عرب وعالمعربي هل تحول السنة في العراق من حماة الدولة المركزية إلى دعاة للتقسيم؟ by admin 19 يناير، 2020 written by admin 19 يناير، 2020 32 توغل الميليشيات في مناطق غرب البلاد مقابل خروج القوات الأميركية اندبندنت عربية / محمد ناجي صحافي @mohamme84352094 يقول أبناء الطائفة السنية في العراق، إنهم أجابوا سلفاً على السؤال المتعلق بسبب تحول موقفهم من الرفض المطلق لفكرة الفيدرالية، إلى الحديث عن إمكانية دراستها، بوصفها حقاً دستورياً لكل محافظات البلاد. حُماة الدولة المركزية وكان السنة من أشد معارضي الإقرار الأميركي بالوضعية الخاصة للمكون الكردي داخل العراق، التي قادت سريعاً إلى إعلان “إقليم كردستان” في شمال البلاد، حتى أنهم رفضوا التصويت لصالح الدستور النافذ عام 2005، لأنه كان ينص على أن من حق محافظة واحدة أو أكثر أن تصبح إقليماً، وفقاً لشروط محددة. استمرت المعارضة السنية لفكرة الفيدرالية التي ظهرت أكثر من مرة في أوساط شيعية، لاسيما بين سكان مدينة البصرة الغنية بالنفط، بدعوى أن المدينة التي تسهم في توفير الجزء الأكبر من أموال الموازنة العامة للبلاد، لا تحصل على ما يكفيها من التخصيصات، وأن عليها أن تحذو حذو المنطقة الكردية، وتكسب الكثير من الاستقلال السياسي والاقتصادي. اللافت، أن السنة لم يتخلوا عن إيمانهم بمركزية الدولة، حتى عندما نشط تنظيم “القاعدة” في مناطقهم بين أعوام 2005 و2008 ولا حتى عندما اجتاحها تنظيم “داعش” عام 2014. الميليشيات تتحكم بالنازحين لكن الحال اختلف عندما طرد العراق بمساعدة التحالف الدولي “داعش” من المناطق التي احتلها، إذ أعيقت عملية عودة سكانها الأصليين إليها، لأن الميليشيات الموالية لإيران، فرضت قيوداً أمنية عليهم. لم يكن السكان في المعاقل السنية الأبرز في غرب البلاد وشمال غربها، نينوى والأنبار وصلاح الدين، يتوقعون أن تكون الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، هي “البديل الموضوعي” لـ”داعش” في مناطقهم، ولكن ثمن النصر على التنظيم كان كبيراً على ما يبدو، وعلى السنة أن يتحملوا جزءاً منه. اقرأ المزيد لماذا قاطع السنة حركة الاحتجاج الشعبي في العراق؟ مشهد الميليشيات وهي تنشئ مقرات كبيرة في حواضر سنية، بجانب منازل محطمة بفعل معارك القضاء على “داعش”، كان أكثر من كاف لتشكيل صورة جديدة. فلا الحكومة اهتمت بظروف عودة السنة المشردين إلى مناطقهم، ولا الميليشيات كانت معنية بأكثر من السيطرة على شبكات الطرق، لتحقيق حلم طهران بربط الأراضي الإيرانية بالسورية عبر ممرات عراقية، تمر جميعها داخل محافظات يغلب السنة على سكانها، كما في الأنبار ونينوى. عودة سؤال الفيدرالية مع اكتمال عودة معظم النازحين السنة إلى مناطقهم في المدن الثلاثة الكبيرة، في أعقاب القضاء على “داعش”، ومشهد الواقع الجديد الذي يتشكل من عنصرين، الأول هو الدمار الذي أصاب البنى التحتية ومنازل السكان على نطاق واسع، والثاني هيمنة الميليشيات الموالية لإيران على القرار الأمني، كان من الطبيعي أن تختلف الإجابة في حال أعيد طرح سؤال الفيدرالية. فقد أثبت عام 2018 أن أولويات الجمهور في كل المناطق الشيعية والسنية من العراق مختلفة، فبينما انفجر الشيعة غضباً في البصرة أولاً ثم بغداد في العام التالي ضد فساد الطبقة الحاكمة، رافعين شعار إسقاط النظام السياسي الموالي لطهران ومحاصرة النفوذ الإيراني المهيمن على بلادهم، انغمس السنة في إعمار مناطقهم، منازل وبنى تحتية، حتى صار الفارق بينها وبين المناطق الشيعية واضحاً، لجهة نوعية الخدمات العامة. لماذا لا يشارك السنة في التظاهرات؟ ولم يكن مستغرباً أن يجافي السنة التظاهرات الشيعية، على الرغم من أنها لم تفعل أكثر من تكرار مطالبهم التي رفعوها عام 2013، لكنها بدل أن تقود إلى تحسين وضعية البلاد، تسببت في سقوط حوالى ثلثها بعد عام بين أيدي عناصر “داعش”. وبعد مقتل قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد، وتحول مسار الجدل من الضغط على الطبقة السياسية بسبب الاحتجاجات، إلى محاولة إيران تصفية الوجود الأميركي العسكري في العراق، أعيد فتح ملف الفيدرالية في المناطق السنية، وتحديداً محافظة الأنبار، إذ لوحظ أن قبول هذا الخيار، حتى إذا كان يبشر بتقسيم البلاد، هو أمر شائع بين الجمهور هناك. واشنطن من عدو إلى صديق لم تتغير مشاعر السنة العراقيين إزاء الفيدرالية فحسب، بل نحو الولايات المتحدة كذلك، فبينما كانت عدواً قبل عام 2014، أصبحت حليفاً وحيداً ربما، بعد ذلك بأعوام قليلة، ولم يكن لدى هذا المكون مانعٌ من أن ترعى واشنطن مصالحه مع الشريك الشيعي. الآن، عندما يقول السنة إن موقفهم الملتزم بوحدة البلاد لم يلق التقدير الكافي من الأغلبية الشيعية، إن على مستوى الطبقة السياسية أو الشارع، ربما لن يواجهوا اعتراضاً كبيراً، لأن هذه الحقيقة لا يمكن تجاوزها، لذلك فإن العبء الأخلاقي يبدو أخف. ووسط ذلك، يقول نشطاء شيعة إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب خرب حراكهم الاحتجاجي عندما أمر بقتل سليماني، لأنه أجبر المتظاهرين على التراجع خطوة أمام هالة الهجوم على رمز شيعي بارز في المنطقة، وسمح لنقاش التقسيم أن يظهر على السطح. المزيد عن: العراق/سنة العراق/داعش/القاعدة/الوجود الأميركي في العراق/الدولة المركزية/تقسيم العراق 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عودة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط البرلمان في بيروت next post “ميديا” لكارل دراير: تحفة سينمائية لم توجد أبداً You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.