الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (أ ب) عرب وعالم لماذا أصرت ابنة صدام حسين على نشر مذكراته بخط يده؟ by admin 29 أبريل، 2024 written by admin 29 أبريل، 2024 173 بدأت بـ “رؤيا تحققت” وتضمنت حكاياته في “المعتقل الأميركي” وكشف من وشى به في “بيت العار والخيانة” اندبندنت عربية / صباح ناهي باحث وكاتب عراقي انتهزت رغد صدام حسين ذكرى ميلاد والدها في 28 أبريل (نيسان)، الذي كان يعد يوماً سنوياً واحتفالاً لعائلتها وللحكم قبيل العام 2003، لتنشر ما وصفته بـ “المذكرات الخاصة” التي كتبها أثناء وجوده في “المعتقل الأميركي” بالعراق بين الأعوام 2003 – 2006. وكانت القوات الخاصة الأميركية اعتقلت صدام حسين في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2003 في قضاء الدور بتكريت مسقط رأسه بوشاية من مرافق قريب، وأعدم في 30 ديسمبر 2006. وفي إطار تبريرها لنشر المذكرات على منصة “إكس” اشتكت رغد لأبيها من أن “العراق ليس بخير”، لكن وعدته أن “يكون بخير”. كما أنها اشتكت من أن دور النشر لديها “محاذير من نشرها”. خط يده الملاحظة البارزة عن تلك المذكرات إنها آثرت نشرها كما وردتها من والدها من الصليب الأحمر بخط يده، والتي سبقها الكثير من الكتابات والمذكرات التي اتهمتها بالتحريف والاجتهاد في الصياغة ولم تجعلها ترتقي للأمانة في نقل التفاصيل التي عاشها في سجنه الذي أمضى فيه منذ لحظة اعتقاله حتى إعدامه ما يزيد عن 3 سنوات تخللتها محاكمة طويلة أدت إلى إعدامه. ويبدو أنها فضلت نشر المذكرات كما وصلتها من أبيها من دون أن تتدخل في تحرير الصفحات وطباعتها، في مؤشر على أنها ربما تعتقد على أن نشرها بهذه الطريقة سيكون له تأثير أكثر لدى جمهوره في العراق والعالم العربي. صدام حسين في إحدى جلسات محاكمته (أ ب) ولكون رغد الابنة الكبرى للرئيس العراقي الراحل بعد مقتل ولديه عدي وقصي في الموصل، أضحت الناطقة باسم العائلة رغم وجود والدتها السيدة ساجدة خير الله طلفاح المقيمة في الدوحة، والزوجة الثانية لصدام حسين السيدة سميرة الشهبندر، المعتكفة حالياً في منفاها واعتادت أن لا تصرح بأية معلومات عن زوجها منذ خروجها إلى سوريا ولبنان واختفائها الاختياري، مما مهد لرغد صدام حسين بحكم تكوينها القيادي ممارسة دور الوريثة الأولى لوالدها، وتحظى بالطاعة من أسرتها الصغيرة والكبيرة معاً بعد أن فوضها والدها التصرف بمذكراته، وها هي تنشر الجزء الرئيس منها بخط يده. استهلت المذكرات بحلم بدأت رغد بنشر الرسالة الأولى لوالدها بدءاً من الخامس من شهر مايو (أيار) 2004 على صورة حلم يرويه لابنته يحمل في طياته طرفة. وفي تفاصيل الحلم بحسب المذكرات أنه كان وقت صلاة الصبح، حيث رأى وكأنه يجتمع مع عراقيين وفجأة سقطت “صرة من قماش من داخل بنطاله”. وأوضح أن “الكومة كانت عبارة عن بيجامة كاملة وداخلها فانيلة”، وعندما رآها أحدهم علق “كيف تتحمل كل هذا داخل بنطلونك ولا تتضايق”، ويشير إلى أنهم ضحكوا وبعدها استيقظ للصلاة. ويكمل لابنته كيف جاء طبيبان أميركيان ليعانوا حالته، وعلق على أحدهما: “كان متعجباً كيف أتصرف بهدوء”، بينما يشكو مرضى آخرون من أبسط الأعراض”، موضحاً “ابتسمت ولم أعلق بشيء”. وفسر صدام حسين الحلم الأول على أنه يدل على دخوله المستشفى أو احتمال إجراء عملية جراحية لإزالة “شيء مؤذ من جسمه”، وتبين لاحقاً صحة رؤيته، حيث تم نقله إلى المستشفى وتشخيص وجود حصى في المرارة تهدد الكبد والمعدة، مما استدعى تدخلاً طبياً. رغد صدام حسين وخلفها صورة والدها (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية – مواقع التواصل) نقله إلى المستشفى وفي مذكرات اليوم التالي يروي علاقته بالأطباء الأميركيين لا سيما طبيب اسمه “جورج” أبدى اهتماماً بمجيئه أو غيابه وكيف خضع لعلاج ورافقه قلق الأطباء قبيل إجراء عملية له من دون أن يحدد طبيعتها. ثم يواصل الكتابة عن تفاصيل حديثه مع الأطباء لتشخيص حالته الصحية، وإبلاغهم إياه أنه سيتم نقله إلى المستشفى بطائرة مروحية حفاظاً على سلامته، ما دفعه إلى الاستنتاج أن “المقاومة نشطة وقادرة على الوصول إلى أهدافها”. وتمضي رغد في سرد مذكرات والدها الذي بدا مدركاً لأزمته في السجن، واعتلال صحته وتدهورها التي تتطلب علاجاً ليس كما كان يتوقعه وهو على عرش بغداد ومستشفى ابن البيطار المجهز بأهم الأطباء العراقيين والأجهزة الحديثة، فهو الآن تحت رحمة أطباء لا يعرفهم ولا يثق بهم لكنه مضطر للخضوع لفحوصاتهم وأدويتهم، رغم تأكيد الطبيب جورج وتطميناته، وبات يفكر بآلام المرارة وحصى الكبد: “عدت أدقق في شكوك الأطباء حول المرارة واحتمال وجود حصى فيها، والكبد واحتمال إصابته، ولكن قياساً إلى النشاط الذي أنا عليه بما في ذلك ري الحديقة مرتين في اليوم (…) لا يوحي بإمكانية مرض كامن”. وتساء صدام حسين إن كانت آلامه بسبب “الضرب” الذي تعرض له في أنحاء جسده وأن ذلك أثر على صحته. الصحة والنظافة وينشغل صدام طويلاً في مذكراته بصحته وتفاصيل الفحوصات التي خضع لها، ونوع الطعام الذي قدم له مؤكداً “إن النظافة بالنسبة لي من بين أهم ما ينبغي أن يراعى في الحياة، كواحدة من ضرورات إدامتها بعد التوكل على الله، وقد حافظت على هذا المبدأ وحاولت أن أعلمهم أهميتها” متابعاً “وجدت البورتوريكيين أنظف من الأميركيين نسبياً، وكانوا ينتبهون إلى إجراءاتي في الوقاية والنظافة، أكثر من الأميركيين، ربما لأن جزيرتهم سياحية أو لأصلهم العربي، أو لتعلم أجدادهم هذا من العرب الذين كانوا في الأندلس، فنقلت إليهم عبر الأجيال”. علاقاته مع الحراس ويسهب صدام حسين في قصاصاته المكتوبة بلغة عربية لافتة ليروي جوانب من علاقاته مع حراسه وكيف تعامل معهم بلطف ليكسب ودهم مع إعجابه بالبورتوريكيين دون غيرهم، الذين يكونون له “الود” لأصولهم العربية أو معرفتهم بالثقافة الأندلسية التي تفسر نظافتهم في المعتقل، واهتمامه المفرط في بيئة المعتقل وري الأشجار التي نالت الكثير من صفحات مذكراته، ثم تحول خطابه ورسائله للتضرع وكتابة الأدعية. كانت العادة جرت قبل الإطاحة بنظامه عام 2003 أن تقام احتفالات واسعة بيوم مولد صدام حسين (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية – مواقع التواصل) وتتضمن المذكرات أيضاً مجموعة من الأشعار، بعضها للمتنبي وبعضها لغيره، تتناول مواضيع العفو وإعادة الحق والقصاص. ولم ينس استذكار حبيبته ومناجاته لها متسائلاً في إحدى قصاصات الصليب الأحمر الورقية التي حصلت عليها رغد: “هل جربّ أحدكم أن ينظر إلى عينها بصورة مباشرة، في لحظة يرى حبيبته بعد أن يصف كيف يعاني في الفراق جوى، حبيبتي يا عين وأهداب وإباء، وهل يمكن لجراحك أن تشفى؟”. ثم يعود ليكرر في الرسالة نفسها ما قال له الطبيب الأميركي عن صحته وتراجعها والحاجة لتدقيق إشعاعي وإلكتروني، مع الإسهاب عن نقله بالطائرات إلى المستشفيات التي نظمها الجيش الأميركي في مناطق مجهولة لإجراء الفحوصات والمعاينة. “بيت الخيانة والعار” وفي إحدى أوراقه يكشف صدام حسين اسم قريبه الذي وشى به واصفاً مكان اختبائه بـ “بيت الخيانة والعار”: “هو بيت قيس نامق جاسم في مدينة الدور، كنت أشرب القهوة، وإن كان بصورة متقطعة وغير موصولة، بعد أن تركتها قرابة الشهرين قبل ذلك، ولكنني عندما كنت في بغداد قبل أن اضطرتني ظروف الغزو ودخول جيوش العدوان بغداد بيومين أن أرحل منها”، موضحاً أنه لم يكن يشرب القهوة بمفرده وإنما في مجلس الأحباب والرفاق مع السيجار، مضيفاً “بعد أن اكتشفت النخلة الجديدة في الثيل (نوع نباتي عشبي) أتاح لي ذلك الجلوس على كرسي، مما جعلني أدقق في الثيل بحثاً عن أي شيء جديد، وسروري بالاكتشاف جعلني أرغب في شرب فنجان قهوة”. ويعود صدام حسين ليسهب في الحديث عن أحلامه مستذكراً بعض أفراد أسرته وآخرين واستذكار أمجاد هوت ولم تعد قابلة للإصلاح. المزيد عن: العراقصدام حسينرغد صدام حسينمذكرات صدام حسين 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية next post الحكومة الإسرائيلية تترقب بقلق مذكرة اعتقال لنتنياهو You may also like قرابة 2 مليون إسرائيلي تحت خط الفقر في... 21 ديسمبر، 2024 أكراد سوريا أمام تحدي الحكم الجديد وتهديد أنقرة 21 ديسمبر، 2024 “خط الجثث”… شهادات غزيين مرعبة للممر الوهمي 21 ديسمبر، 2024 صفقة الأسرى رهن تفريغ الأراضي الفلسطينية من القيادات 21 ديسمبر، 2024 بعد “حماس” و”حزب الله”… أنظار نتنياهو على إيران... 21 ديسمبر، 2024 أميركا في لبنان… بين الحضور التاريخي والتدخلات الحديثة 21 ديسمبر، 2024 واشنطن تبلغ الشرع بإلغاء المكافأة المالية المعروضة لاعتقاله 21 ديسمبر، 2024 الجيش الإسرائيلي يقول أنه يدعم تعزيز قوات السلطة... 21 ديسمبر، 2024 الشرع لـ«الشرق الأوسط»: سوريا لن تكون منصة قلق... 21 ديسمبر، 2024 بري لـ«الشرق الأوسط»: انتخابات الرئاسة في موعدها… ولا... 21 ديسمبر، 2024