ثقافة و فنونعربي متاحف عالمية تحتفي بأعمال الرسامة إيتيل عدنان by admin 20 يناير، 2022 written by admin 20 يناير، 2022 134 معارض فردية بين نيويورك وقرطبة ومدن فرنسية تقدم مختارات من تجربتها التشكيلية المتنوعة اندبندنت عربية \ ياسر سلطان قالت الرسامة والشاعرة واللبنانية إيتيل عدنان ذات يوم إن “الرسم ليس مجرد مهارة، بل هو لحظة تواصل مع كل ما ترسمه، فسوف يكون عملك صادقاً إذا ما كان لديك تلك القدرة والقناعة العميقة، وإلا فكل ما ترسمه حينها سيكون مجرد أشكال فقط”. تتجلى قناعة الفنانة هذه في طريقتها التي صورت بها الأشياء من حولها، من طبيعة وأشكال جامدة، إلى تعاملها المرهف والمختزل معها كأنما كانت تسعى للوصول إلى جوهر العناصر. امتدت مسيرة إيتيل عدنان لأكثر من ستة عقود وشملت مجموعة واسعة من الوسائط المختلفة بما فيها الرسم والتصوير والطباعة والفيديو والخزف. عرفت عدنان كشاعرة، ضمنت أعمالها الشعرية الكثير من الرؤى الميتافيزيقية والمواقف الملتزمة إنسانياً والرافضة الحروب والمخاطر التي تهدد العالم. في رسوم عدنان وكتاباتها اختلطت المشاهد الآنية بالذاكرة، وطالما عبرت في أعمالها عن مشاعر الاغتراب والنزوح، فهي ولدت وترعرعت في لبنان قبل أن تنتقل للعيش والدراسة في فرنسا والولايات المتحدة لاحقاً. شمس في لوحة إيتيل عدنان (صفحة فيسبوك) قبيل رحيل إيتيل عدنان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وبعده أقيمت لأعمالها معارض وعقدت ندوات حول فنها، وتم الاحتفال بمسيرتها الغنية والفريدة. وكان لافتاً تزامن هذه الأنشطة في أماكن مختلفة حول العالم من باريس وإسبانيا إلى الولايات المتحدة. بين هذه الأنشطة المهمة يأتي معرضها في غاليري ليلونج للفنون المعاصرة، الذي يطالعنا بمجموعة فريدة من أعمالها التي لم تعرض من قبل. ترجع أهمية هذه الأعمال إلى كونها من الإنجازات الأخيرة التي حققتها قبل رحيلها. المعرض الذي يستضيفه الغاليري يتوزع على مَقَريه في نيويورك وباريس، ويستمر حتى 12 من مارس (آذار) المقبل تحت عنوان “اكتشاف آني”. في هذه الأعمال تبدو تجريدات عدنان أكثر اختزالاً، فهي استغنت خلالها عن اللون الصريح الذي ميز أعمالها، واقتصرت على اللونين الأسود والأبيض كلونين أساسيين، مع بعض إشارات لونية متقشفة هنا أو هناك. اللحظة العابرة رسمت الفنانة هذه المجموعة من وحي إقامتها في بلدة بريتاني شمال غربي فرنسا خلال الصيف الماضي، حيث كانت تقيم بصحبة رفيقة دربها الفنانة اللبنانية سيمون فتال. يشير عنوان المعرض (اكتشاف آني) إلى اللحظة الآنية في الرسم وكذلك في الحياة. تبدو الفنانة هنا كمن يسارع الزمن، فلا وقت لديها للغوص داخل اللون المشبع. واختارت عدنان أن ترسم أعمالها تلك بخطوط سريعة ومتوترة معبرة عن جميع ما تراه وكل ما تشعر به قبل أن ترحل. كأنها تريد توثيق هذه اللحظة التي نكون فيها حاضرين تماماً قبل أن نختفي. يرافق المعرض إصدار كتاب باللغتين الإنجليزية والفرنسية يحوي صوراً للأعمال المعروضة مع مقدمة للكاتب والفيلسوف الفرنسي إيف ميشود. ألوان عميقة (صفحة فيسبوك) وتزامناً مع هذا المعرض يستضيف مركز الإبداع الأندلسي في مدينة قرطبة الإسبانية معرضاً فردياً آخر لا يقل أهمية عن المعرض السابق. يقام المعرض تحت عنوان “خلف خط الأفق” ويستمر حتى 28 فبراير (شباط). يلقي هذا المعرض الضوء على تجربة عدنان الإبداعية عبر أكثر من ستين عملاً مختلفاً يعود بعضها إلى ستينيات القرن الماضي. تُظهر الأعمال تطور أسلوب الفنانة والشاعرة اللبنانية من التجريد الهندسي الخالص في تجاربها اللونية المبكرة إلى مقاربتها للمناظر الطبيعية في السبعينيات، وعدم تخليها عن الحس التجريدي عبر الانعطافات المختلفة التي مرت بها. شعر مرسوم (صفحة فيسبوك) تقدم هذه المعارض عدداً كبيراً من لوحاتها الملونة التي كانت أنجزتها في الولايات المتحدة حيث كانت تعيش بالقرب من شاطئ البحر. في هذه الأعمال رسمت عدنان وأعادت تكرار خط الأفق الممتد على الشاطئ في عشرات اللوحات. اقتصرت تلك الأعمال على خط ممتد وشمس مستديرة في الأفق، وسماء صافية أو غائمة، وشاطئ بلا تفاصيل. رسمت عدنان هذه التوليفة بصيغ لونية مختلفة ومكررة كأنها تحاول الوصول إلى الشكل المثالي الأنسب للمشهد الذي تراه كل صباح. وتحل أعمال الفنانة كذلك هذا الشهر وحتى 21 من فبراير ضيفاً على مركز بومبيدو- ميتز في فرنسا هي وأربعة فنانين آخرين في معرض بعنوان “الكتابة هي الرسم”. فكرة المعرض مستوحاة من تجربة عدنان التي تراوح بين الكتابة والرسم، وهو ما تتشارك فيه مع العارضين الآخرين. يضم المعرض أعمالاً تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي حين كانت تمزج الفنانة في أعمالها بين الكتابة والرسم في اشتباك “بدائي” وذي دلالة. طبيعة وتجريد (صفحة فيسبوك) خلافاً لذلك تحل أعمال عدنان ضيفاً كذلك على متحف الفن المعاصر في نيس الفرنسية (كاري دي زار) حتى 13 مارس المقبل ضمن معرض جماعي. يقام المعرض تحت عنوان “معلق وثابت”. وانتهى أيضاً قبل أيام معرضها الفردي في متحف غوغنهايم في نيويورك وعنوانه “معيار الضوء”. ويبدو أن الاحتفاء بالفنانة والشاعرة اللبنانية الكبيرة سيستمر خلال العام، إذ يستعد متحف فان غوخ في هولندا لاستضافة معرض شامل لأعمالها في الفترة من 20 مايو (أيار) حتى 4 سبتمبر (أيلول) المقبل. في هذه الأعمال جميعها يبدو واضحاً الأسلوب الذي تمتعت به إيتيل عدنان في معالجتها اللونية، فهي تضع الأصباغ مباشرة على مساحة اللوحة لتقدم تركيبات ذات طابع سريع. وهي لا تمل من تكرار الأشكال الهندسية، متمسكة بأسلوبها في اختزال العناصر وتجريدها. تُعرض أعمال إيتيل عدنان حالياً في مجموعات متحفية عدة حول العالم، مثل المتحف البريطاني ومركز بومبيدو ومعهد العالم العربي ومتحف هونغ كونغ في الصين ومتحف الفن الحديث في نيويورك ومتحف الفن الحديث في تونس ومتحف ويتني للفن الأميركي. المزيد عن: رسامة \ شاعرة \ معرض \ فن تشكيلي \ لوحات \ متاحف \ قرطبة \ رسم 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هويدا صالح تجدد السجال حول قصيدة النثر المصرية next post “الثنائي الشيعي” يحدد للحكومة اللبنانية جدول أعمالها You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 1 comment cheap cialis 27 يناير، 2022 - 3:39 م Greate post. Keep posting such kind of info on your blog. Im really impressed by your blog. Hey there, You have performed an incredible job. I’ll definitely digg it and in my view recommend to my friends. I am confident they will be benefited from this web site. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.