محاولات التدخل الأجنبي تشكل ’’تحدياً ضخماً‘‘ يقول أتال في أوتاوا

راديو كندا الدولي / RCI

قال رئيس الحكومة الفرنسية غابريال أتال إنّ محاولات التدخل الأجنبي تشكل ’’تحدياً كبيراً‘‘ يتطلب من الدول إبقاء مواطنيها على اطلاع.

’’نرى ذلك في العديد من الأماكن‘‘، بما في ذلك عبر الإنترنت، حيث غالباً ما تكون الهجمات الإلكترونية والمعلومات المضللة جزءاً من مشهد التدخل الأجنبي، قال أتال اليوم في أوتاوا التي وصلها أمس في زيارة رسمية.

وقالت الحكومة الفرنسية الشهر الماضي إنها تتعرض لهجمات سيبرانية ’’بكثافة غير مسبوقة‘‘، وأنشأت مركزاً خاصاً للأزمات لاستعادة الخدمات عبر الإنترنت.

’’ما يتعيّن علينا القيام به هو تنبيه الجميع إلى مخاطر هذا التدخل‘‘، قال أتال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو.

ويأتي هذا التصريح غداة إدلاء ترودو بشهادته أمام لجنة التحقيق العام في التدخلات الأجنبية في عمليتيْ الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرتيْن، عاميْ 2019 و2021.

ورداً على سؤال حول شهادته أمس، قال ترودو اليوم إنه يتعيّن على القادة التفكير بشكل نقدي وطرحُ الأسئلة حول المعلومات المقدَّمة إليهم، على الرغم من أنه لا يزال يثق في الأجهزة الأمنية الكندية.

’’لا ينبغي لأيّ حكومة أو زعيم أن يكون مجرد متلقٍ سلبي للمعلومات والاستخبارات‘‘، أضاف ترودو، مشيراً إلى أنّ للقادة دوراً يقومون به في ’’الاستعلام عن المصادر واستخراج التناقضات‘‘.

’’هذا في الواقع جزء أساسي من العمل الذي يتعين علينا جميعاً القيام به للتأكد من أننا نقوم بكل شيء للحفاظ على سلامة الكنديين‘‘، تابع ترودو، ’’إنه دور نشط للغاية نقوم به‘‘.

علم فرنسا مرفوع أمام مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا ترحيباً برئيس الحكومة الفرنسية غابريال أتال.
الصورة: Radio-Canada / Benoît Roussel

أقصى اليمين الشعبوي المنتشر في أوروبا

وطُلب من ترودو في المؤتمر الصحفي التعليق على المخاوف بشأن أقصى اليمين الشعبوي المنتشر في أوروبا.

فأجاب بأنه واثق من أنّ الناس، عندما يحين وقت الشدة، سيكونون قادرين على رؤية رسائل الانقسام والكراهية لدى هذا اليمين الشعبوي فيما هم يقررون نوع الدولة التي يريدون بناءها.

وفي إشارة مستترة إلى حجج حزب المحافظين الكندي، الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، قال رئيس الحكومة الليبرالية إنّ التفاؤل هو أقل ’’إثارة‘‘ على وسائل التواصل الاجتماعي، معرباً عن اعتقاده بأنّ الناخبين الكنديين سيختارون عدم ’’إشعال النار في كلّ شيء والعودة إلى منازلهم‘‘.

التحدي العالمي لتسعير الكربون

انبعاثات كربونية من عادم سيارة (أرشيف).
الصورة: iStock / Toa55

وخلال محادثاتهما في أوتاوا، اتفق أتال وترودو على مجموعة من المبادرات الجديدة لتعميق العلاقات الثنائية بين بلديْهما. من أهمها التزامٌ فرنسي بالانضمام إلى ’’التحدي العالمي لتسعير الكربون‘‘ الذي شاركت كندا في إطلاقه في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ لعام 2022، الـ’’كوب 27‘‘ (COP27)، في شرم الشيخ في مصر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022.

وتهدف هذه المبادرة لحشد المجتمع الدولي حول سياسة مناخية مميزة تسبب لترودو الكثير من البؤس السياسي داخل كندا.

وسبق للاتحاد الأوروبي أن وقّع على هذه المبادرة إلى جانب المملكة المتحدة وألمانيا ونيوزيلندا وتشيلي والنرويج والدنمارك والسويد وكوريا الجنوبية.

ومن المقرر أيضاً أن تعمل فرنسا وكندا معاً بشكل أوثق في مجال الطاقات النظيفة ومكافحة حرائق الغابات.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• التدخل الأجنبي: ترودو مستاء من تقديم الإعلام تسريبات بشكل ’’مثير‘‘

• أتال في كندا لتعزيز العلاقات بعد رفض مجلس الشيوخ الفرنسي اتفاق ’’سيتا‘‘

• ’’كوب 27‘‘: كندا تحثّ دول العالم على توسيع نطاق الضريبة على الكربون