ثقافة و فنونعربي كيف كان جورج أورويل ليتعامل مع أحداث اليوم؟ by admin 3 مارس، 2021 written by admin 3 مارس، 2021 27 أصبحت “الأورويلية” تعني كل ما يريده الناس أن تعنيه – بعدما اقترضها اليمين واليسار وتقاذفاها في ما بينهما. في هذا المقال، يستعرض جون رينتول مجموعة جديدة من الأعمال غير المعروفة التي تكشف حقيقة أورويل اندبندنت عربية / جون رينتول معلق سياسي @JohnRentoul أعتقد أنكم تفهمون الآن سبب إعجابي الدائم بجورج أورويل، اسمه الحقيقي هو بلير. فعلى الرغم من أنه كان يسارياً، لم يتوان لحظة واحدة في التشكيك بالممارسات الباذخة والأشكال الخطابية للأنظمة اليسارية. لقد كان ضد الحكم الشمولي لليمين واليسار على السواء، لكنه شعر بخيانة القيم والمبادئ اليسارية على نحو أكثر حدة، وهذا ما يفسر الحالة الشعورية القوية لمضمون روايتي “مزرعة الحيوان” (Animal Farm) و “1984”. من الواضح إذاً أن أورويل بطل في عيون كل من ظن بيننا أن حزب العمال الجديد هو الأفضل، وإيريك بلير الذي يحمل الاسم نفسه (لرئيس الوزراء البريطاني السابق، بلير) هو رئيس حكومة جيد. لكن أورويل لم يكن “وسطياً” وأتصور أنه كان ليعترض على المصطلح، كون المصطلحات وكيفية استخدامها هي واحدة من اختصاصاته الكثيرة. والأرجح، كان لدى أورويل ما يقوله عن الاستخدامات الدعائية لبعض ألفاظ حزب العمال الجديد. وقد كان لديه بالفعل ما يقوله، ففي المقال الذي نشره عام 1946 بعنوان “السياسة واللغة الإنجليزية”(Politics and the English Language)، تحدث جملةً وتفصيلاً عن “التقدمية”، إحدى الكلمات المفضلة في قاموس توني بلير، وأدرجها ضمن قائمة الكلمات المستخدمة “في معظم الحالات على نحو أقل أو أكثر صدقاً”. ومن خلال الطريقة التي انتقى بها بيرني ساندرز كلماته أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية عن الحزب الديمقراطي في السنوات الأخيرة، يتضح ما كان يقصده أورويل بعبارة، تعني كل ما يريده الناس أن تعنيه، وبقوله: “من يستخدم هذا النوع من الكلمات يمتلك تعريفاً خاصاً به لكل كلمة، لكنه يسمح لمستمعيه بأن يعتقدوا أنه يعني بها شيئاً آخر تماماً”. إذاً، لا، لم يكن أورويل وسطياً أو تقدمياً، لأنه كان ليريد أن يتوقف إلى الأبد ويجادل بشأن معاني مثل هذه المصطلحات، لكنه كان يصف نفسه بـ”الاشتراكي” مع أنه كان يزدري حاملي راية الدفاع عن النزعة التسلطية باسم الاشتراكية. غالباً ما كان يعتبره المحافظون “واحداً منهم”، حيث كانت معاداته للشيوعية تصب في مصلحة اليمين خلال الحرب الباردة، في الوقت الذي كان فيه كليمنت أتلي (رئيس وزراء بريطاني سابق) معادياً صريحاً وشرساً للشيوعية. وفي الآونة الأخيرة، اقتبس المحافظون الليبراليون كلام أورويل في إطار حملتهم الاحتجاجية ضد القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا. وقبل حلول عيد الميلاد، نظر النائب المحافظ، ديزموند سواين، إلى صورة رئيس الحكومة المعروضة على شاشة كبيرة في مجلس النواب وقال بأعلى صوته، “صرت أحب الأخ الأكبر”، وفي كلامه إشادة واضحة بقوة أفكار أورويل التي يأخذ بها الطرف الآخر من دون أن تجعل منه واحداً من هذا الطرف. ومَن منكم يبحث عن أورويل الحقيقي، عليه أن يقرأ مجموعة جديدة من “أعماله القصيرة الأقل شهرة” التي جمعها كول ديفيس ونشرها هذا الشهر تحت عنوان “الانتقام مر” (Revenge is Sour). وبالنسبة إلى العنوان المأخوذ من مقال صدر لأورويل عام 1945، فهو تأمل جيد في كيفية تخلي ضحايا الظلم والعدوان عن رغبتهم في الانتقام لعدم احتياجهم لها. في تلك الفترة، لم يكن هذا الكلام سؤالاً فلسفياً مجرداً، إنما هو سؤال عملي حول ما يجب فعله بشأن ألمانيا وحلفائها المهزومين. أما الكتاب، فهو بوتقة رائعة من المقالات التي يمكن أن تثير اهتمام كل من تسول له نفسه الذهاب إلى أبعد مما هو “معروف” عن أورويل، وكل من يرغب في التأكد بشكل مأمون مما إذا كان الروائي الشهير واحداً منا أو منهم. ومن بين المعايير التي اعتمدها ديفيس لضم هذا المقال أو ذاك إلى الكتاب، هو مدى إظهار محتوى كل نص لـ”تطور أورويل ككاتب”، فضلاً عن “الأهمية الحالية” و”الندرة” و”التميز”. ومن هذا المنطلق، يبدأ ديفيس كتابه باستعراض “زنزانة” (Clink)، المقال الصحافي الغريب الذي كتبه أورويل عام 1932، وتحدث فيه عن نظام العدالة الجنائية بثوب سكير مُعدم، “انطلقت بعد ظهر يوم السبت نحو طريق “مايل أند” وفي جيبي أربعة أو خمسة شيلينغات. كان في نيتي شرب الكحول حتى الثمالة وكان في اعتقادي أن سكان الجزء الشرقي من لندن أقل تساهلاً مع السكارى”. وجاء هذا المقال في أعقاب انتشار موضة التشرد لغرض المراقبة الاجتماعية، لكنه لم يحقق النجاح الذي كان يتوقعه له أورويل. كان من المفترض به أن يسلط الضوء على الطريقة المزرية التي تعامل بها الطبقات الدنيا في المملكة المتحدة، لكنه أظهر بدل ذلك لطافة الشرطة والمسؤولين في المحاكم، الأمر الذي دفع بالقراء إلى بدء التشكيك في أخلاقيات أورويل والسبب الذي حدا به إلى الإساءة لنفسه بهذه الطريقة. وقد كان لمقال “زنزانة” الذي بقي من دون نشر طوال حياة أورويل، الفضل في تحسين مستوى هذا الأخير وإنجاح أول كتاب صدر عنه العام التالي، وتناول فيه موضوعاً مشابهاً تحت عنوان، “متشرد في باريس ولندن” (Down and Out in Paris and London). وصحيح أن “زنزانة” يظهر وجود تصميم قوي على التطرق إلى المواضيع الشائكة وصدق في التعبير عن مشاعر أورويل مراراً وتكراراً في المجموعة، لكنه غير سياسي بشكل غريب، وهذا يتناقض تماماً مع دوافعه الواضحة لفهم الفقر ومحاربته. وكما عبر عنها أورويل في مقال لاحق، أو بالأحرى في مقدمة النسخة الأوكرانية من روايته “مزرعة الحيوان”، “لغاية العام 1930، لم أكن أعتبر نفسي اشتراكياً. والحقيقة أنه لم يكن لدي بعد آراء سياسية محددة المعالم. ويمكن القول إنني أصبحت مناصراً للاشتراكية بسبب شعوري بالاشمئزاز من تعرض فقراء العمال الصناعيين للقمع والإهمال، لا بسبب إعجابي النظري بمجتمع مخطط له”. وكانت مقدمة ديفيس ممتازة لناحية تسطيرها وتعقبها مسيرة تطور الفكر السياسي لأورويل، حيث إن الحرب (الأهلية) الإسبانية منحت أورويل صفاء الذهن. “فاهتمام هذا الأخير بالمواضيع الأدبية لم يحل دون انضمامه إلى الجبهة المقاومة لقوات فرانكو، وكان، بحسب ديفيس، جندياً مقداماً”، لا بل “مغامراً بسلامته” حيث تلقى رصاصة في العنق من قناص، “وضع رأسه حرفياً فوق المتراس”. ولم تكتف الحرب بإبعاد أورويل عن المسالمة التي كان ينادي بها في بداياته، أسهم القمع الذي مارسته القوات الستالينية على حلفائها السابقين في الحركة المناهضة لديكتاتورية فرانكو في دفع أورويل “نحو الثأر الأدبي المتواصل من الشمولية”. وفي كتابه “بلادي يسار أو يمين” (My Country Right or Left) الصادر في خريف 1940، أعرب أورويل عن تردد مفاجئ حيال رفع السلاح في وجه النازية، “إذا كان علي أن أدافع عن أسبابي لدعم الحرب، أعتقد أنه بإمكاني ذلك. فما بين مقاومة هتلر والاستسلام له، ليس هناك من بديل حقيقي؛ ومن وجهة نظر اشتراكية محضة، أود أن أقول إنه من الأفضل مقاومته”. وفي كثير من الأحيان، تظهر أوجه تشابه واضحة بين خلافات اليوم وكتابات أورويل، هو الذي اعترف “بوطنيته”” على الرغم من كرهه للقومية، فقد قال، “لا علاقة للوطنية بالسياسة المحافظة” و”سأخلص لإنجلترا في عهد شامبرلاين وإنجلترا الغد”. وفي ما يخص الاضطرابات والجدالات التي يثيرها حزب العمال حالياً حول العلم، فهي ليست بجديدة. لكن رؤية أورويل لإنجلترا الغد لم تكن تحديداً الرؤية التي يعتمدها حزب العمال الجديد، “وحدها الثورة قادرة على إنقاذ إنجلترا، وقد كان هذا الأمر واضحاً لسنوات. لكن الثورة بدأت الآن، والأرجح ألا تواصل تقدمها بشكل سريع إلا إذا نجحنا في إبقاء هتلر بعيداً عنها. ولو استطعنا الصمود لعامين، أو ربما عام واحد، سنشهد تغيرات وسيكون وقع هذه التغيرات مفاجئاً على الحمقى الذين يفتقرون إلى البصيرة. وأجرؤ على القول إنه ينبغي للدم أن يسيل في قنوات لندن ومزاريبها. حسناً، دعوا الدم يسيل إذا كان ضرورياً. ولو استولت الميليشيا الحمراء على “الريتز”، سأظل أشعر أن إنجلترا التي تعلمت أن أحبها منذ زمن طويل ولأسباب مختلفة، لا تزال بطريقة أو بأخرى صامدة”. ويتمحور المقال حول نشأة أورويل “في أجواء تشوبها النزعة العسكرية” وإحساسه “بشعور خافت بتدنيس المحرمات” في كل مرة كان يعجز فيها عن استرعاء الانتباه أثناء تلاوة النشيد الوطني، “هذا الشعور طفولي طبعاً، ولكنني نشأت على هذا النوع من التريبة بعكس مفكري اليسار الذين “يتمتعون بمستوى عال من الاستنارة” يمنعهم من فهم المشاعر الأكثر اعتيادية”. والغريب كيف يمكن لأورويل أن ينتقل في ظرف عبارات قليلة من قبول سيلان الدم في مزاريب لندن لمصلحة الثورة، إلى احتقار اليساريين البعيدين كل البعد عن “المشاعر الاعتيادية”، فيما كان من المفترض به أن يعلم تماماً ما ينبغي أن تكون عليه “مشاعر الناس الاعتيادية” إزاء تمرد دموي. وفي هذه المجموعة، مقالات عديدة يتطرق فيها أورويل إلى مسائل مزعجة وحرجة. وفيها أيضاً تقييمه الخاص لكتاب (هتلر) “كفاحي” (Mein Kampf) الصادر عام 1940. وعلى حد قول ديفيس: “ليس من غير المألوف أن يكون أورويل سعيداً باتخاذه موقفاً حازماً في أحلك الظروف”. ولا يُضيع أورويل كثيراً من الوقت على الكتاب، مكتفياً به كأداة لمناقشة خلفية “الجاذبية العميقة” التي يتفرد بها هتلر. “يشعر الواحد منا كما لو أنه في حضرة نابوليون، بمعنى أنه يحارب القدر ولا يمكنه تحقيق النصر، وإن كان يستحقه بطريقة أو بأخرى. ومن شأن موقف كهذا أن يجذب الاهتمام الكثير، ولهذا يتمحور نصف ما نشاهده من أفلام حول بعض هذه القضايا”. وما يُميز أورويل عن غيره من الكتاب، أنه من خلال محاولته فهم انجذاب هتلر للشعب الألماني وتعويله على مشاعره الشخصية لسبر أغوار الموضوع، يخاطر بالوقوع في فخ الاستخفاف والاستهزاء. ويعود أورويل ويكرر هذا الأمر في مقال له عن معاداة السامية في بريطانيا أوائل العام 1945، أي قبيل انتهاء الحرب. وفي هذا المقال، يبحث أورويل في أسباب “عدم تحصنه إزاء هذا النوع من المشاعر”، باعتبارها وسيلة يمكن بواسطتها “الاستحصال على أدلة تقود إلى جذورها النفسية” ويكتب، “أتحدى أي مفكر معاصر أن ينظر ما بداخل عقله عن كثب وبصدق، ولا ينتشل منه ولاءات قومية وأحقاد من نوع أو آخر… لا أظن أن معاداة السامية ستزول إلى غير رجعة، ما لم يتم التخلص نهائياً من المرض الأكبر ألا وهو القومية”. وبين خلافات اليوم وتلك التي كانت قائمة منذ ثلاثة أرباع قرن مضى، تشابه صادم. ولو أن أورويل يعيش في زمننا هذا، لتسبب مقاله عن معاداة السامية بعاصفة من التعليقات على “تويتر” بدلاً من وابل الرسائل التي اعتاد عليها في زمانه، “في كل مرة كنت أتطرق فيها إلى هذا الموضوع في مقال صحافي، كنت أتلقى كماً هائلاً من “ردود الأفعال”، بما فيها رسائل ثابتة من أشخاص متوازنين من الطبقة الوسطى لا يُواجهون مظالم اقتصادية ظاهرية، كالأطباء مثلاً”. وفي مرحلة ما بعد الحرب مباشرةً، فرضت ثقافة الإلغاء نفسها، وهذه الثقافة هي التي حدت بأورويل إلى الدفاع عن “بي جي وودهاوس” الذي وقع أسيراً في يد الألمان في فرنسا، حيث كان يعيش، وأثار سخط الرأي العام البريطاني بمشاركته في برامج إذاعية “غير سياسية” من برلين عام 1941. ويقال إن أورويل تصرف على هذا النحو بعدما عيل صبره وضاق ذرعاً بالادعاءات التي تردد ذكرها في “رسائل عدة إلى الصحافة” عن إمكانية رصد “ميول فاشية” في كتب وودهاوس. “أحداث 1941 لا تدين وودهاوس بما هو أسوأ من الحماقة. والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا هو، لماذا وكيف تسنى له أن يتصرف بهذه الحماقة؟” برأي أورويل، كل ما في الأمر أن نجاح وودهاوس وإقامته في الخارج “سمحا له بالبقاء ذهنياً في العصر الإدواردي”، وهذا يعني أنه كان ساذجاً في ما يتعلق بطبيعة النازية. وفي ختام المقال، خلُص أورويل إلى أن الدعوات لمحاكمة وودهاوس بتهمة الخيانة هي شكل من أشكال التشريد، “في ظل الظروف الصعبة آنذاك، كان الشعور بالغضب إزاء ما فعله وودهاوس معذوراً ومبرراً، لكن المضي في إدانته بعد ثلاث أو أربع سنوات، وترسيخ انطباع سيء عنه ووصف تصرفاته بالخيانة الواعية، أمر لا يمكن تبريره. وفي تلك الحرب، كانت هناك أمور أكثر إثارةً للاشمئزاز الأخلاقي من المطاردة الحالية للخونة… وفي إنجلترا، كان المحافظون المُنتهجون أسلوب الاسترضاء عام 1938، والشيوعيون الداعمون لهذا الأسلوب عام 1940، ينادون بأكثر أشكال العنف وحشيةً ضد الكفيشلينغ (المتعاملين مع العدو) أو الخائنين”. وهذا التعاطف مع وودهاوس هو أمر متوقع من أورويل الاشتراكي، الذي كان يكره أكثرية الاشتراكيين، والذي كان إنجليزياً بكل ما للكلمة من معنى، مع أنه كان يراقب اللغة الإنجليزية الفعلية من الخارج، على غرار وودهاوس. ومن الملاحظ أن هذه المجموعة من الأعمال الكتابية متنوعة بشكل كبير، ومن شأن هذا التنوع أن يلتقط الصوت الرخيم والمتميز لأورويل في مسيرة تطوره، ويقدم بعض الرؤى غير المتوقعة عن الخلافات الحديثة، من قبيل معاداة السامية والنزعة التسلطية والأخلاق العامة. وما فاجأني في مقدمة النسخة الأوكرانية لكتاب “مزرعة الحيوان” الذي استشهدت به في وقت سابق من المقال، حديث أورويل عن حياته الشخصية عوضاً عن حياته الداخلية ومشاعره. وبذلك، تكون المقدمة التي كتبها أورويل عام 1947 أفضل ملخص قصير عن فكره السياسي بكلماته الخاصة، موضحاً فيه أسباب خيبة أمله من النظام السوفياتي في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وشعوره بالإحباط من الاشتراكيين الغربيين الذين أبوا رؤية النظام على حقيقته، وهذا ما دفعه إلى كتابة القصة. لكن في نهاية المقدمة، تتوقف القوة الدافعة لأدلة أورويل وتفسيراته فجأةً ويكتب، “لا أعلم ما الذي يجب أن أضيفه بعد. وإن كان أحد منكم مهتماً بالتفاصيل الشخصية، أقول له إنني أرمل، ولدي ابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وأقول له أيضاً إنني أمتهن الكتابة وأعمل صحافياً منذ بداية الحرب”. وعند هذا الحد، يتم تذكيرنا بالأخطار التي كانت تحدق بحياة أورويل وأعماله، مع التركيز على كتاب “مزرعة الحيوان” الذي كان السبب في شهرته عام 1945، أي بعد مرور خمسة أشهر على وفاة إيلين، زوجته الأولى التي تبنى معها ابناً وأسمياه ريتشارد، ناهيك عن كتاب “1984” الذي زاد من شهرة أورويل وأبصر النور عام 1949، أي قبل عام واحد فقط على وفاته عن 46 سنة. ولا شك أن هذه المجموعة هي دليل جيد لباكورة أعمال أورويل في حياته القصيرة. وإن كان هناك قاسم مشترك بين مختلف مقالاتها، فهو بطبيعة الحال “بحث أورويل المستميت عن الحقائق الأخلاقية وحتى العاطفية بدلاً من التعقيد السياسي”، يقول المحرر كول ديفيس. وإن كان الإصرار على الوضوح هو ما أعطى كتابات أورويل قوتها، فصفاؤه الذهني واللغوي هو ما عزز موقفه الدفاعي عن قيم الديمقراطية والمساواة في وجه من يدعون أنهم من اليسار. وبناءً على كل ما تقدم، يعد أورويل حاضراً شخصيةً مؤثرة. وأنا لا أقدره لأنه “بليري” أصلي فحسب، بل لأنه متهور في تفكيره أيضاً. فهو تارةً عاطفي وغير واقعي وتارةً أخرى رجعي، وهذا ما جعل منه شخصاً قيماً وما يجعل من مجموعته اليوم جوهرةً تستحق القراءة. يصدر كتاب “الانتقام مر: أعمال قصيرة أقل شهرة” (Revenge is Sour: Lesser-Known Short Works) لجورج أورويل، تحرير وتقديم كول ديفيس، عن دار “فوليتور” (Volitor) للنشر بسعر 13.85 جنيهاً إسترلينياً. © The Independent المزيد عن: أزمة كورونا/الأنظمة الشمولية 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post روايات اللائحة الطويلة لـ”البوكر العربية” تعالج القضايا الراهنة next post جيورجيو فاستا يروي انجراف الفتيان الإيطاليين في الإرهاب You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 1 comment sheriff badges 13 أغسطس، 2024 - 9:41 م Thanks for breaking this down into easy-to-understand terms. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.