مع استمرار تدهور قاعات السينما، في مقابل وجود رغبة قوية من محبي الفن السابع، ظهرت النوادي السينمائية في الجزائر التي تقاوم بشدة لإبقاء نشاطها مستمراً على رغم الصعوبات (مواقع التواصل) ثقافة و فنون هل تروي النوادي ظمأ جمهور الفن السابع في الجزائر؟ by admin 31 يناير، 2024 written by admin 31 يناير، 2024 162 ظهرت للتعويض عن دور السينما التي تشهد وضعاً مزرياً اندبندنت عربية / محمد لهوازي صحافي جزائري @LahouaziMohamed تعد السينما رافداً مهماً للدخل القومي في كثير من البلدان، لكن الصناعة السينمائية في الجزائر ما زالت بعيدة من المنافسة حتى على المستوى المغاربي، على رغم ظهور نوادٍ سينمائية لتعويض قاعات السينما التي تعيش وضعاً مزرياً. ومع استمرار تدهور قاعات السينما، في مقابل وجود رغبة قوية من محبي الفن السابع، ظهرت النوادي السينمائية في الجزائر التي تقاوم بشدة لإبقاء نشاطها مستمراً على رغم الصعوبات والإمكانات المحدودة ومحاولة تعويض غياب أو تغييب القاعات والفضاءات السينمائية المغلقة. دور مهم وتقوم النوادي السينمائية بدور مهم في تعزيز ثقافة الفن السابع والفنون السينمائية بصورة عامة بين الجمهور الجزائري، فهي توفر بيئة مثالية لعرض الأفلام ذات القيمة الفنية والثقافية، إضافة إلى تنظيم ورش عمل وفعاليات تثقيفية حول فنون السينما وعملية صناعتها. وأعلنت وزارة الثقافة الجزائرية في الـ25 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 عن إنشاء شبكة وطنية للنوادي السينمائية في مطلع عام 2024 بهدف “دفع حركية الفعل السينمائي في الجزائر إنتاجاً وتوزيعاً”. ولدى إشرافها على انطلاق الندوة الوطنية حول “النوادي السينمائية في الجزائر ودورها في نشر الثقافة السينمائية” بمتحف السينما “سينماتيك الجزائر”، أكدت وزيرة الثقافة صورية مولوجي أن الوزارة ستدعم وترافق هذه المبادرة من خلال “تنظيم دورات تكوينية متخصصة وتأهيلية لمنشطي النوادي بالتعاون مع المؤسسات المختصة تحت الوصاية، قصد الارتقاء بالمشهد الثقافي والفني في البلاد”. وقالت إن الشبكة ستحظى بمرافقة “المركز الجزائري للسينماتوغرافيا” الذي سيوفر مكتباً للأمانة التقنية باعتباره مؤسسة تعنى ضمن مهماتها الأساسية، بتشجيع المبادرات السينمائية مثل الأندية عبر المناطق الجزائرية وتنظيم العروض والتظاهرات المسهمة في ترقية ونشر الثقافة السينمائية وخدمة جمهور الفن السابع. وأشارت مولوجي إلى أن “بث ثقافة النوادي السينمائية في الجزائر وتفعيل دورها في نشر الثقافة السينمائية يعبران عن إرادة الدولة للارتقاء بالفن السابع إلى المستوى المأمول في عصر التسابق التكنولوجي والتطورات المتسارعة في مجال السمعي- البصري”. أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية في الـ25 من نوفمبر 2023 عن إنشاء شبكة وطنية للنوادي السينمائية في مطلع عام 2024 (مواقع التواصل) منافسة شرسة ويرى الإعلامي الجزائري المهتم بالشأن الثقافي صالح عزوز أنه “لا يمكن الحديث عن تعويض مثل هذه النوادي لقاعات السينما بسبب معطيات عدة، خصوصاً من حيث المضمون”. وقال إن “النوادي السينمائية ربما تركز على مضمون الفيلم، عكس القاعات السينمائية الكبيرة التي تطرح في الغالب، الأفلام التجارية، ومن هذا المنطلق، لا يمكن أن تكون هذه النوادي تعويضاً مباشراً لقاعات السينما”، وتابع أنه “قبل ذلك، وجب الحديث عن جانب مهم جداً، وهو كيف يمكن لهذه النوادي السينمائية أن تنشط في ظل سطو المنصات الرقمية على المحتويات؟، لأنه معروف اليوم أن معظم الجمهور مشترك أو يتابع كل الأفلام عبر هذه المنصات، لذا يمكن أن نتطرق إلى جانب آخر مهم كذلك، وهو هل يمكن أن يصبح لهذه النوادي جمهور يهتم بالمحتوى الذي تقدمه؟”. واستدرك عزوز أنه “على رغم ذلك تبقى هذه النوادي وسائل داعمة للمشهد الثقافي في الجزائر، ويمكن لها بصورة أو بأخرى الإسهام في تقديم محتوى يكون له جمهور خاص به، على رغم الواقع الذي نعيشه في هذا المجال”. تحديات كبيرة ويقول رئيس النادي السينمائي لولاية أدرار (جنوب البلاد) عز الدين قسوم إن “إغلاق القاعات والفضاءات السينمائية في الجزائر يعد تحدياً كبيراً يواجه محبي السينما وصناعة السينما على حد سواء ومع ذلك، يمكن للنوادي السينمائية أن تقدم حلاً مبتكراً ومثيراً لهذه المشكلة من خلال توفير بيئة سينمائية بديلة ومحفزة للجمهور”. وأوضح أن “النوادي السينمائية تقوم بدور في تنمية الثقافة والفنون من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأفلام، بما في ذلك الأفلام المحلية والعالمية، كما توفر هذه النوادي مساحة للنقاش والحوار حول الأفلام، مما يثري تجربة السينما”. وأشار قسوم إلى أنه “بالتعاون بين مختلف المهتمين بالشأن السينمائي في الجزائر يمكن للنوادي السينمائية أن تضطلع بدور فاعل في تعويض الفضاءات السينمائية المغلقة وتعزيز الثقافة السينمائية من خلال توفير تجربة سينمائية شاملة ومثيرة، في انتظار إثراء المشهد أكثر عبر فتح القاعات”. أما بخصوص التحديات التي تواجه النوادي السينمائية في الجزائر، فأكد قسوم أنها “تواجه تحديات كثيرة ومتعددة منها انعدام التمويل والمتطلبات القانونية للعروض والمشكلات التقنية وإدارة المعدات السينمائية، مما يصعّب تقديم تجربة سينمائية مميزة”. وأشار إلى أن “قلة الوعي الثقافي والتحديات الاجتماعية تعوق أيضاً عمل النوادي، إضافة إلى المنافسة مع وسائل الترفيه الأخرى”، مؤكداً أن “تجاوز هذه العقبات يتطلب دعماً معنوياً من الجهات المختصة وهو أمر ضروري لتخطي هذه الصعوبات وتعزيز دور السينما في الجزائر”. تقوم النوادي السينمائية بدور مهم في تعزيز ثقافة الفن السابع والفنون السينمائية بصورة عامة بين الجمهور الجزائري (مواقع التواصل) غياب مزمن من جهة ثانية، قال الناقد السينمائي السوري المقيم في الجزائر محمد عبيدو إن “الجزائر ورثت أكثر من 342 قاعة سينما عن الاستعمار الفرنسي ثم ارتفع عددها إلى 432 قاعة، مع مشاهد طوابير العائلات التي كانت تحضر وتملأ المقاعد، لكن معظمها توقف في تسعينيات القرن الماضي مع العشرية السوداء”. وأوضح أنه “بعد القانون الصادر عام 1982 والقاضي بمنح البلديات صلاحية تسيير قاعات السينما، بدأت هذه الأخيرة تتراجع وتراجع معها إقبال الجمهور على العروض السينمائية، وغابت عادة المشاهدة السينمائية”، مضيفاً أنه “ربما عوضت صالات السينماتيك المنتشرة عبر عدد محافظات الجزائر هذا الدور المفقود للمشاهدة السينمائية، فالمعروف تاريخياً أن قاعات السينماتيك كانت تحتضن عروضاً ونقاشات السينما الجادة وهي هنا تتكامل بجانبها الرسمي مع دور النوادي السينمائية التي تعتمد على النشاط الشعبي والجهود الفردية، في نشر الثقافة السينمائية وإثراء الحوار حول الفن السابع”. وأشار عبيدو إلى لقاء عُقد منذ شهرين، ضمن “سينماتيك” العاصمة الجزائرية مع ممثلي نوادي السينما في ولايات الجزائر لدعم عملها وتفعيل نشاطها، مضيفاً أنه “جرى خلال اللقاء إنشاء الشبكة الوطنية لنوادي السينما المكونة من 34 نادياً سينمائياً وهناك أمل في أن تعوض النوادي السينمائية الغياب والشلل داخل القاعات المغلقة مع الرغبة الرسمية في دعم نشاطها الذي نتمنى ألا يكون وليد اللحظة وتغيب الحماسة له بعد فترة، ليبقى حبراً على ورق، بدلاً من أن يكون فاعلاً ومستداماً”. أما في شأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي واستقطابها المشاهد، فقال محمد عبيدو، “حقيقة الآن غالبية الأفلام السينمائية صارت بمتناول الجميع عبر الإنترنت، لكن، وكما كانت دائماً، تجمع النوادي السينمائية عشاق الفن السابع للمشاهدة المختلفة المترافقة مع الحوار المعرفي والإبداعي، ومشاهد الأفلام الجادة والسينما البديلة وتشكيل رؤية نقدية حولها. وهنا في الجزائر لاحظت حضوراً خاصاً لعنصر الشباب في لقاءات النوادي، وأيضاً حضور التجارب السينمائية الشابة التي تجد لها متنفساً تقدر عبره الوصول إلى الجمهور ومناقشة أفلامها القصيرة والوثائقية معه”. المزيد عن: السينماالجزائرالنوادي السينمائيةالفن السابعدور السينما 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post طوارق مالي… هل يستيقظ مارد الصحراء الكبرى؟ next post New signage posted as speed limits drop on Bedford Highway You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024