Getty Images صحة هل يمر الرجال بدورة شهرية؟ وما هي “الأندروبوز”؟ by admin 23 يناير، 2025 written by admin 23 يناير، 2025 30 BBC/ أحمد عبدالله – , بي بي سي عربي – بيروت تنتشر الكثير من المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، عن إمكانية حصول تغيرات هرمونية لدى الرجال، تؤثر على سلوكهم ومزاجهم. وعلى الرغم من عدم ثبوت ذلك بشكل قاطع، إلا أن هناك فريق من العلماء يعتقدون أن ذلك ممكن، وإن كان يختلف جذرياً عن الدورة الشهرية لدى النساء. فماذا نعرف عن ذلك؟ الدورة الهرمونية لدى الرجال: بين العلم والجدل وفقاً لموقع المنصة الرسمية للخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، يُعتبر التستوستيرون هرموناً جنسياً يُنتَج بشكل رئيسي في الخصيتين لدى الرجال وفي المبايض لدى النساء بكميات أقل بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى إفرازات صغيرة من الغدد الكظرية لدى الجنسين. يلعب هذا الهرمون دوراً أساسياً في تطوير السمات الجنسية الثانوية مثل نمو العضلات وشعر الجسم وخشونة الصوت لدى الرجال، كما يساهم في الحفاظ على كتلة العظام والرغبة الجنسية ويساهم في إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال. وعلى الرغم من أن الرجال لا يمرون بدورة شهرية بالمعنى التقليدي للكلمة، إلا أن بعض الدراسات العلمية تؤكد وجود دورة هرمونية تتمثل في تقلبات مستويات هرمون التستوستيرون بشكل يومي. وأُطلق على هذه الحالة اسم “متلازمة الرجل العصبي”، وهو مصطلح بدأ تداوله والبحث فيه منذ بداية الألفية الثالثة، ولكن حتى اليوم لا يزال هذا المصطلح غير معترف به من منظمة الصحة العالمية. استناداً إلى 35 عاماً من الأبحاث السريرية والاستجابات مما يقارب 10,000 ذكر، عرض الباحث جِد دياموند اضطراب متلازمة الذكر العصبية، والذي يفسر التغيرات المزاجية التي تطرأ على الرجل طيلة الشهر. بحسب كتابه، يعاني الرجل عادة من موجات اكتئابية عابرة وغضب وقلق شديدين، الشيء الذي يعرّض علاقاته الاجتماعية والأسرية لمشاكل. وعلى الرغم من الاعتراف بوجود تقلبات هرمونية لدى الرجال، لا يزال مفهوم “متلازمة الرجل العصبي” (IMS) موضوعاً للجدل بين العلماء، إذ يشكك بعض الباحثين في وجود هذه المتلازمة كحالة طبية حقيقية، معتبرين أن الأعراض المرتبطة بها قد تكون نتيجة لعوامل نفسية أو بيئية أخرى، وليس بالضرورة لتقلبات هرمونية. في المقابل، يرى آخرون أن هذه المتلازمة تعكس تأثيرات حقيقية لانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون على الحالة المزاجية والسلوكية للرجال. من المهم التمييز بين الدورات الهرمونية لدى الرجال والنساء. فالدورة الشهرية لدى النساء هي عملية فيزيولوجية منتظمة ومتكررة تحدث كل 28 يوماً تقريباً، وتلعب دوراً حاسماً في الصحة الإنجابية. كل مرحلة من مراحل الدورة الشهرية تؤثر بشكل مباشر على إمكانية الحمل والإنجاب، حيث تتضمن تحضير الرحم للإباضة واستقبال البويضة المخصبة. وبالتالي، فإن انتظام هذه الدورة وصحتها مرتبطان بقدرة المرأة على الإنجاب. في المقابل، تختلف التغيرات الهرمونية لدى الرجال جذرياً. مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال تتبع نمطاً يومياً، حيث تكون في ذروتها صباحاً وتنخفض تدريجياً على مدار اليوم. هذه التقلبات اليومية لا ترتبط مباشرة بالصحة الإنجابية للرجال، ولا تؤثر على قدرتهم على الإنجاب بالطريقة التي تؤثر بها الدورة الشهرية على النساء. بمعنى آخر، يمكن القول إنه بينما تلعب الدورة الشهرية لدى النساء دوراً محورياً في الإنجاب، فإن التغيرات الهرمونية لدى الرجال ليس لها نفس التأثير المباشر. هذا الاختلاف الجوهري يبرز أهمية فهم السياق البيولوجي لكل جنس، والاعتراف بأن التغيرات الهرمونية لدى الرجال والنساء لها طبيعة وأدوار مختلفة تماماً. يقول الدكتور يمان التل، استشاري الصحة الجنسية وجراحة المسالك البولية، في مقابلة مع بي بي سي عربي: “التغيرات الهرمونية قد تحدث بشكل يومي، حيث تكون مستويات التستوستيرون عادةً في أعلى مستوياتها في الصباح، ثم تنخفض تدريجياً مع مرور اليوم”. ويضيف الدكتور التل أن هذه التقلبات يمكن أن تُستغل لتحسين الأداء الشخصي عبر ما يُعرف علمياً بـ “الاختراق الحيوي”، قائلاً: “إذا فهم الرجل كيف يعمل جسده، يمكنه استغلال ارتفاع الهرمونات لتحقيق أقصى إنتاجية”. على سبيل المثال، يشير الدكتور إلى أن الأداء الجنسي قد يكون أفضل في الصباح، عندما تكون مستويات التستوستيرون في ذروتها. ويتابع الدكتور التل: “ما يؤثر بشكل كبير على الرجل أيضاً هو هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول. التستوستيرون والكورتيزول يُصنَّعان من الكوليسترول في الجسم. إذا كان الرجل يعيش في دائرة توتر دائمة، ويدخن، ويسهر لساعات متأخرة، فإن معظم الكوليسترول يتحول إلى كورتيزول، ما يؤدي إلى انخفاض التستوستيرون”. وعلى الرغم من عدم اعتراف غالبية الباحثين بـ”متلازمة الرجل العصبي”، إلا أن البعض يتحدث عن أعراض مرتبطة بالتغيرات الهرمونية لدى الرجال، سواء اليومية أو المرتبطة بالتقدم في العمر. وتشمل هذه الأعراض مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية والنفسية، مثل: التقلبات المزاجية، الإرهاق العام، انخفاض الرغبة الجنسية، صعوبة التركيز، والتغيرات الجسدية مثل احتباس الماء أو زيادة طفيفة في الوزن. “الأندروبوز” Getty Images أحد أبرز الموضوعات المرتبطة بالدورة الهرمونية لدى الرجال هو ما يسمى بالأندروبوز (Andropause). يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي قد تصيب الرجال في أواخر الأربعينيات أو أوائل الخمسينيات. وفقاً لموقع نظام الرعاية الصحية الوطني في المملكة المتحدة (NHS)، يشير مصطلح “الأندروبوز” إلى حالة يتم تداولها إعلامياً بوصفها تغيراً هرمونياً مشابهاً لانقطاع الطمث لدى النساء، وهو ما يؤدي إلى مفاهيم خاطئة. هذا المصطلح يُعتبر مضللاً، حيث يوحي بأن الأعراض التي يعاني منها الرجال في منتصف العمر ناتجة عن انخفاض مفاجئ في هرمون التستوستيرون، بينما الحقيقة ليست كذلك. هذه الأعراض، التي قد تؤثر على جودة الحياة والسعادة اليومية، تتطلب فهماً دقيقاً للأسباب الكامنة وراءها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة للتعامل معها، بعيداً عن التصورات غير الصحيحة. على عكس انقطاع الطمث لدى النساء، فإن التغيرات الهرمونية لدى الرجال لا ترتبط بانخفاض مفاجئ في هرمون التستوستيرون، بل يحدث انخفاض تدريجي بمعدل 1% سنوياً بدءاً من سن الثلاثين. غالبًا ما تكون الأعراض التي يُشار إليها على أنها متعلقة بالأندروبوز لدى الرجال، مثل: الاكتئاب، انخفاض الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، تقلبات المزاج، وفقدان كتلة العضلات، نتيجة لعوامل نفسية مثل التوتر والقلق، أو لأنماط حياة غير صحية تشمل التدخين وسوء التغذية. وفي بعض الحالات النادرة، قد ترتبط هذه الأعراض باضطراب طبي يُعرف بـ”قصور الغدد التناسلية المتأخر”، حيث ينخفض إنتاج التستوستيرون بشكل ملحوظ. يعلق الدكتور يمان التل قائلاً: “مع إعطاء الرجل هرمون التستوستيرون (عند الحاجة) عبر المكملات، تتحسن حالته بشكل كبير”. وأضاف أن السبب الرئيسي لهذه المشاكل يعود إلى نمط الحياة السائد حاليًا: “الوجبات السريعة، الزيوت المهدرجة، السكر والملح العالي، التدخين، والسهر لساعات متأخرة – كلها عوامل تُسرّع من تدهور الصحة الهرمونية للرجال”. وأشار الدكتور إلى أن العديد من الرجال ينتبهون إلى هذه المشكلة بعد بلوغ الأربعينات، لكن المحاولات الناجحة لتحسين الصحة يجب أن تبدأ في العشرينات. نحو فهم أعمق ووعي مجتمعي يقول الدكتور يمان التل: “من المهم جداً نشر الوعي حول هذا الموضوع. معظم المشاكل الصحية لدى الرجال اليوم، سواء الجسدية أو النفسية، تؤثر على مستويات التستوستيرون”. ويشير إلى أن الأمراض النفسية، مثل القلق، نوبات الهلع، الاكتئاب، والوسواس القهري، والتي أصبحت شائعة بين الشباب نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، تؤدي إلى تصنيع هورمون الكورتيزول أكثر من التستوستيرون”. وفي مقارنة لافتة، يقول الدكتور: “قبل سنوات، كانت مراجعاتنا تقتصر على رجال في سن الأربعينات والخمسينات يعانون من مشاكل جنسية. اليوم، غالبية المراجعين هم من الشباب في الثلاثينات، ومعظم مشاكلهم تعود إلى اضطرابات نفسية تؤثر على صحتهم الجنسية”. إذاً، ربما حان الوقت لننظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة، أليس كذلك؟ سواء كنت رجلاً تمر بتقلبات مزاجية مفاجئة أو امرأة تتعامل مع “يوميات” التغيرات الهرمونية البسيطة لشريكك، فالرسالة واضحة: نحن جميعاً بشر تحت رحمة هرموناتنا أحياناً، فماذا لو كانت هذه التغيرات فرصة لفهم أنفسنا بشكل أفضل؟ المزيد عن: التغذيةصحة وتغذيةعلومعلم الأحياء 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف صار الفرعون المصري محمد صلاح “تعويذة” لليفربول؟ next post تقرير يكشف مساعدة غوغل للجيش الإسرائيلي في غزة بتقنية جديدة You may also like عقاقير جديدة تبشر بثورة في مجال إنقاص البدانة 22 يناير، 2025 زيادة كبيرة في معدلات السرطان بين الأميركيات تحت... 22 يناير، 2025 تحذير للمصريين.. كفوا عن تناول الشاي بعد الأكل 21 يناير، 2025 حليب اللوز أم الشوفان.. أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟ 20 يناير، 2025 التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين 19 يناير، 2025 تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من... 17 يناير، 2025 تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان… فوائد هائلة لتناول... 17 يناير، 2025 لحياة أكثر هدوءاً وعدوانية أقل… تناول هذا المكمل... 17 يناير، 2025 الأميرة كيت بعد دورة علاج من السرطان: أشعر... 14 يناير، 2025 «الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان... 14 يناير، 2025