الأحد, مارس 16, 2025
الأحد, مارس 16, 2025
Home » هل تروي صحراء ليبيا عطش فرنسا للنفوذ الأفريقي؟

هل تروي صحراء ليبيا عطش فرنسا للنفوذ الأفريقي؟

by admin

 

متخصصون: تحاول التموضع من جديد في البلاد وزرع قاعدة لـ”الناتو” جنوب المتوسط بعد تآكل حضورها في القارة لمصلحة الروس

اندبندنت عربية / كريمة ناجي صحافية @karimaneji

عادت الأضواء الباريسية لإضاءة الساحة الليبية من جديد بعد انقطاع دام أربعة أعوام إثر فشل قائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر في السيطرة على العاصمة الليبية عام 2019، وتجسد الاهتمام الفرنسي بليبيا منذ بداية عام 2024، في زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي بول سولير، محملاً برسالة من إيمانويل ماكرون تؤكد استمرار اهتمام فرنسا بالملف الليبي وتحقيق الاستقرار من أجل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي ودعم جهود إعادة الإعمار في مناطق الجنوب الليبي الذي تعتبره فرنسا ملعباً أساساً للتوسع نحو دول الساحل والصحراء الأفريقية، بخاصة بعد خسارة نفوذها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

اهتمام فرنسا بليبيا ترجمه أيضاً لقاء جمع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر أواخر فبراير (شباط) الماضي، حين كان قصر “الإليزيه” شاهداً على تأكيدات ماكرون أهمية الدور الذي تلعبه القوات المسلحة الليبية في الحفاظ على استقرار البلاد، مشيداً بـ”جهود المشير حفتر في تعزيز الأمن الداخلي”، وسبل دعم جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإنهاء الانقسام السياسي والانشقاق الأمني.

صراع على أفريقيا

يقول الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد تورشين إنه عندما تتحدث فرنسا عن ليبيا فإن هدفها هو الجنوب الليبي الذي تعتبره ساحة لنفوذها التاريخي في أفريقيا التي أصبحت محل صراع بين الصين وروسيا.

يوضح الباحث أن دوافع عدة جعلت فرنسا تعيد النظر في غيابها عن المشهد الليبي، في مقدمها تزايد النفوذ الروسي بصورة ملحوظة في شرق ليبيا بعد خسارة بوتين نفوذه في سوريا التي تملك إطلالات بحرية في طرطوس، لذا حاول الروس الحصول على مزيد من التمركزات على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في ليبيا، وهو أمر اعتبرته دول الاتحاد الأوروبي تهديداً مباشراً لأمنها القومي، لأن هذا التموضع الروسي الجديد يعني أن أوروبا محاصرة من قبل روسيا من كل الاتجاهات.

ويبرز المتخصص في الشؤون الأفريقية أن تفعيل حضور فرنسا من جديد في ليبيا كان من طريق حليفها حفتر، منوهاً بأن ماكرون يسعى إلى إحياء هذه العلاقات التي من شأنها أن تقوده للحصول على قاعدة عسكرية في العمق الليبي، ويستدرك “لكن المسألة معقدة، والجانب الليبي يدرك ذلك باعتبار أن روسيا ظلت وفية لحفتر، عكس فرنسا التي تركته إثر فشله في السيطرة على طرابلس عام 2019، لذا فظهور فرنسا على الخط الآن يدل على أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين روسيا وفرنسا سيتجدد ويتمحور حول دولة مهمة إستراتيجياً، وهو أمر ستكون له تداعيات سلبية على أمن واستقرار ليبيا وبقية دول القارة الأفريقية.

ويرجع المتحدث تحرك فرنسا نحو ليبيا من جديد إلى تراجعها المستمر والمتسارع في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، لذلك تسعى فرنسا إلى استعادة وجودها في دول مهمة كليبيا بشكل فاعل ومباشر حتى يستمر تأثيرها وحضورها في الساحل الأفريقي، باعتبار أن فرنسا تعمل على إحداث تغييرات في منطقة الساحل والصحراء، ووجودها في ليبيا سيسمح لها بالعودة إلى دول الساحل لا سيما في ظل تنامي الأخطار الأمنية هناك.

ويتابع تورشين أن نفوذ فرنسا في أفريقيا بات مهدداً بالانقلابات، حيث فقدت نفوذها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى لمصلحة خصمها الروسي، مما استدعى حضورها في الجنوب الليبي باعتباره نقطة حماية إستراتيجية لإبقاء نفوذها في دول الصحراء، بخاصة تشاد والسنغال التي تعيش حال اضطراب قد تدفعها نحو السير في الطريق ذاته الذي سلكته بقية الدول المجاورة، مبرزاً أن اهتمام فرنسا بليبيا يأتي في إطار تأمين نفوذها الذي بدأ يتقهقر في المنطقة مقابل تغلغل روسيا.

قاعدة “الويغ” 

المتخصص في الشأن العسكري العقيد عادل عبدالكافي يقول إنه على رغم تخلي فرنسا عن حفتر بعد تأكدها أنه لن يحقق هدفها في السيطرة على طرابلس عام 2019، تراجعت عن دعم مشروع “الرجمة” عسكرياً داخل الأراضي الليبية، ولكنها ظلت تحافظ على العلاقة بينها وبين معسكر “الرجمة”، موضحاً أنه في ظل تداعيات الحرب التي تدور الآن بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاثة أعوام، إضافة إلى الدعم الفرنسي لكييف ضد موسكو، ومعاناة باريس إثر توغل روسيا في دول الساحل والصحراء الأفريقية، التي نتج منها طرد القوات الفرنسية من مالي والنيجر وتشاد، أصبح لدى فرنسا عداء كامل ومستحكم ضد النفوذ الروسي، لذلك تسعى إلى استعادة مكانتها في أفريقيا عبر البوابة الليبية من خلال معسكر “الرجمة”، بعدما استُدعي خليفة حفتر إلى فرنسا من قبل الرئيس ماكرون، حيث دار بينهما حديث في شأن التمثيل العسكري داخل الأراضي الليبية، حتى يكون لفرنسا تموضع داخل الأراضي الليبية لمواجهة التمدد الروسي سواء على الأراضي الليبية أو في شمال أفريقيا.

ويضيف عبدالكافي أن أهمية ليبيا تكمن في كونها دولة مطلة على البحر الأبيض المتوسط، أو ما يعبر عنه بالمياه الدافئة، وهي أيضاً قريبة من منصة الـ”ناتو”، مشيراً إلى الموقع الإستراتيجي الذي حصلت عليه روسيا عبر احتلالها قواعد إستراتيجية كقاعدة “الجفرة” في الوسط الليبي، وقاعدة “براك الشاطئ” القريبة من سبها جنوب البلاد، وقاعدة “الخادم” في بنغازي شرق ليبيا، وتمددها الآن باتجاه أقصى الجنوب في قاعدة “معطن السارة”، تلك القاعدة التي كانت تستخدمها القوات الليبية سابقاً في حربها على تشاد.

ويوضح المتخصص في الشأن العسكري، “لذلك تسعى فرنسا إلى الحصول على تمثيل عسكري من خلال التمركز في إحدى القواعد العسكرية، وتحديداً قاعدة (الويغ) التي تتمركز في الوسط الجنوبي لليبيا، والهدف من ذلك هو مواجهة النفوذ الروسي وضمان مصالح فرنسا داخل الأراضي الليبية، وأيضاً تأمين قواعد لـ(ناتو) جنوب المتوسط، ويأتي ذلك في ظل قيادة فرنسا القوة الأوروبية ضد روسيا بعدما بدأت الولايات المتحدة تتنصل من دعم أوكرانيا”.

وينوه بأن فرنسا تعمل على أن يكون لها موقع عسكري بالأراضي الليبية على شكل قوة نظامية في إحدى القواعد العسكرية، حيث تتجه العيون الفرنسية نحو قاعدة “الويغ”، التي تقع في منطقة نفوذ معسكر “الرجمة”، لتستخدمها كجسر عبور نحو بقية الدول الأفريقية، فالتموضع في هذه القاعدة سيكون عبر حفتر حتى تتمكن فرنسا من مواجهة النفوذ الروسي في شمال أفريقيا وتوجيه صفعة لروسيا إثر تغلغلها في دول الساحل والصحراء، وانتزاعها عدداً من الدول الأفريقية من القبضة الفرنسية.

الثأر الفرنسي

يوضح عبدالكافي أن فرنسا لديها ثأر من روسيا، لذلك تسعى إلى استرجاع مكانتها في أفريقيا عبر ليبيا التي ستمهد لها الطريق لدعم شخصيات أفريقية معارضة لنظام بلدانها بمواجهة التمدد الروسي، وذلك على غرار ارتباطها بزعيم المعارضة النيجيرية محمود صلاح الذي قُبض عليه أخيراً في منطقة القطرون جنوب ليبيا وأُطلق سراحه بضغط فرنسي.

ويضيف أن صلاح لديه عداء للتمدد الروسي، لذلك لجأ إلى الأراضي الليبية بعدما تقلصت قواته في النيجر وأصبح مطارداً فوجد في ليبيا ملاذاً آمناً له، مؤكداً أنه رجل تعتمد عليه فرنسا استخباراتياً، وسيكون له دور في المرحلة المقبلة عندما يُدعم من قبل فرنسا سواء بالأسلحة أو بالمعلومات لتنفيذ عمليات ضد التغلغل الروسي في دول الساحل والصحراء الأفريقية، وتحديداً النيجر التي ينتمي إليها محمود صلاح.

ويتابع أن ليبيا تمثل منصة مناسبة لإطلاق عمليات عسكرية فرنسية أو روسية تجاه دول الساحل والصحراء الأفريقية، باعتبارها ممراً آمناً لإمدادات الأسلحة وتحرك عناصر المرتزقة الروس، لذلك ترى فرنسا أن هذه الإستراتيجية هي الأنسب لتحقيق مصالحها وأولها تقليم أظافر روسيا في أفريقيا، لأن التطورات القادمة توحي بمواجهات بين دول الـ”ناتو” وروسيا في شرق أوروبا أو في أفريقيا، فالأجواء متوترة والتصعيد سيد الموقف، وعلى رغم المساعي الأميركية لإحلال السلام فقد ظل استمرار شحن الأسلحة والتحشيدات العسكرية من جميع الأطراف (روسيا حشدت أسلحة من كوريا الشمالية وإيران، وأوكرانيا حشدت هي الأخرى أسلحة أوروبية)، وتذهب المعطيات إلى قرب حدوث مواجهات عسكرية بين هذه الدول لتكون بذلك ساحة شرق أوروبا إحدى الساحات المرشحة لاشتعال تلك المواجهة في مرحلة معينة، وأيضاً ساحة شمال أفريقيا، سواء ليبيا أو دول الساحل والصحراء الأفريقية، مرشحة لتكون ساحة مفتوحة للصراع.

ويستطرد عبدالكافي أنه بناءً على ما ذكر سلفاً، تعمل فرنسا على محاولة تعزيز موقعها من خلال التموضع داخل ليبيا بالاتفاق مع معسكر “الرجمة” الذي يسيطر على الشرق والجنوب والوسط الليبي، مما يجعل منه المنقذ الوحيد لها وجسر العبور الأساس لمواجهة التمدد الروسي في ليبيا ودول الساحل والصحراء الأفريقية، مؤكداً أن هدف فرنسا هو عدم السماح لروسيا بمزيد من التغلغل، وهو ما سيأتي من خلال دعم بعض العمليات العسكرية عبر المجموعات الأفريقية المعارضة في دول الساحل والصحراء الأفريقية، وبخاصة في النيجر على غرار محمود صلاح، أو في مالي من طريق دعم الأزواد أو أية قوة أفريقية أخرى معارضة للوجود الروسي.

ويوضح عبدالكافي أن فرنسا ستلجأ لاستحداث مجموعات محلية مسلحة في هذه الدول لتقدم لها الدعم المسلح في مرحلة موالية، حتى يكون لها دور في مناهضة الوجود الروسي بدول الساحل والصحراء ووسط وغرب أفريقيا وصولاً إلى القرن الأفريقي.

المزيد عن: ليبياأفريقيادول الساحل والصحراءالنفوذ الروسيخليفة حفترإيمانويل ماكرونحلف الناتوالنيجر

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili