الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » هيلين ماكروري… ممثلة استثنائية وواحدة من قلة أدركت قوة الصمت

هيلين ماكروري… ممثلة استثنائية وواحدة من قلة أدركت قوة الصمت

by admin

كان حضور هذه الفنانة التي توفيت بالسرطان عن عمر يناهز 52 عاما باهرا سواء في الأدوار التقليدية على شاشات التلفزيون المعروفة أو في الأعمال الشهيرة على خشبة المسرح

اندبندنت عربية / كلير ألفري 

كان وجه هيلين ماكروري معبراً للغاية لكن حاجبيها كانا أكثر ملامحها تعبيراً. فقد امتلكت قدرة غريبة على رفعهما بالقدر المناسب فيحل البرود في الأجواء فجأة. في واحدة من آخر إطلالاتها التمثيلية، استخدمت حاجبيها في الحلقة الختامية لمسلسل “كويز” على محطة “آي تي في” (ITV’s Quiz) أثناء أدائها دور محامية تدافع عن الرائد إنغرام المتواصل السعال وزوجته. كان أداؤها المتقن في دور المحامية مقنعاً إلى حد أنها تحولت إلى خبر رائج على تويتر لفترة وجيزة.    

قلة من الممثلات أدركن قوة الصمت والسكون كما فعلت ماكروري. أقامت خلال مسيرتها المهنية توازناً ناجحاً بين الأدوار التقليدية في الأعمال التلفزيونية الرائجة من جهة والعمل المسرحي الشهير والناجح من جهة أخرى، وكان ظهورها استثنائياً في الموقعين. ولعبت أدوار الشر ببراعة وإتقان، فأضفت على أكثر مشاهدها العصية على النسيان على الشاشة نوعاً من البرودة القاسية التي لا تضاهى- سواء في دور كبيرة العائلة العمة بولي في مسلسل بيكي بلايندرز الذي طال عرضه، وهو الدور الذي رسخها في قلوب معظم الناس، أو في دور نارسيسا مالفوي الخسيسة في سلسلة أفلام هاري بوتر. كان في تلك الأدوار شيء من الإحجام الخطير، الأشبه بالشر المكتوم.

قلة من الممثلات أدركن قوة الصمت والسكون كما فعلت ماكروري​​​​​​​ (أ ب)

لكن شخصية ماكروري كانت قوية ومذهلة في مسيرتها الفنية وحياتها الواقعية. وقد بدت في المقابلات ممتعة جداً بكل بساطة- أي امرأة يتوق المرء لقضاء أمسية من الثرثرة غير المشروطة معها، أثناء احتساء الويسكي. تمتعت بأسلوب مذهل. كانت لعوباً ومضحكة وسخية. ولم تكن سهلة الخداع أو غبية بل استخفت بصفة “المرأة القوية” التي تلصق بالأدوار النسائية قبل أن تصبح رائجة حتى. لكن القوة هي الصفة التي كانت علماً عليها في كل الأدوار التي أدتها. فنساؤها كن معقدات ومخالفات وذكيات؛ من دور شيري بلير الذكية اللاذعة في “ذا كوين” (The Queen)، إلى دور النائب الماكرة المثيرة في سكايفول (Skyfall)، ورئيسة الوزراء الرائعة في رود كيل (Roadkill) من إخراج ديفيد هير.

غير أنها تألقت بشكل خاص على خشبة المسرح. وكان آخر أدوارها المسرحية في عرض “ذا ديب بلو سي” (The Deep Blue Sea) لتيرينس راتيغان على خشبة المسرح الوطني في عام 2016. أسند إليها دور هيستر كولير التي تنتمي إلى الطبقة المخملية، وقد هجرت زوجها من أجل طيار متهور أصغر سناً وتبدأ المسرحية والميول الانتحارية تستحوذ عليها داخل شقة تتألف من غرفة واحدة صغيرة. لم ينجح أداؤها في إظهار التوق البائس لامرأة واقعة تحت رحمة شغف يائس فحسب، بل تمكنت من عكس الإدراك المؤلم بعبثية الوضع وأثره المدمر عليها كذلك. قبل سنتين من هذه المسرحية، قدمت على الخشبة نفسها شخصية ميديا العازمة بشكل مخيف والمأساوية، فدخلت مباشرة إلى العمق النفسي للشخصية بتركيز هائل وذكاء حاد ولماح جعلا مشاهدة أدائها متعة كبيرة. لعبت دور يلينا الشهوانية في الخال فانيا وآنا الساحرة في الزمن الماضي (Old Times) للمسرحي البريطاني هارولد بينتر. كما أدت في بدايات مسيرتها المهنية دور الليدي ماكبيث، وكم تمنيت لو أني شاهدتها. فهمت كيف يمكن لأصغر الحركات أن تنقل في أغلب الأحيان أقسى وأصعب المشاعر لكن حتى في أكثر حالاتها سكوناً على المسرح، ظلت أهم الممثلين، تضج كل ذرة من روحها حياة.  لطالما شكل إدراك ضآلة حجمها في الواقع صدمة مفاجئة.

أما صوتها- الدسم كالحلوى والحاد كالشظايا- فجعل من البديهي اختيارها لأداء أدوار النساء الثريات الضجرات (مثل The Late Middle Classes لسايمون غراي) لكن مهما كانت البشرة مصقولة ومشدودة، امتلكت ماكروري القدرة على فضح الأعصاب التي تختبئ تحتها. لم تحرز نجاحاً كبيراً في السينما، وأتساءل عن السبب: ربما لم تعتقد أن هوليود مناسبة لها، وربما فضلت العمل في المملكة المتحدة. كانت ممثلة غير متباهية على الرغم من صورها التي ظهرت من وقت لآخر بصحبة زوجها داميان لويس وهما بكامل أناقتهما، يضحكان دوماً وكانت من أفضل ممثلينا. بموتها، لا نحزن فقط لإنجازاتها العديدة لكن أيضاً على الأدوار التي كان بإمكانها تأديتها: كنت أحب أن أراها في دور كليوباترا. 52 عاماً فقط لا غير. يا لها من خسارة كبيرة.

© The Independent

المزيد عن: هيلين ماكروري/السينما البريطانية/ممثلة بريطانية

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00