من معرض فن الغرافيك في ترينالي القاهرة (خدمة المعرض) من معرض فن الغرافيك في ترينالي القاهرة (خدمة المعرض) ثقافة و فنون هل ما زال فن الغرافيك صوتاً للجماهير كما في الزمن الايديولوجي؟ by admin 27 أبريل، 2025 written by admin 27 أبريل، 2025 19 تجارب فنية ما بعد حداثية من العالم في ترينالي القاهرة اندبندنت عربية / ياسر سلطان تأتي هذه الدورة بعد توقف دام نحو عشرين عاماً، إذ نُظّمت آخر دورة لهذا الحدث في عام 2006. وصف الفنان وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الحدث بأنه انفتاح على تجارب الآخرين، وخطوة مهمة لإثراء خريطة الفعاليات الفنية الدولية في مصر. بينما رأى الفنان وائل عبد الصبور، القوميسير العام للترينالي، أن هذه التظاهرة الفنية تدعو الفنانيين إلى تجاوز الأطر الجامدة، في إشارة إلى قدرة فن الغرافيك – أو ما يُعرف بفن الحفر والطباعة – على اختراق الحدود الجغرافية والإيديولوجية على حد السواء. من الثورة إلى الفن لوحة حفر (خدمة المعرض) لطالما كان فن الغرافيك سلاحاً بصرياً للجماهير، ففي مطلع القرن العشرين، حوّله الفنانون الماركسيون في أوروبا وروسيا إلى وسيلة تعبوية سريعة الانتشار، تصور معاناة العمال وتُحرّض على التغيير. الفنانة الألمانية كاثي كولفيتز جسّدت آلام البروليتاريا بحفرها القاسي، بينما استخدم السوفيات الملصقات، أو ما كان يطلق عليه “الروشتات” لدعم الثورة. الروشتات أو “Rosta Posters” كانت ملصقات دعائية سياسية بسيطة لكنها قوية، صممها فنانون سوفيات في أعقاب الثورة البلشفية (1917) لنشر الأفكار الشيوعية بين الجماهير، خاصةً بين الأميين والطبقات العاملة. اليوم، يعيد الترينالي المصري التذكير بهذه اللغة الثورية، لكن بمفهوم جديد، هو “الحوار الإنساني” عوضاً عن الثورة. شارك في هذه الدورة 232 فناناً من 35 دولة، بينهم مصريون وبولنديون ويابانيون وصينيون وأميركيون، بأعمال تتنقل بين التقنيات الكلاسيكية، كالحفر على الخشب والمعادن إلى التقنيات الرقمية. وفي حفلة توزيع الجوائز، مُنحت 3 جوائز مالية لفنانين من مصر وبولندا وإيطاليا، بالإضافة إلى 10 جوائز تقديرية، وكرّم عدد من فناني الغرافيك المصريين، وهم مجدي قناوي وصلاح المليجي ومجدي عبد العزيز ومدحت نصر وعوض الشيمي وعبد الوهاب عبد المحسن وحمدي أبو المعاطي. مشهد آخر (خدمة المعرض) عرض الترينالي قرابة 350 عملاً، تنوعت بين الحفر البارز مثل أعمال عوض الشيمي التي تستلهم التراث المصري، والطباعة الحريرية كأعمال الفنانة الكورية لي مين جو التي تدمج الرمزية الشرقية بالتقنيات المعاصرة، واليثوغرافيا (طباعة حجرية) كما في مشروع المجري بيلا كوفاكس الذي يعيد تفسير الأساطير المحلية. اللافت أن العديد من الأعمال ركزت على مفاهيم الهجرة والهوية، كعمل الفنان الأوكراني إيفان زورينكو الذي حوّل آثار القنابل إلى طباعات فنية، في إشارة إلى الحرب. فن الغرافيك ليس مجرد تقنية قديمة، بل أرشيف بصري للإنسانية، فكما سجل فنانون مثل بوسادا في المكسيك ثورات القرن العشرين، يسجل فنانو الغرافيك المعاصرون تحولات القرن الحادي والعشرين وصراعاته الجديدة. وبينما يغلق هذا المعرض أبوابه بعد شهرين، يظل السؤال مطروحاً: هل يمكن لفن وُلد من رحم الثورات أن يبقى حياً في عصر الإنستغرام؟ . لا شك أن فن الغرافيك يشهد اليوم مرحلة غير مسبوقة من التطور التقني، بحيث أصبحت أدوات مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة الرقمية تفتح آفاقاً جديدة للتعبير الفني. فهل يمكن للغرافيك أن يظل صوتاً للشارع وهو يعانق التقنيات الحديثة؟ أم أن ثمة تناقضاً جوهرياً بين تطوره التقني ورسالته الاجتماعية؟ قد تكمن الإجابة في تلك المساحة الرمادية حيث يلتقي الإبداع التقني بالالتزام الاجتماعي، فالفن الأقدر على الصمود هو ذلك الذي يحتفظ بقدرته على إثارة التساؤلات والاشتباك مع الواقع، بغض النظر عن الوسيط الذي يستخدمه. المزيد عن: فن الغارفيكفنانون عالميونترينالي القاهرةتجارب ما بعد حداثيةرسامونلوحاتمصر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الياباني إيبوزي يستجمع أصوات ومصائر ضحايا حروب الآخرين next post “6 أيام” فيلم استثنائي لكنه مصاب بلوثة الاقتباس You may also like “6 أيام” فيلم استثنائي لكنه مصاب بلوثة الاقتباس 27 أبريل، 2025 الياباني إيبوزي يستجمع أصوات ومصائر ضحايا حروب الآخرين 27 أبريل، 2025 إدوارد مونخ: وجوه بين العزلة والجنون 26 أبريل، 2025 رحيل محسن جمال رائد الأغنية المغربية العصرية 25 أبريل، 2025 شعر تحذيري للإنجليزي سوينبرن في معمعان السياسة الأوروبية 25 أبريل، 2025 “نافذة على الشعر الصيني” مختارات من الحقبات القديمة... 25 أبريل، 2025 أكثر اللحظات الصادمة التي غيرت مجرى الأفلام عبر... 25 أبريل، 2025 بيلاسكويث رسم لوحته الأكثر إنسانية بعد 10 أعوام... 24 أبريل، 2025 مهى سلطان تكتب عن: حادثة واحدة وحروب كثيرة... 24 أبريل، 2025 عبده وازن يكتب عن: نجوى بركات تروي تراجيديا... 24 أبريل، 2025