الجمعة, فبراير 21, 2025
الجمعة, فبراير 21, 2025
Home » ما دلالات توجيه إيران بوصلتها نحو تونس؟

ما دلالات توجيه إيران بوصلتها نحو تونس؟

by admin

 

يرى مراقبون أن لا ضير في تنويع الخيارات بينما يشدد آخرون على التمسك بالتوازن في السياسة الخارجية

اندبندنت عربية / صغير الحيدري صحافي تونسي @HidriSghaier

في وقت تواجه فيه إيران معادلة صعبة في منطقة الشرق الأوسط بعد سقوط حليفها رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، وتعرض حليفيها “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في قطاع غزة لضربات قاسمة، باتت تدفع بجهودها من أجل تعزيز التقارب مع تونس، في خطوة أثارت مخاوف في الغرب الذي يعد حليفاً تقليدياً للبلد الواقع في شمال أفريقيا.
وكشف السفير الإيراني لدى تونس مير مسعود حسينيان عن أن تونس وطهران تبحثان إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، معرباً عن أمله في “تطوير علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين التي لم ترتق بعد إلى مستوى التطلعات”.
ولفت حسينيان إلى أن “التعاون الاقتصادي بين إيران وتونس لم يصل بعد إلى المستوى نفسه من العلاقات السياسية والثقافية، ونأمل أن يزيد حجم التعاملات بين البلدين”.
وجاءت تصريحات المسؤول ذاته في وقت كانت تستضيف فيه تونس الأسبوع الثقافي الإيراني – التونسي، وفجرت مشاركة مسؤولة إيرانية في مؤتمر حول “مكانة المرأة” جدلاً واسعاً، إذ انتقد كثيرون مواقفها المناهضة لحقوق النساء في بلادها.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من إعفاء تونس الإيرانيين الراغبين في دخول أراضيها من التأشيرة، في خطوة أثارت تخمينات في شأن ما إذا كانت ستمهد لتقارب أكبر بين البلدين.

تقارب جائز

وكانت لافتة مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في مراسم تشييع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي قتل في تحطم لطائرة في مايو (أيار) الماضي. والتقى سعيد آنذاك بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي قال بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إنه “من الضروري أن يتحول التعاطف الحالي بين البلدين إلى تعاون ميداني”.
وأثار ذلك إلى جانب تقارب تونس مع الصين وروسيا هواجس لدى شركائها التقليديين في الغرب، إذ قال مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن “الاتحاد متخوف من التقارب التونسي مع الصين وروسيا وإيران”.
كذلك قال الدبلوماسي التونسي السابق عبد الله العبيدي، إن “التقارب بين تونس وإيران جائز، لكن المشكل يكمن في الخيارات في العلاقات الدبلوماسية، إذ على تونس عدم استنزاف أوراقها أو الانضواء تحت محور محدد واستعداء طرف لإرضاء آخر أو غير ذلك”.
وأردف العبيدي “تاريخياً كانت لتونس علاقات متوازنة بين المعسكرين الشرقي والغربي، إذ كانت لها علاقات قوية مع فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما، وتحافظ أيضاً على علاقات طيبة مع روسيا والصين وإيران وغيرها”. وبرأيه فإن “تونس لم تدخل منذ استقلالها تحت المعسكر الشرقي والشيوعية أو في تحالفات عسكرية أو عدائية تجاه أطراف معينة، لذلك علينا أن نحافظ الآن على توازن دبلوماسيتنا”.
ولفت العبيدي إلى أن “معالم التعاون بين إيران وتونس لم تكتمل بعد بوضوح، وعندما تكون هناك تصريحات أو إعلانات متضامنة أو ضد أطراف بعينها، وقتها يمكن القول إن هذا التقارب مع طهران مضر بعلاقات تونس الخارجية أو شركائها، وفي المقابل لا يمكن لوم تونس على مساعيها إلى تنويع علاقاتها”.

نادراً ما تكون هناك لقاءات دبلوماسية بين تونس وإيران لكن التعاون الأكاديمي والثقافي والدبلوماسي تعزز في الأشهر الماضية (أ ف ب​​​​​​​)

انقسام داخلي

وتراوحت ردود الفعل في تونس إزاء التقارب مع إيران بين التحذير من تبعات ذلك والترحيب به، مما يكرس حالة من الانقسام في شأن هذا الملف، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات مثيرة أفرزتها حرب قطاع غزة التي تخوضها حركة “حماس” مع إسرائيل، وأيضاً سقوط الأسد وكلاهما حليف لطهران.
وسارع وزير الخارجية التونسي السابق أحمد ونيس إلى دعوة بلاده “لمد يد المساعدة لإيران حتى لا تظل معزولة”، وقال ونيس بحسب ما نقلت عنه إذاعة “ديوان أف أم” المحلية، “لا يجب أن تبقى إيران في حالة تبعية إلى الأقطاب القوية الأخرى مثل الصين وروسيا، ولا يجب أن تتأثر السياسة الخارجية لتونس بالتهديدات، لأن ما تقوم به تونس اليوم هو امتداد لسياستنا التقليدية مع إيران”.
لكن المستشار الرئاسي السابق محسن مرزوق دعا الرئيس قيس سعيد إلى “النأي بتونس عن أتون الصراعات الدولية الرهيبة، التي تأخذ فيها إيران موقعاً يخصها وتبحث عن مصالح وأهداف لا ينبغي أن نكون على علاقة بها ظاهراً أو باطناً”.
ومضى مرزوق قائلاً في رسالة إلى سعيد إنه “لا ينفعنا أن نعطي انطباعاً بوجود تنسيق مع إيران، ناهيك بأننا في خلاف مع مقومات النظام الإيراني الحالي”.
وتجدر الإشارة إلى أن وفداً إيرانياً كان زار تونس والجزائر في وقت سابق، وقاده رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إبراهيم عزيزي.

وتجمع بين تونس وإيران 18 مذكرة تفاهم في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها، وتوقف منذ 10 سنوات تنفيذ عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم، بحسب وكالة “مهر” الإيرانية، وذكرت الوكالة أن العمل جار الآن بين البلدين من أجل إحياء الاتفاقات التجارية.

منطلق في شمال أفريقيا

وتأتي هذه التطورات في وقت كان فيه سعيد أول رئيس تونسي يزور إيران منذ سقوط نظام الشاه في عام 1978، وقيام “الثورة الإسلامية” هناك التي أفرزت نظاماً مثيراً للجدل.
وقال الباحث السياسي الإيراني عماد آبشناسان، إنه “بالنسبة إلى إيران، سياسة حكومة الرئيس مسعود بزشكيان تقوم على أساس بناء علاقات مع كل الدول العربية والإسلامية وتقوية هذه العلاقات”.
وبين آبشناسان أنه “على هذا الأساس، الرئيس بزشكيان وحكومته يسعيان إلى تقوية علاقتهما مع تونس لكي تكون هناك علاقات اقتصادية قوية مع هذا البلد المهم جداً في القارة الأفريقية”.
ولفت إلى أنه “بالنسبة إلى إيران ممكن أن تكون تونس منطلقاً مهماً للتجارة الإيرانية في شمال أفريقيا، لهذا أتصور أن الحكومة في طهران مهتمة بتوطيد العلاقات مع تونس”.

سعي إيراني لاختراق الحصار

وتأتي هذه التطورات في وقت تكافح فيه إيران لمواجهة العقوبات القاسية التي تفرضها عليها القوى الغربية، في مقدمها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
لذلك اعتبر الباحث السياسي التونسي الجمعي القاسمي أن “ما يحدث هو سعي إيراني بصورة أو بأخرى إلى اختراق الحصار المفروض عليها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال نسج علاقات أخرى قادرة أن تطور بها مكانتها على مستوى المنطقة، وهو سعي من طهران وليس من تونس”.
وتابع القاسمي أن “الحراك الدبلوماسي السائد في الأيام الماضية كان عادياً، لكن اللافت هو إعفاء الإيرانيين من تأشيرة الدخول إلى تونس، واتضح أنه إجراء مرتبط بمبدأ المعاملة بالمثل باعتبار أن طهران سبق وأن ألغت وجوبية التأشيرة للتونسيين لدخول أراضيها”.
وأبرز أن “تونس اتخذت موقفاً مماثلاً، لذلك ليس هناك حراك بالمفهوم الدبلوماسي المتعارف عليه وحتى المحادثات الهاتفية بين وزيري الخارجية تناولت الأحداث في فلسطين وقضية التهجير”.
وخلص القاسمي إلى أن “موقف تونس في هذا الشأن كان متوقعاً، وهناك حراك عربي دبلوماسي وإقليمي تجاه هذا الملف”.

المزيد عن: تونسإيرانالعلاقات الدوليةعلي خامنئيقيس سعيدإبراهيم رئيسيالسياسة الخارجية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili