الأنفاق واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في غزة (رويترز) عرب وعالم لحروب الأنفاق تاريخ وهذا ما تواجهه إسرائيل في غزة by admin 23 نوفمبر، 2023 written by admin 23 نوفمبر، 2023 157 أنشئت فرق متخصصة من الجنود قصيري القامة خلال حرب فيتنام وكان واحدهم يحمل مسدساً ومصباحاً يدوياً اندبندنت عربية ؛ فيديل سبيتي استخدمت المساحات الجوفية خلال المعارك والحروب منذ العصور القديمة، وفي العصر الحديث كان للأنفاق دور كبير في معارك الحرب العالمية الأولى إلى الحرب في أوكرانيا، حيث الأنفاق العميقة الطبيعية أو التي حفرها الجنود في ماريوبول. واستخدمت الأنفاق خلال الحرب الأهلية الأميركية في مدينة فيكسبيرغ بولاية مسيسيبي عام 1863 ومدينة بطرسبورغ فيرجينيا عام 1864، وأدت أدواراً كبيرة خلال حرب فيتنام حيث استخدمها الـ “فيتكونغ” قصار القامة مما اضطر الجيش الأميركي وقبله الجيش الفرنسي إلى إنشاء فرق متخصصة لحروب الأنفاق تضم جنوداً قصيري القامة وسريعي الحركة، يحاربون في أميال من شبكات الأنفاق، وأطلق على هؤلاء الجنود اسم “فئران الأنفاق”، وكان واحدهم يحمل مسدساً ومصباحاً يدوياً فقط كسلاح في هذه الأماكن المظلمة والضيقة والتي يتقن الفيتناميون استخدامها بصورة فعالة، ثم استخدم تنظيما “القاعدة” و”داعش” في أفغانستان وسوريا والعراق. أنفاق غزة وكان تدمير مجمعات الأنفاق الممتدة تحت قطاع غزة أحد أهداف الحروب البرية السابقة التي خاضها الجيش الإسرائيلي على القطاع خلال عامي 2008 و2014، ويشاع أن هناك أكثر من 300 ميل من الأنفاق ادعت إسرائيل أنها دمرت 60 ميلاً منها عام 2021 خلال حملة قصف استمرت 11 يوماً. ويقول رئيس دراسات الحرب الحضرية في معهد الحرب الحديثة للأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة التابعة لوزارتي الجيش والدفاع جوت سبنسر إنه ولو لم يتم إعادة بناء هذه الأنفاق أو استبدالها فهذا يعني أنه لا تزال هناك مئات الأميال من البنية التحتية المعقدة والعميقة للأنفاق في غزة. ويقول محللون استراتيجيون إن “حماس” وضعت قيادييها ومقاتليها ومقارها واتصالاتها وأسلحتها وإمداداتها مثل الماء والغذاء والذخيرة في مجمعات أنفاقها استعداداً للهجوم البري، وستسمح للمقاتلين بالتنقل بين سلسلة من مواقع القتال بأمان وحرية تحت المباني الضخمة حتى بعد أن يقصفها الجيش الإسرائيلي بقنابل تزن عشرات الأطنان. ويضيف سبنسر في تحليله على موقع الأكاديمية العسكرية الأميركية للحروب الحديثة أن هناك وحدات متخصصة في الجيش الإسرائيلي مثل وحدة “ياهالوم” التابعة لفيلق الهندسة القتالية، وهي وحدة “كوماندوز” من النخبة يتخصص جنودها في العثور على الأنفاق وتطهيرها وتدميرها، وتضم القوة الكبيرة وحدات تابعة مثل “سيفان” تتدرب على التعامل مع تهديد الأسلحة غير التقليدية، ووحدة “سمور” التي تتخصص في دخول الأنفاق وتطهيرها وتدميرها. وتعد “ياهالوم” واحدة من أكبر الوحدات في العالم التي تقوم بتدريب وتجهيز وتجريب وتطوير طرق جديدة للتعامل مع الحرب السرية، ويضاف إليها وحدة الكلاب “أوكيتس” المدربة على العمل تحت الأرض، ولدى الجيش الإسرائيلي والشرطة وأجهزة الاستخبارات وحدات خاصة مثل “سايريت” و”متكال” و”يمام” متخصصة في التعامل مع المقاتلين تحت الأرض. ويقول بعض الصحافيين الذين زاروا أنفاق غزة أنها تحوي مولدات طاقة ونظام تهوية متقدم وأنابيب مياه ومخزونات من المواد الغذائية من شأنها أن تسمح للمقاتلين بمقاومة التحديات مثل الإرهاق والضعف وما قد ينتج من حصار وعزل طويلين. ويرى الأكاديمي العسكري سبنسر أنه من الناحية الهجومية تسمح أنفاق “حماس” بتنفيذ هجمات محمية ومفاجئة والتسلل خلف مواقع الجيش الإسرائيلي، وستسمح الأنفاق المترابطة تحت المناطق الحضرية للمقاتلين بالتحرك بسرعة بين مواقع الهجوم المجهزة بمخابئ بنادق القناصة والذخائر المضادة للدبابات والقنابل اليدوية وغيرها من الأسلحة والذخائر، وبرأيه أن الأنفاق ستشكل العنصر الحيوي في استراتيجية حرب العصابات التي تنتهجها “حماس”، وسيشكل مقاتلوها فرقاً صغيرة من الصيادين والقتلة تتحرك تحت الأر، وتنبثق وتضرب ثم تعود سريعاً للنفق. في داخل شبكة الأنفاق ومن المستحيل التنفس من دون وجود خزانات الأكسجين في الأنفاق، بحسب عمقها وتهويتها، وقد يكون من المستحيل أيضاً الرؤية، وتعتمد معظمها على نظارات الرؤية الليلية العسكرية وعلى بعض الإضاءة المحيطة ولا يمكن التحرك فيها عندما تكون الإضاءة غائبة تماماً، وأي معدات ملاحة واتصالات عسكرية تعتمد على إشارات الأقمار الاصطناعية أو إشارات خط البصر لن تعمل تحت الأرض، ويمكن للسلاح الذي يتم إطلاقه في مساحات صغيرة من الأنفاق، حتى لو كانت البندقية، أن يحدث تأثيراً ارتجاجياً يضر مطلق النار جسدياً. وتستخدم وحدات استطلاع الأنفاق أجهزة استشعار أرضية وجوية ورادار اختراق الأرض ومعدات الحفر وأنظمة أخرى للعثور على الأنفاق، كما أن هناك أجهزة راديو وتقنيات ملاحية تعمل تحت الأرض، ونظارات رؤية ليلية تستخدم التقنيات الحرارية وغيرها للرؤية في الظلام الدامس، ومجموعة من الروبوتات الطائرة أو الزاحفة من بعد أو التي يتم التحكم فيها سلكياً ويمكنها النظر إلى الأنفاق ورسم خرائط لها من دون المخاطرة بالجنود. ويضيف سبنسر، “ليست كل الأنفاق والمخابئ العسكرية متماثلة، ولقد رأيت بنفسي هذا التنوع الكبير حيث كنت في أنفاق الغزو الكوري الشمالي التي تم اكتشافها في كوريا الجنوبية والمخابئ العسكرية العراقية والمخابئ والأنفاق الدفاعية في ناغورنو كاراباخ وأنفاق ’حزب الله‘ على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية. ومن المهم الإشارة إلى سمتين نموذجيتين لأنفاق “حماس”، أولها أنها جميعها ضيقة جداً، ويرجع ذلك لحد كبير إلى الجوانب الخرسانية الجاهزة التي تفضلها “حماس” لبنائها، ويبلغ متوسط ارتفاع نفق “حماس” مترين فقط وعرضه متراً واحداً مما يجعل الدخول إليه والتحرك والقتال فيه صعباً للغاية، وثانيها أنه بسبب التقدم الذي أحرزته إسرائيل في كشف الأنفاق وتدميرها فقد حفرت “حماس” أنفاقها بشكل أعمق، ففي عام 2020 عثرت إسرائيل على نفق تابع لـ “حماس” ينحدر بعمق 230 قدماً تحت سطح الأرض، وهو أعمق نفق تم العثور عليه حتى تلك النقطة. هل يمكن ضرب الأنفاق تحت غزة؟ كتب المراسل الإخباري المباشر لقناة “سكاي نيوز” الإنجليزية جيس شارب في الـ 16 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أن أحد أكبر التحديات التي تواجه القوات الإسرائيلية خلال عمليتها البرية في غزة هي الشبكة الضخمة من الأنفاق تحت الأرض التي تستخدمها “حماس”، ويقول إن الشبكة يبلغ طولها مئات الكيلومترات وعمقها 80 متراً، وأن أكثر من 200 رهينة إسرائيلي محتجزون داخل أنفاق ليس من السهل العثور عليها، وغالباً ما تكون مخبأة تحت المباني. وقال الخبير العسكري كريس موريس لمراسل “سكاي نيوز” إنه يمكن للقوات الإسرائيلية إغلاق الأنفاق عبر تجريفها أو إلقاء المتفجرات فيها، مضيفاً “ببساطة فإن القنبلة الرغوية أو القنبلة الإسفنجية هي جهاز كيماوي متخصص يطلق دفعة من الرغوة المتمددة التي تتصلب بسرعة، وسيستخدمها الجيش في إغلاق فتحات الأنفاق حين يتم العثور عليها، إذ إنه من الواضح إخفاء هذه الفتحات بطريقة ممتازة”. وهناك طريقة جر مياه الصرف الصحي في الأنفاق، وكذلك الأسلحة التي يمكن إسقاطها من الجو مثل الصواريخ المخترقة للتحصينات. كما طورت إسرائيل تكتيكات خاصة للتعامل مع الأنفاق بمجرد اكتشافها، ولديها مجموعة واسعة من الذخائر مثل GBU-28 التي يمكن أن تخترق الأرض لمسافة 100 قدم أو من خلال 20 قدماً من الخرسانة. وتمتلك القوات البرية للجيش الإسرائيلي أيضاً أنواعاً عدة من المتفجرات التي تستخدم في هدم الأنفاق أو إغلاقها، ولديها أيضاً كثير من الجرافات التي يمكنهم استخدامها لإغلاق الأنفاق، وهو تكتيك استخدمه مشاة البحرية الأميركية عندما أغلقت على المدافعين اليابانيين في كهوفهم وأنفاقهم خلال الجزء الأخير من معركة إيو جيما عام 1945. وعندما اكتشفت أنفاق متعددة لـ “حزب الله” على طول الحدود الشمالية لإسرائيل خلال عملية الدرع الشمالي عام 2017، سكب الجيش الإسرائيلي شاحنات محملة بالأسمنت الرطب لإغلاقها، ومن المعروف أن مصر تحاول تحييد أنفاق التهريب العابرة للحدود التابعة لحركة “حماس” على طول حدودها مع غزة من طريق إغراقها بمياه البحر ومياه الصرف الصحي، لكن الحقيقة الصعبة هي أن عمق وحجم أنفاق “حماس” في غزة سيتجاوز القدرات المتخصصة لإسرائيل. وبرأي بعض المحللين العسكريين فإن العثور على أنفاق “حماس” وتدميرها لن يكون بالأمر السهل لأسباب عدة، أولها أن جغرافية قطاع غزة ليست مثل التضاريس الجبلية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في أفغانستان، على سبيل المثال، حيث أسقط الجيش الأميركي عام 2017 أقوى قنبلة أميركية غير نووية وهي GBU-43/B الضخمة التي تزن 21600 رطل على كهف ومجمع أنفاق لـ “طالبان” و”القاعدة”، وعلاوة على ذلك فمن المرجح أن تضع “حماس” الأسلحة والمتفجرات في الأنفاق مما يمكن أن يؤدي إلى انفجارات غير مقصودة. ومن المنتظر أيضاً أن تضع “حماس” المدنيين والرهائن في أنفاقها كدروع بشرية، وكل هذا يعني أنه سيتعين على إسرائيل اتباع نهج مختلف تجاه كل من الأنفاق التي ستكتشفها. لا يوجد حل موحد لمشكلة الأنفاق بالنسبة إلى القوة البرية إسرائيلية، وهي بلا شك واحدة من أكبر التحديات التي ستواجهها في غزة، وسيتطلب التعامل مع كل نفق مزيجاً من القدرات، وهناك شيء واحد مؤكد وهو أن التغلب على التحديات التي تفرضها الأنفاق سيتطلب كثيراً من الوقت، بحسب محللين عسكريين متمرسين في حروب الأنفاق حول العالم. المزيد عن: الأنفاقأنفاق غزةحرب القطاعحماسالحرب العالمية الأولىالحرب الأهلية الأميركيةالجيش الإسرائيليأفغانستانسورياالعراقفيتنام 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post شوقي بزيع يكتب عن: الثلاثي المؤسس لشعرية فلسطين والمدافع عن هويتها next post معاناة غالبية النساء في مكان العمل بسبب أعراض الحيض You may also like قصة حركة “حباد” المرتبطة بمقتل الحاخام الإسرائيلي في... 27 نوفمبر، 2024 3 نقاط استجدت على الوساطة الأميركية جعلت نتنياهو... 26 نوفمبر، 2024 إسرائيليون ينقبون في إثيوبيا عن مملكة يهودية مزعومة 26 نوفمبر، 2024 بايدن يؤكد: إسرائيل ولبنان وافقتا على وقف إطلاق... 26 نوفمبر، 2024 ماكرون يدعو لبنان “لانتخاب رئيس” بعد اتفاق وقف... 26 نوفمبر، 2024 مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة... 26 نوفمبر، 2024 ما سر استبعاد مئات الإخوان من قوائم الإرهابيين... 26 نوفمبر، 2024 “إنهاء نظام خامنئي الخيار الوحيد أمام إسرائيل في... 26 نوفمبر، 2024 ماذا نعرف عن بنود الاتفاق بين حزب الله... 26 نوفمبر، 2024 وزير المالية الإسرائيلي يدعو لخفض عدد سكان غزة... 26 نوفمبر، 2024