ثقافة و فنونعربي مسرح “الحكواتي” الكندي يعود إلى لبنان بعرض جديد by admin 12 ديسمبر، 2022 written by admin 12 ديسمبر، 2022 31 الثنائي المهاجر زكي محفوض وعايدة صبرا أمام اسئلة الاستلاب الإنساني اندبندنت عربية \ هنادي عيسى @hanadiissa11 لم تستطع الهجرة إلى كندا أن تبعد الثنائي المسرحي اللبناني عايدة صبرا وزكي محفوض عن فضائهما الأساس المتمثل في خشبة المسرح، فهما قررا أن يثابرا ويجتهدا ليقدما أعمالاً مسرحية سواء في كندا أو أوروبا، وأحدث أعمالهما مسرحية الحكواتي “شليطا في البيت الأبيض” التي قدماها في أربعة عروض في كندا، ثم قررا أن يعرضاها مرة واحدة على مسرح “مترو المدينة” في بيروت. مسرحية “شليطا في البيت الأبيض” تحكي إعادة تركيب التاريخ البشري على الكرة الأرضية منذ بدء البشرية وحتى يومنا هذا، ومع بداية الأحداث يحصل تعارف بين حمار وفيل فيقرران أن يبحرا في هذه الدنيا مع نهاية طوفان نوح، إذ يتجهان نحو أوروبا وهناك يتعرفان على كريستوف كولومبوس الذي كان متجهاً لاكتشاف قارة أميركا على ظهر سفينته فيتسللان إليها، وفي هذه الرحلة نكتشف أن كولومبوس لم يكن يعلم وجهة رحلته، وعندما يصل إلى الأرض المرتقبة التي تسمى “سانتو توميغو” سنة 1493 يتضح أن الفينيقيين كانوا سبقوا الجميع إلى هذه الأرض، مما يعني أن “شليطا الفينيقي” موجود فيها قبل كريستوف كولمبوس بـ 500 سنة. رحلة داخل أميركا ثم تبدأ رحلة أخرى داخل أميركا انطلاقاً من ولاية ميشيغان – ديترويت، ويدور الحديث عن المهاجرين اللبنانيين المتأصلين في هذه الولاية والتابعين لزعيمهم طبقاً لما يحدث في لبنان. وبعد اكتشاف هذه المنطقة تكمل السفينة الرحلة إلى واشنطن، ونعلم هناك أن الفيل هو رمز للجمهوريين كما أن الحمار رمز للديمقراطيين، فيصبحان خصمين سياسيين يتقاسمان الحكم. الممثلة عايدة صبرا (اندبندنت عربية) يقول زكي محفوض لـ “اندبندنت عربية” عما يرغب في إيصاله من هذه المسرحية “هدفي من هذا العمل المسرحي تسلية الناس عبر اللعب على حقبات التاريخ، وخلاصتها استعراض الوقائع التاريخية المحفورة في أذهاننا ولا نستطيع تحليلها، والعبرة من هذه المسرحية غائبة بل هي مرآة لاحتمالات تاريخية من خلال استطرادات ارتجالية”. ويتابع محفوض كلامه عن قراره كمهاجر إلى كندا واهتمامه بإعادة إحياء التراث “الحكواتي” في بلد يواكب هذا التطور الهائل، “الحكواتي موجود في كندا لا سيما في كيبيك بقوة، وبالنسبة إليّ أحمل موروثاتي وعاداتي من بلدي الأم، وأضفت إليها ما اكتسبته في مغتربي الجديد، فتأثير الماضي علينا كبير جداً والحكواتي الذي أمثله اليوم هو نفسه العربي المنتشر في هذه البلاد الجميلة، والذي يعرف تاريخه وقصصه ويبقى على اتصال مباشر بالناس مهما كانت القصة وأهدافها”. جهد متواصل وقراءات حثيثة يحتاجها الحكواتي لتنظيم أمسياته، فالجمهور في كندا متعدد الروافد فكرياً وثقافياً ويجب عليه أن يحب الناس، فهذه المهنة بالذات تحتاج إلى اطلاع واسع على أحداث التاريخ القديم كما المعاصر، وإضافة إلى ذلك فهي تحتاج إلى طاقة هائلة ليحافظ الراوي على مستواه الادائي سواء لناحية العرض أو لناحية الأداء. سلاح الحكواتي يقول محفوض، “في عروضي مثلاً أنا أحمل منشفة على كتفي، وفي الحقيقة أنا أحملها ليس من باب الديكور أو متطلبات الدور الذي أتحدث عنه، إنما من باب الاستعانة بها لمسح عرقي جراء الطاقة التي أصرفها في العمل، وهذا من الأمور المحببة لدي، إذ أصرفها على أحبتي وليس على أي موضوع فيه مضيعة للوقت أو على مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية”. ويتابع، “شخصياً أنا أعطي الحكواتي أكبر وأشرس الأسلحة التي يجب استعمالها، بخاصة في وجه هذا الانتشار اللامحدود للتكنولوجيا والعلوم وغيرها، فالناس اليوم باتت تنشر صوراً عن المجرة التي أصبح باستطاعتنا مشاهدتها بالعين المجردة ليلاً في مقابل اندثار العلاقات الإنسانية، وانطلاقاً من هذا الواقع المرير، وبما أننا نعتز بتراثنا العربي العريق، لجأت إلى أدوات من قصصي هي في الأصل موجودة ومتعارف عليها، لمساعدتي في الوقوف بوجه عملاق كبير هو التكنولوجيا التي أعتبر أنها على قدر أهميتها في التقدم والمعرفة تعمل على تدمير الترابط الاجتماعي بين البشر”. وأضاف، “ينطلق الحكواتي من زمن تاريخي معين وفق أحداثه ليصل إلى زمن آخر من دون مراعاة للتسلسل التاريخي، وإن كان احترام الآنية الحديثة واضحاً في سرده وأخباره”. ملصق المسرحية (خدمة المسرح) “شليطا في البيت الأبيض” هو العنوان العريض لإحدى قصص الحكواتي التي دأب زكي محفوض على إخراجها وهندستها بالشكل الذي يليق بالواقع وبجمهوره، وهو الباحث عن العودة للأصالة والاتصال المباشر مع الناس والتمسك بحنايا المعرفة التراثية التي بدأت تندثر. تجارب كندية وبما أن زوجته الممثلة والمخرجة عايدة صبرا كان لا بد لها من أن تضع خبرتها العميقة في مسرحية “شليطا في البيت الأبيض”، فهي تقول بدورها “أنا مشرفة عامة على النص وأضفت إليه روحية المسرح، أما ابني يعقوب محفوض الذي يدرس السينما في كندا فقد كان معاوناً لوالده في الأداء التمثيلي”. عايدة صبرا التي لم تهجر المسرح على رغم هجرتها من لبنان، خاضت عدداً من التجارب المسرحية في كندا ومنها “كرز” وهو أول عمل من إنتاج مؤسسة “حي حاتم علي للفنون”، وعملت مع المخرج الكندي – اللبناني وجدي معوض عبر مسرحية “الأم” في فرنسا، وأسست فرقة لإعطاء دروس الإيماء للأطفال في كندا، وهي تسعى إلى الحصول على دعم الدولة هناك. تقول عايدة “علاقتي بالمسرح بدأت منذ أيام المدرسة، وهذا الشغف لن يموت بداخلي، فقد تركت سابقاً لبنان إلى كندا ثم رجعت إلى لبنان وعدت إليها قبل سنتين، وعندما نبني تجربتنا ونبني علاقتنا مع الجمهور ونكبر معه ثم نذهب إلى بلد آخر ونريد أن نبدأ في هذا المجال من جديد ونعرّف عن أنفسنا، فإنه أمر غير سهل خصوصاً لأنني سافرت في هذا العمر، ولكن أقول إن كل شخص لديه عقل يفكر لا ينبغي أن يصاب باليأس، ويجب أن نبقى مخلصين لطموحاتنا ولا يمنعنا ذلك من ألا نقدم شيئاً في كندا، فصحيح أننا نشعر بالإحباط عندما نعمل في بلدنا لأننا لا نقدّر كما يجب، فأنا مثلاً أعطيت كثيراً للمسرح ولكن وصلنا إلى وقت وجدنا أن لا مكان لنا، بخاصة أن ما يحدث في الدراما اللبنانية هو أننا ننجح على قدر ما نجتهد في التسويق لأنفسنا، فنحن الآن في زمن التسويق ولا أستطيع أن أكون هكذا، ولا أعني نفسي فقط، فكثيرون وجدوا أنفسهم خارجاً بسبب ذلك.” ولم يقتصر عملها على التمثيل والإخراج بل شمل الكتابة المسرحية، وتقول “لقد اشتغلت على المسرح التجريبي في مسرحية ’الست نجاح بالمفتاح‘ وكان واقعياً وفيه شيء من السوريالية، وقد كانت تجربة جميلة، وهذه المسرحية كانت عن برنامجي قبل سنوات، وكل الأحداث التي مرت فيها شيء سوريالي مستوحى من الأحداث اليومية في لبنان، وكنا نحولها إلى عمل ساخر ونضيء من خلالها قضايا اجتماعية، ولكن الجمهور الآن يرغب في الضحك، فتخيلوا عدد المشكلات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها اللبناني، ولكنه في النهاية يريد أن يسترخي لا أن يذهب ليشاهد مواضيع صعبة، فالناس أصبحت تفضل المسلي والمضحك”. المزيد عن: مسرحية لبناني\ةمسرح الحكواتي\كندا\بيروت\الإغتراب\الوطن\الإخراج\تمثيل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post منظمات حقوقية تحذر من تعرض إيرانيين لـ”الإعدام الوشيك” next post كيف ضربت لعنة الأرقام القياسية نجوم مونديال قطر؟ You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024