… إسرائيل ليست مسؤولة عن شغف اللبنانيين بالنكايات السياسية. ولا عن قرف دول العالم من البحث عن حلول تمنعها الممانعة، وتعارضها المعارضة. وإذا، لا قدر الله، وصلنا إلى تلاشي الكيان اللبناني، فلا دور بذلك للكيان الصهيوني… فنحن الخل ودوده. نحن حملة المعاول الهدامة. ونحن قادة الجرافات المدمرة. نحن العدو، الذي ينافس الإسرائيلي في عدائه للبنان… فمن يا ترى يفوز بذهبية العداء؟. نحن طوائف لا يمكن لها ان تتبرأ من دم لبنان. وهنا نقول للطائفة السنية: لا داعي للشكوى من غياب الدور. وهنا يُلزمنا الإنصاف أن نعترف بتجني كل من اعترض على تعليق سعد الحريري نشاطه السياسي. لقد نأى الرجل بنفسه وبطائفته عن أن يكون، هو وهي، حجر الرحى في مطحنة الوطن. لقد امتنع ومنع طائفته من “التقاطع” مع المعارضة والممانعة، على انهيار لبنان… وهذا “التقاطع”، وإن أنكره الفريقان، هو قائم في ما بينهما بتبادل التعطيل، كلما أطل الإنقاذ. والسؤال: أي حقبة تنتظرنا، بعد أن تمّمت الـ “تيتي تيتي” دورها في الانهيار الأخير؟. طبعاً لن يبقى، لمن قد يبقى، من أحزاب وزعامات، غير الندم على فرص ضاعت. وأضيعها أننا لم نسع إلى فرض أزمتنا على العشق السعودي الإيراني الطارئ… خصوصاً قبل أن يعمّ الندم المنطقة، وقبل أن تكشف إيران مجدداً عن أنيابها “الحوثية” في اليمن، و”الحشدوية” في العراق. وقبل أن يعود الحرس الثوري، بفيالقه المتعددة الجنسيات، إلى سيطرته القديمة على سوريا… وقبل أن يصبح تذكير اللبنانيين، بغزوات القمصان السود، ضرورة لفرض مرشح الإذعان للرئاسة… وإذا لم ينفع التذكير، فلا شيء يمنع من أن تكرر قمصان حزب الله سيرتها الأولى. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post فاروق مصطفى يكتب عن : التطواف مع مؤيد الراوي في ممالكه الكركوكليَّة next post سمير جعجع يكتب عن: آفاق لبنان في القيادة والإصلاح والتغيير: حوار مع سمير جعجع You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024