مازارين الابنة السرية للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران (صفحة الكاتبة - فيسبوك) ثقافة و فنون مازارين الابنة السرية للرئيس فرانسوا ميتران تروي سيرتها by admin 18 يناير، 2025 written by admin 18 يناير، 2025 26 عاشت سنوات من العزلة بعيدا عن الأنظار وأصبحت شخصية عامة وتحولت إلى كاتبة اندبندنت عربية / مارلين كنعان أستاذة الفلسفة والحضارات، كاتبة وباحثة @MARLKANAAN تستعيد مازارين ميتران بينجو، ابنة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران من علاقة حرة، صفحة من سيرتها الذاتية التي أصبحت في ما بعد سيرة جماعية، يوم بدأ الآخرون برواية طفولتها السرية التي قضتها في “قصر ألما” الواقع في واحد من أفخم أحياء الدائرة السابعة في باريس. ففي هذه المنطقة الباريسية الراقية، عاشت مازارين ميتران بينجو مع والديها في شارع كاي برانلي حين كانت في التاسعة من عمرها حتى بلوغها سن الـ16. لم يكُن هذا العنوان مجرد قصر جميل قضت فيه الشابة بعضاً من طفولتها ومراهقتها، بل كان أيضاً بمثابة قبر أُغلق عليها، هي الطفلة السرية التي ولدت عام 1974 من علاقة حب بقيت في الظل بين والديها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران ووالدتها آن بينجو، عشيقته منذ فترة طويلة، قبل أن يتولى مهمات رئاسة الجمهورية التي امتدت لـ14 عاماً. وبقيت هذه الحياة المزدوجة والأسرة الصغيرة الثانية للرئيس اليساري الفرنسي سرّاً من أسرار الدولة حتى انكشافها عام 1994، يوم أعلنت مجلة “باري ماتش” عن وجودها من خلال نشرها صورة التقطت لها من بعيد، أظهرت ميتران واضعاً يده على كتف الشابة البالغة من العمر آنذاك 20 سنة، عند خروجه برفقة عائلته السرّية من أحد المطاعم المعروفة في الدائرة السابعة في باريس، علماً أن الرئيس كان متزوجاً دانيال إميليان إيزابيل جوز ولهما ولدان. ورفض ميتران فكرة طلاقه من زوجته خوفاً من أثرها السلبي على حياته السياسية. كتاب مازارين ميتران بينجو (فلاماريون) في هذا الكتاب، تروي مازارين ميتران بينجو كيف أن والدها الرئيس عاش بصورة رسمية في منزله الزوجي، وكيف قضى معظم الليالي مع والدتها التي كانت تعمل أمينة لمتحف أورسيه، واستخدامها لاسم عائلة أمها، واصفة طفولتها ومراهقتها اللتين عاشتهما في الخفاء كابنةٍ شبح، لا يجب أن يعرف أحد بوجودها في هذا القصر الكبير التابع للجمهورية الفرنسية حيث تقيم الرئاسة موظفيها سرّاً في 63 شقة. فهل من الممكن، بعد أعوام طويلة، إعادة التفكير بصدق في الطفولة والتحرر منها؟. مذكرات وتأملات الكتاب عبارة عن تأملات على الطريقة البروستية تستعيد الذات من خلال استعادة الأمكنة والزمن الضائع. فيه تستكشف الكاتبة صعوبة بناء هوية ذاتية في غياب وضوح الوضع الاجتماعي وطغيان الغموض والسرية على الحياة اليومية التي تُعاش كمرحلة انتظار. و تقدم سرداً لبعض الذكريات العائلية الحميمة المرتبطة بهذا المكان التي تعترف بينجو بصعوبة استعادتها كما لو أنها بحث عن المستحيل. لكنها، على رغم ذلك، تكشف عن جزء من هذه الطفولة والحياة العائلية وعن الذكريات التي عاشتها خلال أعوام مراهقتها، بعيداً من أنظار الناس من خلال إعادة زيارة هذه الشقة المرتبطة بحياتها الشخصية والتي “من النادر أن تُتاح للإنسان فرصة العودة لها بعد أن ظُنّ أن أبوابها أغلقت نهائياً”. تقول بينجو إنها غالباً ما كانت “تغلق عينيها” في كل مرة تصل فيها إلى باب المبنى المهيب خشية أن يراها أحد. فعلى براءة طفولتها، كانت تظن دوماً أنها بإغلاق عينيها، لن يتمكن أحد من رؤيتها، وكيف أنه عند مرورها أمام النوافذ والشرفات وفي السيارة التي كانت تقلّها وسط حراسة مشددة إلى المدرسة، كان عليها أيضاً أن “تخفض رأسها” كي لا يلاحظ وجودها أحد، حتى أصبحت غير مرئية لنفسها. كما لو أن خفض الرأس كان بعرفها شكلاً من أشكال الإعلان عن وجودها غير الشرعي في هذا المكان. تقول بينجو إن الاكتئاب رافق تلك الأعوام التي قضتها في هذا البيت، على رغم أنها كانت ترى والدها بانتظام وأن والديها كانا محبين. لكنها لم تحتفظ إلا بذكريات قليلة عن تلك الفترة التي قضتها في هذه الشقة التي زُينت بأثاث وطني فاخر وكأن “أبّهة الجمهورية كلها كانت لابنة الجمهورية غير الشرعية”. والسبب في ذلك أنها لم تستطِع أن تجد في هذا البيت مكاناً لها. فقد شعرت بأنها ستموت فيه، ذلك أن المكان شرط الحياة الوجودي، فلا حياة من دونه، غير أن هذا المكان بالتحديد أقفل أبوابه على حياتها وحدّ علاقتها بالآخرين. لذا فضلت مغادرته في سن الـ16، وتضيف أنه على رغم شهرة والدها والهالة التي أحاطت به والغموض الذي لفّ حياتها الباريسية، عاشت أجمل لحظات حياتها في منزل جديها لوالدتها في مقاطعة أوفيرن، ذلك أن الشقة الباريسية لم يزُرها أحد ولم يصل إليها أي بريد ولم يعرف أحد عنوانها، فهل توجد رسالة تُرسل إلى شخص لا اسم له ولا عنوان؟. الرغبة المقتولة تعترف مازارين ميتران بينجو بأن هذه الشقة بالتحديد قتلت فيها الرغبة ولعلها جعلت منها كائناً فارغاً منقطعاً عن الارتباط العاطفي بالأشياء، فتتحدث عن شعورها بالذنب المفرط والقلق واعتقادها بأنها ارتكبت خطأ ما، مضيفة أن هذا الضيق والاكتئاب اشتدا بعد ظهور صورتها على غلاف “باري ماتش”، وأنها عاشت طفولتها، لكنها لم تعِش مراهقتها. فقد كانت مراهقة مؤجلة، ولعل تلك الصورة التي شكلت صدمة لكثيرين جعلت منها فجأة شخصاً مطلوباً يسعى الجميع خلفه. لكنها على ما تكتب لم تتغير في عيون الآخرين، بل تغيرت في عيني نفسها. فكل ما كان يشكل ذاتها ووعيها وكينونتها لم يعُد موجوداً، فأصبح السر بمثابة حال وجودية. وتتابع أنه في هذه الشقة الشاسعة التي لا يرغب أي طفل وحيد في العيش داخلها، تتذكر الهاتف الذي كان إلى جانب سرير والديها والاتصالات النادرة التي كانت ترِد إليه من بعض أفراد عائلة أمها، وأصدقائها المقربين جداً وميشال روكار، رئيس الحكومة آنذاك، ورؤساء دول من جميع أنحاء العالم الذين كان الرئيس أحياناً يستقبل مكالماتهم الليلية بسبب فارق الوقت. وتعترف بينجو بأنها لطالما جلست قرب هذا الهاتف نفسه تنتظر اتصال حبيبها الأول. وتأتي مازارين ميتران بينجو في هذا الكتاب على ذكر روبير بادانتير السياسي وعالم القانون والكاتب الفرنسي الذي ارتبط اسمه بإلغاء عقوبة الإعدام بوصفه أول من أقنع والدها بضرورة الاعتراف الرسمي بها وإعلان وجودها على الملأ. كانت مازارين ميتران بينجو في الـ21 من عمرها عندما توفي والدها، لكن ذلك لم يمنعها من الاحتفاظ بذكريات حية عنه وعن حياتهما معاً بوصفها سراً من أسرار الدولة. وعلى رغم ذلك تمكنت من تجاوز هذه الأعوام القاسية على رغم صعوبتها، فهي اليوم كاتبة معروفة وأستاذة جامعية تدرّس الفلسفة في جامعة باريس الثامنة وفي معهد العلوم السياسية في مدينة بوردو وأم لثلاثة أطفال من زوجها السابق المخرج الفرنسي-المغربي محمد أولاد موحاند الذي انفصلت عنه عام 2014. نشرت بينجو أكثر من 15 كتاباً، لعل “11 كاي برانلي” أكثرها ارتباطاً بها وبالجمهورية الفرنسية. المزيد عن: فرانسوا ميترانالابنة السريةسيرة ذاتيةحياة العزلةكتابةالجماعةباريسالجمهورية الفرنسية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الإنسان المنتصب تكيّف مع الظروف الصحراوية قبل مليون عام next post (11 مشهدا) سيئا أوشكت أن تقضي على أفلام عظيمة You may also like (11 مشهدا) سيئا أوشكت أن تقضي على أفلام... 18 يناير، 2025 ليسنغ صاحب أول دراما سياسية في المسرح الألماني 18 يناير، 2025 “ثومة”… كل شيء سوى أن تكون امرأة عادية 18 يناير، 2025 الرسام الهولندي روبنز وأرشيدوقة النمسا والسياسة ثالثهما 17 يناير، 2025 صقيع السينما المصرية يستدفئ بـ6 ملايين دولار إيرادات 17 يناير، 2025 وفاة عملاق السينما الأميركية المخرج ديفيد لينش عن... 17 يناير، 2025 التراث العربي بين التحديات الرقمية والفرص التكنولوجية 16 يناير، 2025 “نتفليكس” تستجيب لشروط ماركيز ولكن… 15 يناير، 2025 كاميرا الكمبودي ريثي بان تسترجع جرائم “الخمير الحمر” 15 يناير، 2025 بيروت تستعيد بريقها السينمائي مع 50 مخرجا لبنانيا... 15 يناير، 2025