السبت, يناير 11, 2025
السبت, يناير 11, 2025
Home » هل تتعرض تونس لضغوط خارجية بعد إجراءات 25 يوليو؟

هل تتعرض تونس لضغوط خارجية بعد إجراءات 25 يوليو؟

by admin

استنكر عدد من الأحزاب تدخل واشنطن في الشؤون الداخلية للبلاد إثر لقاء رئيس الجمهورية وفداً أميركياً

اندبندنت عربية \ حمادي معمري صحفي تونسي

 أثار لقاء رئيس الجمهورية التونسي قيس سعيد وفداً رسمياً أميركياً ترأسه مساعد مستشار الأمن القومي جوناثان فاينر في قصر قرطاج، أول من أمس، الذي على ما يبدو كان محملاً برسالة موجّهة إلى سعيد، ردود فعل رافضة للتدخل الخارجي في شؤون البلاد، إذ دان عدد من الأحزاب والمنظمات الوطنية والشخصيات السياسية والمدنية الأمر. فهل حقاً أمر الضغوط هذا من أجل العودة إلى ما قبل 25 يوليو (تموز) 2021؟ وما هي حدودها وتأثيرها في القرار السياسي الوطني؟

تضمن البيان الصحافي الصادر عن البيت الأبيض دعوة سعيد إلى التسريع بعودة ما سمّاه “المسار الديمقراطي” في البلاد. وأشار إلى أن جوناثان فاينر سلّم رسالة بايدن إلى الأخير، و”تحضّه على العودة السريعة إلى المسار البرلماني في تونس”، مضيفاً أن المستشار الأميركي “ناقش أيضاً مع الرئيس الحاجة الملحة إلى تعيين رئيس وزراء لتشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والصحية العاجلة التي تواجهها البلاد”.

تونس محط أنظار واشنطن

يقول رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والأفريقية كمال بن يونس لـ”اندبندنت عربية” إن “تدخّل الإدارة الأميركية في شؤون المنطقة العربية معهود وطبيعي”، موضحاً أن “الموقع الاستراتيجي لتونس، باعتبارها بوابة أفريقيا يجعلها محطّ أنظار الولايات المتحدة، التي تراقب عن كثب التطورات الجيوسياسية في المنطقة، بخاصة الوضع في ليبيا والجزائر والامتداد الروسي والصيني فيها”.

ويضيف أن “العامل الخارجي كان حاسماً في المتغيرات التي شهدتها المنطقة العربية، خصوصاً في شمال أفريقيا وعلاقته بما يعرف بالربيع العربي”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة أنفقت في تونس خلال الأعوام الثلاثة الماضية حوالى 3 مليارات دينار تونسي (ما يعادل مليار دولار أميركي)، لدعم ما يُسمّى برنامج الديمقراطية والإصلاح، إضافة إلى تدريب نحو ثمانية آلاف عسكري وأمني ومدني (المجتمع المدني) تحت عناوين مختلفة، بينها مقاومة الإرهاب”.

علاقات قديمة وتاريخية

ويقرّ رئيس مؤسسة ابن رشد بالتكلفة السياسية للتدخل الخارجي، لافتاً أن “المسألة السياسية التونسية تعني الولايات المتحدة بشكل مباشر، وهو تدخل قديم عبر تاريخ تونس المعاصر، وليس بجديد بحكم العلاقات التي كانت تربط الأنظمة التي حكمت البلاد قبل 2011، كما لم يتخلّص النظام السياسي الذي جاء بعد هذا العام من التقرّب للولايات المتحدة”.

ويلاحظ بن يونس أن السياق اليوم في البلد مختلف بعد 25 يوليو 2021، “وهي لحظة مفصلية للتمرد على المنظومة القديمة التي حكمت البلاد”، لافتاً إلى أن “الرسالة الخطية من بايدن إلى سعيد مثّلت تتويجاً لاتصالات عدة ولقاءات بين وفود أميركية وتونسية”.

الحفاظ على المنجز الديمقراطي

إذاً تبدو واشنطن قلقة إزاء التطورات السياسية في تونس، بخاصة بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها قيس سعيد، وهي لا تريد التفريط في التجربة الديمقراطية الوليدة والفريدة في المنطقة العربية. وتملك الولايات المتحدة أدوات ضغط على البلاد، بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية والصعوبات المالية التي تمر بها، وستجد تونس نفسها الآن أمام ضرورة الاستجابة للطلب الأميركي في الحفاظ على المنجز الديمقراطي، وأيضاً عدم التورّط في أي شكل من أشكال التحالفات الإقليمية، التي ربما تكون معادية للتوجهات الاستراتيجية للولايات المتحدة.

المصالح الأميركية في المنطقة

ويؤكد الباحث في تاريخ العلوم السياسية محمد ذويب في تصريح خاص أن “الولايات المتحدة كعادتها تحاول دائماً تكييف موقفها مع ما يجري في كل دول العالم، وتحاول أن تظهر بمظهر الديمقراطي والوصيّ على شعوب الأرض، بخاصة الدول الضعيفة منها، كما هي الحال في تونس”. ويرى أن “واشنطن تعمل على تطوير موقفها تدريجاً في تونس لضمان مصالحها، بحيث ساندت الخارجية الأميركية في البداية موقف سعيد في 25 يوليو بنوع من الحذر، ثم تتالت الزيارات والآن تطالبه واشنطن بضرورة إعادة البرلمان وإعداد خريطة طريق واضحة والمحافظة على الحريات”.

ويشير ذويب إلى ما سمّاه “الدعاية النهضاوية” المكثفة أخيراً، ومناشدات قيادات الحزب الخارج للتدخل وإثناء سعيد عمّا قام به، وصدرت هذه النداءات عن رئيس البرلمان راشد الغنوشي والمقربين من حركة النهضة، وهي دعوات فيها الكثير من المغالطات والتخوف المبالغ فيه”، بحسب تقديره.

ويضيف الباحث في تاريخ العلوم السياسية أن “لقاء سعيد الوفد الأميركي اعتبرته قيادات النهضة نصراً لها، إلا أنه أثار سخط أحزاب وطنية عدة ندّدت بالتدخل الخارجي في الشأن الوطني”، داعياً رئاسة الجمهورية إلى “رفض أي تدخل في شؤون تونس وشعبها”.

أحزاب تندد بالتدخل الخارجي

ودان حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد، ما اعتبره “تدخلات المحاور الإقليمية السافرة في شؤون تونس، ومحاولاتها تطويع نضال الشعب لصالح أجنداتها المعادية لمصالحه”. واستنكر الحزب في بيان “السعي المحموم لبعض الأحزاب والمنظمات لإقحام قوى الهيمنة في العالم وحلفائهم في الشؤون الداخلية للبلاد”.

من جهتها، دانت حركة الشعب في بيان لمكتبها السياسي، ما قالت إنها “دعوات للتدخل الأجنبي في الشأن التونسي، صدرت عن أطراف حزبية وسياسية بخاصة حركة النهضة، تحت شعار حماية الديمقراطية والحملات الإعلامية المحمومة مدفوعة الأجر في بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية وبث الأكاذيب حول الوضع العام في البلاد”.

واعتبرت حركة الشعب أن ما حصل بعد 25 يوليو، هو “شأن تونسي صِرف، قرره رئيس الجمهورية استجابة لمطالب شعبية لوضع حد لمنظومة فاسدة أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية والإفلاس”، وفق نص البيان.

ودعت الحركة، القوى الوطنية والشبابية، إلى “الوقوف ضد كل محاولات الاختراق والتدخل في القرار الوطني”. كما عبّر حزب التيار الشعبي عن “رفضه المطلق لأي تدخل خارجي في تونس، من أي جهة كانت”، معتبراً ما تقوم به “حركة النهضة” في هذا الصدد “دليلاً قاطعاً على إصرارها على نهج الخيانة الوطنية”، بحسب ما جاء في البيان.

ودعا التيار الشعبي كل دول العالم والولايات المتحدة بصورة خاصة إلى “ضرورة احترام سيادة الشعب وعدم التدخل في شؤونه”. وطالب الحزب رئيس الجمهورية بالكشف عن رؤيته للمرحلة المقبلة ومشاركة الشعب وقواه الوطنية ومصارحته بحقيقة الضغوط الخارجية، ومن يقف خلفها وبالتعهد بحماية استقلالية قرار تونس وتنفيذ إرادة شعبها.

وكان الرئيس قيس سعيد ذكّر خلال لقاء الوفد الأميركي أن التدابير الاستثنائية التي اتُّخذت في 25 يوليو الماضي، “تندرج في إطار تطبيق الدستور، وتستجيب لإرادة شعبية واسعة، لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستشراء الفساد والرشوة”. وسبق للغنوشي أن أكد رفض الحركة “للتدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية”، مضيفاً، “نحن نعيش في عالم مترابط تتشابك فيه المصالح والمؤثرات وتتداخل، وموقع تونس المغاربي وفي البحر المتوسط وأفريقيا، إضافة إلى كونها صاحبة الريادة في الربيع العربي، كل ذلك يجعل قوى عدة تعمل على التأثير والتدخل”.

المزيد عن: تونس\واشنطن\البرلمان التونسي\قيس سعيد\وفد أميركي

 

 

You may also like

4 comments

web hosting there 28 أغسطس، 2021 - 5:49 م

Hi! This is kind of off topic but I need some advice from an established blog.
Is it very hard to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things
out pretty fast. I’m thinking about making my own but I’m not
sure where to start. Do you have any tips or suggestions?
With thanks

Reply
bit.ly 31 أغسطس، 2021 - 7:26 م

May I simply just say what a comfort to find someone that truly understands what they’re discussing
over the internet. You certainly understand how to bring an issue to light and make
it important. More people ought to look at this and understand this side of
the story. It’s surprising you’re not more popular given that you surely possess the gift.

Reply
are asmr 3 سبتمبر، 2021 - 1:31 ص

hello there and thank you for your information – I’ve certainly picked up anything
new from right here. I did however expertise a few technical issues using this site, as I experienced to reload the
site a lot of times previous to I could get
it to load properly. I had been wondering if your
hosting is OK? Not that I’m complaining, but slow loading instances
times will very frequently affect your placement in google and can damage your
high quality score if ads and marketing with Adwords.

Well I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for much more of your respective exciting content.
Make sure you update this again soon.

Reply
that asmr 4 سبتمبر، 2021 - 8:31 م

My spouse and I stumbled over here different page and thought I should check things out.
I like what I see so i am just following you. Look forward to looking at your web page again.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00