سوريو السويداء أكدوا تمسك أبناء الجبل بوحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات خارجية (أ ف ب) عرب وعالم هل تمنح السويداء إسرائيل “حصان طروادة” لتقسيم سوريا؟ by admin 26 فبراير، 2025 written by admin 26 فبراير، 2025 19 مخاوف من مخطط “كوريدور داوود” ومحاولة نتنياهو لإعادة سيناريو لبنان تقابل بتظاهرات محافظات الجنوب اندبندنت عربية / سوسن مهنا صحافية @SawsanaMehanna بالتزامن مع انطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري في العاصمة دمشق، الذي ينعقد “بمشاركة واسعة من جميع أطياف الشعب لوضع أسس المرحلة المقبلة، عبر نقاشات جادة ومسؤولة”، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” عن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ماهر علوش، تلبدت الغيوم مجدداً في سماء محافظة السويداء الجنوبية. وبحسب علوش، عالجت ورشات العمل المتخصصة خلال المؤتمر، القضايا التي استخلصتها اللجنة التحضيرية خلال لقاءاتها في المحافظات، على “قضايا العدالة الانتقالية، والبناء الدستوري، والإصلاح المؤسساتي والاقتصادي، ووحدة الأراضي السورية، وقضايا الحريات العامة والشخصية والحريات السياسية بوصفها أولويات أساسية”، وركزت توصيات المؤتمر على “الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات”. وبدوره أكد الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم ضرورة ألا تتحول سوريا إلى “حقل تجارب لتحقيق أحلام سياسية غير مناسبة”، مشدداً على وحدة البلاد ووحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة، وقال إن سوريا “لا تقبل القسمة”. في المقابل خرج رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بتصريح أخيراً طالب فيه الإدارة السورية بسحب قواتها من جنوب البلاد، مؤكداً أن المنطقة يجب أن تكون منزوعة السلاح بالكامل، قائلاً إنه لن يتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية. مجلس عسكري في السويداء لعل كلام الرئيس السوري موجه بصورة مباشرة إلى ما أعلنته فصائل محلية في السويداء جنوب سوريا، بتشكيل المجلس العسكري في المحافظة الجنوبية الذي يضم عسكريين من ضباط وصف ضباط وأفراد وحاملي السلاح من المجتمع المحلي ويطالبون بإدارة ذاتية من دون الانفصال عن دمشق. وقال رئيس المجلس العسكري طارق الشوفي في تصريح صحافي إن العمل على تشكيل المجلس بدأ منذ انطلاق الحراك السلمي في السويداء، بالتعاون بين مجموعة من الضباط المنشقين وعسكريين متقاعدين، مضيفاً أن الهدف الأساس من تشكيله هو “تحرير البلاد من النظام الذي تسبب في معاناة السوريين”. وكان المجلس العسكري أكد أنه يعمل بالتنسيق مع الزعيم الروحي للدروز حكمت الهجري، ويطالب بدولة علمانية لا مركزية. الشرع متحدثا خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق (أ ف ب) علماً أن المعلومات التي حصلت عليها “اندبندنت عربية” متناقضة بهذا الخصوص، ففي حين أكد بعضهم أن الشيخ الهجري يدعم المجلس العسكري، جزم بعضهم الآخر أن ذلك غير صحيح وأن الهجري لا علاقة له بالموضوع لا من قريب أو بعيد. وأكدت المصادر عينها أن هناك “تضخيماً إعلامياً مشبوهاً، وأن جماعة المجلس مدعومة من إسرائيل، وهذا ما أدى إلى الهجمة على الدروز والسويداء”. وهذا المصدر المعني هو من أشد المعارضين لنظام الأسد، وأصبح من المؤيدين للحكم الجديد في دمشق، وبرأيه أن فكرة المجلس من عمل جماعات معينة وهدفها التشويش على انطلاقة العهد الجديد، وأن أفضل رد على تصريحات نتنياهو هو الانخراط في بناء سوريا الجديدة. الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري بدوره أعرب عن “استيائه” من التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني، مطالباً بتدخل دولي لضمان دولة مدنية وفصل للسلطات في سوريا. وفي تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، قال الهجري “حتى الآن نحن نحترم كل الآراء، لكننا لم نر القدرة على قيادة البلاد، أو تشكيل الدولة بطريقة صحيحة”. وسبق للشيخ الهجري أن اعتبر أن المجلس العسكري “جهة غير شرعية”، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بقية فصائل السويداء. الجنوب السوري “منطقة منزوعة السلاح” كلام نتنياهو قابله اجتماع للرئيس السوري أحمد الشرع بممثلين عن الطائفة الدرزية في البلاد، ونشرت صفحة الرئاسة السورية على السوشيال ميديا صوراً قالت إنها للقاء الشرع مع وجهاء وأعيان الطائفة الدرزية. الاجتماع الذي جاء كأول تحرك من الشرع تجاه دروز سوريا بعد تهديد نتنياهو، نقلت شبكات إعلامية محلية أن الوفد الدرزي ضم شيوخاً من الطائفة وممثلين عن جزء من الفصائل المسلحة في السويداء، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والمجتمعية. وأكد الحاضرون أن اللقاء تناول التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، وشددوا على تمسك أبناء الجبل بوحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات خارجية، مؤكدين أن السويداء لا تحتاج إلى أية وصاية خارجية، بل تطمح إلى دولة قائمة على القانون العادل. وفي الوقت عينه جدد أعضاء الوفد رفضهم لفكرة إقامة دولة قائمة على المحاصصة الطائفية، مشددين على ضرورة بناء دولة ديمقراطية تكون فيها الأولوية لأصحاب الكفاءات، موضحين أن بوصلة السويداء ستظل تتجه نحو دمشق دائماً وأبداً. رد الشرع على مطالب نتنياهو بجنوب سوري منزوع السلاح بلقاء مع ممثلين عن الطائفة الدرزية (سانا) أيضاً عمت التظاهرات محافظات الجنوب احتجاجاً على تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس التي هددا فيها بمنع أي وجود عسكري سوري في المنطقة، وشهدت محافظة القنيطرة احتجاجات رفع فيها المتظاهرون لافتات تدعو إلى “الوحدة السورية” و”رفض التقسيم” وهتفوا بشعارات ضد “الاحتلال الإسرائيلي”. وفي درعا نظم نشطاء احتجاجات في مناطق عدة من المحافظة، كذلك في السويدا، نظم نشطاء وقفة احتجاجية في ساحة الكرامة وسط المدينة من دون دعوة أو تخطيط مسبق، ونددوا بصمت “حكومة دمشق” وعدم الرد، وعبروا عن رفضهم تصريحات نتنياهو، واعتبر المتظاهرون أن التصريحات الإسرائيلية كانت بالدرجة الأولى موجهة لحكومة دمشق “التي من واجبها الرد بوصفها ممثل الدولة”. “كيان عسكري قانوني” في بيان المجلس العسكري المستحدث في السويداء قال طارق الشوفي إن المجلس هو مشروع “وطني”، ينطلق من قاعدة التعاون بين القوى المسلحة في المجتمع المحلي، التي مكنت شباب السويداء في “عدم الانخراط في المقتلة السورية من خلال تغطية امتناع 40 ألف شاب عن الالتحاق بالخدمة العسكرية والاحتياطية”. وأشار إلى أن هناك تنسيقاً مع مختلف مكونات المجتمع المحلي لتنظيم العمل العسكري في المحافظة ومع القوى السياسية الثورية والمجتمع الأهلي والهيئة الروحية الممثلة بالشيخ الهجري، بهدف إنشاء كيان عسكري قانوني يحمل رؤية جديدة، تختلف عن الصورة التي خلفها الجيش النظامي. من المظاهرة في السويداء تنديداً بالتصريحات الإسرائيلية (أ ف ب) وأكد أن المجلس يسعى إلى تشكيل جيش وطني يحمي البلاد ويضمن الأمن والاستقرار، ويدعم مسار الحل السياسي والاقتصادي، وأضاف أن المشروع يمثل نواة عسكرية من كوادر العسكريين المنشقين والمتقاعدين، ممن شاركوا في انتفاضة السويداء. وشدد على ضرورة أن يكون الجيش السوري الجديد “مستقلاً عن النفوذ الأجنبي، وأن يضم مكونات المجتمع السوري كافة بمختلف انتماءاتهم القومية والإثنية، من دون أن يكون مبنياً على فصيل واحد”. صراع تركي – إسرائيلي في الجنوب السوري فيما أشارت بعض التقارير إلى تنسيق قيادة المجلس مع “قسد”، أي قوات سوريا الديمقراطية، ليظهر أحد مقاتليه معلناً أن الولاء لإسرائيل. في المقابل يرى أحد المعارضين السوريين من الطائفة الدرزية، الذي رفض الكشف عن اسمه، وهو مقيم في الخارج، في تصريح خاص، أن الشعب السوري استبدل ديكتاتوراً علوياً بآخر سنياً – على حد تعبيره – لأن نظام دمشق الحالي لا يمثله، معتبراً أنه لا يحترم التعددية ولا يحترم الصوت الآخر. وأشار إلى أن التنسيق مع جماعة “قسد” صحيح، وهي من دعمت المجلس لأن ذلك يتماشى مع ما يسمى “كوريدور داوود”، وذلك لتسهيل وصول “قسد” لمناطق السويداء. ويعتبر هذا الشخص أن “قسد” الطرف الأقوى اليوم في سوريا، والأكثر تنظيماً وتتمتع بثروة، وهي سارت بخريطة طريق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تحدثت عن إعطاء حكومة دمشق 15 ألف برميل نفط كمقايضة. ويؤكد أن التهديدات الإسرائيلية ليست موجهة ضد الشرع بل إلى تركيا، في رسالة إلى أنقرة أن حدود نفوذها ينتهي عند حدود دمشق، وهذا النفوذ لا يمكن له التمدد إلى جنوب العاصمة السورية، معتبراً أن من أوصله إلى سدة الرئاسة هي أنقرة بطبيعة الحال. ويقول بناء على معلومات يتبناها هو إن أنقرة أرسلت شحنة سلاح متطورة للنظام الجديد، ومن هنا جاءت تهديدات نتنياهو، وما قامت به إسرائيل في جنوب الليطاني في لبنان، من منطقة منزوعة السلاح، هو نفسه ما تعمل عليه في الجنوب السوري. من هنا فإن إزالة المجلس العسكري غير ممكن حتى من الدروز لأنه يتماشى مع خطة إسرائيل في تلك البقعة السورية، ولا يستطيع الشيخ الهجري التدخل لفضه، لأن ذلك سيؤدي إلى اقتتال داخلي في المحافظة. في السياق قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في حديث إعلامي اليوم، إن “الشعب السوري لن يسمح لإسرائيل باحتلال أرضه”. فدرلة طائفية وأوضح المعارض السوري من الطائفة الدرزية أن الحديث عن الانفصال أمر سابق لأوانه، ذلك أن خرائط “سايكس بيكو” ستبقى كما هي، ولكن داخل هذه الخريطة فإن الأقاليم مقسمة، الأكراد والدروز والسنة، ولم يبق سوى العلويين الذين لم يطالبوا بحكم ذاتي أو فيدرالية. من هنا فإن وظيفة المجلس العسكري هو ضمان التنسيق بين الدروز والأكراد وهذا ما تريده إسرائيل، وثانياً أن يبقى على أهبة الاستعداد في حال أرادت إسرائيل الانقضاض، إذاً هذا المجلس هو نقطة متقدمة لها داخل السويداء. واعتبر أن رمي النظام الجديد الكرة في ملعب أهالي السويداء للاعتراض على التهديد الإسرائيلي هو إسقاط للمسؤولية عنه، إذ إن أيام بشار الأسد كان هناك حق الرد، اليوم حتى هذا الحق تخلى عنه نظام دمشق. ما قصة “كوريدور داوود” أو “ممر داوود”؟ “كوريدور داوود” هو مصطلح ظهر أخيراً للإشارة إلى ممر جغرافي يعتقد أن إسرائيل تسعى إلى إنشائه لربط أراضيها بالمناطق الكردية في سوريا والعراق، والهدف منه جزء من خطة إسرائيلية أوسع لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وتأمين مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية. خريطة لما يعرف بممر داوود (وسائل التواصل) ومن الأهداف الإسرائيلية المحتملة، تأمين خطوط الطاقة والنقل، ذلك أن إسرائيل، التي تعتمد على استيراد النفط والغاز، قد تسعى إلى تأمين ممر بري يربطها بمناطق إنتاج الطاقة في العراق، لا سيما الحقول التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان. هذا الممر يمكن أن يوفر طريقاً برياً آمناً لنقل الموارد بعيداً من النفوذ الإيراني، إذ إن طهران تسيطر حالياً على مسارات رئيسة لنقل النفط والغاز في المنطقة. تقويض النفوذ الإيراني في سوريا والعراق إسرائيل التي ترى إيران كأكبر تهديد إقليمي لها، بخاصة عبر “محور الممانعة” الممتد من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت. فإنها عبر إنشاء ممر إسرائيلي في المنطقة سيقسم “الهلال الشيعي” الذي تسعى إيران إلى ترسيخه، مما يقلل من قدرة طهران على نقل الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا ولبنان. وتاريخياً كانت إسرائيل داعمة للقضية الكردية، وعملت على بناء علاقات قوية مع حكومة إقليم كردستان العراق. هذا الممر قد يكون خطوة إضافية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين إسرائيل والأكراد، وربما يؤدي إلى اعتراف إسرائيلي رسمي بدولة كردية مستقبلية. وإنشاء ممر في جنوب سوريا أو مناطق شرق الفرات، هو جزء من خطة إسرائيلية لإعادة تشكيل الوضع في سوريا بعد سنوات الحرب. وتستفيد إسرائيل من انشغال النظام السوري في مناطق أخرى، مستغلة الفراغ الأمني في الجنوب والمناطق الكردية لخلق واقع جديد يخدم مصالحها. ولكن هذا المشروع أمامه عوائق عديدة وتحقيقه ليس أمراً سهلاً، إذ يواجه المعارضة الإيرانية والسورية، فدمشق وطهران لن تسمحا بإنشاء ممر قد يقسم نفوذهما في المنطقة. أيضاً روسيا، التي تمتلك نفوذاً في سوريا، قد ترفض أي تحرك إسرائيلي يغير موازين القوى لصالح تل أبيب. أضف إلى ذلك عدم الاستقرار الأمني، فالمناطق التي يمر بها الممر (جنوب سوريا، شرق الفرات، كردستان العراق) لا تزال مناطق نزاع وقد تشهد مقاومة شعبية أو عسكرية لأي مشروع إسرائيلي. واحتل الجيش الإسرائيلي مرتفعات جبل الشيخ والمنطقة العازلة في جنوب سوريا، الفاصلة عن الحدود مع الجولان السوري المحتل، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024. تأتي هذه الخطوات في إطار مساعي إسرائيل إلى ترسيخ وجودها في الجولان المحتل وتعزيز سيطرتها على المنطقة، بخاصة في ظل التغيرات السياسية والأمنية التي تشهدها سوريا بعد سقوط الأسد. ماذا يقول أهالي السويداء؟ في أحاديث متفرقة أجرتها “اندبندنت عربية” مع بعض سكان السويداء، يشير بعضهم إلى أنهم لم يشعروا بتغيير في نهج نظام دمشق تجاه أبناء المحافظة، بل إن عدداً منهم يبحث عن طريق للهجرة، ويعتبرون أنه من المؤكد أن الأخطاء الفادحة التي ترتكبها حكومة الرئيس الشرع هي وللأسف سبب تأزم الوضع السوري، من إعادة تدوير رموز النظام السابق، إلى اتباع أسلوب النظام الهارب بهيكلية المؤسسات، إلى الحكم وفق لون واحد، وإلى الضغط بتهميش أمور خدمية ببعض المناطق كأوراق للمساومة. ويقول ربيع الدبس إنه و”بسبب الأوضاع المعيشية السيئة التي عمت سوريا، فمعظم المنتسبين للفصائل في عموم البلاد بما فيها المجلس العسكري المشكل حديثاً في السويداء، همها المال والغنائم، وليس تعزيز الأمن وحماية المواطن. فمن يذهب بزيارة إلى دمشق، يعلم أن الفصائل حلت شكلياً، لكن الملثمين بسلاحهم ولباسهم الأسود منتشرون في كل مكان، إنهم يظهرون بصورة مبدئية وجهاً حسناً، لكن لم تغط الوجوه، وهل يخفي هذا وراءه مجازر ارتكبت سابقاً؟ أم لتخويف الناس؟”. السويداء لا تعتبر نفسها إلا جزءاً من سوريا لكن تصرفات الحكومة الجديدة أغضبت أهلها (شبكة السويداء 24) ويمضي في حديثه بقوله إنه “في سوريا عموماً ومنذ أعوام تشكلت مئات الفصائل، عشرات منها في السويداء، وهي تصنف سياسياً وفق جزأين، جزء كان يهدف لحماية مصالح النظام الهارب مقنعاً بحماية الأرض والعرض، وجزء كان مشاركاً في ثورة السوريين مساهماً في فك المخطوفين وإطلاق المعتقلين. وما نراه اليوم للأسف أن الحكومة الحالية ربما عن ضعف في قراءة الواقع، تعيد بناء التحالف مع الفصائل الأمنية سابقاً من تحت الطاولات”. ما يحصل ليس نزعات انفصالية أو مجابهة للعاصمة واعتبر ربيع الدبس أن “بعضاً منهم يرى الدور الضاغط التي تلعبه بعض المكونات، تلك التي كانت تقف على الهامش في الحريات وفي الخدمات وفي المعيشة وفي الحياة السياسية، من شمال سوريا إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، باعتباره نوعاً من النزعات الانفصالية ومجابهة للعاصمة. فبعضهم يرى المطلب المحق للمكون للكردي بتدريس لغتهم محلياً عداء للعرب وللإسلام، كما يرى بعض منهم قرب بعض المحافظات من إسرائيل ارتهاناً لها وهذا نوع من الخبث السياسي، كما يلاحظ آخرون أن مطالبة محافظة ما ببناء جامعة مستقلة فيها انفصالاً وهذا يظهر عقود الجهل التي كرسها (الأسدين) للأسف، التي تحتاج إلى جيل بعد ربما كي تندثر من عقولنا”. وتابع “أن مؤسسات الدولة مقيدة بنظام عمل مركزي مقيت، وهو ما يجعل توسيع صلاحيات المحافظات في اتخاذ القرار ضرورة لإسراع عجلة الحياة في سوريا، وهذا ما يقرأه بعض الجهلة للأسف طلباً للانفصال وإلى ما هناك من تهم تؤكد لنا للأسف أن النظام السابق هرب لكن عقليته لا تزال، ومع ذلك فالخير بدأ في المنطقة وسنبقى محكومون بالأمل”. أبناء المحافظة بحاجة إلى “تطمينات” وذكر آخر طالباً عدم الإفصاح عن اسمه “أن الخطاب الرسمي السياسي في سوريا متقدم ولا يقارن بزمن النظام الهارب، لكن الواقع على الأرض مختلف، فبدأت الأخطاء منذ تفرد الحكومة بعد تحرير سوريا في تعديل المناهج التعليمية، وإعادة أجور الاتصالات المرتفعة، واتباع سياسة النظام نفسه بعدم استقرار سعر الصرف، فمثلاً كان هناك نزول مبشر لليرة من 15 ألف للدولار الأميركي الواحد إلى 7500 خلال شهر، ثم ارتفاع، ثم انخفاض في السوق الحرة، وهذا لن يشجع الاستثمارات”. ويختم حديثه قائلاً إن السويداء لا تعتبر نفسها إلا جزءاً من سوريا، لكن دخول وفد من “هيىة تحرير الشام” المصنفة على قوائم الإرهاب إليها في ليلة رأس السنة وفي الخفاء، أثار استياء واسعاً، وجعل التنظيمات العسكرية في المحافظة تتخوف أكثر. ويقول “نحن متفائلون جداً بالمستقبل، لكننا لم ننتقل من عصر التسويات والروتين للعصر ذاته وبالآليات ذاته. لماذا لم تبادر الحكومة الحالية باختيار شخصية عسكرية معارضة مسيحية مثلاً لتكون وزيراً للدفاع، ولتكن من بين الكفاءات السورية طبعاً، وليكن ذلك ولو موقتاً ضمن رسالة تطمين للسوريين جميعاً، فارس الخوري مثال لمشروع وطني بامتياز”. المزيد عن: سورياالسويداءإسرائيلكوريدور داوودالأكرادالعراقالنفط 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post سونر چاغاپتاي يكتب من داخل المحادثات الأخيرة لحزب العمال الكردستاني (الجزء الأول): next post رئيس “الموساد” الإسرائيلي: تفجيرات “البيجر” قلبت الطاولة على “حزب الله” You may also like مقتدى الصدر يهيئ أتباعه لخوض الانتخابات النيابية المقبلة 26 فبراير، 2025 فرنسا تقر قيودا على حركة ودخول شخصيات جزائرية... 26 فبراير، 2025 رئيس “الموساد” الإسرائيلي: تفجيرات “البيجر” قلبت الطاولة على... 26 فبراير، 2025 مقابل حوافز مالية ابرزها سداد ديون مصرالبالغة 155... 26 فبراير، 2025 آلاف الأشخاص يوقعون عريضة لسحب الجنسية الكندية من... 26 فبراير، 2025 منظمة الهجرة: لن نشارك بأي إخلاء “قسري” للفلسطينيين... 26 فبراير، 2025 “مايكروسوفت” تطرد موظفين من اجتماع.. ما علاقة إسرائيل؟ 26 فبراير، 2025 ترامب يعلن عن “بطاقة ذهبية” ستباع للأجانب.. ماهي؟ 26 فبراير، 2025 رئيس الموساد يكشف تفاصيل جديدة لعملية البيجر 26 فبراير، 2025 مصادر ترجح توليه الحكومة السورية الجديدة.. فمن هو... 26 فبراير، 2025