كلير بورجيه مخرجة فيلم لغة أجنبية مع فريق التمثيل (خدمة المهرجان) ثقافة و فنون مهرجان برلين يطرح سؤال المراهقة في أوروبا اليوم by admin 22 فبراير، 2024 written by admin 22 فبراير، 2024 71 تكريم مارتن سكورسيزي حدث شعبي والفتاة الإفريقية تشرب شايا أسود في الصين اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان يوم احتفالي طويل عاشه أمس مهرجان برلين السينمائي (15- 25 الجاري) ، على وقع تكريم المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي. عشرات المئات تجمهروا أمام قصر الـ”برليناله” لالقاء التحية على صاحب “سائق التاكسي” والمطالبة بتوقيع يحمل خط يده، خلال وصوله إلى السجّادة الحمراء لاستلام “الدب الفخري” عن مجمل أعماله. الأفلام ضاعت قليلاً وسط هذه البهرجة التي صنعها أحد أبرز السينمائيين الذين لا يزالون أحياء. بدا “مارتي”، كما يلقّبه أصدقاؤه، في ذروة ألقه الذهني رغم انه تجاوز الثمانين، وهذا ما أوضحه المؤتمر الصحافي الذي عقده. مساءً، عاينت الصحافة في برلين “شاي أسود” (مسابقة) للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، على ان يُعرض رسمياً هذا المساء. عمل آخر يلفّه الغموض من بين كم وفير من الأعمال التي بدت بمثابة ألغاز وأحجية هذا العام في المهرجان. كثر خرجوا من الصالة ولم يفهموا ما جرى على الشاشة، لضعف السيناريو وعيوبه وشوائبه الكثيرة. باختصار هذا عمل ضعيف بمضمون ضحل يعود به مخرج “تمبكتو” بعد عشر سنوات من الغياب، لعله من أسوأ ما شاهدناه في المهرجان حتى الآن. حب أفريقي صيني في “شاي أسود” (ملف الفيلم) بطلة الحكاية آية (نينا ميلو) التي، بعدما تقول “لا” في يوم زفافها للرجل الذي من المفروض أن تتزوجه، تغادر بلادها (دولة أفريقية لا يحددها الفيلم) بحثاً عن حياة جديدة في “مدينة الشوكولا” (نسبةً لوجود الجالية الأفريقية فيها) في الصين. هناك تعمل في متجر للشاي، يملكه رجل صيني يُدعى كاي (شانغ هان). يبدأ كاي في تعليم آية كيف يُحتفى بالشاي والطقوس المرتبطة به. من محض مهنية، تتحوّل علاقتهما إلى حب رقيق. لكن الماضي يطلّ فجأة. باختصار، انها قصة حب بين مهاجرة افريقية وبائع صيني، من منظور مخرج أفريقي يحاول مساءلة الهوية، وتجديد صلته بها، لا بل يحاول بث دم جديد في سينماه. النية حسنة، والمحاولة تحمل في طياتها الكثير من الجهد، لكن النتيجة مخيبة، لا تفعل فعلتها في المُشاهد، بل نخرج من الصالة مع احساس بأننا أضعنا ساعتين من حياتنا. إلى الصين بلا مبرر ماذا تفعل الفتاة الأفريقية في الصين؟ (ملف الفيلم) حزم سيساكو حقائبه وترك البيئة الأفريقية التي اعتاد أن يموضع فيها حكاياته وذهب إلى الصين (جزء من الفيلم صُوِّر في تايوان)، حيث ثقافة غريبة عنه، وهذا الاغتراب السينمائي ملحوظ بوضوح في هذا العمل المفتعل، غير الأصيل، الذي يعجز علينا فهم منطقه وأهدافه. سيساكو الذي كثيراً ما سقط في فخ الأفلام الإكزوتيكية المهمومة بمخاطبة الغرب، يضع نفسه أمام حالة هي جديدة عليه، شكلاً ومضموناً، رغم أنه يراها امتداداً لأعماله السابقة، إذ يقول في مقابلة منشورة في الملف الصحافي: “كانت هناك أولى تمظهرات “شاي أسود” في أحد أفلامي السابقة، “في انتظار السعادة”، فنرى مهاجراً صينياً يتناول العشاء مع أفريقية ثم يبدأ بالغناء. لقد تناولتُ فيه ما أعتبره موضوعاً أساسياً: اللقاءات التي نقوم بها في حياتنا. أما بالنسبة للهوية الثقافية، فأنا لم أستكشف الشخصيات يوماً وفق التعريف التي لها بسبب انتمائها إلى مجموعة معينة من الناس. لديّ شعور بأن أولئك الذين يتركون كل شيء ويغادرون، قد غادروا معنوياً قبل وقت طويل من رحلتهم الفعلية. الرحيل الطوعي والنفي يستحضران كلاماً كثيراً عن الهوية. وبالنسبة لي، السينما هي وسيلة للتعبير عن ذلك”. هناك عيب في الفيلم يصعب علينا تجاوزه: الانتقال من أفريقيا إلى الصين، وهذا يحدث خللاً في الفيلم، ولا نفهم لماذا حدث ذلك وكيف، والفيلم لا يحاول أن يأتي بأي شرح حتى لحظة النهاية. لكن لسيساكو رؤية أخرى للموضوع، اذا فهو يقول: “يستنتج المُشاهد أنه في أفريقيا، ولكن من دون أن يتمكّن من تحديد أين بالضبط. هذا ينطبق أيضاً على المشهد الإنتقالي: تنتقل آية من شارع أفريقي إلى شارع صيني دفعة واحدة. ما يهم ليس الموقع، بقدر الرغبة في التأكيد أن مشية المرأة تبقى نفسها. هذا يؤكد على الحرية التي لا يمكن حصرها في بلد واحد. في الواقع، من خلال مراقبة محيطها، تخلق آية العالم الذي تعيش فيه. وانطلاقاً من هذا، لا يعود المكان الذي تجري فيه أحداث الفيلم، مهماً. ما كان يهمّني هو تصوير التشابه بين إيماءات آية وإيماءات كاي لإظهار القواسم المشتركة بينهما”. “لغة أجنبية” فيلم حسي أوروبي بامتياز (ملف الفيلم) اذا كان فيلم سيساكو يتحدّث عن الانتقال بين بقعتين جفرافيتين إحداهما بعيدة من الأخرى، ويفعل ذلك بطريقة رعناء تترك المُشاهد في حالة سلبية، فالعكس يحدث وعلى كل المستويات، في “لغة أجنبية” للمخرجة الفرنسية كلير بورجيه التي قدّمت واحداً من أقوى المقترحات السينمائية في مسابقة برلين هذا العام. شباب أوروبا سبقت العرض الرسمي للفيلم مساء الإثنين الماضي، حفلة توزيع جوائز المواهب الأوروبية الشابة، من ممثّلين وممثّلات لا يزالون في مقتبل تجربتهم. فتيان وفتيات في بداية العشرينات، على قدر عال من الحماسة، يشكّلون نواة السينما الأوروبية. لم يكن تزامن هذه الحفلة مع عرض الفيلم مصادفة، فالفيلم يدور بشكل أساسي حول معنى أن يكون الإنسان شاباً أو شابة في أوروبا اليوم، وهذا من خلال حكاية صبيتين، واحدة فرنسية تعيش في ستراسبور (ليليت غراسموغ)، والثانية ألمانية (يوسيفا هاينسيوس)، تقيم في لايبزيغ. كلتاهما في عمر تكتشفان فيه كلّ شيء، من الأحاسيس الناشئة والمفاجئة حيال الجنس والحب، إلى الوعي على أحوال السياسة والعالم الذي يحيط بهما. ما تعيشانه يكون أشبه بحصّة تدريبية لهما، أكثر من أي مدرسة أو جامعة. درس في كيفية إحداث توازن بين التكيف مع الواقع والتمرد عليه، مع ما يحمله هذا الدرس في داخله من سذاجة وسطحية وتهافت يميز هذه المرحلة العمرية. “لغة أجنبية” فيلم حسيّ جداً، من النوع الذي يميل إليه محبّو السينما الأوروبية، تأتي فيه المشاعر على رؤوس الأصابع. يمكن القول إنه نسخة عائلية لـ”حياة أديل” لعبد اللطيف كشيش، من دون إفراط في مشاهد الجنس، ومن منظور محض نسائي، أي مدرك لحاجات الفتيات. في دورة يتكرر فيها تناول موضوع اللغة وتعقيداتها، تقدّم بورجيه فيلماً شبابياً عصرياً طازجاً عن الحدود والمعابر الافتراضية والثقافات القريبة البعيدة والتاريخ القريب البعيد، بلا مساومات وكلام معسول، بل من خلال سلسلة صدمات. هذا كله يحدث في ظل الأم وحرصها الأبدي على أولادها. تنشأ الصبيتان في مناخ متوتّر، حيث صعود الأفكار المتطرفة واللاتسامح من الجانبين (سواء في المعسكر الرافض لكل شيء غريب عنه أو الذي يجد في العنف الحلّ الأمثل)، ليس المشكلة الوحيدة. لكن الفيلم مسكون بهذا التهديد المتوارث من جيل إلى جيل والذي يربط الماضي بالحاضر، ويحاول أن يجد موطئاً لهما في ظلّه. أقل ما يُقال إن المخرجة كلير بورجيه تصعد صعوداً صاروخياً مع هذا الفيلم، بعد 15 سنة على بداياتها، يوم فازت بجائزة “سيزار” عن فيلمها القصير “بالمجان للفتيات”. يحمل فيلمها المشغول بحس بصري عال، مضموناً سياسياً وإجتماعياً، يحاول اعادة فتح النقاش حول العلاقات الألمانية الفرنسية (تتحدّر بورجيه من منطقة حدودية تقع بين البلدين) في دعوة صريحة لرفض الكليشيهات من الجانبين، وهذا من خلال اللغة. لهذه الأسباب كلها، يبدو الفيلم خياراً مثالياً للـ”برليناله”، الذي طالما سعى إلى تقريب أعداء الأمس بعضهم من بعض، وهو نفسه كان ساهم أيضاً في توحيد الألمانيتين. المزيد عن: مهرجان برلينأفلامسينماأفريقياالصينالشبابأوروباالمراهقةالسياسةالتحولات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ابن رشد الفيلسوف العاشق في رواية “بيت من زخرف” next post آخر سنوات النهضوي بوتيتشيللي بين رسم النسوية والغضب السياسي You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024