Getty Images / وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان (يمين) ونظيره السوري أسعد الشيباني. عرب وعالم ما بين التخوف من “الإسلام السياسي” و”العودة إلى حضن العروبة”، كيف نقرأ التحركات السورية اتجاه دول الخليج؟ by admin 15 يناير، 2025 written by admin 15 يناير، 2025 25 BBC / يحيى كناكريه / بي بي سي نيوز عربي لم تتوقف التحركات الدبلوماسية السورية منذ سقوط حكم الأسد وبعد تشكيل الإدارة الجديدة في ظل زيارات يجريها مسؤولون سوريون إلى دول خليجية تتطلع إلى ترميم العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون المشترك. وتشهد سوريا حراكاً سياسياً متسارعاً في الشأن الداخلي والخارجي، تمثّل بزيارة وفود عربية وأجنبية للعاصمة دمشق، تلاها زيارات لوزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني إلى قطر والإمارات والسعودية والأردن. ويراهن محللون تحدثت بي بي سي إليهم إلى إمكانية تحقيق تقدم في مسارات سياسية واقتصادية لسوريا، وسط تفاؤل بعودتها إلى “حضن العروبة” بعد سنوات من الأزمة. “اعتراف ودعم اقتصادي” يرى الكاتب والباحث السعودي مبارك آل عاتي خلال حديثه مع بي بي سي، أن “الزيارات التي يقوم بها وفد الحكومة السورية الجديدة برئاسة وزير خارجيتها تسعى لتحقيق هدفين أساسين في هذه المرحلة هما: الحصول على اعتراف هذه الدول بها، وتلقي دعم مالي واقتصادي عاجل يمكّن الحكومة من تثبيت أركانها وتسيير أعمالها”. وأشار إلى أن الإدارة الجديدة تسعى من خلال زيارتها إلى الرياض “الحصول على دعم واعتراف من أكبر دولة عربية وهي السعودية والاستفادة من وزنها وثقلها ومكانتها الدولية بأن تكون رافعة لها إلى العواصم الغربية والدولية لتسهيل التعامل والتعاون معها”. آل عاتي أكّد أن السعودية أبدت حرصاً واهتماماً كبيراً بتطورات الأوضاع في سوريا وسارعت لملء الفراغ هناك وتقديم كل العون لهم. واعتبر أن زيارة وزير الخارجية السوري برفقة وزير الدفاع ومدير المخابرات إلى الرياض يعد تحولاً نوعياً وإيجابياً في توجهات الحكومة السورية، بعد أن تأثرت علاقات البلدين بشكل لافت خلال السنوات الماضية، على حد تعبيره. “دمشق تريد من دول الخليج تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي واللوجستي لها وتسهيل عودة اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى توظيف علاقاتها مع تركيا ودول الإقليم لصالح الداخل السوري والإسهام في دعم وإنجاح المؤتمر الوطني السوري”، وفق آل عاتي. وبالمقابل، أوضح آل عاتي أن “دول الخليج تطمح من السلطات الجديدة في سوريا بأن تكون سوريا دولة مدنية لكل السوريين مليئة بالسلام وخالية من الجماعات المسلحة والراديكالية”. كما تسعى دول الخليج بأن “يكون السلاح في يد الدولة في سوريا وأن تعود إلى محيطها ودورها العربي المأمول ذات سيادة واستقلال بعيدة عن أي هيمنة إقليمية أو دولية”. وترفض دول الخليج، بحسب آل عاتي، “العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، وتطالب بأن تسهم إسرائيل في أمن واستقرار سوريا عبر احترام القرارات والمواثيق الدولية. Reuters وكانت السعودية، ودول خليجية أخرى، قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفارتها في فبراير/شباط عام 2012، بسبب التعامل مع الاحتجاجات الشعبية بالقوة. وفي مارس/آذار 2023، أعلنت الرياض أنها تجري مباحثات لاستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، أعقبتها جهود سعودية لإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية في قمة جدة، التي حضرها بشار الأسد في مايو/أيار من ذلك العام. وأرسلت السعودية خلال يناير/ كانون الثاني الجاري مساعدات غذائية وطبية إلى سوريا براً وجواً، وتتفاوض حالياً على كيفية دعم دمشق في مرحلتها الانتقالية. “العودة إلى حضن العروبة” لفتت أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات العربية المتحدة فاطمة الصايغ إلى أن التحركات الدبلوماسية السورية مؤخراً اعتبرتها الدول الخليجية بمثابة “احتضان الولد الضال وإعادته إلى حضن العروبة بعد سنوات من الخضوع للنظام الإيراني”. وأوضحت في حديثها لبي بي سي، أن “أهمية سوريا وموقعها في العالم العربي لا يضاهيه أي دولة آخرى، وهذا ما تدرك سوريا أهميته كما تدرك دول الخليج أهمية سوريا لها”. وتأتي زيارة الإدارة السورية الجديدة إلى الإمارات العربية المتحدة في وقت عبرت الإمارات عن قلقها حيال القيادة الجديدة في سوريا التي وصلت إلى السلطة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد. وفي وقت سابق من يناير/ كانون الأول، قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش خلال كلمة في مؤتمر في أبوظبي “نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة وعدم فرض نظام على جميع السوريين، لكن من ناحية أخرى، أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة، ارتباطها بالإخوان، وارتباطها بالقاعدة، كلها مؤشرات مقلقة للغاية”. وتحتاج سوريا في العهد الجديد، بحسب الصايغ، وهي كاتبة وباحثة في مجال التاريخ والسياسة، إلى “ضخ أموال طائلة للتنمية وإعادة الإعمار والدعم في الكثير من المجالات، بعد أن أدت الأزمة إلى تراجعها بشكل كبير عن الكثير من الدول العربية حتى المجاورة لها”. “البدء في إعادة اعمار سوريا بأموال خليجية وعربية يمثل ركيزة ونقطة انطلاق لها باتجاه المرحلة المقبلة”، وفق الصايغ. قبل اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، كانت العلاقات بين الإمارات وسوريا تتسم بالتعاون الاقتصادي، والتبادل الثقافي، والانخراط الدبلوماسي. ويشارك البلدان في عضوية جامعة الدول العربية وغالباً ما توافقا في سياساتهما تجاه القضايا التي تؤثر على العالم العربي. وكانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعادت فتح سفارتها في دمشق بعد سقوط حكم الأسد، بعدما أغلقتها في عام 2011. “تخوف من الإسلام السياسي” بيّن أستاذ النظرية السياسية في الجامعة الأردنية محمد أبو رمان أنه “لطالما كانت العلاقات الأردنية- السورية في مرحلة شد وجذب تاريخياً، بخاصة منذ حكم حزب البعث الاشتراكي، وأغلب الأوقات اتسمت بالسياسات العدائية السورية تجاه الأردن، بخاصة في مرحلة الحرب الباردة”. وأضاف: “اليوم فهنالك فرصة تاريخية وكبيرة لتدشين علاقات أكثر عمقاً وتكاملية، وهو ما يشكّل للأردن أفقاً اقتصادية وسياسية لمواجهة التحديات الأخرى والتغيرات في البيئة الإقليمية المحيطة، ما يتطلب بعث رسائل حسن نوايا وإيجابية نحو الفاعلين الجدد هناك، واستثمار السمعة الأردنية الجيدة، وتقديم مساعدات سياسية واقتصادية وفي البنية التحتية، وحتى في بناء القدرات الأمنية والعسكرية السورية، والأهم من هذا وذاك الدور الدبلوماسي الأردني في مساعدة السوريين على الخروج من قائمة العقوبات والبدء بعصر إعادة الإعمار”. Reuters / وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني. أبو رمان وهو مستشار معهد السياسة والمجتمع، أشار إلى أن “الأردن له مصالح استراتيجية كبيرة مع سوريا، وما يبدو من النظام الجديد مشجّع ومن الضروري تعزيز هذه التوجهات، ولعلّ الخشية الكبيرة لدى كثير من الدول العربية أن يكون محفّزاً للإسلام السياسي وامتداداً له، بخاصة مع وجود رعاية تركية لهذا النظام، لا تخفى عن العيان، وربما يرى دبلوماسيون عرب أن هنالك استبدالاً للنفوذ الإيراني بالتركي”. وتابع: “قد يكون ذلك صحيحاً، بدرجة ما، لكن تركيا نفسها تعلّمت دروساً من مرحلة الربيع العربي، وكان واضحاً أنهم لا يريدون تكرار تجربة الإسلاميين في الحكم، ولا الدخول في مواجهات مع دول عربية أخرى، بل هنالك رسائل تركية للدول والأنظمة العربية المتخوفة من الحكم الجديد بأنه سيكون صديقاً وليس معادياً، والقوة التركية (إذا استثنينا المشكلة الكردية التي تمثل تحدياً حقيقياً لمستوى علاقة الحكومة الجديدة بالأقليات من جهة والأتراك من جهة أخرى) ذات طابع ناعم مختلف عن القوة الإيرانية، التي اعتمدت على الميليشيات وعلى الأبعاد الطائفية والأيديولوجية بصورة فجّة. “بينما أعلنت القيادة السورية الجديدة أنّها لا تتبنى نظرية «تصدير الثورة» ولا تؤمن بها، ومن الواضح أن شمولية زيارة الشيباني لكل من الإمارات وقطر تعد مؤشراً على رغبة النظام الجديد بتجنب حالة الاستقطاب و التجاذبات الإقليمية والتركيز على وحدة سورية وإعادة الإعمار والملفات الاقتصادية”، وفق أبو رمان. المزيد عن:سورياالسعوديةأحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)الخليجالإمارات العربية المتحدة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل يشكل نواف سلام حكومة من دون “الثنائي الشيعي” في لبنان؟ next post ماذا نعرف عن اتفاق وقف إطلاق النار الوشيك في غزة؟ You may also like هل أخفقت إسرائيل في اختراق الحوثيين استخباراتيا؟ 15 يناير، 2025 ماذا نعرف عن اتفاق وقف إطلاق النار الوشيك... 15 يناير، 2025 هل يشكل نواف سلام حكومة من دون “الثنائي... 15 يناير، 2025 السلطات السورية تعتقل متشددا مصريا بث تسجيلات هدد... 15 يناير، 2025 غضب في ليبيا بعد تسريب مشاهد تعذيب أعادت... 15 يناير، 2025 ماذا ينتظر لبنان من محطات مفصلية بعد تكليف... 15 يناير، 2025 أردوغان يحاول مرة أخرى حل “القضية الكردية” بشكل... 15 يناير، 2025 نواف سلام.. خيار واعد يُحرر السنة في لبنان 15 يناير، 2025 ماذا حمل فريق ترمب من وعود لنتنياهو ذللت... 14 يناير، 2025 نواف سلام يستقيل من عضوية محكمة العدل الدولية 14 يناير، 2025