"الروبوت هان" الذي يشبه الإنسان على المنصة قبل مناقشة حول مستقبل البشرية والذكاء الاصطناعي في قمة "رايز" RISE للتكنولوجيا التي انعقدت في هونغ كونغ في 12 يوليو 2017 (أ ف ب/ غيتي) الذكاء الاصطناعي هل نجحت الصين في ابتكار أول ذكاء اصطناعي يضاهي البشر؟ by admin 14 مارس، 2025 written by admin 14 مارس، 2025 15 ينفذ “مانوس” المهام المعقدة بشكل مستقل ومن دون أي تعليمات فيبتاع العقارات مثلاً ويحجز العطلات ويصنع ألعاب فيديو، ولكن عدداً من الخبراء في المجال يحذرون من فوضى قد يتسبب بها إطلاقه اندبندنت عربية / أنتوني كاثبرتسون صحافي @ADCuthbertson بعد شهر ونيف فقط على تحقيق الصين قفزة كبيرة وغير متوقعة في الذكاء الاصطناعي بإطلاقها نموذج “ديب سيك” DeepSeek، في إنجاز وُصف بـ”لحظة سبوتنيك” Sputnik moment الفارقة [في إشارة إلى إطلاق الاتحاد السوفياتي أول قمر اصطناعي في العالم]، ثار إعلان جديد عن الذكاء الاصطناعي تكهنات بأن الباحثين ربما حققوا الإنجاز الأبرز. يزعم مطورو “مانوس” Manus، الذي أُطلق يوم الجمعة الماضي، أنه “أول” وكيل ذكاء اصطناعي مستقل تماماً في العالم، وأنه قادر على أداء مهام معقدة عدة، من قبيل حجز العطلات [من تذاكر الطيران والفنادق إلى الأنشطة الترفيهية]، أو شراء العقارات، أو إنتاج وتسجيل حلقات “بودكاست” [من اختيار المواضيع وكتابة المحتوى إلى تسجيل الصوت وغيرها] وذلك كله من دون أي تعليمات أو توجيهات من الإنسان. ييتشاو جي، الذي تولى الإشراف على عملية تطوير هذا الذكاء الاصطناعي الجديد، قال إن “مانوس” يمثل المرحلة التالية في تطور الذكاء الاصطناعي، ويقدم “لمحة” عما يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي العام” AGI، علماً أنه الذكاء الاصطناعي الذي ينافس الذكاء البشري أو ربما يتفوق عليه. وأضاف في مقطع فيديو يستعرض قدرات الذكاء الاصطناعي: “هذا ليس مجرد روبوت محادثة آخر أو أداة لأتمتة العمليات، بل وكيل مستقل حقيقي يسد الفجوة بين الفكرة والتنفيذ. حيث تتوقف الأنظمة الأخرى عند توليد الأفكار، يذهب ’مانوس’ إلى أبعد من ذلك ليحقق النتائج. نراه بمثابة النموذج الجديد للتعاون بين الإنسان والآلة”. في غضون أيام من إطلاق “مانوس”، أفيد بأن الرموز (أو الأكواد) التي تُمنح للأشخاص الراغبين في الانضمام إلى مجموعة المختبرين الأوائل invitation codes للوكيل “مانوس” [الذين يختبرون المنتج قبل إطلاقه للجمهور] كانت تُعرض للبيع في الأسواق الإلكترونية بسعر يصل إلى 50 ألف يوان (نحو خمسة آلاف و300 جنيه استرليني). والضجة التي يثيرها “مانوس” اليوم لا تختلف عن الاهتمام العالمي الكبير الذي أشعله سابقاً “تشات جي بي تي” من تطوير “أوبن أي آي” OpenAI، والذي أصبح التطبيق الذكي الأسرع نمواً في التاريخ بعد إطلاقه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وقد أثار بدوره تساؤلات حول “الذكاء الاصطناعي العام” بعدما تفوق على البشر في المهام كافة، بدءاً من امتحانات القانون وصولاً إلى إنشاء الأكواد البرمجية. عموماً، قلب “تشات جي بي تي” ونماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة الأخرى التي أطلقتها لاحقاً شركات تكنولوجية عدة مثل “غوغل” و”أنتروبيك” الرأي السائد بين الخبراء الذين كانوا يظنون أن “الذكاء الاصطناعي العام” لن يرى النور قبل عقد أو عقدين من الزمن، إذ تعتقد بعض الشخصيات البارزة في صناعة الذكاء الاصطناعي الآن أن ولادته ربما تكون أقرب كثيراً مما كان متوقعاً. وفي تصريح أدلى به الشهر الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن أي آي” سام ألتمان إن “الذكاء الاصطناعي العام” أصبح “قريب المنال”، ما سيشكل نقطة فارقة في تاريخ البشرية. وكتب ألتمان في منشور مطول: “ستكون الأحداث المستقبلية قوية ومؤثرة جداً وسيتعذر علينا تجاهلها. والتغيرات طويلة المدى التي ستطرأ على مجتمعنا واقتصادنا ستكون هائلة”. أما داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة “أنتروبيك” التي أنتجت “كلود” Claude الذكاء الاصطناعي المنافس لـ”تشات جي بي تي” كلود، فيتوقع أن يظهر “الذكاء الاصطناعي العام” بحلول عام 2026. وفي مقال مؤلف من 15 ألف كلمة نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، كتب أمودي أن “الذكاء الاصطناعي العام“، أو “الذكاء الاصطناعي ذا القدرات الكبيرة”، كما يسميه، ربما يتحقق في وقت أقرب كثيراً مما يعتقد معظم الناس، وذلك نتيجة التطور السريع الذي تشهده أنظمة الذكاء الاصطناعي القائمة على “نماذج اللغة الكبيرة” LLM القادرة على فهم وتوليد اللغة بشكل متقدم [على غرار “تشات جي بي تي”]. وفق توقعات أمودي، سيكون مستوى الذكاء لدى هذا الشكل من الذكاء الاصطناعي “أذكى من الحائزين على جائزة نوبل” وقادراً على تنفيذ المهام بطريقة مشابهة لما يقدمه “مانوس”. وكتب قائلاً: “يمكن لهذا الذكاء إنجاز أي إجراءات، أو تواصل، أو عمليات عن بُعد، بما في ذلك اتخاذ قرارات عبر الإنترنت، وإعطاء التوجيهات للبشر أو تلقيها، وطلب المواد، وتوجيه التجارب، ومشاهدة مقاطع الفيديو، وإنشاؤها، وغير ذلك. إنه ينفذ جميع هذه المهام بمهارة تتجاوز حتى أكثر البشر قدرة في العالم”. يتحدث موقع “مانوس” الإلكتروني عن قدرات مماثلة يمتلكها هذا الذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض المستخدمين لاحظوا بعد بضعة أيام فقط من الاختبار أن الذكاء الاصطناعي يرتكب أخطاء يمكن لمعظم البشر اكتشافها بسهولة. وفي تحليل لسوق أجهزة الألعاب، اكتفى “مانوس” بعرض تقارير حول جهازي “سوني بلايستيشن”Sony Playstation و”مايكروسوفت إكس بوكس” Microsoft Xbox فحسب. وأشار أحد مستخدمي منصة “إكس” إلى أنه “حتى بالنسبة إلى واحدة من أكبر الشركات في العالم والتي تتوافر عنها تقارير لا حصر لها على الإنترنت، يرتكب “مانوس” أخطاء واضحة جداً، إذ إنه أغفل تماماً عن ذكر جهاز “ناينتندو سويتش” Nintendo Switch. من جهتها، قالت الشركة إنها تعمل حالياً على حل أي مشكلات قبل الإطلاق على نطاق أوسع، مستفيدةً من هذا الطرح المحدود لتحديد المشكلات المحتملة. وأضاف متحدث باسمها: “الهدف الرئيس من النسخة التجريبية المغلقة الحالية اختبار قوة النظام في مختلف أجزائه وتحديد المشكلات. نحن نقدّر بشدة الأفكار القيمة التي يشاركها الجميع”. سيحتاج “مانوس” إلى اختبارات أكثر صرامة لإثبات ما إذا كان يمكن اعتباره ذكاءً اصطناعياً عاماً بالفعل، لكنه بدأ بالفعل في إعادة تشكيل الجدل حول تعريف الذكاء الاصطناعي بمستوى بشري، تماماً كما أجبر “تشات جي بي تي” الباحثين على تطوير أساليب تقييم أكثر دقة من “اختبار تورينغ” Turing test [عيار قديم اقترحه عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينغ عام 1950 لتحديد ما إذا كان الحاسوب قادراً على إظهار ذكاء يماثل الذكاء البشري] الذي يعود إلى عقود مضت. ومع ذلك، فقد دفعت هذه العيوب المبكرة الخبراء إلى التحذير من ترك وكلاء الذكاء الاصطناعي مثل “مانوس” يتولون المهام البشرية من دون رقابة مناسبة في الوقت الحالي. من بين هؤلاء ميل موريس، الرئيس التنفيذي لمحرك البحث القائم على الذكاء الاصطناعي “كوربورا دوت أي آي” Corpora.ai، الذي أوضح في تصريح لـ “اندبندنت” أن تلك العيوب ستقود إلى الفوضى إذا مُنحت تلك النماذج الذكية الاستقلالية في أداء مهام عالية المخاطر مثل شراء وبيع الأسهم”. وأضاف موريس أنه “من المهم جداً أخذ الحيطة في إطلاق هذه الأنظمة واستعمالها في الحياة العملية، وفي آليات المراقبة. للأسف، لم يتم إحراز تقدم كبير في هذه المجالات، ويجب معالجتها بشكل عاجل. نحتاج إلى فهم ما يقوم به وكلاؤنا الاصطناعيون، وكيف يصلون إلى استنتاجاتهم، ووضع آليات للإشراف أو التدخل.” © The Independent المزيد عن: الذكاء الاصطناعيالتطور التكنولوجيالذكاء الاصطناعي العاموكلاء الذكاء الاصطناعيالصينتشات جي بي تيديب سيكمانوس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لبنان يحاول اللحاق بالركب العالمي للذكاء الاصطناعي next post بعد إقرار الشريحة الرابعة… كيف يتحرك اقتصاد مصر في 2025؟ You may also like لبنان يحاول اللحاق بالركب العالمي للذكاء الاصطناعي 14 مارس، 2025 الرجال الآليون الصغار يكتبون مستقبل الطب 12 مارس، 2025 نماذج ذكاء اصطناعي تتواصل بلغة سرية وتثير مخاوف... 9 مارس، 2025 لماذا فشل الذكاء الاصطناعي في كتابة الشعر؟ 27 فبراير، 2025 «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟ 25 فبراير، 2025 كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في الاحتيال وفبركة الفيديوهات؟ 23 فبراير، 2025 برنامج للذكاء الاصطناعي حدثني عن مستقبلي وربما غير... 23 فبراير، 2025 الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة إيقاع... 19 فبراير، 2025 الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل الصناعات الدفاعية 15 فبراير، 2025 منصة “Le Chat” تضع فرنسا على خريطة الذكاء... 13 فبراير، 2025