الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » هكذا بدأت الدروب السرية في الشرق الأوسط القديم

هكذا بدأت الدروب السرية في الشرق الأوسط القديم

by admin

 

كيف ومتى تولدت حاجة البشرية للعمل الاستخباراتي عبر التاريخ؟

“اندبندنت عربية”

هل بدأت البشرية طريقها مع التجسس والجاسوسية وإنشاء أجهزة الاستخبارات كنوع من ري ظمأ الفضول وسعياً وراء إشباع حب الاستطلاع وكنزعة فطرية تهدف إلى جمع المعلومات وكشف الأسرار مدنية كانت أو عسكرية من طريق البحث والتقصي، الملاحظة والتحري، الاستعلام وسرقة الوثائق، أم إن فكرة التجسس أملتها حاجات حيوية ماسة للدول والمجتمعات، ومنذ أزمنة بعيدة، ما أوجد الحاجة لرجال يقومون بتلك المهمة، تحولت تالياً وبفعل التكرار إلى مؤسسات عرفت باسم أجهزة الاستخبارات؟

تساؤل مثير، نحاول سبر أغواره في هذه السلسلة، التي تسعى لتعميق المعرفة بالحس الإنساني، حيث تبدو نظريات المؤامرة ساكنة التاريخ منذ أزمنة بعيدة، وليست وليدة اليوم أو الأمس القريب.

على أن شيئاً واحداً يجمع القديم والجديد في أعمال الجاسوسية، وهو الحاجة إلى المعلومات، تلك التي اعتبرت منذ البدايات وستظل طالما بقيت حياة بشرية، القوة الأساسية التي تسعى في طريقها التجمعات البشرية بغية استخدامها في عملية اتخاذ القرارات، وتحديد العلاقات التي تربطها مع باقي الدول والجماعات الإنسانية.

أدرك الأقدمون أن من يمتلك معرفة عن الآخرين يمتلك القدرة على التحكم بهم تارة، والتلاعب بهم تارة أخرى، في أزمنة السلم مرة، وفي أوان الحرب مرات عديدة.

وبالرجوع إلى المعاجم اللغوية، نجد فعل “تجسساً” يفيد بالقيام بعملية استطلاع أو بحث، وربما تفحص بطريقة غير مشروعة، وتجسس الشخص على آخر، تعني أنه قام بجمع المعلومات عنه لجهة ما، كما يعرف الجاسوس نفسه بأنه من يقوم بتجميع معلومات سرية لجهة معينة.

ولعل كلمة تجسس ترتبط في أذهاننا بعمليات الاستخبارات أو الاستخبارات التي تقوم به الأجهزة المعاصرة، والتي تطورت أدواتها منذ زمن الحربين العالميتين الأولى والثانية بنوع خاص.

غير أن أضابير التاريخ ووثائق ولفائف بردي ورقائق جلود توثق أحداثاً تنطوي على عمليات تجسس وتجسس مضاد وتفكير رجال مهرة من البشر، اعتبروا الطليعة الأولى لرجالات الاستخبارات، أحداث تبدأ من عند المصريين القدماء أو الفراعنة، وتمتد إلى العبرانيين أي شعب إسرائيل، مروراً بممالك قديمة جداً مثل الآشوريين والحثيين، وصولاً إلى الصين التي برع فيها رجالات مثل “صن تزو” واضع الفكر العسكري الأشهر، ورجل الاستخبارات الأول في ذلك الزمان.

الجاسوسية بين الماضي والحاضر

لماذا يهتم العالم بقراءة تاريخ وأعمال الجاسوسية في العصور القديمة من جهة، وبأحوال ومآلات أجهزة الاستخبارات العالمية من جهة ثانية؟

ذات مرة تحدث رئيس وزراء بريطانيا العتيد ونستون تشرشل بالقول: “من يرغب في استبيان ما يضمره المستقبل، فلا مفر أمامه عن أن ينظر إلى الماضي البعيد”.

ما لم يقصده تشرشل بعبارته هذه القول، إن المنقبين عن الآثار هم من أكثر الناس قدرة على التكهن بما يخفيه المستقبل. إن مغزى مقولته هو أن الزمن الراهن لا يقدم أمثلة مناسبة وشواهد كافية  للتكهن بتطور التاريخ، وعليه فلا بد من توسيع مدلول العبارة، فيستنبط منها أن المعارف المستقاة من التجارب الفريدة ومن معايشات المجتمع الوطني ومن توجهات وممارسات الدولة القومية لا تكفي، بمفردها للتكهن بما يضمره المستقبل بأي حال من الأحوال. وتأسيساً على هذه الحقيقة لا يجوز للألماني على سبيل المثال أن يدرس التحديات الآنية والمستقبلية التي تتعرض لها السياسة الأمنية، والأنشطة الاستخباراتية، انطلاقاً من معايير وتجارب ألمانيا فقط.

ولعله من الصعوبة بمكان المقارنة بين أساليب المخبر الميداني الذي كان الإسكندر المقدوني يرسله إلى خلف خطوط الأعداء وأساليب التجسس القائمة على استخدام الأقمار الاصطناعية وتكنولوجيا الكمبيوتر.

غير أنه من حقائق الأمور أيضاً أن المبادئ الأساسية الدارجة ليس في عالم السياسة فقط، بل السائدة، من حين إلى آخر، في المجالات العسكرية أيضاً، لا تخلو من أوجه شبه متعددة، عند المقارنة بين ما كان سائداً في الدول المختلفة التي عرفها التاريخ القديم، وما هو دارج في الدول الراهنة.

هل تنطبق هذه المشاعر على العناصر البشرية التي تغوص في عمق أعماق الجاسوسية والاستخبارات؟

ذلك كذلك قولاً وفعلاً، فعلى سبيل المثال، المشاعر المتناقضة التي يكنها المرء للجاسوس لم تتغير قط على مر العصور، فهي تتجاذبها الثقة والاطمئنان تارة، والريب والظنون تارة أخرى، فالتغيرات التي تطرأ على سلوك بني البشر تظل محدودة جداً مقارنة بالتغيرات التي تطرأ على بيئته، أي التي تطرأ على محيطه المادي.

هل يعني ذلك أن أعمال التجسس والاستخبارات تتكرر عبر التاريخ، وبصورة تستدعي استحضار مقولة كارل ماركس عن التاريخ الذي لا يعيد نفسه أبداً؟

يبدو الرد قائماً وقادماً عند الكاتب الأميركي الساخر “مارك توين”، الذي يعتبر أن التاريخ بالفعل لا يعيد نفسه، لكن ذلك لا يعني أن أحداثه لا تتشابه، ومن هنا تبقى روح فكرة التجسس من جهة، وأعمال أجهزة الاستخبارات من جانب آخر، تتشارك قاسماً كبيراً، ما بين المعلوماتية، والعملياتية، وبينهما تبقى المعلومات هي سيدة الموقف في الحال والاستقبال، في الماضي والحاضر معاً.

الإسكندر المقدوني (المتحف البريطاني)

 

المستطلعون القدامى والاستخباراتيون الجدد

مارس الإنسان التجسس بالفطرة منذ فجر الخليقة، فاستخدمه في الاستدلال على أماكن الصيد الوفير والثمر الكثير والماء الغزير والمأوى الأمين، الذي يحميه من عوادي الطبيعة والوحوش والبشر، وتختلف شدة ممارسة التجسس بين مجتمع وآخر بحسب نوع الأعراف والتقاليد والعادات السائدة، فنراه على سبيل المثال تقاليد راسخة عند اليابانيين، تعتبر التجسس أمراً مقبولاً، حتى إن الجار يتجسس على جاره بلا حرج، فالتجسس جزء من حياتهم العادية داخل وخارج بلادهم، كما أن الشعب الياباني يؤمن بأن العمل في مجال الاستخبارات خدمة نبيلة، في حين أن معظم شعوب العالم تعاف هذه المهنة التي لا غنى عنها في الدولة المعاصرة، حتى تقوم بمسؤولياتها، فلا يكفي أن تكون الدولة كاملة الاستعدادات للحرب في وقت السلم، بل لا بد لها من معلومات سريعة كافية لتحمي نفسها وتحقق أهدافها في المعترك الدولي.

أطلق على القائمين بأعمال التجسس في العصور الأولى، المستطلعون أو الجنود المستكشفين، وأحياناً عرفوا بأنهم “قناصة المعلومات والاستطلاعات”، وقد كانت مهمتهم جمع الأخبار أو المعلومات عن جيوش الأعداء، وعدته وعتاده، وكذا أماكن تجمعاته وسيره وتحركاته.

على أن التساؤل الذي لا يزال مطروحاً: ما الذي يحتاج إليه الجاسوس أو رجل الاستخبارات ليقوم بمهمته على أتم وجه؟

السؤال في واقع الحال يتضمن خلطاً واضحاً، فالجاسوس هو من يسعى للحصول على معلومات بطرق غير شرعية، فيما رجل الاستخبارات يدافع عن بلاده في مواجهة الجاسوس، رغم أنهما يتشاركان في سباق واحد من حول المعلومات.

لا يحتاج الجاسوس إلى وسيلة إخفاء محددة فقط، بل كذلك يحتاج إلى مهارة ليلعب دور الشخصية التي يتخيرها لتغطية نشاطه، ومن الأهمية بمكان أن يكون ممثلاً بارعاً سريع البديهة قادراً على أن يواجه في ثبات واتزان أخطر المواقف وأعقدها.

على أنه ما بين الماضي والحاضر، تبقى أهداف التجسس واحدة، وأدوات رجال الاستخبارات في المكافحة عينها ما بين الماضي والحاضر.

يسعى الجاسوس للحصول على معلومات الإنتاج الاستراتيجي من غذاء وطاقة، مصادر الموارد الطبيعية، ناهيك بالتسلح وكافة معلوماته.

عطفاً على ذلك، تبقى واحدة من أهم الزوايا التي يهتم بها جامع المعلومات، معرفة السياسات الداخلية والخارجية للدولة العدو المكلف بجمع المعلومات عنها.

وقد يكلف الجاسوس صاحب المهارات والخبرات كذلك بالقيام بتجنيد عناصر تساعده على القيام بمهامه، لا سيما من بين طواقم عمل الصحافة، والباحثين، وأحياناً من الأوساط الأكاديمية، ولا يوفر الأمر تجنيد عسكريين بهدف الحصول على معلومات عسكرية عن الدولة التي يجري التجسس عليها.

وكما أن أجهزة الاستخبارات تنقسم إلى إدارات متعددة، فإن أعمال الجواسيس كذلك تتفرع في اتجاهات مختلفة، فهناك الجواسيس المحليون، أي من أبناء الدولة المتجسس عليها، الذين يتم تجنيدهم لصالح العدو الخارجي.

هناك كذلك الجواسيس الخارجيون، أي القادمون من خارج الأوطان تحت أغطية مختلفة، كانت في القديم عادة تجري برسم التجارة والسياحة، وفي الأزمنة المعاصرة، عادة ما تكون الوظائف الدبلوماسية هي الغطاء المفضل لضمان حصانة هؤلاء وعدم تعرضهم للأذى.

ويمكن الحديث بشكل مطول عمن يعرفون باسم الجواسيس المرتدين أو العملاء المزدوجين، وهم جواسيس تم كشفهم وتسخيرهم لصالح من اكتشفهم من الدولة المتجسس عليها.

الحاجة للاستخبارات في العصور القديمة

في مؤلفه “تاريخ الاستخبارات من الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي الأميركيةNSA “، يحدثنا المؤرخ الألماني “وولفغانغ كريكر”، المتخصص في تاريخ الأجهزة الأمنية والاستخباراتية عن الحاجة إلى أجهزة الاستخبارات بدءاً من التاريخ القديم، ذلك أنه طالما كان هناك جواسيس يتجسسون، فإن هناك حاجة ماسة لعناصر استخبارات يدافعون.

يتساءل وولفغانغ: “أين نعثر في تاريخ العصور القديمة على شواهد تشير إلى أقدم الإجراءات التي نشأت عنها أجهزة الاستخبارات الحديثة؟”.

الشاهد أن الإجابة عن هذا السؤال يمكن أن تكون في غاية البساطة: في المصادر التاريخية طبعاً.

بيد أن المصادر المتداولة في شأن ثلاثة أو أربعة آلاف سنة ماضية ليست نادرة فقط، بل هي لا تبوح بأسرارها بيسر، ولا تتطرق إلى الموضوع بعبارات صريحة، لذلك فإن علينا أن نفتش عنها في إشارات مستترة في صفحات التاريخ.

وبحسب الباحث الألماني الشهير، فإننا نعثر على أقدم هذه الإشارات في إمبراطوريات وممالك الشرق الأوسط، أعني تلك الإمبراطوريات التي كانت تتبوأ منزلة عالمية.

اكتشف الاقدمون أن وجود أجهزة خاصة، سيطلق عليها في العصور الحديثة الأجهزة الاستخباراتية، ضمانة أساسية للحفاظ على الاستقلال الوطني، كما أن غياب مثل تلك المؤسسات الأمنية يعرض الدولة للخطر من جراء الفشل في الحصول على إنذارات مسبقة سريعة، تقي شر الضربات الغادرة من الأعداء، كما أن قيام تلك العناصر الأمنية الوطنية، أمر يكفل اختراق الجواسيس المعادين، ولعل هذه الغاية هي التي أوعزت إلى الفرعون المصري “تحتمس الثالث”، للقيام بتنظيم أول جهاز منظم للاستخبارات عرفه العالم.

غني عن البيان القول، إن إمبراطوريات المصريين والبابليين والآشوريين والفرس كانت جميعها ممالك أساسها ديني في المقام الأول، وما دام التجانس الديني والعرقي هو الصفة الطاغية، إلى حد ما بين سكان تلك الممالك، فإن العقيدة الدينية كانت الضمانة الأكيدة لاستقرار نظام الحكم فيها… هل كانت الحاجة لأجهزة الاستخبارات قديماً منشؤها الصراع والتمدد السياسي والرغبة في الهيمنة والسيطرة، أي إن الماضي شبيه الحاضر، وإن اختلفت الأدوات أو الميكانيزمات؟

الاستخبارات والمعلومات… الفرص والمخاطر

أدى سعي تلك الممالك إلى توسيع دائرة سلطانها عالمياً والاستيلاء على بلدان أخرى، إلى نشأة مشكلة الولاء، فتمدد الإمبراطورية عالمياً يعني في واقع الحال، إما دمج الشعوب الأجنبية في الكيان الإمبراطوري، أو تطويعها وكسر شوكتها بمختلف أساليب القهر والقمع، فوجود الإمبراطورية العالمية يعني أنه لا يجوز أن تكون هناك دولة مستقلة، أي مملكة أخرى، في داخل الكيان الإمبراطوري، وفي الحالات القصوى كانت الإمبراطوريات تقمع التمرد والعصيان والثورات، أو إنها كانت تتخذ كل التدابير للحيلولة دون إقدام الشعوب الأجنبية على الثورة.

هنا ومن مسلمات الأمور فإن التدبير القادر على الحيلولة دون تذمر الشعوب الأجنبية هو الإجراء الأفضل بالنسبة إلى الإمبراطورية المعنية.

بدا الأمر المؤكد أن المحافظة على استقرار الإمبراطورية متعددة الأعراق بنحو سليم ومستدام كانت تحتم التوفر، في وقت مبكر، على تحصيل معلومات وافية في شأن المخاطر التي تعكر أمنها وتهدد سلامتها، كما يقتضي الأمر تزويد حاكم البلاد بهذه المعلومات بأسرع وقت ممكن، وبنحو شامل إلى أبعد حد، ويمكن عموماً القول بيسر وبلا تردد، إنه لا توجد إمبراطورية بلا شبكة استخبارات.

يدعو ترداد تعبير “أجهزة الاستخبارات” إلى التساؤل عن ماهية تلك الأجهزة، وهل الفارق بين القديم والجديد يتوقف عند التقنيات المستخدمة، التي تتطور بتطور العصر، أم في المفهوم التكتوني نفسه، أي الرقائق الفكرية المكونة لعمل الأجهزة الاستخباراتية عينها.

يمكن القطع أن ما كتب حتى الساعة من إجابات عن السؤال المتقدم، لم يتناول دقائق العمل بالقدر الكافي، ومن ثم فإن ما كتب عن تلك الأجهزة حتى الساعة، لا يمكن اعتباره نظرية محكمة وواضحة المعالم.

حاول الأقدمون تعريف وظيفة أجهزة الاستخبارات على نحو مقتضب بالقول: “Inteelligence is information about the enemy”، أي “وظيفة الاستخبارات تكمن في جمع المعلومات عن العدو”.

غير أنه من المقطوع به أننا هاهنا إزاء تعريف مقتضب ومنقوص، ذلك أن التعريف العملي لأجهزة الاستخبارات يكمن في سياق موضوعات أوسع، عرفتها الإمبراطوريات القديمة، وبنى المحدثون أو راكموا فوقها.

أربعة موضوعات أساسية ورئيسة تمثل عصب العمل الاستخباراتي:

جمع المعلومات عن الخصم، أو الخصوم، والقوى المنافسة، وقد كان هذا مجالاً مؤكداً في الماضي بينما الحاضر يشتمل كذلك على جمع معلومات أكثر عن الأصدقاء وليس الأعداء فحسب، الأمر الذي يدعونا لتذكر مقولة ثعلب السياسة الأميركية هنري كيسنجر عن علاقات دول العالم ببلاده: “على أعداء أميركا أن يهابوها، وعلى أصدقائها أن يخافوها أكثر”.

التأثير المستمر في مجريات الأحداث، بمعنى القيام بالمبأداة والمبادرة، على الصعيدين الداخل والخارجي، وأن تكون الخطوة الأولى للقوى الوطنية، في مواجهة المقدرات الخارجية، وهو أمر قام به قادة جيوش المصريين والعبرانيين بشكل واضح، كما سنتبين ذلك في الحلقات المقبلة.

حماية جهاز الاستخبارات الوطني من هجمات أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وهي جزئية في غاية الأهمية، عرفتها الشعوب القديمة، ذلك أنه حال اختراق الأجهزة الاستخباراتية لدولة بعينها، يتحقق ما بات يعرف حديثاً بسيناريو “الكابتن مورجان”، وهو القرصان الأميركي الشهير، الذي لم يكن يقوم بالإغارة على السفن، بل ينتظر سفن القراصنة القادمة من بعيد، ويقوم بالإغارة عليها، وهو سيناريو عرفته شعوب الشرق الأوسط في أوقات مواجهتها للمغول، أولئك الذين عمدوا إلى اختراق جيوش المنطقة بجواسيسهم، بهدف معرفة الخطط العسكرية وإبطالها وقت المعركة.

ومن الأهداف المتقدمة في أعمال أجهزة الاستخبارات في القديم والحديث، التسلل في غفلة من البشر والحجر، إلى عمق أجهز الدول الأعداء، والحصول على رؤى استشرافية مسبقة عن خططهم وبرامجهم، ما يكفل لهم النصر المؤزر حال القارعة.

من أين يمكن بدء الحديث عن الاستخبارات العالمية في الأزمنة الغابرة؟

يمكن البداية من عالم المصريين القدماء ومغامرات بناء إمبراطوريتهم التي امتدت من النيل إلى الفرات إلى قلب أفريقيا، وربما يضحى الحديث عن الاستخبارات في زمن الإسكندر الأكبر مجالاً بحثياً مثيراً.

كما يمكن مشاغبة المشهد في زمن الإمبراطورية الرومانية، التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، وبالقدر عينه يبقى المجال متسعاً لاستخبارات الدولة البابلية والآشورية، ومن غير أن نغفل الحديث عن الاستخبارات في صدر الإسلام، حيث نجحت الفتوحات الإسلامية اعتماداً على كثير من المعلوماتية، ومن دون أن نغفل الصين والهند، اللتين كان لهما باع طويل في هذا المضمار.

حديث الاستخبارات والجاسوسية في القدم، هو مرآة لواقع العالم الحالي، إنها نفس وتيرة الصراع الإنساني والوجداني عبر التاريخ.

المزيد عن: الشرق الأوسطالعمل الاستخباراتيالاستخباراتالجواسيسالإسكندر المقدونيتحتمس الثالثالتجسس

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00