الجيش اللبناني قال إنه يتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (اندبندنت عربية) عرب وعالم هل يتحول “تل العباد” إلى نقطة اشتعال جديدة بين لبنان وإسرائيل؟ by admin 9 مارس، 2025 written by admin 9 مارس، 2025 27 متدينون يهود يثيرون أزمة بسبب زيارتهم ضريحاً يقع ضمن الأراضي اللبنانية اندبندنت عربية / كامل جابر صحفي لبناني أزمة قديمة جديدة تفتعلها إسرائيل مع لبنان حول نقطة حدودية قرب بلدة حولا في قضاء مرجعيون سببها الظاهر هذه المرة قيام متدينين يهود بزيارة الضريح الواقع فوق “تل العباد”، ولا سيما الجزء اللبناني منه في محاذاة الحدود الدولية الفاصلة، بحجة أن القبر يعود إلى حاخام يهودي يدعى راف آشي، مما خلق بلبلة وتوتراً جديدين، خصوصاً أنه يأتي بعد أسابيع قليلة من سيطرة إسرائيل على خمس نقاط حدودية جنوبية تقع فوق تلال استراتيجية وتكشف الأراضي اللبنانية، ولم تنسحب منها مثلما انسحبت من قرى حدودية احتلتها في إبان الحرب الأخيرة، تطبيقاً لبنود القرار الأممي 1701، مما اعتبرته الجهات اللبنانية احتلالاً جديداً وطالبت بانسحاب فوري منها ومن النقاط الحدودية اللبنانية المحتلة سابقاً. زيارة دينية تفجر مشكلة تفاعلت المشكلة أمس الجمعة مع توغل عدد كبير قُدِّر بالمئات من المتدينين اليهود (تردد أنهم من أتباع طائفة بريسلوف الحسيدية اليهودية ومن اليهود الحريديم) فجراً إلى الجزء اللبناني من القبر المعروف محلياً في الأوساط اللبنانية بقبر “الشيخ العباد”، وأدوا طقوساً دينية بموافقة الجيش الإسرائيلي وتحت حراسته بعدما سمح بمشاركة يهود متدينين في هذه الطقوس، على رغم أنه كان قد منعهم في فبراير (شباط) الماضي من الوصول إلى الموقع لـ”أسباب أمنية” قبل أن يتراجع عن قراره أمس. ولوحظ من أشرطة الفيديو والصور التي بثت للزيارة التي نظمت تحت عنوان “زيارة دينية إلى ضريح الحاخام آشي” أن المتدينين انتشروا فوق مساحة القبر الذي طُلي باللون الأزرق، لون نجمة العلم الإسرائيلي، وبخاصة في الجهة اللبنانية منه، مما يوضح أن الجيش الإسرائيلي قام بإزالة السياج الفاصل بين الحدود التابعة له والحدود اللبنانية من فوق القبر وضم الجزء اللبناني من “العباد” إلى سيطرته الأمنية والعسكرية بصورة تامة. “خرق للسيادة الوطنية” وصدر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بيان قال فيه، “في سياق مواصلة الجيش الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان عمد عناصره إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، مما يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية”. وأضاف البيان أن “دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي الجيش الإسرائيلي في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار”. وقال البيان إن “قيادة الجيش تتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – يونيفيل”. أصل المشكلة تاريخي يعود الخلاف بين لبنان وإسرائيل حول “العباد” إلى القرن الماضي، وتحديداً إلى عام 1972، عندما قررت إسرائيل التعامل مع القبر الذي يتوج التل العالي هناك على أنه ضريح يهودي يعود إلى الحاخام راف آشي، ويعد قبره نقطة جذب رئيسة لليهود المتدينين. وبحسب الروايات الدينية اليهودية، فإن الحاخام آشي كان أحد محرري التلمود البابلي، ويقال إن أبناءه دُفنوا بجواره في الموقع ذاته، ومنذ سنوات يسعى أتباع “بريسلوف” لتحويل القبر إلى موقع دائم للصلاة. بعدها بدأت مجموعات يهودية دينية صغيرة تزور القبر للصلاة فيه تحت حماية ورعاية الجيش الإسرائيلي، ولم تستطع الدولة اللبنانية أن تفعل شيئاً حيال هذا الأمر، خصوصاً أنه بعد سنوات قليلة من تحريك قضية قبر الحاخام اليهودي اشتعلت الحرب الأهلية في لبنان (1975) ودبت الفوضى في المناطق الجنوبية من لبنان، لا سيما مع انتشار الحركات والقوى الفلسطينية المناهضة لإسرائيل في المنطقة. الجيش الإسرائيلي قام بتنظيم الزيارة للأراضي اللبنانية (مواقع التواصل الاجتماعي) في عام 1976 عمدت إسرائيل إلى ضم جزء كبير من المنطقة الحدودية في جنوب لبنان إلى عباءتها الأمنية والعسكرية، أطلقت عليها تسمية “منطقة الشريط الحدودي” وأنشأت فيها ما يشبه “دويلة” صغيرة يرعاها ما يعرف بـ”جيش لبنان الجنوبي” الذي موَّلته إسرائيل ودرَّبته وسلَّحته، وبقيت هذه المنطقة مع مناطق أخرى تقع جنوب نهر الليطاني وشماله ضمتها لاحقاً تحت وصايتها إلى تاريخ الانسحاب الإسرائيلي “الكامل” من جنوب لبنان بعد ربع قرن، في مايو (أيار) سنة 2000. الخط الأزرق وحصة لبنان في “العباد” بعد أسابيع قليلة على التحرير عام 2000 وقف مواطنون لبنانيون وبينهم زوار من دول عربية وفلسطينيون في مواجهة جنود إسرائيليين متمركزين في “موقع العباد” الإسرائيلي الذي يسيطر على كامل المقام الديني المعروف لدى أبناء حولا والجوار بـ”مقام العباد”. لم يتوانَ الجنود الإسرائيليون عن دفع المتجمهرين اللبنانيين والزوار بأيديهم وأعقاب البنادق، لإبعادهم عن المقام، قبل أن يأتي عناصر من “حزب الله” ومناصرون لهم إلى النقطة عينها ليرفعوا أعلام الحزب كتحدٍّ مباشر وإعلان مواجهة، مما دفع بقوات “يونيفيل” إلى نشر دورياتها المستمرة هناك، ثم إحداث موقع ثابت لها في الجهة اللبنانية من التل للفصل بين المتواجهين ومنع تفاقم المواجهة. خط الأزرق بين شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) سنة 2000 من قبل لجنة ثلاثية تضم فريقاً من الجيش اللبناني وفريقاً من “يونيفيل” وثالثاً من الجيش الإسرائيلي، مقام العباد (الضريح)، إلى نصفين، ظل نصف منه شرقياً تحت السيطرة الإسرائيلية، وصار الآخر الغربي لبنانياً يحق للبنانيين زيارته والوصول إليه، وكان العميد الركن في الجيش اللبناني أمين حطيط رئيس الفريق اللبناني لترسيم الحدود آنذاك، أول من دخل إلى الضريح ووضع علامات تشير إلى ملكيته اللبنانية. بعدها شهد مقام “العباد” صولات وجولات ومحطات من التراشق بالحجارة من الجهة اللبنانية ورد الإسرائيليين بإطلاق النار، مما أوقع عديداً من الإصابات في الجهة اللبنانية. هذا التراشق العدائي فوق القبر وحوله دفع بالجيش الإسرائيلي إلى بناء تحصينات ضخمة ارتفعت فوقها أعمدة الإرسال المجهزة بالرادارات وبكاميرات مراقبة عالية الجودة، وأحدث أجهزة التصوير والرصد والتجسس التي يتخطى مداها المحيط ومنطقة الجوار، ويصل إلى عشرات البلدات والقرى اللبنانية المترامية، شمالاً وغرباً وجنوباً، نظراً إلى احتلال تل “العباد” موقعاً استراتيجياً مهماً ومتقدماً. قبل حرب يوليو 2006 بدأ بريق موقع العباد كأحد أهم “مزارات التحرير” يبهت شيئاً فشيئاً، وصولاً إلى حرب 2006، إذ أقدم الإسرائيليون على تدمير نقطة ثابتة كانت عناصر من “حزب الله” قد أقامتها في الجوار، وجرفها وجرف عديد من الأحراج والحقول القريبة، لكي تبقى مكشوفة، وصار الوصول إلى العباد محظوراً نهائياً على الجميع برعاية قوات “يونيفيل” المتمركزة في الجهة الغربية اللبنانية فوق التل. “العباد” موقع استراتيجي يوضح العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني حسن بشروش الذي شغل موقع رئيس الفريق اللبناني لترسيم الحدود ورئيس اللجنة الثلاثية التقنية لترسيم الحدود (بين 2006 و2027) أن “منطقة (العباد) بمثابة نقطة خلاف دائمة بين لبنان وإسرائيل. وهم يعتبرون أن (العباد) يعود إلى رجل دين يهودي، لكن من جهتنا نعتبره لرجل دين مسلم يعرف بالشيخ العباد كان يعيش فوق هذا التل ودفن فيه. الإسرائيليون على جري عادتهم، ينسون أو يتناسون عن قصد الذاكرة التاريخية ويحاولون باستمرار الإتيان بذاكرة جديدة أو تاريخ جديد للاستيلاء على الأمكنة واحتلالها”. ويردف، “يبحثون دائماً عن قصص ومواقع قديمة ويدعون أن جذوراً لهم تقع فيها، كل ذلك كي يشرعوا احتلالهم لها”. ويضيف أن “العباد نقطة حدود بالغة الأهمية تعرف بمنطقة (B33) التابعة عقارياً لبلدة حولا اللبنانية، وأنا شخصياً توليت أكثر من مرة عمليات تحقيق وتدقيق في تمدد الإسرائيليين إلى الحدود اللبنانية فوق العباد، إذ كانوا يحاولون دائماً تغيير الإحداثيات هناك. تشرف هذه النقطة بصورة كبيرة على منطقة مرجعيون بأكملها وعلى قسم كبير من منطقة بنت جبيل وفي المدى على مناطق في قضاءي النبطية وصور وعلى منطقة واسعة من جنوب لبنان، وبصورة مباشرة على حولا ومركبا وميس الجبل وبليدا وكفركلا”. ويقدر العميد بشروش أن “إسرائيل وبعد انسحابها من المناطق الجنوبية وإبقاء احتلالها لخمس نقاط استراتيجية ورفضها الانسحاب منها تطبيقاً لبنود القرار الأممي 1701 والاتفاق المبرم بينها وبين لبنان برعاية أميركية وفرنسية، تحاول اليوم الحصول على مزيد من النقاط والتلال الاستراتيجية ومنها العباد، وتكريسها كأمر واقع استغلالاً للتجاهل الحاصل على المستوى الدولي وعدم ممانعة أميركا التي تترأس اللجنة الخماسية المولجة تطبيق قرار وقف إطلاق النار وبنود القرار”. “نقاط احتلال” ويؤكد العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني “أن ما يحصل اليوم ليس بجديد على الإسرائيليين، وهذا ما كان يحصل تاريخياً من قبلهم، يحتلون أراضي ومواقع ثم يحتفظون بنقاط تبقى مدار صراع على المدى الطويل، وهذا ما حصل أخيراً، إذ يحاول الجيش الإسرائيلي خلق حزام أمني استراتيجي يمتد على طول الحدود اللبنانية الجنوبية وسط تعنت وعنجهية لا تلجمها إلا القوة والدفاع عن الحق حتى آخر رمق. أمس احتل خمس نقاط، واليوم يحاول احتلال النقطة السادسة في العباد ولا نعرف غداً ماذا سيفعل هنا أو هناك، ولن ننسى النقاط المحتلة منذ ترسيم الخط الأزرق وغيرها من النقاط التي تمدد إليها في 2006 وفي السنوات الأخيرة، وهي نقاط محتلة وليست نقاطاً خلافية كما يصورها البعض”. ويروي أن “إسرائيل أحكمت سيطرتها على المنطقة ثم على القبر فوق تل العباد وكتبت فوقه باللغة العبرية كي تثبت مقولة أن هذا الموقع يعود تاريخياً إليها. مطبوع في ذاكرتي أنني شكلت لجنة تحقيق بسبب مقام العباد، بعدما تسلمت زمام الإشراف على الفريق التقني اللبناني لترسيم الحدود سنة 2007، بعد حرب يوليو 2006، ووصلنا آنذاك إلى العباد وأجرينا إحداثيات وتابعنا شرقاً وصولاً إلى كفرشوبا وشبعا وبركة النقار، ثم عدنا بعد نحو سنتين أو أكثر بقليل إلى العباد، فوجدنا أن الشريط الذي أكدناه برعاية الأمم المتحدة بُدل مكانه، كنا نضع شريطاً خارجياً وآخر داخلياً يمكننا كفريق لبناني أن نصل إلى المقام بسهولة، وإذ بضابط من قوات (يونيفيل) يحاول منعنا من الوصول إليه تنفيذاً لقرار إسرائيلي”. ويتابع، “قال لي الضابط الأممي: ممنوع عليك الصعود إلى المقام، وسألته: من يستطيع منعنا من الوصول إلى أي أرض لبنانية؟ فرد بأن المنع أتى من الطرف الآخر (الإسرائيلي)، أخبرت الضابط بأن يبلغ الطرف الآخر أنني سوف أصعد إلى ظهر العباد من أجل إجراء القياسات اللازمة، وإذا أراد منعي فليطلق النار، فوجئ ضابط الطوارئ واستدرك من عنده، يمكنك أن تصعد لوحدك، فأجبته بأنه لن يصعد إلا كامل الفريق المؤلف من خمسة ضباط من الجيش اللبناني كي نصور ونقيس ونعد تقريرنا العيني، أنا رئيس الفريق ومسؤول عن كلامي، ونحن هنا نؤدي دورنا الموكل إلينا ولدينا صلاحيات ونعرف ما يجب أن نفعله”. مواجهة العقلية التوسعية ويشير بشروش إلى أن “القرار الأممي 1701 يقول بالمحافظة على الخط الأزرق وحمايته، وهذا يتم بموافقة أطراف ثلاثة معنية، لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة المتمثلة بـ(يونيفيل)، هو ليس خطاً إسرائيلياً أو خطاً لبنانياً أو خطاً أممياً، هو خط متفق ومتعارف عليه ويحتاج تعديله إلى موافقة جميع الأطراف، لكن إسرائيل تعمد دائماً إلى خرق هذا الخط وتبديل نقاطه المتفق عليها بالصور والإحداثيات والتقارير”. ويستشهد “بخرق إسرائيلي حصل نحو عام 2010، إذ كانت النقطة قبل مقام العباد والنقطة بعد المقام صحيحتين بوجود جدار أسمنتي بطول 10 أمتار إلى 12 متراً كي لا يستطيع أحد الدخول. عند الضريح استقدم الإسرائيليون شريطاً عالياً بارتفاع أكثر من سبعة أمتار، التفوا به حول قبر العباد فأضحى القبر كله داخل الشريط الحدودي الإسرائيلي. أحضرت المتر لقياس هذا التقدم والتوغل وكانت مسافة الخرق على القبر 168 سنتيمتراً، بين الشريط القديم المتفق عليه والشريط المستحدث من قبل الجيش الإسرائيلي، واستندنا إلى تقرير سابق رفعناه إلى الأمم المتحدة مع صور وإحداثيات، لتأكيد الاعتداء وتغيير نقاط الخط الأزرق المتفق عليها”. ويذكر العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني أنه سأل ضباط الـ”يونيفيل” وقت حادثة الخرق “كيف وافقتم على تغيير النقاط والتقارير السابقة بين أيديكم؟ بعدها ألفنا لجنة تحقيق وجرى إعادة الكشف والتأكد من اللعب بالحدود وتبديلها من قبل الجيش الإسرائيلي، فأعدنا كل شيء إلى سابق عهده وفق المتفق عليه بعد إزالة الشريط الجديد الذي وضعه الإسرائيليون، لذلك لن نفاجأ اليوم بما يفعله الإسرائيليون، وعلى الجهات اللبنانية المعنية التحرك بسرعة، كي لا يتمادوا أكثر وأكثر، ولا يمكننا ترك الإسرائيليين طويلاً من دون التأكد من حدودنا، إذ دائماً لديهم النية في التوسع والتغيير، هم كذلك من أكبر ضابط إلى أصغر جندي، يحملون العقلية التوسعية وعقلية السيطرة عينها، ويختبرون دائماً رد فعلنا، فإذا سكتنا تمادوا وتابعوا، وإذا اعترضنا فيمكننا استعادة ما لنا، وهذا يجب أن يحصل سريعاً في العباد”. حكاية “العباد” في الروايات تنسب إلى “العباد” في “هونين” أسطورة تاريخية جاء ذكرها في عديد من الكتب القديمة، فيقال إن سبعة منقطعين للعبادة كانوا يسكنون في خيمة هناك، ولم يبنوا بيتاً، زهداً في الدنيا، وكانوا يعملون بصناعة الحصر المعروفة بالعبدانية ويبيعونها في “هونين” بالمناوبة ويقتاتون من ثمنها، وإن ملكاً من الملوك زهد في الدنيا فترك الملك وذهب مع ابنته الصغيرة، أمرها أن تتخفى بزي الرجال حتى لا يعرفها أحد ويطمع فيها، وصار هو وابنته في جملتهم (العباد). ثم توفي الملك وبقيت ابنته وهم لا يرونها إلا غلاماً، فلما كانت نوبة ذلك الغلام في بيع الحصر، حضر إلى “هونين”، فرأته ابنة الملك فهويته وأرسلت وراءه ودعته إلى نفسها فأبى فتركته، ثم إنها حملت من غيره وظهر حملها. وعلم بذلك أبوها فسألها فقالت: إنه من الغلام الذي مع “العباد”. فقرر قتله، وبلغ الغلام ذلك فدعا الله أن يقبضه إليه، فأصبح ميتاً. فلما نزعوا عنه ثيابه ظهر ثدياه، فعلموا أنه بنت، فأخبروا الملك بذلك، فعلم كذب ابنته وكفنه ودفنه وأحسن إلى “العباد”. وسواء كانت هذه الحكاية صحيحة أم لا، فوجود أشجار في ذلك المكان تسمى “شجرات العباد” ووجود نوع من الحصر يسمى العبداني يُعد دليلاً على وجود “عباد” (ناسكين) في ذلك المكان يصنعون الحصر ويقتاتون من ثمنها. أما في حولا والجوار، فينسب كثر القبر والمقام إلى “الشيخ العباد”، وهو رجل مسلم كان يتمتع بصيت طيب عاش ودفن في المكان. ويشير أيسر حجازي من حولا إلى أن أهالي البلدة “يتداولون رواية مفادها أن مجموعة من الناسكين المشهورين بصناعة الحصر كانوا يعيشون فوق هذا التل التابع عقارياً إلى بلدة حولا. كانوا يعرفون بالعباد، وعندما ماتوا دفنوا هناك. وكان كبار السن يحكون عن ثلاثة قبور كانت فوق التل الذي سيطرت عليه إسرائيل منذ زمن بعيد، ولم يعد باستطاعة أبناء حولا الوصول إليه خشية نيران الجيش الإسرائيلي المتمركز فوق التل، لا سيما بعد تهويد المنطقة في عام 1948 وارتكابه مجزرة معروفة في بلدة حولا، ثم تمدده شيئاً فشيئاً حتى سيطر على المنطقة”. ويؤكد حجازي أن أبناء حولا استغربوا بعد التحرير في عام 2000 بناء الإسرائيليين قبراً من الأسمنت فوق القبور الثلاثة، وادعوا أنه يعود إلى حاخام يهودي، وصار بمثابة مقام ديني لهم. المزيد عن: لبنانإسرائيلتل العبادجنوب لبنانالحدود اللبنانية الإسرائيليةاليهود الحريديمالحاخام آشيالجيش اللبنانيالجيش الإسرائيليمنطقة العبادحولاالقرار 1701اتفاق وقف إطلاق النارقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنانقوات اليونيفيل يعود الخلاف بين لبنان وإسرائيل حول العباد إلى القرن الماضي (اندبندنت عربية – كامل جابر) 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “ابنة بولين الأخرى” تاريخ “متخيل” للحاكم المزواج next post هكذا توفي الممثل جين هاكمان وزوجته في منزلهما You may also like تركيا تعتقل 200 امرأة في يومهن العالمي 9 مارس، 2025 نرجس محمدي: النساء سيطحن الجمهورية الإسلامية في إيران 9 مارس، 2025 تحذير أممي: الوضع في جنوب السودان يتدهور بوتيرة... 9 مارس، 2025 “إبراهيم حويجة”… الصندوق الأسود للأسد الأب 9 مارس، 2025 خريطة طريق إسرائيلية لإنهاء الحرب 9 مارس، 2025 شهد سقوط مبارك والتقى مرسي: من هو تراغر... 9 مارس، 2025 إسرائيل وملفات سوريا الداخلية… حضور بالسلاح والتحريض 9 مارس، 2025 بوصلة ترمب… تكريس للانعزالية أم تعزيز للسيادة؟ 9 مارس، 2025 حصيلة أحداث سوريا تسجل أكثر من 740 قتيلا... 9 مارس، 2025 هل تعود روسيا إلى سوريا من بوابة حماية... 9 مارس، 2025