إسرائيل قصفت معبر جديدة يابوس- المصنع ودمرت الطرق البرية فيه (اندبندنت عربية) عرب وعالم هل تقصف إسرائيل المعابر لخنق “حزب الله” أم لحصار سوريا؟ by admin 29 أكتوبر، 2024 written by admin 29 أكتوبر، 2024 76 استهدفتها بـ23 ضربة خلال شهر والنازحون باتوا مضطرين إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام بين البلدين اندبندنت عربية / طارق علي صحفي سوري تمكنت “اندبندنت عربية” من رصد 23 ضربة جوية إسرائيلية لمناطق حدودية بين سوريا ولبنان في الفترة الممتدة ما بين الـ25 من سبتمبر (أيلول) الماضي والـ27 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أي خلال شهر واحد تقريباً كانت كل هذه الاستهدافات. وجاء أبرز تلك الغارات في منطقة المعبر الواصل بين طرفي حدود سوريا ولبنان غرب دمشق، في الطريق الفاصل بين جديدة يابوس في الأراضي السورية، والمصنع في الجهة المقابلة من لبنان، وكذلك معبر جوسيه القاع في ريف حمص ومعبر مطربا في حمص أيضاً، وتلك المعابر الثلاثة شرعية، لتكون الحصيلة تدمير الطرق البرية والبنى التحتية من جسور وممرات وخلافه. ما الهدف؟ لماذا تكثف إسرائيل ضرباتها للمعابر الرسمية وجوارها، وما عددها وطبيعتها وأهداف ذلك القصف وعلاقة المدنيين و”حزب الله” به؟ كل تلك الأسئلة تخطر على بال المتابعين والمهتمين والنازحين أنفسهم، الذين باتوا مضطرين إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام بين البلدين بسبب تعذر إمكانية سير معظم السيارات، نظراً إلى الدمار، فما الإجابات المنطقية؟ بحسب محللين ومواقع إسرائيلية وتسريبات صحافية فإن ذلك التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق باتجاه الحدود بين سوريا ولبنان يهدف إلى خنق “حزب الله”، عبر وقف الإمداد القادم إليه افتراضاً من سوريا من جهة، وخنق بيئته الحاضنة النازحة من جهة ثانية. رسالة تحذير شديدة يرى الأكاديمي المتخصص في العلاقات السياسية إبراهيم عزيز أن الضغط على سوريا والحزب هو هدف الضربات القاسية والمتكررة من دون هوادة، والأهم من قطع طرق إمداد الحزب إن وجدت، هو الضغط على بيئته وحصارها داخل لبنان وعلى طريق خروجهم منه، بل وحتى داخل دمشق وغيرها من المدن، بتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف، كما حصل أخيراً في المزة وكفرسوسة وهما حيان دمشقيان. يقول عزيز “ضربات المعابر الأخيرة تحديداً في جوسه تخطت المعقول، لأنها وقعت داخل الأراضي السورية لا على المعبر فقط، مستهدفة مقار مدنية، ومدمرةً بنى تحتية رئيسة أهمها الجسر الذي يربط ضفتي العاصي في منطقة تل النبي مندو، فضلاً عن سقوط ضحايا ودمار واسع للغاية يتضح من الصور القادمة من هناك، وهذه رسالة تحذير شديدة اللهجة رافقها استهداف لمقار أمنية سورية ومقار مدنية في دمشق أسقط ضحايا أيضاً في قلب العاصمة، إذاً إسرائيل تمد الصراع وترسل رسائل في كل الاتجاهات”. ويضيف، “رسائل من نوع أن هذه الحرب مفتوحة على مصراعيها ولا أحد بمأمن منها في أي مكان، ورأينا كيف استهدفت منصات دفاع جوية جنوب سوريا خلال هجومها على طهران في الأيام الماضية، مما يوضح أن إسرائيل اتخذت قراراً على أعلى مستوى حكومي وعسكري بتحييد كل الأخطار وفتح الحرب على كل ما تراه يمثل خطراً عليها، ولو كانت درجة خطورته منخفضة”. تفريغ فرط القوة بدوره يرى المستشار السياسي السوري المقيم في برلين محمود عيتاني، أن ما يحصل هو استعراض عسكري ناجم عن تفريغ طاقة الضغط القوي، وأن إسرائيل تنتهج مع السوريين وبيئة “حزب الله” في لبنان واللبنانيين بصورة عامة السياسة ذاتها التي اتبعتها دول غربية مع الشعب السوري لإيصاله نحو مرحلة الفراغ والحاجة والفاقة المستديمة، ومن ثم تحويل الأولويات والرغبات. قصف المعابر عمق معاناة النازحين (اندبندنت عربية) وفي هذا الشأن يوضح، “السوري قبل سنوات كان جاهزاً ومستعداً للقتال والحرب والتنقل بين كل الجبهات دفاعاً عن معتقداته، لكن جرت خطة لتفريغه ذهنياً ومكانياً ومادياً وجعل أقصى همومه الحصول على أسطوانة غاز وخبز وانتظار مخصصات البنزين، وأشد أحلامه الهجرة، لذا أصبح يبحث عن قوت يومه لا عن الحرب”، ويتابع، “وهذا ما تريده إسرائيل اليوم، أن يفكر الجميع بالنجاة والتخلي عما كانوا يتمسكون به وإشغالهم بتأمين سكن بديل في سوريا وحياة جديدة، وفي حال عادوا إلى بلدهم عليهم أن يفكروا في إعمار منازلهم وضحاياهم لا في الحرب والثأر، وهذا ما يبرر استخدام فرط القوة هذا”. تعليمات واضحة ضابط في الهجرة والجوازات قال لـ”اندبندنت عربية” إن استهداف الطريق أمام معبر جديدة يابوس لمرتين متتاليتين يوضح أن الأمر أشبه بتحد لشرعية المعبر نفسه، وإلى متى يستطيع الصمود والتخديم على القادمين من لبنان، وهو المعبر الوحيد في ريف دمشق، مضيفاً، “توجيهاتنا وتعليماتنا واضحة، إيقاف عملية تصريف الـ100 دولار للسوريين الداخلين بحسب قرار وزارة الداخلية، تسهيلاً لإجراءات العبور، وكذلك رفع الجاهزية، خصوصاً مع وفود أكثر من 500 ألف سوري ولبناني حتى الآن من مختلف معابر القطر، لذا علينا أن نظل رافعين جاهزيتنا استعداداً لأي تطور محتمل”. النازحون ينتظرون عن معبر جديدة يابوس- المصنع (اندبندنت عربية) ويكمل الضابط، “هناك حالات ولادة جرت على الحدود، وطبابة على أعلى المستويات، ومستشفيات مستنفرة، وكل ما يلزم الأشقاء الوافدين الذين لا يمكن أن نعتبرهم نازحين وهذا جزء من سياسة بلدي والتعليمات المعطاة لنا”. تجارة نقل الأشخاص بين الحفرتين والدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي للمنطقة بين جديدة والمصنع نحو كيلومترين، بعد الضربة الأولى نشطت تجارة نقل الأشخاص نحو سوريا إلى ما بعد مكان الضربة الأولى بالسيارات، الآن نشطت لنقلهم في حيز ضيق بين الحفرتين في مقابل خمسة إلى سبعة دولارات على الراكب، وبكل الأحوال عليهم السير لاحقاً وسابقاً. آثار ضربة إسرائيلية على معبر جوسيه- حمص (المركز الإعلامي لمحافظة حمص) علي حمية أحد القادمين من لبنان، رفض الخضوع لذلك الابتزاز، واصفاً شكل الطريق بالمريب والموحش، قائلاً، “سرت وعائلتي كيلومترين مع حقائبنا مستغنين عن تجار الأزمات أولئك، وكانت رحلة لا يتمناها العدو لعدوه، إذ تلقفنا الهلال الأحمر السوري وفرق الإسعاف على الجانب السوري لتنظر إلى صحتنا وتساعدنا وترشدنا نحو مراكز الإيواء الموقتة أو تنظر لرغبتنا في السكن بمناطق أخرى”. توكتوك وتهريب لم يتوقف وكذلك الحال بالنسبة إلى الوافدة السورية عبير زمريني، التي أشارت إلى مشاهدتها للمرة الأولى سيارة “توكتوك” على حدود بلدها وتلك تتنقل بانسيابية أكثر، وكذلك الدراجات النارية، ولكل شيء سعره. التوكتوك بات من وسائل نقل النازحين بعد تدمير الطرق في المعابر (اندبندنت عربية) وتضيف، “أكثر ما لحظته هو حركة تهريب البضائع وتحديداً الوقود، لا يمكن القول إن الأمور غير منضبطة، لكن ما رأيناه على الطريق مرعب، والمرعب أكثر أنك تسير بين الحفر والركام وأنت تتوقع ضربة إسرائيلية جديدة”. عبير التي خشيت من ضربة إسرائيلية جديدة نوهت بأن الضربتين السابقتين كانتا باتجاه الأراضي اللبنانية، وترى أنهما لم تكونا تستهدفان قطع الإمداد عن “حزب الله” بقدر ما تستهدفان إطباق الحصار البري على سوريا، والدليل الصور المتداولة عن معاينة قادة عسكريين سوريين الموقع فور استهدافه. تأثيرات المعابر يمكن تعزيز فرضية عبير بقفز الأسعار الحاصل داخل سوريا في كل المناحي لأضعاف بعد كل ما جرى في الأيام والأسابيع الماضية، إذ لم يتبق لسوريا من منفذ بري سوى العراق، وهو منفذ ضعيف الجودة والإمداد لطول الطريق إليه وخطورته ومروره قرب القواعد الأميركية وفي مناطق سيطرة جماعات مناوئة للنظام. النازحون يعانون المشاق بعد تدمير المعابر (اندبندنت عربية) وكان من شأن قطع الطريق البري ووصول اللبنانيين أولاً ارتفاع أسعار إيجار الشقق من بضع مئات إلى آلاف الدولارات، وكذلك إيجار السيارات، مع قفزة هائلة في أسعار الوقود والبنزين والغاز في السوق السوداء، وكمثال بسيط فإن معظم أنواع التبغ في سوريا قادمة من لبنان وقد تضاعف سعرها. المزيد عن: إسرائيلسوريالبنانمعابر حدوديةحزب اللهجنوب لبناندمشقأسعار الوجودنازحون 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post من هو نعيم قاسم الأمين العام الجديد لـ”حزب الله”؟ next post إسرائيل تصعد في البقاع لتجفيف منابع “حزب الله” اللوجيستية You may also like لبنان في عام 2024: الحرب الأفظع والمجهول المستمر 26 ديسمبر، 2024 طرطوس: القبض على محمد كنجو..مصدر أحكام الإعدام بحق... 26 ديسمبر، 2024 لبنان يتمسك بتحييد شمال الليطاني عن جنوبه والكلمة... 26 ديسمبر، 2024 «حزب الله» يطالب باستراتيجية دفاعية تبرّر احتفاظه بسلاحه 26 ديسمبر، 2024 هاجس إنهاء «المقاومة» يسكن «حزب الله» 26 ديسمبر، 2024 لماذا تجاهلت “حماس” حديث الشرع بأنه لن يقاتل... 26 ديسمبر، 2024 تقرير: أسماء الأسد «مريضة بشدة ومعزولة» بعد عودة... 26 ديسمبر، 2024 رجال المال والتكنولوجيا دشنوا عصر الاستحواذ على الشأن... 26 ديسمبر، 2024 مكافحة التزوير تتصدر المشهد في الكويت خلال عام... 26 ديسمبر، 2024 هل ينهي ترمب حق الجنسية بالولادة في أميركا... 26 ديسمبر، 2024