الجمعة, يناير 17, 2025
الجمعة, يناير 17, 2025
Home » ماذا عن بيزنس “حزب الله” في أفريقيا بعد تراجع نفوذه؟

ماذا عن بيزنس “حزب الله” في أفريقيا بعد تراجع نفوذه؟

by admin

 

تقارير أميركية عن تدفق مئات ملايين الدولارات على الجماعة اللبنانية بفضل استثمارات رجال أعمال يدينون بالولاء لها في القارة السمراء

اندبندنت عربية / صغير الحيدري صحافي تونسي @HidriSghaier

بعد مواجهات ضارية مع إسرائيل، بات “حزب الله” أمام مرحلة حاسمة في تاريخه بعدما تعرض لانتكاسات لافتة على غرار مقتل أمينه العام حسن نصرالله، وخليفته المحتمل هاشم صيف الدين وغيرهما، مما يثير تساؤلات حول تداعيات ذلك المحتملة على نفوذه في عديد من المناطق ومن أبرزها أفريقيا، حيث تغلغل في عديد من دولها على مر الأعوام.

حاولت القوى الغربية الحد من تغلغل “حزب الله” من خلال عقوبات شملت رجال أعمال لبنانيين مقربين من الحزب وغير ذلك، لكن مع حال الوهن التي بات يعانيها تثار تساؤلات الآن حول مستقبل مواقع الحزب في القارة السمراء الغنية بثرواتها الباطنية.

ويعول “حزب الله” في الأقليات الشيعية الموجودة في الدول الأفريقية من أجل تعزيز نفوذه، حيث يتزايد نشاط منظمات وجمعيات ومراكز دينية ودعوية قادرة على تأمين مصالحه هناك.

قرارات استباقية

على مدى الأعوام الماضية، وحتى قبل بدء حرب غزة المدمرة، التي دخلها “حزب الله” في وقت سابق، سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى قصقصة أجنحة الحزب في أفريقيا.

وفرضت الخزانة الأميركية عقوبات في حق أربعة مواطنين لبنانيين في دول أفريقية هي، سيراليون وكوديفوار والسنغال وغامبيا بتهمة جمع الأموال وتجنيد أعضاء لـ”حزب الله”.

وشكلت عديد من الشخصيات محوراً للمواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية و”حزب الله” في أفريقيا، على غرار رجل الأعمال اللبناني ناظم أحمد، الذي واجه عقوبات قاسية بسبب تمويله المفترض للجماعة الشيعية اللبنانية الموالية لإيران، إذ يضخ الرجل استثمارات ضخمة.

وبحسب تقارير الخزانة الأميركية وغيرها، فإن مئات ملايين الدولارات تتدفق على “حزب الله” اللبناني بفضل استثمارات رجال أعمال يدينون بالولاء له في أفريقيا التي تتهافت عليها عديد من القوى العالمية نظراً إلى ثرواتها الهائلة.

وقال الباحث اللبناني المتخصص في الشؤون الدولية خالد زين الدين، إنه “في إطار تجفيف الموارد المالية للحزب واستهداف شبكات التمويل والتجارة والعناصر تحاول الولايات المتحدة استباق عمليات الحزب خارج لبنان خصوصاً بعد الحرب عليه في البلاد ومحاصرته في عديد من المناطق من بينها أفريقيا”.

وأضاف زين الدين لـ”اندبندنت عربية” أن “هناك تخطيطاً وقراراً استباقياً لملاحقة الحزب وداعميه من جميع النواحي، وأهمها المالية والاقتصادية في الداخل والخارج خصوصاً بعد استهدافه في الداخل وتم تدمير بنك القرض الحسن على سبيل المثال وعديد من المؤسسات المالية والاقتصادية لحزب الله ومصادر تمويله، واليوم حتى إيران لا تستطيع إرسال أموال إلى لبنان بسبب الحصار عليها والعقوبات التي تواجهها”.

وشدد على أن “الممولين ينشطون في عدد من الدول الأفريقية وخصوصاً في المناطق الغنية بالنفط، التي يوجد بها جاليات لبنانية تنتمي للمذهب الشيعي أو أيضاً من مذاهب أخرى موالية ومؤمنة بنهج المقاومة، مما شكل ضخامة في الشبكة التجارية الموالية باعتبارها بديلاً يوماً ما عن دعم إيران في ظل تصاعد الخناق عليها”.

وبيّن زين الدين أن “نشاط حزب الله في دول غرب أفريقيا كان متصاعداً، وكان بالفعل محل متابعة أميركية وترقب شديد وبحذر، مما ساعد الاستخبارات في دول المحور الإقليمية من تكوين قاعدة بيانات واسعة عن الممولين والشركات والمؤسسات والكيانات والأفراد المشاركة في النشاطات، ومعظم هذا النشاط كان متصاعداً في دول غرب ووسط أفريقيا حيث الثقل الشيعي في تلك المناطق”.

تعويل على الجالية

وبدأت الجاليات اللبنانية التوافد على أفريقيا لا سيما غرب القارة لوجود فرص مهمة منذ السبعينيات وهو أمر يرى الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمر كونتي أن “حزب الله” راهن عليه.

وفي تصريح خاص قال كونتي، إن “هناك جاليات كبيرة للبنان في دول مثل السنغال وكوديفوار العاج حيث تقوم بأعمال استثمارية وتجارية، ولديهم بعض التجارات التي يحتكرونها أصلاً”.

نعيم قاسم لم يكشف بعد عن ملامح سياسة الحزب الخارجية (رويترز)

 

ويعتقد كونتي أنه “لا وجود لتمثيل رسمي لحزب الله في تلك الدول، لكن توجد طائفة شيعية منتشرة، ويوجد أيضاً لبنانيون من السنة والمسيحيين هناك، لكن معظم هؤلاء من الشيعة، ولا توجد مكاتب رسمية لأبناء حزب الله في هذه الدول، لكن هناك دعماً مادياً يأتي من المستثمرين والتجار للجماعة”.

وأضاف، أنه “إذا قدرنا القوة المالية التي يمثلها المستثمرون من الطائفة الشيعية في غرب أفريقيا، فإن هؤلاء قد يقدمون دعماً للحزب، على رغم الضغط الدولي الذي يمارس ضد لبنان والحزب”، مبيناً أن “هناك أنشطة من قبل هذه الطائفة تتمثل في بناء المدارس والمساجد وغيرها؛ لذلك اقترن حضورها في غرب أفريقيا بتمويل ودعم الحزب”.

ميدان أكثر جذباً

وفي ظل غياب سلطة القانون وتواري عديد من الجماعات سواء السياسية أو الدينية عن الأنظار في دولها، فإن مناطق مثل غرب أفريقيا تشكل ملاذاً آمناً لهؤلاء وفي مقدمهم “حزب الله”.

وبحسب تقارير نشرتها وزارة الخزانة الأميركية، وأيضاً محاضر قضايا يواجهها رجال أعمال لبنانيون في محاكم أميركية فإن “حزب الله” نجح على امتداد السنين في نسج شبكة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين والسياسيين البارزين في أفريقيا.

وتشهد دول أفريقية مثل النيجر ومالي وكوديفوار فوضى أمنية تغذيها حركات تمرد وأيضاً أنشطة لتنظيمات إرهابية مثل القاعدة وتنظيم “داعش”، وهو نشاط لم تنجح بعد الجيوش النظامية في التصدي له على رغم الإسناد الذي توفره لها دول أخرى مثل فرنسا في السابق وروسيا وتركيا حالياً.

وقال زين الدين، “بالفعل، وفقاً لتقارير استخباراتية أميركية وإسرائيلية، فإن أفريقيا تمثل الميدان الأكثر جذباً لجهود حلفاء إيران مثل حزب الله للاستثمار وغسل وتبديل الأموال، لأن تجمعات لبنانية وغير لبنانية موالية تقيم في القارة، وتحاول استغلال عدم فاعلية سلطة القانون المحلية هناك”.

وفسر المتحدث بالقول، إنه “إضافة إلى شبكات جمع التبرعات وفقاً للتقارير المذكورة، بدأ اللبنانيون العاديون منذ عام 1990، الذين يغريهم خطاب الحزب التغلغل في تجارة الألماس في سيراليون والكونغو الديمقراطية، وذلك في عالم يلفه الغموض والسرية”.

خلايا ومخدرات وتشيع

وبرأي زين الدين فإن “القارة السمراء وخصوصاً وسطها وغربها تمثل منطقة مثالية للتدريب والنشاط العسكري وفقاً للاستخبارات الدولية لتنفيذ عمليات ومخططات في أوروبا والدول العربية، وذكرت تقارير أن القوات النيجيرية بمساعدة إسرائيل استطاعت أن تكشف عن خلية للحزب ومخابئ في أفريقيا”.

نيجيريا على سبيل المثال يبلغ عدد سكانها نحو 200 مليون نسمة، من بينهم 3 ملايين من الشيعة، وفي الأعوام الأخيرة تصاعدت المواجهة بين “الحركة الإسلامية” أو “حزب الله” النيجيري المقرب من إيران، و”حزب الله” اللبناني مع القوات الحكومية مما كشف عن شبكة غامضة من العلاقات بين هذه الأطراف تهدف في النهاية إلى تأمين مصالح طهران.

وفي كوديفوار أيضاً، يحاول “حزب الله” استغلال نفوذ الأقلية الشيعية لترسيخ حضوره، حيث يوجد في البلاد نحو 11 مركزاً دينياً ودعوياً شيعياً معظمها مقرب من “حزب الله”.

وقال زين الدين، إن “أفريقيا تمثل بالفعل أرضاً خصبة بفعل هشاشة القانون هناك، وذكرت التقارير أيضاً قبل أعوام فضيحة السلاح المهرب عبر ميناء لاغوس في نيجيريا، وقد نجحت دول بتحويل هذه القضية إلى ورقة لمحاصرة لإيران واتهامها بالبعد العسكري الشيعي، إضافة لما يسمى قوات القدس وهي الذراع التشغيلية لقوات الحرس الثوري الإيراني”.

وإلى جانب هذه الأنشطة والحوادث المثيرة للجدل، سجلت النيجر هي الأخرى حادثة لافتة اتهم “حزب الله” بالضلوع فيها، إذ جرى قبل أعوام ضبط شحنة تحوي 17 طناً من “الحشيش” مقبلة من لبنان مما سلط الضوء مجدداً على دور الجماعة اللبنانية.

لا تفاعل

ومع تلقي الحزب ضربات موجعة باغتيال معظم قياداته على غرار نصرالله وفؤاد شكر ومحمد ناصر وإبراهيم عقيل تتصاعد التكهنات في شأن مصير نفوذ “حزب الله” المتنامي في أفريقيا، خصوصاً في ظل الغموض الذي يكتنف توجهات القيادة الجديدة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2024 تولى نعيم قاسم، وهو من مؤسسي “حزب الله” الأمانة العامة للجماعة اللبنانية، وذلك بعد مقتل نصرالله في غارة جوية، ولم يكشف بعد الرجل عن ملامح سياسة الحزب الخارجية.

حاولت “اندبندنت عربية” الحصول على تعليق من قيادة “حزب الله” أو أحد نواب كتلته البرلمانية، إلا أنهم امتنعوا عن التفاعل.

مستقبل حزب الله في أفريقيا مرتبط بأوضاعه الداخلية (رويترز)

 

لكن المتخصص في الشؤون العسكرية اللبناني نضال زهوي، عدَّ أن “الحديث عن نفوذ لحزب الله في أفريقيا هراء، وهو أمر يستهدف الهجرة اللبنانية في القارة الأفريقية بصورة عامة، وكون غالبية هؤلاء المهاجرين هم من بيئة حزب الله الدينية، لذلك يتم التصويب إلى هذا الموضوع ليتم التضييق على التحويلات المالية للمهاجرين إلى ذويهم لإتمام الحصار المالي على هذه البيئة”.

وتابع في تصريح خاص، أن “ناظم سعيد أحمد على سبيل المثال هو مقرب من حركة أمل (الشيعية)، وليس حزب الله ووالده هو شريك للرئيس نبيه بري سابقاً، وليس له أي علاقة مع حزب الله”.

وشدد على أن “البيئة يعني أي شخص منتمٍ للطائفة الشيعية اللبنانية، اليوم هناك عقاب جماعي يستهدف هذه الطائفة بسبب خياراتها”.

تأثر محتمل

وبحسب مراقبين فإن “حزب الله” يحاول استغلال الثروات التي تزخر بها أفريقيا، حيث تختزن معادن نفيسة للغاية على غرار الذهب والألماس واليورانيوم والليثيوم.

وتعليقاً على ذلك، قال الباحث السياسي المالي محمد إسماعيل، إن “لحزب الله اللبناني تاريخاً طويلاً في القارة الأفريقية، حيث يستغل الجاليات اللبنانية والنفوذ الإيراني والشيعة الأفارقة لتعزيز نفوذه في غرب القارة”.

وزاد إسماعيل قائلاً، إن “الجالية اللبنانية تنتظم في المجال الاقتصادي كالعقارات والتجارة في الذهب والألماس وحتى المخدرات، كما يعد الحزب من أدوات السياسة الإيرانية حول العالم، ويستغل الصراعات الداخلية في القارة للتغلغل”.

وأشار إلى أن “من الطبيعي أن يتأثر هذا النفوذ بعد مقتل الشخصيات المنسقة لهذا الدور كحزب الله وقيادات أخرى من الحزب ومن الحرس الثوري الإيراني، حيث يقوم كبار التجار بإعادة حساباتهم وعلاقتهم مع الحزب، كما أن التنسيق والمزايا انخفضت، خصوصاً بعد ضعف القيادة الجديدة للحزب وفي إيران وتأثير دورها داخل لبنان”.

وأردف، أن “مستقبل الحزب في أفريقيا مرتبط بلا شك بالأوضاع الداخلية للحزب وفي لبنان وكذلك بالصراع الإيراني الغربي” موضحاً أن “الصراع الإيراني – الأميركي في أفريقيا من خلال العقوبات على شخصيات تجارية شيعية ولبنانية سيكون له تداعيات سلبية على حضور الحزب في القارة”.

واستنتج إسماعيل أنه “منذ أعوام، صدرت عديد من القرارات السياسية والأمنية والاقتصادية لإضعاف دور الحزب وإيران في أفريقيا والعالم، ونعرف جيداً أن معظم ما تعرض له الحزب في الداخل والخارج كان بقيادة واشنطن وتل أبيب للتأثير في الدور الإيراني الإقليمي، وفي إطار تعزيز الدور الإسرائيلي تحت دعاوى حماية الأمن الإسرائيلي في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد”.

جمعيات نشطة

إلى جانب الحضور الاقتصادي والاستثماري، فإن “حزب الله” بنى خلال العقود الماضية علاقات واسعة مع جمعيات ومنظمات لها نشاط متزايد ميدانياً، مما يمنحها امتياز التقارب مع المجتمعات المحلية وخصوصاً أن الأقليات الشيعية في قارة تعرف تنوعاً دينياً وعرقياً.

وفي الأعوام الأخيرة اتجهت إسرائيل إلى العودة لأفريقيا حيث طبعت مجدداً علاقاتها مع دول مثل تشاد، في ما بدا وكأنه محاولة لمواجهة تمدد إيران وحلفائها مثل “حزب الله”، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه العودة ستؤدي إلى تقويض نفوذ الجماعة اللبنانية وطهران.

ويرى زين الدين أن “أفريقيا تعد منطقة مواجهة مع إسرائيل العدو التاريخي للعرب حيث تتم عمليات لاختطاف دبلوماسيين إسرائيليين ورجال أعمال مع تسجيل نشاط متزايد للحزب، كما ذكرت بعض المصادر في دول مثل إريتريا وإثيوبيا والصومال وكينيا وتنزانيا”.

وتابع، أن “هناك أيضاً جمعيات شيعية تنشط بكثافة في دول مثل نيجيريا والسنغال ومختلف دول أفريقيا، وهو نشاط ترعاه الجالية اللبنانية ذات النفوذ الاقتصادي والمالي القوي”، مشيراً إلى أن “هناك علاقات متينة مع الصوفية ومنظماتها ذات التأثير القوي في السنغال”.

المزيد عن: حزب اللهأفريقياالشيعةالقارة السمراءالخزانة الأميركيةالعقوبات الغربيةروسيالبنانالولايات المتحدةالألماساليورانيوممعادنتركيا

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00