الجمعة, ديسمبر 27, 2024
الجمعة, ديسمبر 27, 2024
Home » من الأوديسة إلى “موبي ديك”… تعالقات الحبر والبحر

من الأوديسة إلى “موبي ديك”… تعالقات الحبر والبحر

by admin

 

أوجه الشبه بين مغامرة صفحة الكتابة البيضاء والإبحار عبر لجج الأمواج تكمن في أن كليهما يحمل أسئلة تحاكي الوجود: متى سنصل؟ ماذا سنكتشف؟

اندبندنت عربية / لنا عبد الرحمن

لطالما استخدم الروائيون والشعراء البحر بوصفه مجازاً لأعماق الحياة وأخطارها، عبر تقديم علاقتهم الخاصة بالطبيعة المائية وقوتها الغامضة، وكيف يؤثر البحر في الحياة الإنسانية والروح، ويمثل تحدياً لنا للتفكير في مدى تشابك حياتنا مع العالم الفطري.

“أيها الإنسان، سوف تحب البحر دائماً”، عبر هذه الكلمات البسيطة، يلمح فيكتور هوغو إلى الروابط العميقة بين الإنسان والبحر، التي لا يمكن فهمها بسهولة، إلا عبر سبر أغوار اليم بحساسية وعمق. وهذا ينعكس بوضوح في مغامرات الكُتاب وعلاقتهم بالأمواج الهادرة، حيث تجسد ملحمة الإبحار، عبر صفحات الكتب المتعة والتحدي نفسيهما.

لعل أوجه الشبه بين مغامرة الصفحة البيضاء والإبحار عبر لجج الأمواج، تكمن في أن كليهما يحمل أسئلة تحاكي الوجود، متى سنصل؟ ماذا سيحدث خلال الرحلة؟ ماذا سنكتشف؟

لعل الانجذاب العميق الذي عاشه جول فيرن نحو البحر موضوع رئيس يتخلل كثيراً من أعماله الأدبية (موسوعة الأدب العالمية)

 

البحر وأبطاله

في أولى الملاحم التي أُثبتت عبر الكتابة، والكتاب يروون لنا قصصاً عن البحر وأبطاله.

في الأوديسة يخفي البطل الأسطوري أوديسيوس تعليمات ملاحية دقيقة للبحارة، في حين ينجو “موبي ديك” من قبضة القبطان آهاب، بينما روبنسون كروزو ينتظر النجاة على جزيرته النائية. إنه بحر واقعي يستفز، يرعب ويجذب، وبحر خيالي يلهم ويسمو بالخيال إلى عنان السماء.

فمنذ الأزل، لم يكن البحر مجرد مسرح للمغامرات الأدبية، بل كان شاهداً على الحياة الإنسانية، يُظهر صوراً متباينة، عميقة، أسطورية ومتوحشة، حالاً من البطولة والرومانسية المطلقة، وأخرى رهيبة ومفزعة حد الموت.

لكن في كل الأزمنة والعصور يظل البحر “واهب اللؤلؤ والمحار”، كما يرى بدر شاكر السياب، مانحاً الإلهام لإبداعات أدبية رائعة، يؤدي هذا الدور عبر حضوره المؤثر في الأساطير والمعتقدات القديمة، وفي الروايات الحديثة، يبحر الروائيون والروائيات على متن سفن الخيال، التي بأجنحتها تحقق الحلم القديم بالتحليق على الماء.

همنغوي وسانتياغو

كان ارتباط إرنست همينغوي بالبحر عميقاً ومتشابكاً بصورة وثيقة مع حياته الشخصية ومسيرته الأدبية. فمنذ سنّ مبكرة، كان همينغوي مجذوباً إلى المحيط، وهو شغف تعزز خلال أصياف طفولته التي قضاها في كوخ عائلته في شمال ميشيغان، وتعمق هذا الارتباط مع تقدمه في العمر في تعطشه للمغامرة وحبه للبحر.

روبرت لويس ستيفنسون حافظ على علاقة عميقة ودائمة مع البحر طوال حياته (ويكيبيديا)

 

عمله الأكثر شهرة، “العجوز والبحر”، يجسد هذا الارتباط، إذ يصور البحر بوصفه قوة جميلة وقاسية في آن واحد. تبدأ الرواية بالجملة التقليدية “كان يا ما كان”، وعلى رغم أنها مروية بتفاصيل واقعية مؤثرة، فإنها في الواقع حكاية سانتياغو، الصياد الذي لم يتمكن من صيد شيء منذ ما يزيد على 80 يوماً، يشعر باليأس الشديد، فيبحر بعيداً، يتمكن من الإمساك بسمكة كبيرة، لكنه يعجز عن جلب فريسته إلى القارب، وها هي القروش، التي جذبها الدم، تقترب، يقاتل سانتياغو في البحر، ويواجه بمفرده الشدائد والظلم، مخاطراً بحياته للدفاع عن كرامته، لا يهم إذا كان سينتصر على مصاعب القدر أم لا، ففي القتال، كما يرى همينغوي تكمن كل عظمة الإنسان.

يعكس سانتياغو، كفاح همينغوي وانتصاراته، مصوراً رجلاً متوائماً بصورة عميقة مع إيقاعات المحيط. بالنسبة إليه، كان البحر مكاناً للعزلة والتأمل، مصدر إلهام، وتحدياً يجب التغلب عليه.

أحلام كونراد

وتنعكس علاقة جوزيف كونراد بالبحر بصورة واضحة في أعماله الأدبية، إذ يظهر اهتمامه وتردده تجاه الطبيعة البحرية الشاسعة والغامضة في الوقت ذاته. وُلد كونراد في بولندا، وحصل لاحقاً على الجنسية البريطانية، وقضى أعواماً حيوية من شبابه بحاراً، مما أثر بصورة كبيرة في كتاباته. فقد زرعت فيه تجاربه في التجوال عبر مياه العالم، احتراماً عميقاً لقوة البحر وتقلباته. رواياته تصوّر البحر ليس بوصفه خلفية بل بوصفه شخصية تمتلك قوة روائية خاصة بها.

في روايته “إعصار”، يقوم كونراد، بعد حياة طويلة في البحر، بتصفية حساباته مع بعض الصور النمطية القديمة عن البحارة وقادتهم. تصور الرواية شخصية استثنائية للغاية، إنه الكابتن ماك وير، الذي لا يشبه القبطان التقليدي، هو قبطان أنيق، يرتدي دائماً بذلة بنية اللون، وقبعة تتميز بتاجها الدائري الصلب، وحافتها الضيقة والمقوسة، وينتعل حذاء أسود. يصفه كونراد قائلاً، “لا يغادر سفينته أبداً للذهاب إلى الشاطئ، من دون أن يمسك في قبضته القوية المشعرة مظلة أنيقة من أجود الأنواع”. ويوضح صفاته النفسية أيضاً بأنه رجل بلا خيال، ثم يتساءل: “لكن هل هذا عيب؟ الخيال هو ما يجعلنا حساسين، متغطرسين وصعبي الإرضاء، كل سفينة تحت قيادة الكابتن ماك وير تصبح ملاذاً عائماً للانسجام والسلام”.

سوف يذهل ماك وير أصحاب العمل ثم طاقمه بعقليته العملية. وخلال الإعصار القوي، بينما الفوضى تعصف بالسفينة، والبحارة يتخذون مأوى في ممر ضيق، والعمال الصينيون، الذين يشكلون حمولة السفينة، يتقاتلون على المال الذي تناثر من حقائبهم الممزقة بفعل العاصفة، يحافظ ماك وير على اتزانه. بالمعنى الحرفي أولاً، عندما يرفض تغيير مسار سفينته بسبب العاصفة، وبالمعنى المجازي بعد ذلك، إذ لا يُضيع أبداً حسه الواقعي والأخلاقي. يصفه بالقول، “إذا أردت أن تجد له بطولة، فهي في قدرته على البقاء على حاله في ظروف ينحدر فيها الآخرون إلى مستوى خوفهم”.

تنعكس علاقة جوزيف كونراد بالبحر بصورة واضحة في أعماله الأدبية (موسوعة الأدب العالمية)

 

“البحر، البحر”

أما الروائية البريطانية والفيلسوفة إيريس مردوخ، فتعتبر روايتها المؤثرة “البحر، البحر” استكشافاً مؤثراً لتعقيدات العلاقات الإنسانية، طبيعة الحب، والسعي وراء المعنى الجوهري للحياة. وغالباً ما تتقاطع أعمال مردوخ مع معرفتها العميقة بالفلسفة واهتمامها بعلم النفس الأخلاقي.

ونُشرت رواية “البحر، البحر” عام 1978، وتعد من بين أعمال مردوخ الأكثر حضوراً، إذ فازت بجائزة “بوكر” في العام نفسه، الرواية هي سرد من منظور تشارلز، وهو مدير مسرح متقاعد انتقل إلى منزل ناءٍ على شاطئ البحر بنية كتابة مذكراته، لكن خططه تعطلت بسبب لقاءات غير متوقعة مع حبه القديم.

وتزخر “البحر، البحر” بمواضيع الهوس، الغيرة، وطبيعة الحب الهائجة. ويقدم تشارلز للقراء لمحة عن عالمه الداخلي المضطرب، ويصبح انسحابه إلى البحر مجازاً لرحلته التأملية، وغوصاً عاصفاً في أعماق رغباته وندمه. وتستخدم مردوخ البحر ليس فقط بصفته موقعاً، ولكن بصفته رمزاً للعقل الباطن، إذ تطفو التجارب السابقة والعواطف المكبوتة من العمق إلى السطح.

قلب في المحيط

لعل الانجذاب العميق، الذي عاشه جول فيرن نحو البحر، هو موضوع رئيس يتخلل كثيراً من أعماله الأدبية، مما جعله واحداً من رواد أدب الخيال العلمي والمغامرة. وُلد فيرن في مدينة نانت، في فرنسا، وهي ميناء يطل على ساحل الأطلسي، وتأثر بصورة كبيرة في قربه من البحر منذ صغره. وتصور روايات فيرن، مثل “20 ألف فرسخ تحت الماء”، و”الجزيرة الغامضة”، و”رحلة إلى مركز الأرض”، ارتباطه العميق بالمحيط.

ومن خلال بحثه المتأني وسرد القصص، أحيا فيرن عوالم خيالية تحت الماء، نرى غواصات متقدمة، ورحلات جريئة عبر مياه لم تستكشف بعد. وتجسد شخصياته، مثل الكابتن نيمو، روح المغامرة والاستكشاف، وتنقل عجائب وأخطار البحر. وتصوير فيرن للبحر ليس مجرد مغامرة، بل يمتد إلى استكشاف الابتكار التكنولوجي، والاكتشاف البيئي، وسعي الإنسان إلى المعرفة والاكتشاف.

جزيرة الكنز

أما روبرت لويس ستيفنسون، المشهور برواياته الشيقة عن المغامرات والاستكشاف، فقد حافظ على علاقة عميقة ودائمة مع البحر طوال حياته. وُلد في إدنبرة، إسكتلندا عام 1850، وكانت أعوامه الأولى مليئة بالمرض، الذي كان يحد من نشاطه في الهواء الطلق. ومع ذلك، تألقت تخيلاته وهو يسترجع قصص المغامرات البحرية المغموسة بفضول شديد تجاه أسرار البحر.

وتجسدت مسيرة ستيفنسون الأدبية في أعمال تبرز البحر بوصفه خلفية وشخصية رئيسة، إذ تجسد روايته الشهيرة “جزيرة الكنز” ببراعة سحر وخطورة حياة البحارة. ومن خلال مغامرات جيم هوكينز، والشجاع لونغ جون سيلفر، يروي ستيفنسون قصة كنز مدفون، وثورة، وأخطار البحار ومغامرات البحارة. ووصفه الباهر لسفينة “هيسبانيولا” وجزيرة “الجمجمة الخطرة” يعكس معرفته العميقة بأساطير الملاحة وعالم البحار.

وتستكشف أعماله أيضاً مواضيع مثل الاستعمار، وصدام الثقافات. وتأثرت كتابات ستيفنسون بصورة كبيرة في رحلاته عبر جزر المحيط الهادئ، إذ كان يبحث عن ملجأ من المرض، ويستكشف آفاقاً جديدة، مما أثر بصورة كبيرة في كتاباته ورؤيته للحياة، وعزز مكانته بوصفه أحد أعظم رواة البحر في التاريخ الأدبي.

الحب والبحر

ولعبت علاقة جاك لندن بالبحر دوراً محورياً في تشكيل مسيرته الأدبية وحياته الشخصية، مما أضفى على أعماله احتراماً عميقاً، وإعجاباً بالحياة البحرية.

وكان لندن على تماس مع البحر منذ صغره، فقد ولد في مدينة سان فرانسيسكو وهي ميناء يطل على المحيط الهادئ. وتميزت أعوامه الأولى بالصعوبات وعزمه الشديد على الهرب من الفقر، مما دفعه لتولي وظائف متنوعة، بما في ذلك العمل بوصفه بحاراً على سفينة لصيد الفقمة. وهذه التجارب على الماء لم توفر له فقط مادة لقصصه، بل غرست فيه أيضاً فهماً عميقاً لقوة البحر وعدم التنبؤ به.

وتنعكس العلاقة الحميمة بين لندن والبحر بوضوح في أعماله الأدبية، كما في روايته “ذئب البحر” التي تعد مثالاً بارزاً، إذ تصور الطبيعة الوحشية والقاسية للحياة البحرية، ويستكشف جاك لندن مواضيع البقاء، الصراع على السلطة، والتصادم بين الحضارة والوحشية. ويجعل البحر خلفية حرفية واستعارية لهذه الدراما المكثفة، مسلطاً الضوء على إيمانه بأن البحر هو ساحة اختبار للقدرة على البقاء والصلابة، وروح الإنسان التي لا تُقهر. لنقرأ “اصطدمت السفينتان، لا بد من أن الاصطدام كان مباشراً في وسط المركب، لأنني لم أرَ شيئاً، فقد تجاوز المركب البخاري الغريب خط رؤيتي، أما المارتينيز فقد استدارت إلى الخلف بحدة ثم كان هناك ارتطام، وتمزق الخشب وتشظى. سمعت صرخات النساء، أصابتني نوبة ذعر، فتذكرت سترات النجاة المخزونة داخل المقصورة، وحاولت السعي إليها، لكن سيلاً من الرجال والنساء اعترض طريقي بتيار فوضوي عنيف”.

الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي، ضمنت في أكثر من رواية لها عالم البحر، ففي روايتها “ابنة الحظ”، تحكي عن رحلة بطلتها عبر سفينة كي تصل إلى حبيب هجرها، وعلى متن السفينة، تتعرض لأخطار جسيمة تكاد تودي بها. أما روايتها “سفينة نيرودا” فتتناول عبرها أحداثاً وقعت عام 1939، على متن السفينة “وينيبيغ”، وهي السفينة الشهيرة التي أبحرت من فرنسا إلى تشيلي، حاملة 2000 لاجئ إسباني فروا من نظام فرانكو القمعي. وتستوحي الليندي من هذا الحدث التاريخي قصة حياة عن عازفة بيانو وطبيب، اضطرا إلى مغادرة برشلونة المحاصرة، كي يفرا بحثاً عن فرصة جديدة في المنفى. وتسلط الكاتبة الضوء على مواضيع الأمل والانتماء والحب في فترات المنفى الطويلة، وعلى الصعوبات التي يمكن للحب أن يتجاوزها. تقول “تمرّ الأيام طيراناً، إذ لا يمكن لتدافع الأمواج أن يؤثر على متعة الرحلة. في الطبقة العليا، تكاد لا تُسمع ضجة المحركات، فهناك تهيمن على الجو أنغام موسيقى الخلفية اللطيفة، والأحاديث المتبادلة بلغات الـ280 مسافراً، وحركة ذهاب البحارة والضباط ومجيئهم بزيّهم الأبيض من الرأس حتى القدمين”.

البحر المحيط

من إيطاليا يروي الكاتب أليساندرو باريكو في روايته “البحر المحيط”، حكاية غرق فرقاطة تابعة للبحرية الفرنسية، في محيط لا يرحم. يحاول الرجال الذين نجوا من الحطام البقاء على قيد الحياة، باستخدام طواف بدائي صنعوه بمهارة يائسة.

البحر في هذه الرواية ليس مجرد خلفية للأحداث، بل هو بطل تتقاطع في لجج أمواجه مصائر شخصيات فريدة وغريبة الأطوار، مثل بارتلبوم، وهو رجل غريب يحاول بشغف تحديد أين ينتهي البحر، سعياً لفهم نهايات الأشياء في عالم يبدو بلا حدود. أما بلاسّون، الرسام المبدع، فيختار مياه البحر وسيلة للتعبير عن علاقته بالفن، محاولاً رسم العالم من خلال عنصره الأكثر غموضاً وحركة.

هذه الشخصيات وغيرها، كل منها يبحث عن ذاته بطرق مختلفة، وتبدو حياتهم معلقة على حافة المحيط، إذ تتلاعب بهم أمواج القدر، وتدفعهم نحو اكتشافات جديدة عن أنفسهم وعن الحياة، أقدارهم مدموغة بأحوال البحر، الذي يعكس في تقلباته وتعقيداته صراعاتهم الداخلية، ومواجهاتهم مع الحقائق الوجودية. يقول “رمال على مد البصر، ما بين آخر الأكمات والبحر، ذلك البحر، في الهواء البارد لظهيرة مضت إلا قليلاً، تباركها الرياح التي تهب على الدوام من جهة الشمال. إنه الشاطئ والبحر”.

وعلى هذا البحر، يُطل “نُزل آلماير”، المكان الذي يجمع بين هؤلاء الشخصيات المختلفة، إذ تتشابك القصص وتندمج في سرد موحد. هنا، تلتقي الحكايات وتتصادم، تنصهر في بوتقة البحر المحيط، لتشكل نسيجاً معقداً وثرياً من الأحداث والمشاعر، مما يمنح الرواية عمقاً فلسفياً وإنسانياً، ويجعلها تأملاً في الطبيعة البشرية وصراعاتها الدائمة.

المزيد عن: الأوديسةموبي ديكإرنست همينغويجوزيف كونرادإيريس مردوخروبرت لويس ستيفنسونجاك لندنجول فيرنبحر خيالي

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00