تسلط إصدارات فبراير الضوء على كوريا الجنوبية والفيلة وتشارلز ديكنز (اندبندنت) ثقافة و فنون من إصدارات فبراير البريطانية: تدريب الفيلة وسيرة ديكنز by admin 7 فبراير، 2025 written by admin 7 فبراير، 2025 30 نستعرض في زاويتنا الدورية أبرز الإصدارات لهذا الشهر اندبندنت عربية / مارتن تشيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@ هذا الشهر، ترجع إلى الواجهة جوهرة أدبية منسية تعود لعام 1983، وهي رواية “بحثي عن وارن هاردينغ” My Search for Warren Harding للكاتب روبرت بلانكيت، التي تعيد دار بنغوين نشرها بترحيب واسع. إضافة إلى ذلك، أنصح بقراءة “أمهات وأبناء” Mothers and Sons للكاتب آدم هاسليت، الصادرة عن دار هيمش هاملتون، وكذلك الرواية التاريخية النابضة بالحياة “راقصة باريس” The Paris Dancer للكاتبة نيكولا راينر، والتي تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، والصادرة عن دار إيريا للنشر. أما عشاق التاريخ المظلم، فعليهم ألا يفوتوا كتاب “أيتها المرأة المتوحشة: قاتلات في بريطانيا خلال بداية العصر الحديث” Thou Savage Woman: Female Killers in Early Modern Britain للكاتبة بليسن آدامز، الصادر عن دار ويليام كولينز، والذي يغوص في عالم الجرائم البشعة التي أرعبت وأبهرت المجتمع البريطاني، متجاوزاً حدود الفضول إلى طرح تساؤلات عميقة عن مفاهيم الجندرية ودورها في رسم صورة القاتل. أما الاختيارات الأبرز في مجالات الرواية، والكتب غير الخيالية، والسير الذاتية الصادرة هذا الشهر، فستجدون مراجعاتها الكاملة أدناه. تقدم الكاتبة الكورية الجنوبية الحائزة جائزة نوبل هان كانغ نقداً قاسياً لماضي بلادها في روايتها الجديدة “نحن لا نفترق” (بنغوين) رواية الشهر: “نحن لا نفترق” We Do Not Part لـ هان كانغ ★★★★★ تقدم الكاتبة الكورية الجنوبية الحائزة جائزة نوبل هان كانغ نقداً قاسياً لماضي بلادها في روايتها الجديدة “نحن لا نفترق” (ترجمتها إلى الإنجليزية إياويون وباييج آنيا موريس). البطلة كيونهغا، التي تعاني من الاكتئاب والصداع النصفي وآلام البطن، تستجيب لنداء استغاثة من صديقتها المقربة إنسون، التي ترقد في مستشفى في سيول بعد إصابتها البليغة جراء حادث مروع بواسطة منشار. وعلى رغم العاصفة القوية التي تلوح في الأفق، تطلب إنسون من كيونهغا أن تسافر إلى جزيرة جيجو لإنقاذ طائر الببغاء الخاص بها الذي تحبه آمي. وتعدّ جزيرة جيجو مكاناً يملأه الموت. ففي عام 1948، قتل عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم أقارب إنسون، على يد القوات الكورية الجنوبية. وفي رحلتها الشاقة لاستعادة آمي، تكافح كيونهغا العواصف الثلجية، وتُستنزف في صراع داخلي مع القلق. تمكنت هان من تجسيد المكان القاحل بمهارة، لتروي قصة من الألم والصمود والبحث عن التطهير في عالم لا يبالي. مع التكشف البطيء للأحداث الوحشية للماضي – القرى المحترقة، الأطفال الذين قتلوا بلا رحمة، استخدام قاذفات اللهب ضد المواطنين العزل – تصبح همجية حكام كوريا في الماضي (الذين أخفوا هذه الفظائع بتواطؤ من الحكومة الأميركية) أمراً شبه ثانوي أمام رغبة هان في إنقاذ قصص الضحايا من النسيان. تخلق الرواية شعوراً حالماً وسط قصصها القوية عن المعاناة والوحشية، يقودنا إلى الجزء الأخير الذي يعد مذهلاً ببساطة (يحمل عنوان “الجزء الثالث: اللهب”). تنجح هان في تقديم تأمل رائع حول شعور الشخص حين يتعرض “لقذف لا ينتهي من الذكريات المغمورة بالدماء”. في ذلك الجزء الختامي، توقفتُ لحظة أمام صفحة بعينها كانت رائعة، تتدفق من خلالها صور لا تُنسى. تتضمن هذه الصور وصفاً للانهيار العقلي كما لو أن مئات الفتائل في الرأس تنفجر واحدة تلو الأخرى، بينما تذكّر امرأة نائمة طوال اليوم في دار رعاية، كيونهغا بـ”بحر حيث المد العالي يستمر إلى الأبد”. تنهي هان روايتها الرائعة بنغمة ساحرة وجميلة. صدرت رواية “نحن لا نفترق” للكاتبة هان كانغ (ترجمة إياويون وباييج آنيا موريس) عن دار هيمش هاميلتون للنشر في 6 فبراير (شباط) وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيهاً استرلينياً. تتم رواية المصير القاتم الذي لاقاه عديد من الفيلة الرائعة خلال عصر الإمبراطوريات من خلال عيني صوفي روبرتس الثاقبتين (بنغوين / برادي بينستاد) كتاب الشهر (غير الروائي): “مدرسة تدريب للفيلة” A Training School for Elephants لـ صوفي روبرتس ★★★★☆ “من المهم أن نواجه قسوة الإنسان في عينها مباشرة”، كتبت صوفي روبرتس، مؤلفة الكتاب الرائع “آلات البيانو الضائعة في سيبيريا” The Lost Pianos of Siberia، في كتابها الجديد “مدرسة تدريب للفيلة”، الذي يعرض عديداً من القصص المحزنة عن إساءة معاملة الحيوانات في عصر الإمبراطوريات. يصعب على المرء ألا ينكمش من الألم عند معرفة أنه كان يتم بتر أقدام الفيلة فقط لتحويلها إلى أوعية تبريد للشامبانيا. ويستند كتاب روبرتس إلى حملة استكشافية من عام 1879، خطط لها الملك ليوبولد الثاني ملك بلجيكا، لنقل الفيلة من الهند إلى الساحل الشرقي لأفريقيا، حيث سيقت بعدها نحو الكونغو. كان ليوبولد يخطط للقبض على هذه الكائنات وإنشاء مدرسة تدريب لاستغلال الفيلة في نظام النقل الاستعماري. ولهذا الغرض، استأجر رجلاً غريب الأطوار، متقلب المزاج، يدعى فريدريك كارتر (معروف بلقب “لورد الفيلة”) للإشراف على المشروع. كارتر هو واحد من بين عديد من الرجال الغريبين الذين يظهرون في كتاب روبرتس. بشكل عام، القصة هي شهادة معقدة ومريرة عن جشع ولامبالاة عصر بأسره. كان ليوبولد رجلاً عديم الضمير تماماً – فقد تفاخر بأنه لا يريد تفويت حصته من “هذه الكعكة الأفريقية الرائعة” – بينما تروي الصور القاتمة والإحصائيات قصصها البائسة عن نهب استعماري هائل. يتكشف أمامنا مدى تجارة العاج في أفريقيا (لتوفير مادة التصنيع اللازمة لكثير من الأشياء، من كرات البلياردو إلى الألعاب الجنسية الفيكتورية) مصحوبة بنظرة فاحصة إلى بريطانيا وحدائق الحيوان فيها، و”جنون الفيلة” وإساءة معاملة الحيوانات المستوردة. وتكتب روبرتس بأسلوب أنيق ومتفاعل (هناك وصف رائع لقطيع متحرك من الزرافات)، ويكمن جزء من قوة الكتاب في رؤيتها الثاقبة لمصير عديد من الفيلة الرائعة الذي كان قاسياً وغريباً. سيصدر كتاب “مدرسة تدريب للفيلة” للكاتبة صوفي روبرتس عن دار دابلداي للنشر في 20 فبراير وتباع النسخة الواحدة بسعر 22 جنيهاً استرلينياً. يقدم بيتر كونراد في دراسته الجديدة المتبصرة عن تشارلز ديكنز تذكيراً بالأسباب التي تجعل هذا الكاتب عملاقاً أدبياً لا يُضاهى حتى يومنا هذا (بلومزبري) السيرة الذاتية لشهر فبراير: “ديكنز الساحر: داخل الخيال الاستثنائي لأعظم راوي قصص”Dickens the Enchanter: Inside the Extraordinary Imagination of the Greatest Storyteller لـ بيتر كونراد ★★★★☆ إحدى اللحظات التي أشعلت خيال تشارلز ديكنز الواسع في طفولته كانت حكايات مربيته التي صاغتها عمداً بأسلوب كوميدي عن آكل لحوم بشر متسلسل يُدعى الكابتن ميردرر (الكابتن القاتل). في كتاب كونراد الجديد والمثير عن ديكنز، يُنقل عن مؤلف “توقعات عظيمة” و”ديفيد كوبرفيلد” وغيرهما من الأعمال الكلاسيكية المهمة، وصفه للكابتن بأنه “أول شخصية شيطانية اقتحمت شبابي المسالم”. وتأتي هذه الحكاية ضمن فصل بعنوان “شياطين ديكنز”، وهو واحد من 14 فصلاً تساعد في رسم سيرة ذاتية آسرة للعقل الذي أبدع تلك الروايات الخالدة، عبر استكشاف أعماله التي تنوعت بين الرواية والصحافة والمذكرات والمراسلات والقراءات العامة. بالطبع، من الصعب التفوق على السيرة الذاتية التي كتبتها كلير تومالين عام 2011 كعرض تقليدي لحياة ديكنز، لكن كونراد، الذي كتب سابقاً ببراعة عن شكسبير، وأورسون ويلز، وألفريد هيتشكوك وغيرهم، يوضح أن إعادة قراءة ديكنز خلال الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا أصبحت بالنسبة له هوساً “أعاد الحياة إلى لندن المغلقة وجعله يسترد أنفاسه”. ونحن مدينون له بالامتنان: فكتاب “ديكنز الساحر” هو عمل ممتع، يقدم فهماً جديداً لعبقريته للقراء الجدد، ويعد تذكيراً قيماً لعشاق ديكنز المخلصين بأسباب المكانة الأدبية العظيمة التي يتمتع بها. سيصدر كتاب “ديكنز الساحر: داخل الخيال الاستثنائي لأعظم راوي قصص” للكاتب بيتر كونراد عن دار بلومزبري للنشر في 27 فبراير وتباع النسخة الواحدة بسعر 22 جنيهاً استرلينياً. © The Independent المزيد عن: أحدث إصدارات الكتبإصدارات الكتبالقراءةأخبار بريطانيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post إميل زولا يرصد أحوال الموتى الفرنسيين لقرائه الروس next post “قيصر” سوريا يكشف هويته” للجزيرة” ويروي تفاصيل مروعة عن جرائم الأسد You may also like إميل زولا يرصد أحوال الموتى الفرنسيين لقرائه الروس 7 فبراير، 2025 عندما توحد الموسيقى الشعوب وتفرق بينها 7 فبراير، 2025 “الموناليزا”… تحفة البشرية الخالدة تغير عنوانها 7 فبراير، 2025 الشعراء والعشاق والأمكنة والأشياء كما رآهم فان غوغ 7 فبراير، 2025 الجسد الأمومي مرجع وجودي يحتفي به الشعر 6 فبراير، 2025 هوليوود بعد وادي السيليكون تخنع أيضا لـترمب 6 فبراير، 2025 لويز بروكس تختتم السينما الصامتة بتحفتها “لولو” 6 فبراير، 2025 “فرصة العيش” كما ناقشها الفلاسفة وقالوا بها 6 فبراير، 2025 “خطيبة للبيع” أوبرا هزلية تشيكية تحولت إلى رمز... 5 فبراير، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: =هل الشعر والفن قابلان... 5 فبراير، 2025