تعرض الرئيس الجمهوري رونالد ريغان لانتقادات شديدة بسبب ضعف الأمن في السفارة الأميركية في بيروت (اندبندنت عربية) X FILEعرب وعالم من مول استهداف ملحق سفارة أميركا لدى بيروت عام 1984؟ (2-3) by admin 17 نوفمبر، 2024 written by admin 17 نوفمبر، 2024 41 تكشف برقية بريطانية سرية عن أن الولايات المتحدة فكرت بالانتقام من الهجوم لكنها كانت مترددة في الوقت عينه اندبندنت عربية / حامد الكناني كاتب وباحث @kananihamed وفي الجزء الثاني من هذه الوثائق التي كشف عنها الأرشيف الوطني البريطاني، ندخل في تفاصيل هوية ممول هجوم السفارة الأميركية في غرب بيروت في أبريل عام 1983 وارتباطه بالمجموعات الموالية لإيران في لبنان، ناهيك عن احتمال الرد الأميركي على الاستهداف والتقييم البريطاني لهذا الرد. عاشت البعثات الأميركية إلى لبنان في ثمانينيات القرن الماضي مراحل صعبة ودموية أودت بحياة المئات منهم في أكثر من استهداف، من أبرزها استهداف السفارة الأميركية في أبريل (نيسان) عام 1983 ومقر مشاة البحرية في أكتوبر (تشرين الأول) 1983 واستهداف ملحق السفارة الأميركية في شرق بيروت خلال سبتمبر (أيلول) عام 1984. في الجزء الأول من سلسلة “استهداف الوجود الأميركي في لبنان بين 1983 و1984″، كشفت “اندبندنت عربية” تفاصيل سرية عن استهداف ملحق السفارة وكيف ساعد حارس السفير البريطاني الشخصي في التخفيف من حدة الهجوم بعدما أصاب المهاجم الانتحاري. وفي الجزء الثاني من هذه الوثائق التي كشف عنها الأرشيف الوطني البريطاني، ندخل في تفاصيل هوية ممول هجوم السفارة الأميركية في غرب بيروت في أبريل عام 1983 وارتباطه بالمجموعات الموالية لإيران في لبنان، ناهيك عن الرد الأميركي على الاستهداف والتقييم البريطاني لهذا الرد. واشنطن درست إمكانية تنفيذ ضربة انتقامية لـ “حزب الله” بعد تفجير ملحق سفارتها (الأرشيف الوطني البريطاني) تمويل هجوم السفارة عام 1983 تستعرض إحدى برقيات الأرشيف الوطني البريطاني معلومات استخباراتية تتعلق بهذا التفجير مع تحذيرات من احتمال وقوع هجمات إضافية قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية حينها التي فاز فيها الرئيس الجمهوري رونالد ريغان وأكمل حكمه في ولاية ثانية امتدت حتى عام 1989. كذلك، سلطت هذه البرقيات الضوء على أنشطة وتحقيقات مكثفة قامت بها وكالات الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع وكالات استخباراتية أخرى حول هوية ممولي الهجوم والأخطار المحدقة. وفي نص الوثائق أن “الاستخبارات توصلت إلى أن المتفجرات تم تمويلها عبر وسيط مالي لبناني يُدعى حسن حميز، معروف بعلاقاته الوثيقة مع الحكومة الإيرانية. يُعتقد بأن حميز تلقى تمويلاً بلغ قدره 50 ألف دولار أميركي لدعم الهجوم على مقر مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983. كما أن حميز له صلات بحسين الموسوي، وهو زعيم فصيل شيعي مسلح خلال الحرب الأهلية، وتربطه صلة قرابة بشخص متورط في التخطيط لتفجير مشاة البحرية (المارينز في أكتوبر عام 1983)”. الرد الأميركي والموقف البريطاني بالعودة لهجوم ملحق السفارة الأميركية في عوكر في سبتمبر عام 1984، تكشف برقية سرية أرسلها رئيس قسم الدفاع بالسفارة البريطانية في واشنطن إلى مرجعيته في لندن في الـ21 من سبتمبر، عن توجيهات أميركية للنظر في إمكان تنفيذ ضربة انتقامية، لكنه أشار إلى عدم توافر معلومات استخباراتية كافية لاتخاذ القرار، إلا إذا توافرت معلومات إضافية قريباً، بالتالي هذا يرفع من احتمالية الضربة في وقت قريب. تحذيرات استخباراتية حول تهديدات جديدة ضد السفارة الأميركية في بيروت (الأرشيف الوطني البريطاني) وكانت لندن حينها تعتقد بأنه على الولايات المتحدة تقديم إشعار مسبق في حال قررت القيام برد عسكري. ويعبر مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية عن تحفظه تجاه هذا الطلب، مشيراً إلى أن الأفضل هو عدم التورط في أي مناقشات أميركية حول الخطوات اللاحقة، والاكتفاء بالتنسيق مع الأميركيين والفرنسيين في شأن تحديد المسؤولية عن الهجوم. ويضيف أن أي رد محتمل من جانب الولايات المتحدة سيكون بعيداً من المناطق التي قد تعرض موظفيهم البريطانيين لخطر مباشر. ومع ذلك، يؤكد المسؤول في وزارة الخارجية البريطانية ضرورة إعداد بيان صحافي دفاعي مناسب حول هذا الموضوع وتقديمه ضمن وثائق إعلامية احتياطية حول لبنان. تهديدات جديدة ضد السفارة الأميركية وضمن الملف نفسه، تتوقف تقارير صادرة عن وسائل الإعلام الأميركية حينها، تحديداً صحيفة “واشنطن بوست”، عند النشاط الإرهابي المستمر في لبنان، لا سيما التهديدات الموجهة ضد السفارة الأميركية في بيروت. وفي هذه التقارير يُكشف كيف أن تحذيرات استخباراتية تلقتها الحكومة الأميركية حول هجمات محتملة قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي حصلت حينها في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 1984. ومما جاء في النص: “في الـ18 من أكتوبر عام 1984، أصدرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً يشير إلى وجود تهديدات إرهابية ضد السفارة الأميركية في بيروت. استند التقرير إلى مصادر استخباراتية تفيد بأن الحكومة الأميركية تلقت تحذيرات محددة وموثوقة حول شحن متفجرات إلى لبنان كانت تستهدف موظفي السفارة”. كما ذكر التقرير أن أجهزة الاستخبارات الأميركية، بالتعاون مع نظيراتها الإسرائيلية، كانت بدأت بتتبع المتفجرات منذ منتصف أغسطس (آب) من العام نفسه. ومع اقتراب موعد الهجمات، زادت المعلومات المتاحة حول الأهداف المحتملة التي شملت مقر إقامة السفير والملحق بالسفارة قرب الساحل اللبناني. والمفارقة ما كشفت عنه الوثائق أن التقارير الاستخباراتية أكدت أن بعض المتفجرات لا تزال موجودة في لبنان، وأن هناك توقعات بوقوع هجمات جديدة قبل الانتخابات الرئاسية. وكانت السلطات الأميركية تخشى بصورة خاصة وقوع هجوم مماثل يطاول الأهداف نفسها. ويخلص معدو الوثائق البريطانية إلى أن “المعلومات الواردة في التقرير تظهر مدى التوتر الأمني في لبنان في ذلك الوقت، إذ كانت السفارة الأميركية هدفاً متكرراً للتهديدات الأمنية. ويعكس هذا النص الأبعاد المعقدة للتعاون الاستخباراتي بين الدول، وكذلك أهمية المعلومات الاستخباراتية في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية والأمن القومي. ويبرز أيضاً دور الوكلاء المحليين في تنفيذ الهجمات ودورهم كحلقة وصل بين القوى الخارجية والجماعات الإرهابية”. مخاوف دولية وانتخابية وبالعودة إلى تردد أميركا حينها بالرد على “حزب الله” بعد هجوم الملحق في عوكر، يكشف التقرير السري البريطاني الصادر في الخامس من أكتوبر عام 1984 من السفارة البريطانية في واشنطن عن أن الولايات المتحدة كانت تدرس القيام بعمل عسكري ضد جماعة الحزب، لكن الرغبة في عدم الرد عسكرياً كانت قائمة أيضاً. ويوضح التقرير أن جماعة “حزب الله” بقيادة محمد حسين فضل الله، والمتمركزة في البقاع، كانت هي المسؤولة عن الهجوم، ويستبعد التقرير تورطاً سورياً رسمياً، على رغم احتمال علم بعض المسؤولين السوريين. التردد الأميركي في الرد العسكري على السفارة وسط مخاوف دولية وانتخابية (الأرشيف الوطني البريطاني) في نص التقرير “البنتاغون كان يراجع خطط طوارئ تشمل احتمال توجيه ضربات جوية للبقاع، لكن لم يتم نشر قوات جديدة، ولا يتوقع اتخاذ قرارات عاجلة. هناك قلق من ردود فعل دولية، بخاصة مع الانتقادات الداخلية للرئيس ريغان في شأن ضعف الأمن. كثير من المستشارين يفضلون عدم القيام بأي عمل قد يعرض الأميركيين للخطر، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات”، ويضيف معدو التقرير أن الولايات المتحدة كانت مترددة في اتخاذ إجراء ضد الحزب، وأنها قد تستمر في نهج عدم الرد على الهجمات، ما لم يحدث تصعيد جديد. وهنا نعرض أبرز ما جاء في نص التقرير السري البريطاني: “أكد لنا تيتشر (من موظفي مجلس الأمن القومي) أن الأميركيين يعرفون أن جماعة الحزب، بقيادة فضل الله والمتمركزة في معسكرات في البقاع، كانت مسؤولة عن الهجوم على السفارة الأميركية في شرق بيروت. وهم لا يعتقدون بأن السوريين كانوا متورطين رسمياً في هذه العملية، على النقيض من الهجمات على مشاة البحرية في أكتوبر، على رغم أنه من المحتمل أن يكون مسؤولون سوريون على علم بما تم التخطيط له. كانت هناك أدلة على أن الأسد نفسه شعر بالحرج من الهجوم”. وهنا يعتقد تيتشر بأن هذا قدم حجة إضافية لمنع أي رد انتقامي من جانب الولايات المتحدة، لم يكُن هناك ما يمكن اكتسابه من إعادة الأسد والجماعات الموالية لإيران في لبنان إلى صف واحد مرة أخرى. ويتابع معدو التقرير البريطاني السري أن “جهات الاتصال لدينا تدرك تمام الإدراك الحجج الدولية القوية ضد اتخاذ إجراءات انتقامية. وعلى رغم أنه تعرض (ريغان) لانتقادات شديدة بسبب ضعف الأمن في السفارة الأميركية في بيروت، فإن كثيراً من مستشاري الرئيس قد ينصحون أيضاً بعدم اتخاذ أي إجراء ينطوي على تعريض المدنيين وأفراد الخدمة الأميركية للخطر في هذه المرحلة المتأخرة من العملية الانتخابية. ونظراً إلى تقدمه في استطلاعات الرأي، فإن شعار ’السلامة أولاً‘ قد يكون منطقياً بالنسبة إليهم. ولكن هذا قد يتغير في حال وقوع هجوم إرهابي آخر”. قصور أمني وتنسيقي وراء الهجوم قبل حصول هجوم ملحق السفارة الأميركية في عوكر، تحديداً بالعودة إلى فبراير (شباط) 1984، أعلن الرئيس الأميركي رونالد ريغان إنهاء مشاركة مشاة البحرية الأميركية في لبنان، وتم تكليف قوة لبنانية محلية بتولي مسؤولية الأمن. وأثبتت هذه القوة كفاءة عالية، إذ تمكنت من رصد التهديدات والتعامل معها بحذر، مما وفر حماية إضافية للسفارة وخفض الحاجة للوجود الأميركي المباشر. تقرير مجلس الشيوخ: قصور أمني وتنسيقي وراء هجوم السفارة الأميركية (الأرشيف الوطني البريطاني) وهنا يشير تقرير مجلس الشيوخ حول هجوم السفارة الأميركية في العاصمة بيروت إلى قصور في تأمين الطرقات وضعف في التنسيق الاستخباراتي. وبحسب وثائق الأرشيف الوطني البريطاني التي اطلعت “اندبندنت عربية” عليها، جاء في التقرير ما نصه: توصل التقرير إلى أن نجاح الهجوم لم يكُن نتيجة الانتقال المبكر إلى ملحق شرق بيروت (عوكر)، أو غياب قوات المارينز، أو نقص المعدات. بل يعود السبب لتقصير الجهات المسؤولة في تأمين الطريق المؤدي إلى الملحق بوضع حواجز متنقلة إلى حين تركيب بوابة أمنية دائمة… مما استغله الإرهابيون للمرور عبر الحواجز الخرسانية والوصول إلى المبنى بسهولة. ويضيف أنه في يوم التنفيذ، في الـ20 من سبتمبر، استغلت شاحنة مفخخة هذه الثغرات في التدابير الأمنية، فاقتربت عبر المسار المتعرج وتجاوزت الحواجز بسرعة من دون توقف. وعلى رغم محاولات الحراس لإيقافها بإطلاق النار، تمكنت الشاحنة من الوصول إلى المبنى وانفجرت. ويعكس تفجير ملحق السفارة الأميركية في بيروت عام 1984، بحسب الوثائق البريطانية، تعقيدات الوجود الأميركي في لبنان والتحديات الأمنية المستمرة وسط الصراع الطائفي والتهديدات الإرهابية. كما تشير الحادثة إلى ضرورة تبني سياسات أمنية أعمق وأكثر فاعلية لحماية الدبلوماسيين الأميركيين وتعزيز الاستقرار في لبنان، حيث يبقى انسحاب الولايات المتحدة خياراً حساساً يحمل تأثيرات كبيرة في علاقاتها الإقليمية ودورها في الشرق الأوسط. المزيد عن: لبنانأميركلااستهداف السفارة الأميركيةالحرب الأهلية اللبنانيةرونالد ريغنوثائق بريطانيةلندن مرافق سفير بريطانيا لدى لبنان أنقذ الأميركيين من كارثة كبرى (1-3) 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كل الاسبوع: حربا غزة ولبنان في “قمة الرياض” وصدمات تعيينات ترمب تتوالى next post شعراء فلسطينيون في الشتات… تفكيك المنفى والغضب والألم You may also like مستقبل الكرة الأرضية بعد باكو… جدل البيئة والسياسة 18 ديسمبر، 2024 اختبارات الثانوية السودانية تثير التوترات ومخاوف التقسيم 18 ديسمبر، 2024 القوات الإسرائيلية تتوغل بعمق 9 كيلومترات داخل ريف... 18 ديسمبر، 2024 “المجلة” تدخل إلى “فرع فلسطين”… أخطر مقرات مخابرات... 18 ديسمبر، 2024 أمن الدولة يصادر صناديق حزب الله: أسلحة وقطع... 18 ديسمبر، 2024 الانهيارات الاقتصادية داخليا والتوترات الجيوسياسية تضع إيران في مهب... 18 ديسمبر، 2024 موسكو تعتقل مواطنا أوزبكيا في اغتيال الجنرال إيغور... 18 ديسمبر، 2024 سويسرا.. “قرار إنساني” في محاكمة عم الأسد 18 ديسمبر، 2024 «الشاباك» يعتقل إسرائيلياً «عمل لصالح الاستخبارات الإيرانية» 18 ديسمبر، 2024 «الخارجية الإسرائيلية»: الجولاني «ذئب في ثوب حمل» 18 ديسمبر، 2024