الجمعة, يناير 31, 2025
الجمعة, يناير 31, 2025
Home » هل لا تزال دعوة أردوغان للقاء الأسد قائمة؟

هل لا تزال دعوة أردوغان للقاء الأسد قائمة؟

by admin

 

مراقبون: إيران تنظر بعين الشك لأي تقارب بين أنقرة ودمشق قد يهدد نفوذها في سوريا وموسكو تبحث عن تفاهمات جديدة

اندبندنت عربية / اسماعيل درويش صحفي تركي

الممنوع مرغوب كما يقول المثل الشعبي، بيد أن هذا يكمن في العلاقات الاجتماعية والعاطفية ويبتعد كل البعد من السياسة ودهاليزها، ولم يكن غريباً على زعيم طالما وصف بالبراغماتي مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يقول “إن السياسة ليست فيها صداقة دائمة ولا عداوة دائمة”.

جاء هذا التصريح لأردوغان منتصف العام الماضي بعد انتقادات وجهت له إثر إعلانه الرغبة في لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهو نفسه (أردوغان) الذي كان يقول منذ 2011 إن “بشار الأسد ديكتاتور دموي يقتل شعبه ولا مستقبل له في سوريا“، ووصفه بأنه رئيس غير شرعي.

التغيير المفاجئ من أردوغان تجاه الأسد أغضب المعارضة السورية وخرجت تظاهرات في الشمال السوري تندد بالرغبة التركية في تطبيع العلاقات مع دمشق، وبعد مضي أكثر من عام ونصف العام على بدء مسار التطبيع لم يتحقق أي تقدم، كما لم يُعقد اللقاء الذي شغل حيزاً واسعاً من عمل الصحافيين والمهتمين.

اليوم تتغير المعادلة مرة ثانية، وما كان بالأمس القريب متاحاً ربما بات اليوم ممنوعاً. فهل لا تزال دعوة أردوغان للأسد قائمة؟ وهل تستمر روسيا في لعب دور الوسيط بين أنقرة ودمشق؟ وإلى أين تتجه الأمواج بالسفينة السورية؟

الموقف الرسمي: دعوتنا قائمة

القيادية في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا آليكون تكين تقول لـ”اندبندنت عربية” إن “تركيا دعت بشار الأسد مرات عدة، وأردوغان قال إنه لا مانع لديه من عقد اجتماع معه، وتركيا طلبت أكثر من مرة من النظام الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع المعارضة السورية، وكل هذا ليس بالأمر السري بل أعلنه أردوغان في خطاباته على الملأ، وعلى الصعيد السياسي لم يتغير شيء حتى الآن، لذلك فإن الدعوة بطبيعة الحال لا تزال قائمة وتركيا ليست لديها أية رغبات توسعية بل على العكس تماماً، فنحن حريصون على سلامة ووحدة الأراضي السورية كاملة لكننا لن نقبل أي تهديد قد يواجه تركيا، كما أننا لا نريد موجة جديدة من اللجوء”.

وتضيف تكين أن “كل ما يقال بخصوص أن تركيا تقف وراء الأحداث الأخيرة في سوريا إشاعات بعيدة من الصحة تماماً، ما نريده ليس صراعات جديدة وإنما حل سياسي سلمي للقضية السورية، وقد سبق أن طالب أردوغان بتشكيل حكومة شاملة في سوريا وفتح حوار مباشر مع المعارضة السورية”.

وحول ما إذا كانت تركيا خرقت الاتفاقات المبرمة بخصوص سوريا، سواء مع الولايات المتحدة أو مع اللاعب الأساس بالملف السوري الجانب الروسي، تقول المسؤولة التركية “في الاتفاقات المبرمة التي توصل إليها كان هناك على سبيل المثال مطلبان لتركيا، هما إخراج التنظيمات الإرهابية من مدينتي منبج وتل رفعت لكن لم يتم الوفاء بأي من هذه الوعود، بالنسبة إلينا فإن تأمين الشريط الحدودي بعمق 30 كيلومتراً أولوية والنظام السوري شريك أساس مع التنظيمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني، كما شهدنا في بعض المناطق التي انسحب منها النظام وسلمها لعناصر التنظيم الإرهابي”.

محللون: نعم ولا

الصحافي في غرفة أخبار صحيفة “اندبندنت تركية” نوزت شيشك يقول إن “دعوة أردوغان للقاء الأسد لا تزال قائمة حتى اللحظة، وليس هناك مؤشر إلى خلاف ذلك”، فيما يستبعد المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو هذا اللقاء موضحاً لـ”اندبندنت عربية” أن “فكرة لقاء الأسد وأردوغان الآن أصبحت من الماضي. واقع الحال اليوم يفرض أموراً مختلفة، عندما مد أردوغان يده للأسد كان رد الأخير خشناً للغاية، وقال إنه سيرد النار بالنار ودعمته إيران بهذا القول، واليوم عدنا بصورة واضحة إلى مربع الاصطدام العسكري”.

ويضيف المحلل التركي “الآن إذا التقى أردوغان والأسد سيُفهم هذا على أنه تنازل من الأسد بعد الضربات التي تلقاها خلال الأيام القليلة الماضية. وفي تصوري أن المستقبل القريب لن يشهد لقاء بينهما وإن حصل فبعد فترة ليست بالقصيرة، وسيكون بعد مراحل سياسية عديدة إثر توقف الحرب ولو لفترة معينة”.

ويختم رضوان أوغلو حديثه بالقول “نحن ننتظر أيضاً التفاهمات الإقليمية والدولية بخصوص الحل السوري، فمن المتوقع أن تحصل تفاهمات خلال الفترة المقبلة بهدف إيجاد صيغة لحل سياسي في سوريا، وإذا تم الدفع باتجاه الحل السياسي والانتقال السلمي للسلطة فإن هذا اللقاء لن يحصل لا بالمدى القريب ولا البعيد”.

روسيا ودور الوساطة

الصحافي والباحث الروسي ديميتري بريكع يقول إن “روسيا وتركيا تعملان حالياً على إعادة صياغة العلاقات بينهما داخل سوريا في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط، فمن جهة تسعى روسيا إلى تحقيق استقرار سياسي طويل الأمد يحمي مصالحها الاستراتيجية، ومن جهة أخرى تحاول تركيا تقليل التهديدات الحدودية وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين الذين يشكلون تحدياً داخلياً متزايداً، ومع ذلك فإن هذا التعاون محفوف بتناقضات عميقة بسبب تداخل المصالح بين الطرفين واللاعبين الآخرين مثل إيران والفصائل المسلحة في الشمال السوري”.

ويوضح بريكع لـ”اندبندنت عربية” أن روسيا “منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015 استطاعت تثبيت النظام السوري عسكرياً من خلال دعم الجيش السوري وتطوير وحدات خاصة مثل الفرقة 25 (قوات النمر) بقيادة سهيل الحسن، وأنشأت قواعد عسكرية رئيسة مثل قاعدة (حميميم) الجوية وقاعدة (طرطوس) البحرية لتعزيز وجودها في المنطقة، وعلى رغم كل هذا فشلت موسكو في تحقيق إصلاحات حقيقية داخل المؤسسات السورية، وهذا الفشل يعود جزئياً إلى تجاهل دمشق نصائح روسيا في شأن تحسين الإدارة وإعادة الإعمار، وجزئياً إلى تقارب النظام السوري مع طهران الذي يعمق النفوذ الإيراني في سوريا على حساب روسيا”.

إيران العائق الأكبر

لكن بريكع يؤكد أن روسيا لا تزال “تحاول لعب دور الوسيط بين تركيا وسوريا لتحقيق تسوية ترضي جميع الأطراف، لكن مصالحها الخاصة تجعل من هذا الدور أكثر تعقيداً، إذ إن موسكو تريد ضمان استقرار النظام السوري وتأمين مصالحها الاقتصادية والعسكرية داخل البلاد، وتأمل في المقابل أن يؤدي تطبيع العلاقات السورية – التركية إلى عودة اللاجئين، مما يعزز شرعية النظام السوري دولياً، لكن نجاح هذا المسعى يعتمد على قدرة روسيا على تحقيق توازن بين المصالح المتعارضة لكل من تركيا وإيران”.

ويوضح الصحافي الروسي أن “إيران تواجه تحديات متزايدة في سوريا نتيجة تراجع نفوذها النسبي بعد مقتل قيادات بارزة في ’الحرس الثوري‘ و’حزب الله‘، ومع ذلك تظل إيران شريكاً قوياً لدمشق وتدعمها مالياً وعسكرياً، وهذا التنافس بين روسيا وإيران يعقد مساعي موسكو لتطبيع العلاقات السورية – التركية، وبخاصة أن إيران تنظر بعين الشك لأي تقارب بين أنقرة ودمشق قد يهدد نفوذها في سوريا”.

مصدر روسي مطلع ومقرب من “الكرملين” قال في حديث خاص لـ”اندبندنت عربية”، إن موسكو “تعمل الآن على صياغة إطار جديد للتفاهمات في سوريا يشمل تركيا وإيران، ونحاول إيجاد صيغة متعددة الأطراف تسعى إلى خفض التصعيد وفتح قنوات دبلوماسية لحل الخلافات، وهذا واحد من أسباب عدة منعت روسيا من التدخل عسكرياً بصورة جدية في المعارك الأخيرة”.

لكن المصدر يرى أن “هذه الجهود معرضة للتعثر بسبب اختلاف الأولويات والتوترات الإقليمية المستمرة”. وتعليقاً على هذه الجزئية يقول الصحافي الروسي ديميتري بريكع “ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا تستطيع، في ظل تراجع نفوذها الدولي نتيجة الحرب الأوكرانية، الحفاظ على موقعها كوسيط رئيس في سوريا أم ستفرض عليها تنازلات أكبر”.

“تحرير الشام” تقلق تركيا

يرى بريكع أنه “في الشمال السوري تستفيد الفصائل المسلحة مثل هيئة تحرير الشام من الوضع الراهن لتطوير قدراتها العسكرية والتقنية، وتمكنت هذه الفصائل من تحسين استراتيجياتها الهجومية واستخدام الطائرات المسيرة مما يمنحها نفوذاً أكبر في المنطقة، وهذا التطور يقلق تركيا أيضاً التي تخشى أن يؤدي تصاعد قوة هذه الفصائل إلى تهديد مصالحها الأمنية وإطالة أمد الأزمة. وفي المقابل ترى أنقرة أن تطبيع العلاقات مع دمشق قد يساعد في حل بعض هذه التحديات، وبخاصة في ما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين وإضعاف النفوذ الكردي قرب حدودها، إذ إن تركيا تواجه ضغوطاً داخلية متزايدة في شأن وجود اللاجئين السوريين مما دفعها إلى تغيير استراتيجيتها تجاه سوريا، ومن جانب آخر تسعى أنقرة إلى إقامة منطقة آمنة تسمح بعودة اللاجئين، وهذه المنطقة الآمنة ذاتها ستسهم في تقليل النفوذ الكردي شمال سوريا. باختصار، الدعوة للقاء بين أردوغان والأسد تعكس هذا التغيير الاستراتيجي، لكنها تواجه عقبات بسبب الشروط المتبادلة بين الطرفين.

ويختم الباحث الروسي حديثه بالقول إن “الوضع في سوريا اليوم يزداد تعقيداً بسبب تراكم العوامل السياسية والعسكرية والاقتصادية، والأطراف الإقليمية والدولية بما في ذلك روسيا وتركيا وإيران تواجه تحديات كبيرة في تحقيق تسويات دائمة، وعلى رغم الجهود الروسية لتثبيت الحلول السياسية فإن الصراع على النفوذ بين القوى الكبرى في سوريا يزيد من صعوبة تحقيق استقرار شامل”.

بالنسبة إلى تركيا فإن لديها في سوريا هدفين رئيسين، الأول إبعاد الجماعات الكردية المسلحة عن حدودها، والثاني وضع أمني في سوريا يسمح بعودة اللاجئين، وإذا كان لقاء أردوغان والأسد سيسهم في معالجة هذين الهدفين فإن الدعوة لهذا اللقاء ستبقى قائمة، أما إذا وجدت أنقرة سبلاً أخرى لتحقيق هدفيها، فبلا شك ستختار الطريق الأسهل، أو الأضمن في أقل تقدير.

المزيد عن: سورياالنظام السوريبشار الأسدهيئة تحرير الشامالرئيس أردوغانتركياروسياإيرانالحرس الثوري

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00