ضمير المتكلمعربي نبيل البقيلي من هاليفاكس: محمود درويش – سليم بركات..اعتراف ام خيانة by admin 11 يونيو، 2020 written by admin 11 يونيو، 2020 70 هاليفاكس / نبيل البقيلي – canadavoice1@gmail.com كان من الممكن ان لا تحمل اطلالة سليم بركات عبر «القدس العربي» ، والتي جاءت متأخرة ٨ سنوات عن موعدها ، الاثارة المطلوبة لو حذف منها الجزء المتعلق بخصوصية محمود درويش ولكن الأمر سيان لان المطلوب رأس الشاعر الفلسطيني والشاعر الكردي سليم بركات….معا! كان قدومه الى بيروت اشبه بحضور مخلوق غريب يحمل تضاريس لغته القاسية وذاكرة لم تعتدها العاصمة التي تتدعي الحداثة وتتبنى لغة اكثر بساطة من خلال التيارات الادبية والشعرية المتنوعة التي اجتمعت فيها ، في تلك الأيام قادمة، من عواصم القهر العربي الى واحة الحداثة حيث اقام روادها ونشروا اعمالهم بحرية الى العالم. جاء سليم بركات بضيافة ادونيس واقام تحت جناحي الشاعر الكبير الذي كان يعاني بدوره من صعوبة تقبل لغته وافكارة الممعنة في الحداثة الى ابعد الحدود . جاء سليم الى بيروت ليضيف نكهة لغوية قد تكون جافة وقاسية بالنسبة للكثيرين حينها ، ولكنها لغة عربية بحاجة الى الكثير من الجهد لتقبلها مما خلق اشكالية كبيرة في تقبل هذا الكردي الذي يحمل في مخيلته مخزوناً كبيراً من التمرد والقساوة المتوحشة . خرج سليم من ادونيس ليقيم في احضان الثورة الفلسطينية التي عاش في كنفها معظم المثقفين المطردين من اوطانهم .واقام في غرفة ريفية ضمن بيت بيروتي الطراز استحوذت عليه فيما بعد النحاتة والفنانة منى السعودي. بقي سليم وفياً لهذه الثورة ولبيروت حتى لحظة خروجه على متن البواخر الى الشتات والمنفى الكبير . كنت في استقباله في مطار لارنكا قادماً من تونس برفقة السفير الفلسطيني في قبرص فؤاد البيطار وبطلب من محمود درويش لترتيب اعادة اصدار مجلة الكرمل من قبرص . ربما كانت المرة الاولى التي عرف فيها سليم ركوب الطائرة ، فقد عاش في بيروت ضمن نظام وروتين قاتل .. من العمل الى مطعم «علاء الدين» الملاصق لبيته لاحتساء بعض زجاجات البيرة، الى شقته المتواضعة جداً في بناية «القصر» . بقي سليم من الاوفياء القلائل للشاعر محمود درويش وحتى اللحظة الاخيرة احتمل وقاتل بشراسة حملات التشويه التي تعرضت لها «الكرمل» من التيارات السياسية المتعددة داخل الثورة ، لما شكلته من واحة ديمقراطية لم تلتزم بالافكار «المريضة» داخل الثورة وفصائلها متعددة الاتجاهات. لم يبذل سليم اي جهد في «تدجين» لغته سوى في الاعمال التي فرضت عليه بعض «التبسيط» ليس من اجل فض «بكارة» لغته الاصلية . انما هوية الكتابة او الحدث فرض هذا الشكل الجمالي في الكتابة ، وهي اعمال اشبه بالسيرة ذات الخصوصية العالية والمتفردة. لم يكن سليم بركات اجتماعياً بالقدر الكافي في مدينة مثل بيروت فشكل لغزاً اضافياً في ما يكتبه من شعر نخبوي قلة استطاعت التجاوب معه ، وحملت رواياته الغموض السريالي في اقصى درجاته فخلقت عالماً مغلقاً باحكام يتطلب الجهد الهائل والثقافة الخاصة للدخول اليه و فهمه . عالم سليم يخلو من الرقة والمجاملة . عالم تسيطر عليه وحشية اللغة وانانيتها . عالم لا يمكن فصل لغته عن طفولة الكاتب ووحشية المكان الذي ينتمي اليه، والحضارة الدموية التي عاشت فيها سلالته. انه شاعر ينتمي الى سلالة عميقة ومتجذرة في النبل والتاريخ . نقول هذا الكلام لان البعض لم يتسن له الدخول الى هذا العالم المليء بالاحاجي والطقوس… ولا يملك مفاتيح او «كودات» هذا الكهف ، فشكل سليم اشكالية اخرى في مدينة تبحث عن السهولة في انتاجها الادبي . ولم تكن هذه الصعوبة في البلدان الاخرى كالعراق والمغرب العربي . اما موقف البعض من اعمال سليم بركات فهو ينبع من الموقف السياسي الذي يمثله ، وهو هويته الفلسطينية الكردية . وكان هذا الموقف نفسه من الشاعر محمود درويش في الثمانينات عشية الاجتياح الاسرائيلي للبنان والذي اصطف فيه البعض، ومن غالبية الطوائف ضد الثورة الفلسطينية. ولا بد من العودة الى مقال محمود درويش في مجلة الكرمل في عددها الاخير الذي صدر من بيروت ويحمل عنوان «جزء لا جزيرة» كي نستذكر تلك المرحلة . نذكٌر بتلك المرحلة فقط لقساوتها وما عاناه محمود درويش من عزلة في بيروت الى درجة انه لم يجد مكاناً يأوي اليه من الجيش الاسرائيلي حين دخل العاصمة اللبنانية . اما اليوم وبعد مقال سليم بركات .(وهو نادراً ما كتب في الصحافة، او اجرى مقابلات صحفية) .. يحتار البعض من اين يبدأ في نهش ادب سليم بركات وسمعة محمود درويش وخرج هؤلاء وهم يتحدثون عن العفة والاخلاق في الوقت الذي يفوح تاريخهم بروائح الخيانات واللا اخلاق .. من خيانة اوطانهم الى خيانة الثقافة التي يدعونها. هذه الاصوات نفسها اصبحت اكثر»نضوجاً» ، و» حذرا» عبر مواقع التواصل الأجتماعي ، ولم يتغير في مواقفهم سوى انهم اصبحوا ينتمون الى تيارات تستتر خلف الحداثة او ما بعد بعد الحداثة . انطلقت التعليقات الخاوية السطحية التي تحمل في طياتها حقدا سياسيا ، قبل النقد الثقافي , بقيادة «فصائل» النقد الغبي المسطح الخالي من اي بعد اخلاقي او ثقافي مستهدفة الشاعر الكبير والروائي والشاعر الذي اعتكف في كافة المنافي التي عاشها داخل عالمه المحكم يصارع ابطاله بسرية مطلقة . ومنهم ، من اشك أنه قرأ لسليم بركات شعراً او رواية ، يطلق مواقفه الحمقاء في تقييم اعماله تحت شعار انه ينتمي الى مدرسة الحداثة وما بعدها . هؤلاء المثقفون بالذاكرة . ابناء النصوص «الشفهية» .جهلة اللغة والمخيلة. «شبيحة» التيارات السياسية والثقافية يتطاولون على قمم الإبداع من خلال تعليقات مريضة او سوقية . من يعرف مستوى علاقة محمود درويش وسليم بركات يدرك صدق وشفافية ما حمله المقال من معان ونبل. محاولة القول ان سليم «خان» اعتراف صديقة هو امر لا يقل سخافة عن ادعاء الفضيلة لدى البعض في محاولة لتهشيم صورة الشاعر الايقونة والمقدسة لدى جمهوره. ولا شك بأن سليم بركات اراد بدوره ازاحة اعتراف محمود درويش عن كاهله من خلال اعلانه، وهذا الأمر يعطي شرعية لمضمون الاعتراف . مقال قد يكون تأخر سنوات كي يبصر النور، واعتراف من الشاعر الكبير ، وكأنه اراد توقيته وحاملا توقيع سليم بركات. سليم بركات : محمود درويش وأنا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما هي أبرز بنود قانون قيصر؟ next post لا توافق سودانيا على نظام الحكم المطلوب You may also like قصة الطائرة الفرنسية المخطوفة على يد جزائري عام... 29 أبريل، 2024 هكذا هرب جنرال إيراني إلى أحضان “سي آي... 25 أبريل، 2024 هل تقف أوروبا “عاجزة” أمام التجسس الصيني؟ 25 أبريل، 2024 أحمد عبد الحكيم يكتب عن: قصة تحول عقود... 24 أبريل، 2024 “حزب الله”… من النشأة إلى حكم الدويلة والسلاح 23 أبريل، 2024 يوليوس قيصر… هل اغتال نفسه؟ 19 أبريل، 2024 من قتل الفرعون الصغير توت عنخ آمون؟ 12 أبريل، 2024 ماذا تبقى من “حزب البعث” في الذكرى الـ77... 10 أبريل، 2024 هل لدى روسيا حلفاء في مواجهتها الضارية مع... 1 أبريل، 2024 هل يدفع “المركزي البرازيلي” فاتورة تأييد الاستعباد في... 28 مارس، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.