واشنطن تتجنّب دعم أوتاوا في أزمتها مع نيودلهي

راديو كندا الدولي / RCI

لم تُدن الإدارة الأميركية ردّ الهند على الاتهامات الخطيرة بأنّ سلطاتها متورطة في عدد متزايد من جرائم العنف في كندا.

وكانت أوتاوا قد أعلنت يوم الاثنين طرد ستة دبلوماسيين هنود بعد أن قالت الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) إنّها تملك أدلة موثوقة على ضلوع عملاء هنود في أعمال ابتزاز وإكراه وقتل طالت مواطنين كنديين على الأراضي الكندية.

ولم يعلّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر على جوهر هذه الادعاءات الجديدة في مؤتمر صحفي يوم أمس، كما أنه لم ينتقد قرار الهند طرد ستة دبلوماسيين كنديين رداً على القرار الكندي.

’’كما قلنا من قبل، إنها مزاعم خطيرة وأردنا رؤية الهند تأخذها على محمل الجدّ وتتعاون مع التحقيق الكندي. لقد اختاروا طريقاً بديلاً‘‘، قال المتحدث الرسمي الأميركي.

وأضاف ميلّر أنّ الولايات المتحدة تطلب منذ فترة طويلة من الهند التعاون مع السلطات الكندية.

يُذكر أنّ رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اتّهم في أيلول (سبتمبر) 2023 بشكل علني السلطات الهندية بالضلوع في اغتيال الناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار في منطقة فانكوفر في غرب كندا، وقال إنّ أجهزة الاستخبارات الكندية تحقق في معلومات موثوقة عن ضلوع السلطات الهندية في هذه الجريمة.

اجتماع ثنائي بين رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي (إلى اليمين) ونظيره الكندي جوستان ترودو في نيودلهي على هامش قمة العشرين في أيلول (سبتمبر) 2023.
الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrick

وتزامنت تعليقات ميلر أمس مع زيارة وفد هندي واشنطن لمناقشة مؤامرة قتل مقابل أجر مزعومة كشف عنها مسؤولون أميركيون في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023.

وزعمت لائحة اتهام غير معلنة أنّ أحد موظفي الحكومة الهندية أشرف على محاولة اغتيال في الولايات المتحدة، وتحدثت عن محاولات أُخرى، من ضمنها اغتيال نيجار.

وقال ميلر إنّ الزيارة التي قامت بها ما أسماها لجنة التحقيق الهندية، والتي أُعلن عنها يوم الاثنين، لا علاقة لها بالادعاءات التي أعلنتها السلطات الكندية في اليوم نفسه، ووصف التوقيت بأنه ’’محض صدفة تامة‘‘.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إنه لن يتحدث عن القضية المتعلقة بكندا، لكنه رأى أنّ قرار الحكومة الهندية إرسال لجنة تحقيق إلى واشنطن يشير إلى أنّ نيودلهي تأخذ الوضع على محمل الجدّ.

’’لن أتحدث باسم الكنديين بطريقة أو بأُخرى‘‘، قال كيربي، ’’لكننا أعربنا عن قلقنا العميق بشأن هذا الأمر إلى نظرائنا الهنود، وقد أعربوا لنا عن أنهم يأخذون الأمر على محمل الجد‘‘.

مفوّض الشرطة الملكية الكندية، مايك دوهيم، متحدثاً في مؤتمر صحفي.
الصورة: CBC News

وتصرّ الهند على أنّ كندا لم تقدّم لها أيّ دليل يدعم أيّاً من المزاعم.

لكنّ مفوّض الشرطة الملكية الكندية، مايك دوهيم، قال إنّ نائبه حاول الأسبوع الماضي إطلاع الشرطة الهندية على الأدلة، لكنّ محاولته رُفضت من قبل الجانب الهندي.

ونهاية الأسبوع الفائت قدّم نائب وزيرة الخارجية الكندية، ديفيد موريسون، والشرطة الملكية الكندية أدلة إلى الهند في اجتماعات عُقدت في سنغافورة.

وطلبت كندا موافقةَ الهند على رفع الحصانة عن الدبلوماسيين الهنود الستة لكيْ يتسنى للسلطات الكندية استجوابهم، لكنّ الهند رفضت الاستجابة.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي يوم الاثنين إنّ رفض الهند التعاون هو السبب وراء إعلان كندا الدبلوماسيين الهنود الستة أشخاصاً غير مرغوب فيهم. وهذه واحدة من أشدّ العقوبات التي يمكن لكندا أن تفرضها كندا بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

وأضافت جولي أنها تواصلت بشأن هذه الأزمة مع الهند مع حلفاء كندا في مجموعة ’’العيون الخمس‘‘ (Five Eyes)، وهي تحالف استخباراتي يضمّ، بالإضافة إلى كندا، كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.

الحكومة البريطانية قالت إنّ على الهند التعاون مع التحقيق الذي تجريه كندا.

من جهته، قال وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز في بيان لم يذكر فيه الهند بالاسم إنه سيَدع أولاً الإجراءات القضائية تتكشّف.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• فيما الأزمة مع الهند بلغت الذروة، أوتاوا تسعى لطمأنة أصحاب الأعمال

• كندا تطرد ستة دبلوماسيين هنوداً على خلفية أنشطة إجرامية

• الهند تعيد تشغيل خدمات التأشيرة الإلكترونية للكنديين

• الهند تستأنف بعض خدمات التأشيرات في كندا
• أوتاوا تؤكّد أن 41 دبلوماسياً كندياً غادروا الهند
• الهند طلبت من كندا تقليص طاقمها الدبلوماسي وترودو لا يريد تأجيج الأزمة
• ترودو يتهم نيودلهي بالضلوع في مقتل زعيم كندي سيخي في كندا