إيران والمنطقة وإسرائيل والعالم بانتظار رد بنيامين نتنياهو على صواريخ "ولي الفقيه" (أ ف ب) عرب وعالم ما مستقبل اللعبة الدامية بين إسرائيل ونظام “ولي الفقيه”؟ by admin 13 أكتوبر، 2024 written by admin 13 أكتوبر، 2024 44 لا توجد في واشنطن سياسة واضحة للتعامل مع إيران اندبندنت عربية / علي رضا نوري زادة خلال العام الماضي لم يتأثر الشرق الأوسط بأحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 فحسب، بل تأثر العالم كله بهذه الأحداث. وبعد الليونة التي أبدتها إسرائيل عام 2023 لقبول مشروع السلام نما فينا أمل مشاهدة علم فلسطين على المسجد الأقصى، وخلال الحديث مع أصدقائي الفلسطينيين تحدثنا كثيراً من قرب زيارتنا معاً إلى القدس وزيارة المدن التاريخية هناك. الخوف وبدأ أبو مازن شاباً وهو الطاعن في السن. وتابعت السعودية مشروع الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة بصورة جادة، وكانت إسرائيل واثقة من أنها من خلال إقامة علاقات مع أكبر بلد عربي وإسلامي وأكثرها ثراءً ستجتاز الخوف من الحرب والإرهاب، وكانت تستعد لتقديم نفسها ليس كعدو الأمس، بل كصديق لتترك الأراضي التي احتلتها عام 1967 ومن خلال قبول مشروع الدولتين تبدأ عهداً جديداً في الشرق الأوسط. كنت قد كتبت مقالاً وقتها وتحدثت فيه أنه في حال تحقيق السلام السعودي سيكون الخاسر الوحيد نظام الجهل والظلم والفساد في طهران وأتباعه. قبل فترة قليلة من هجوم السابع من أكتوبر كان “ولي الفقيه” أبلغ إسماعيل هنية أن السلام الإبراهيمي لن يتحقق، وأن “الصهاينة” سيتحملون فشلاً ذريعاً فجاءت أحداث السابع من أكتوبر التي شكلت كابوساً ثقيلاً علينا وعلى العالم وقضت على الآمال. دمار كانت غزة تضم، قبل السابع من أكتوبر، سبعة مستشفيات متطورة والمئات من المدارس والروضات والجامعات والمعاهد الفنية والمراكز الثقافية ودور السينما والمسرح والملاعب، ولم يبقَ منها اليوم إلا دمار يملأ العين. وعلى الجانب الآخر كانت بيروت التي تعد عاصمة للثقافة والموسيقى والفن والدراسات العليا، والتي كانت تشكل فخراً للبنان والمنطقة تمر بفترة صعبة وكانت بانتظار رصاصة رحمة تقضي عليها. في أكتوبر عام 2023 كان الرعيل الأول والثاني والثالث والرابع من قادة “حماس” و”حزب الله” أحياء، وكانوا يعملون جاهدين للامتثال لأوامر “ولي الفقيه”. كان الحوثيون يتلقون في ميناء الحديدة الآلاف من الأطنان من المواد الغذائية والنفط والأسلحة والدواء من إيران، وتصدير البضائع من اليمن كان يقتصر على هذا الممر المائي، لكن اليوم وبسبب الامتثال لأوامر “ولي الفقيه” لم تبقَ الحديدة، ولا يوجد هنالك هدوء في اليمن ويسود العوز في البلد. انتظار وفي العراق يضرب هادي العامري على رأسه في النجف ويبحث عن ملجأ وكذلك يفعل قيس الخزعلي. إيران والمنطقة وإسرائيل والعالم في انتظار رد بنيامين نتنياهو على صواريخ “ولي الفقيه”. تحدث أحد المتحدثين بلسان النظام لتلفزيون “الحدث” عن إمكان إلغاء فتوى تحريم الأسلحة النووية في ظل الوضع الراهن، لم يعد يخجل النظام من الحديث عن أسرار جهوده لإنتاج أسلحة نووية ليقترب من الانتحار. يحتاج نتنياهو إلى دعم ومساعدة أميركا للتعامل مع النظام الإيراني، لكنه ليس عاجزاً. لديه كثير من الإمكانات لضرب البنى التحتية والصناعية في إيران. والآن نريد أن نبحث السيناريوهات المطروحة في ما يتعلق بمصير غزة ولبنان واليمن والعراق ونظام “ولاية الفقيه” في ظل التطورات الجارية. هناك سيناريوهات محتملة للمواجهة الإسرائيلية – الإيرانية والهجوم الذي تستعد له إسرائيل. فمن المحتمل أن يكون أحد السيناريوهات يتلخص في مصطلح “عليَّ وعلى أعدائي”، أي أنني سأقوم بتدمير وأتعرض للتدمير. ومن المحتمل أن يختار خامنئي هذا الخيار، لكن نتنياهو سيقول “سأضحي بكل العالم من أجل عالمي الصغير”. أما السيناريو الآخر فيتمثل بضربات تثير الهلع والخوف لدى نظام “ولاية الفقيه” لكيلا يتجرأ من تكرار بطولاته مستقبلاً. أما السيناريو الآخر فهو نجاح واشنطن في تهدئة إسرائيل من أجل أهداف كبرى. في مثل هذه الحالة سيخضع “حزب الله” لوقف إطلاق النار وقبول اتفاق الـ1701 ويلجأ لبنان إلى المصالحة ويبدأ عملية انتخاب الرئيس والحكومة الجديدة، وسينهض البلد من بين الركام. شروط وفي هذه الظروف ستقبل “حماس” شروط السلطة الوطنية وتطلق إسرائيل سراح مروان البرغوثي، ويفوض محمود عباس رئاسة الوزراء له مباشرة وتبدأ عملية تنفيذ مشروع الدولتين بدعم من السعودية. وتشكل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الحوثيين وائتلاف الأحزاب المختلفة ويضطر عناصر “الحرس الثوري” و”حزب الله” إلى ترك الأراضي اليمنية. ويشكل مصطفى الكاظمي حكومة في العراق، مرة أخرى، ويستأنف منع التدخلات الإيرانية في البلد. وفي إيران يضطر النظام الذي يتخذ مواقف منفعلة وفقد مكانته داخلياً وإقليمياً إلى مواجهة موجة جديدة من الاحتجاجات والتظاهرات ويضطر إلى منح تنازلات لمعارضيه. هذه المشاريع والتوقعات أستعرضها كثيراً خلال الأيام الماضية، والنقطة المقابلة لهذه التوقعات لدينا سيناريو مظلم وثقيل ودام يتمثل باستمرار القتل في فلسطين ولبنان ودخول القوات الإسرائيلية إلى لبنان واجتياز نهر الليطاني إلى منطقة الجبل وصيدا. وستلجأ السعودية ومصر والأردن إلى المحافل الدولية لدعم فلسطين من أجل منع مأساة تشبه الحرب العالمية الثانية. اجتماعات متكررة ويعقد المجتمع الدولي اجتماعات متكررة، وسوف لا تنتج هذه الاجتماعات ويستمر القتل في فلسطين ولبنان. وفي مثل هذه الظروف هل تتجه إيران نحو التجزئة؟ كنت طالباً عام 1967، وعندما بدأت حرب الستة أيام كنا جميعاً مع فلسطين ومصر وسوريا والأردن، ولم نكن نتوقع هزيمة جمال عبدالناصر. وكان هناك شعور بالحماسة مثل الذي شهدته إيران خلال مباراة كرة القدم بين فريق إسرائيل وإيران خلال حكم الشاه. هذا الشعور كان قد حثنا على التعاطف مع الجبهة المناهضة لإسرائيل، لكن الآن عندما ننظر إلى الوضع نجد أن المعارضين لإسرائيل هم أتباع نظام “ولاية الفقيه” وعدد كبير من المتوهمين؟ لقد فقدت فلسطين مكانتها في قلوب الإيرانيين بسبب تصديرها من جانب الخميني وخامنئي ومجموعة من المراوغين. في زمان عندما كنت اقرأ أشعار محمود درويش وأترجمها “عيونك شوكة في القلب”، “فلسطينية العينين والوشم”، “خذوا حذراً من البرق الذي صكته أغنيتي على الصوان”. أما الآن فلم تبقَ من محمود درويش إلا العظام وأبو حسن سلامة بليت عظامه وزوجته جورجينا رزق ملكة جمال لبنان والكون تعزف أمام ساحل “الروشة” في بيروت على البيانو. لقد أشعل الخميني وبعده خامنئي النار في حياتنا. كانت لبيروت ليالٍ مليئة بالحماسة والحياة والمقاومة الأصيلة، لكن اليوم سئمت آذان أهالي بيروت من خطابات ممثل “ولي الفقيه”. كانت إيران وقتها في عز مكانتها وقوتها، وكانت لديها مكانة خاصة في الغرب والشرق، لكن الآن يجري الحديث في واشنطن عن شكل الضربة التي يجب أن توجه لإيران. سياسة واضحة لا توجد سياسة واضحة في واشنطن حيال إيران وفي وزارة الخارجية هناك نداءات مختلفة والجهود تنكب على معالجة القلق من البرنامج النووي وتدخلات “ولي الفقيه” في العراق ولبنان وفلسطين. أينما أتجه هناك حديث عن إيران وتوقعات عما ستصل إليه المواجهات بين إيران وأميركا. وفي هذه الأثناء يخرج محلولون من جعبتهم أفاعي تتحدث عن قرب توجيه صواريخ “كروز” لاستهداف إيران. هذا الحديث يشكل مادة دسمة لوسائل الإعلام الأميركية هذه الأيام، من خلال حديث بعض الشيوخ في الكونغرس نجد أنه لا مفر من وقوع الحرب. وكذلك تتناول وسائل الإعلام موضوع سفر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أميركا وتأجيله مرات متعددة حيث لا يرغب نتنياهو بهذه الزيارة. هناك حالة من الذهول في كل مكان. وفي أرض الآباء في إيران يعيش الشعب حالة قلق وأنه ما إذا سيتحرر وطننا أم سيواجه صعوبات وغلاء وتعباً ومشقات… إنهم تعودوا على هذه المصاعب، لكن الأمل لم يترك قلوبهم خلال الأعوام الـ45 عاماً الماضية. لدينا ثلاثة أجيال من اليساريين في إيران يتبنون مواقف مناهضة لعائلة الشاه. وخلال أكثر من نصف قرن كلما جاء الحديث عن مصالح ستالين وخلفائه ضحوا بمصالح إيران في سفارة الاتحاد السوفياتي السابق لدى طهران أو في مبنى الـ”كي جي بي”. ومع ظهور فلاديمير بوتين ظهر هذا المرض مرة أخرى ويتولى بوتين الذي يتربع على كرسي ستالين مهمة نشر ذلك الإرث. هناك من ابتلوا بهذا المرض من أيام الشباب ويعيشون الآن إما في إيران وإما في بلاد يصفونها بالإمبريالية والمتغطرسة ويستمرون بالصلاة نحو موسكو. القضية الأساس هي أن علي خامنئي وأصحابه وحاشيته ابتلوا بهذا المرض أيضاً. وفي مثل هذه الأحوال تبحث إسرائيل عن حرب وتتوجه قلوب اليساريين الإيرانيين إلى بوتين ويعقد اليمينيون الأمل على الولايات المتحدة الأميركية. لكننا قلوبنا مع إيران وشعب لديه إرادة فولاذية من أجل حرية البلاد. نقلاً عن “اندبندنت فارسية” المزيد عن: نظام ولي الفقيهحركة حماستنظيم حزب اللهحرب غزة الحرس الثوري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تكدس الأسئلة عشية رحيل الحكومة يثير انشغال نواب الجزائر next post المعارضة في تونس تتصدع فهل تنتظر ولادة جديدة؟ You may also like إيران وسوريا الجديدة… هل انتهى “عهد الساحات”؟ 22 ديسمبر، 2024 جنبلاط يزور قصر الشعب بدمشق واشتباكات في حمص 22 ديسمبر، 2024 قضية المرفأ عام 2024:”هدوءٌ” يسبق تفجير القرار الاتهاميّ 22 ديسمبر، 2024 من تاتشر إلى الجولاني: كيف يغيّر السياسيون صورتهم؟... 22 ديسمبر، 2024 الجولاني يلتقي فاروق الشرع ويدعوه إلى مؤتمر الحوار... 22 ديسمبر، 2024 الجولاني يبلغ جنبلاط: الأسد قتل الحريري وسنحترم سيادة... 22 ديسمبر، 2024 تركيا: انطلاق لقاءات مع أوجلان في سجنه خلال... 22 ديسمبر، 2024 الإنتربول يُطالب لبنان تسليمه مجرمي الحرب في سوريا 21 ديسمبر، 2024 سوريا التي تحرج العراق 21 ديسمبر، 2024 هل خسرت إيران نفوذها بالإقليم بعد “فخ التمدد”؟ 21 ديسمبر، 2024